116 - معركة ضارية بالكولسيوم (2)

116 – معركة ضارية بالكولسيوم (2)

لم يشعر فلايمر بهذه الإهانة منذ أن انضم لحلف ظل الشيطان قبل سنتين، و هذا اليوم تعرض لأكبر إهانة في حياته كلها و ليس فقط بعدما انضم للحلف

أخرج سيفه الأثري و الذي كان من الدرجة الثالثة، كساحر بقمة المستوى السابع شارف على بلوغ القسم الثاني من مستويات الربط، كان فخورا للغاية و ازدرى كل العباقرة الآخرين بموهبته المدهشة

بعمر الخامسة و العشرين فقط، كان بإمكانه أن يصبح اليد اليمنى لأقدم كبير، و توقع منه الجميع أن يكون الأقدم الكبير القادم و الذي سيخدم ظل الشيطان بشكل مباشر. و ها هو ذا اليوم يكتشف فتى أصغر منه بعقد بموهبة و عبقرية لا يجرؤ على ازدراءها

قبل أن يهجم، فكر في كيفية تنفيذه لخطوته. و هكذا، تذكر فجأة أمرا نسيه بسبب ملاحظته للأسلحة الأثرية و التي جذبت كل انتباهه

سابقا عندما هاجمت الثلاث مجموعات، لم يكن في الحقيقة بإمكان قادة التشكيل الاستجابة بتلك السرعة الهائلة إلا لو كان هناك تنظيما معينا، و أي تنظيم يحتاج لملقي التعليمات. عندها، أخيرا تدارك فلايمر الأمر و حدق في المكان الذي كان به باسل و قادة التشكيل الأربع سابقا. هناك، وجد شي يو تحدق به و بالثلاثة المتبقين معه من دون أن ترمش فتضيع منها أي لحظة

"اللعنة" شتم فلايمر "ابنة العاهرة، كنت أظن أنها مجرد إضافة، لكن من كان يتوقع أنها مخططة قتالاتهم. كان يجب علي البدء بها أولا"

كانت شي يو تهمس بخاتم التخاطر لقادة التشكيل و باسل طوال الوقت، و تخبرهم عن التحركات التي يجب عليهم تنفيذهم، كل خطوة منهم كانت مقررة بناء على حكمها و فهمها الخاص لتحركات العدو. كانت إرشاداتها كاملة و مكتملة من دون عيوب على الإطلاق، لم يكن هناك أي خلل في تعليماتها، لا زيادة و لا نقصان

برؤية فلايمر يلعن، تكلم باسل مرة أخرى "أكبر خطأ قمت به ليس استخفافك بي، و إنما عدم وضعك تشكيلي في عينك و عاملتهم كإضافة. لو أنك تحركت بعقلانية أكثر لكان أتباعك قادرين على الحركة على الأقل حتى الآن"

لعن فلايمر و انطلق بسرعة صارخا "أصمت أيها اللعين. أنتم، كلكم ادعموني، سنقتل هذا الشقي مجتمعين"

*ووش* *ووش* *ووش* *ووش*

انطلق الأربعة مرة واحدة بقيادة فلايمر الذي شحذ طاقته بسيفه الأثري ثم أشار بعينه لواحد من الثلاثة و الذي بدوره أسرع في تفعيل سحره ثم لوح بشكل أفقي بكل ما يملك من قوة نحو مجموعة باسل

بتشوه الفضاء، اختفت مجموعة فلايمر، و فجأة ظهرت عدة نسخ من المجموعة، على اليمين، ثم اليسار، من الأمام، و في الأخير من الخلف

و كل مجموعة تأتي منها نية قتل قاتلة. بمشاهدتهم، لم يتحرك باسل من مكانه، و حرك بدل ذلك شفتيه "لقد قلت لك لا تستهن بتشكيلي، فلو فعلت، ستجد نفسك وسط أهواله"

بناء على كلمات أتت على شكل أفكار منقولة بخاتم التخاطر، تحرك قادة التشكيل الأربع من أماكنهم إلا تورتش الذي حرك يديه رافعا قوسه و ساحبا سهما ناريا، ثم توجه كل واحد من الثلاثة الآخرين نحو اتجاه معين، يمين، يسار، خلف، أما تورتش فوجه سهمه نحو الأمام

اعترض قادة التشكيل الثلاثة طريق الأعداء الثلاثة، كل واحد اعترض طريق واحد. و هذا الشيء جعل فلايمر يصعق تماما، فهم كانوا متخفين بسحر الوهم، و لم يكن ممكنا كشفهم بمثل هذه السرعة. لكن، على عكس ما توقع، وجد أتباعه يتعرضون لهجوم من العدو. في حين، كان هو يستعد ليستقبل سهم تورتش الناري

بسلاحه الأثري من الدرجة الثالثة، كان فلايمر قادرا بكل سهولة على صد سهم تورتش القادم من سلاح أثري بالدرجة الثانية. لكن، لم يكن الحال نفسه مع أتباعه، فهم قد وجدوا صعوبة بالغة في التصدي لقادة التشكيل الثلاثة الممتلكين أسلحة أثرية

اعتقد فلايمر أنه باستطاعته خداع مجموعة باسل بسحر الوهم، لكنه لم يعتقد و لو في أحلامه أن تقنية الوهم هذه ستكشف بكل هذه السهولة

السبب كان بسيطا، باسل الذي يمتلك عنصر التعزيز بالمستوى التاسع، لم يكن بالإمكان خداعه بسحر وهم من المستوى السادس أبدا. لذا، بناء على أوامره هذه المرة عبر خاتم التخاطر، تحرك قادة التشكيل الأربع كما أخبرهم

كان الأمر بسيطا للغاية، لكن بما أن العدو لا يمتلك ذرة معلومة عن حالة باسل الشاذة، فلم يكن بإمكانه توقع أن خطته ستكشف بمثل هذه السرعة

في الحال قام قادة الشتكيل باستخدام أقوى تقنياتهم بأسلحتهم الأثرية و أنهوا أمر الأعداء الثلاثة. كما تراجع تورتش للخلف بناء على أمر باسل الذي تكلم "لقد بقيت لوحدك، ماذا ستفعل؟ ستجرب حظك، أم ستهرب كالدجاجة بينما تنقنق؟"

"أيها الوحش اللعين ! " انقض فلايمر على باسل بكل ما يملك من قوة

شحذ طاقته السحرية لقمتها ثم انطلق كالسهم الضوئي محاولا اختراق باسل بشكل أفقي

قام باسل بالتحرك مستخدما الفن القتالي الأثري فاختفى من أمام ناظر العدو ليظهر بجانبه مرة أخرى قبل أن يركله بركلة خلفية نارية

صد فلايمر هذه الركلة على غير المتوقع، كانت استجابته سريعة للغاية، فشخص بموهبته، كان بإمكانه إدراك تحركات باسل قليلا بعد مشاهدتها لمرتين أو ثلاث فقط

و مع ذلك، بمجرد من أن تصدى للركلة الأولى، حتى تحركت قدما باسل، فقاد الرياح ثم ركبها حتى استطاع مواكبتها في النهاية. ظهر في الجهة المقابلة للتي كان بها سابقا و ركل مرة أخرى فلايمر بركلة خلفية نارية. هذه المرة لم يستطع فلايمر إدراكها، لكنه بمجرد ما أن تعرض للضرب حتى لوح بسيفه بأقصى ما يملك من قوة أثناء تحليقه من شدة الركلة

أصدر تلويحه بسيفه الأثري انفجارا أكبر من الذي يسببه تورتش بسهمه المنفجر، كان هذا الانفجار مدمرا للغاية، و الحلبة التي كانت معدة للمسابقة تعرضت للنسف الكلي

كانت عبارة عن حلبة مدعمة بسحر من المستوى السادس فقط، و بهجمة فلايمر الأخيرة، كان قادرا على محوها كما لو أنها لم توجد أصلا

و مع ذلك، قبل أن تهدأ النيران أو ينقشع الغبار، و أثناء تحليقه بسبب ركلة باسل السابقة. ظهر ظل بسرعة خاطفة خلفه جاعلا إياه يصرخ من الصدمة

*باام*

أتته ركلة خلفية نارية أخرى جعلته يحلق في الاتجاه المعاكس تماما

مع تعرضه لركلة جعلته يحلق بسرعة كبيرة بالأول، تعرض لأخرى استغلت سرعة تحليقه هذه بإضافتها لقوتها التي جعلت درعه السحري بالمستوى السابع يتكسر كالحجارة التي تعرضت للضرب بالفأس

حلق مرة أخرى للجهة المعاكسة من الكولسيوم، تقيأ الدماء كثيرا جراء هذه الركلة. لكن، و من دون راحة، مرة أخرى ظهر باسل خلفه و قام بركلة خلفية أرسلته للجانب المعاكس

و هكذا، استمر باسل في التحرك عبر الفن القتالي الأثري خطوات الرياح الخفيفة ذهابا و إيابا من كلا الجهتين. جعل جسد فلايمر يتحطم تماما من دون إعطاءه أي فرصة ليرد بها، فعندما يدرك أنه رُكِل، يجد نفسه يتعرض لركلة ثانية

تحطمت عظام فلايمر تماما و احترق جسده حتى غاب عن الوعي في النهاية، فتوقف باسل عن التحرك أخيرا

تكلم باسل بداخله بعدما توقف "لا زلت بعيدا كثيرا" ثم تنهد

كان باسل يزيد من سرعته أكثر فأكثر أثناء تنفيذه للفن القتالي الأثري، كانت نيته جعل الركلة الثانية تلحق الأولى. أي عندما يركل العدو من هذه الجهة، يكون باستطاعته ركله من الجهة الأخرى قبل أن يحلق جسده بعيدا بسبب الركلة الأولى. لكن مثل هذا المستوى لن يستطيع بلوغه الآن و لا زال بعيدا

تحرك قادة التشكيل الأربع فقيدوا العشرة الذين نجوا، فواحد منهم مات على يد تورتش، و الآخرين منهم فقدوا الوعي و لم يعودوا قادرين على التحرك

نزلت شي يو من الأعلى و تكلمت مع باسل "سيدي، ما خطوتنا القادمة؟"

أجاب باسل "عالجي واحدا منهم، سنجعل ذلك المغفل يعض أصابعه"

فتحت أبواب الكولسيوم، فوجد باسل الجمهور بأكمله لا يزال بالخارج منتظرا أخبار ما حدث بالداخل. و عندما شاهدوا الكولسيوم من الداخل، تفاجؤوا كثيرا من الدمار الذي وقع، اختفت الحلبة تماما، تعرضت المدرجات للعديد من التهشيم، كما كان الأعداء ممدين على الأرض غير قادرين على التحرك إطلاقا

كلهم سمعوا المعركة التي جرت بالداخل، و الأصوات التي كانوا يسمعونها جعلتهم يرتعدون من ضراوة القتال الذي يجري، خصوصا الانفجار الهائل الذي جعل أجسامهم تقشعر، خصوصا بعدما رأوا ما سببه من دمار

بظهور قاتل الدم القرمزي، تراجع الجميع للخلف من الخوف، لقد تعرض سابقا أمام أعينهم لمثل ذلك الانفجار الذي لا يمكن لساحر أقل من المستوى السادس القيام به، و مع ذلك كان قادرا على الخروج بدون جروح على الإطلاق

لكن، ما لم يعلمه هؤلاء الأشخاص هو أن أولئك الأعداء كانوا كلهم من المستوى السادس إلا واحدا منهم، و كان من المستوى السابع. لو علموا بهذا، لبللوا سراويلهم من الخوف. لكن مع أنهم لم يبللوها الآن، فلا شك أنهم سيفعلون بعدما يظهر العشرات من سحرة المستوى السادس فجأة في إمبراطوريتهم و عالمهم أجمع

*****

كانت ليلة بقمر مكتمل، و خارج المعقل، كان يعم العاصمة الهدوء الكلي، و لم يكن هناك أي قتالات. بغروب الشمس، توقفت المبيعات، كما توقفت الشجارات التي كانت تحدث بين المشترين

و هكذا بدأت الليلة الطويلة

بالمحكمة المركزية

تكلم جندي راكع على ركبة واحدة مع القاضي الأكبر مقدما له خبرا "سيدي، لقد أتى ضيف ما، و يرجوا مقابلتك"

"همم؟" التفت القاضي الأكبر الذي كان يحدق في جهة معقل التشكيل "هل هو فلايمر؟ هل انتهى أخيرا؟"

"هذا..." تلعثم الجندي قبل أن يكمل "في الحقيقة، يبدو أنها الأميرة أنمار التي أعلن عن وجودها اليوم"

من تأليف Yukio HTM

الفصل الثاني لليوم. لا تنسوا التفاعل يا رفاق

أتمنى أن يعجبكم الفصل، أرجو الإشارة لأي أخطاء إملائية أو نحوية

إلى اللقاء في الفصل القادم

2017/12/15 · 1,024 مشاهدة · 1426 كلمة
yukio
نادي الروايات - 2024