119 – الخطة

ضحك القاضي الأكبر بشدة و قال لأنمار "هاهاها، لقد انتهيت أيتها الغرة الملعونة. كان عليك قتلي قبل أن تأتي المساعدة، لقد فات الأوان الآن، و مصيرك هو الموت فقط. كنت أنوي استغلالك لأصبح الإمبراطور بعدما أقتل كريمزون اكاغي و تستلمين العرش، لكن هذا لم يعد ضروريا، من يريد مصاحبة شيطان في السرير"

بقي القاضي الأكبر يضحك بجنون، كان يشعر في تلك اللحظة كما لو أنه قد بلغ غايته الأخيرة و حقق هدفه. لكن بعدما ضحك لمدة من الوقت، استدار ليجد القاضي عادل لا يزال يقف بمكانه من دون أن يتحرك. و الثلاثة الذين خلفه بالمستوى الخامس كانوا كذلك قضاة، و كلهم فقط وقفوا و شاهدوا حالة القاضي الأكبر الهستيرية

تكلم القاضي الأكبر مرة أخرى "أنت، يا عادل، ما الذي تفعله بتجمدك هناك؟ ألم تسمعني؟ لقد أمرتك بمساندتي، لقد أمرتك بمهاجمة تلك الغرة"

حدق القاضي عادل و الآخرين به فقط من دون التعليق أبدا على كلامه، و الشيء الذي كان متشابها فيما بينهم كلهم كان تلك النظرات التي تدل على اشمئزازهم من تصرفاته

بدأ يحس القاضي الأكبر بالغرابة "أنت، أيها الوغد، لا تقل لي أنك لا تريد مساعدتي؟ إنه أمر مني، أمر من القاضي الأكبر، رئيس المحكمة المركزية، صانع قوانين الإمبراطورية، أنا الشخص الذي لديه السلطة الكاملة في الحكم على المجرمين. إن لم تتحرك أنت و أولئك الثلاثة فستتهمون بالخيانة، و لن يكون مصيركم سوى الموت"

استمر القاضي الاكبر في محاولته إقناع القاضي عادل، لكن بالرغم من كل محاولاته لم يستجب أحد لندائه. و في الأخير، فقد التحكم في نفسه ثم انطلق بسرعة فائقة نحو القاضي عادل و الثلاثة الذين معه محاولا قتلهم

*وووووش*

*بوووم*

لم يعرف القاضي الأكبر ما حدث حتى وجد نفسه مرميا في الجانب الآخر من القاعة الرئيسية الضخمة، و كان جسده مخدرا للغاية بينما تنتقل بعض الشحنات البرقية بجسمه

كانت يده التي كانت تحمل سيفه السحري مقطوعة و متفحمة كما لو أنها احترقت. لم يستطع الشعور بالآلام حتى بسبب تخدره بالبرق الذي لا زال يتكهرب بجسمه، و عندما شاهد يده المبتورة، و أدرك أنها طارت من مكانها، أحس أخيرا بالآلام و صرخ من شدتها صرخة مدوية

"أيها اللعين، يدي، يدي"

كان يوجه القاضي كلامه للجنرال رعد، كان هذا الأخير هو الشخص الذي تدخل و قطع يد القاضي الأكبر. كان الجنرال رعد قد بلغ قمة المستوى السابع بالفعل، و بيده سيف أثري من الدرجة الثالثة

تكلم الجنرال رعد بعدما أصحبت نظراته كالخاصة بالآخرين أيضا "أيها الحثالة، لقد قمت بالخيانة العظمى، لا تتوقع أنك ستموت ميتة مريحة"

ارتعد القاضي الأكبر ثم صرخ "و ما الذي أتى بك أنت إلى هنا في المقام الأول؟"

تكلمت أنمار عندها "ألم أقل لك أن هناك سائقا قد اصطحبني إلى هنا؟"

اسود وجه القاضي الأكبر تماما و لعن نفسه و حظه، لم يجب عليه المرور بهذه المعاناة؟ ألم تكن خطته كاملة؟ لقد ظن أنه اقترب أكثر من أي وقت مضى لغدوه الإمبراطور، لكن ما الذي يحدث هنا؟ لقد أصبح في موقف لا يحسد عليه أحد قبل أن يدري

فجأة، طرأت فكرة في ذهنه جعلته يرتعد أكثر من السابق، فصرخ قائلا "هل يمكن...؟ لا، يجب أن يكون مات ذلك الغر بحلول هذا الوقت"

رفعت أنمار حاجبها و فهمت ما يتحدث عنه القاضي الأكبر، و لهذا تكلمت معبرة عن سخريتها "هل جربت الاتصال بقتلتك الذين أرسلتهم؟"

عندما سمع القاضي الأكبر سؤالها سقط في واد عميق و أسود من اليأس، في لحظة وجد نفسه بهاوية اليأس

تكلمت أنمار مرة أخرى "من تعابيرك أفهم أنك قد حاولت بالفعل و لم ينجح اتصالك، و هذا يعني أنه سيكون هنا بعد قليل من الوقت فقط، لقد أخبرتك أنه سيأتي لتقرير النهاية، أليس كذلك؟ فلننتظر إذا"

"لماذا؟ كيف؟" صرخ القاضي الأكبر. لا يزال حتى الآن لا يعرف ما حدث حقا، ثم التف لجهة القاضي عادل، و عندما شاهده، فهم أخيرا ما يحدث و صرخ بوجهه "إنه أنت، لقد كان أنت يا ابن العاهرة، لقد وضعت ثقتي بكلامك"

تقدم القاضي عادل للأمام أخيرا و تكلم "نعم لقد فعلت، و نصيحتي لك هي أنك لم يكن عليك الاستماع لي"

*****

(قبل يومين، بـ'ليلة التطهير')

بعدما انتهى باسل و تشكيله من القبض على كامل المجرمين الذين كانوا بالعاصمة، عاد هو و القاضي عادل إضافة الجنرال رعد الذي اعتمد عليه باسل في تكليف فرقة السنبلة الخضراء الخاصة به بحراسة العاصمة كي لا ينزلق من أصابعهم أي مجرم

في غرفة ما

تحدث باسل "لقد انتهينا من أغلبهم، و الآن لم يتبقى إلا شخص واحد و الذي يعتبر خطرا أكبر منهم"

تكلم القاضي عادل "القاضي الأكبر هاه ! "

قال الجنرال رعد عندها "لقد قلت أنه يحاول الاستيلاء على العرش، لكن هل الأمر بهذه البساطة؟ مع قوتنا الحالية، لا يجب أن يكون قادرا على ذلك إلا في أحلامه"

أجاب باسل عن السؤال واضعا يده على ذقنه "هذا صحيح، لكن القاضي عادل الذي أمامك قد أعطاني بعض الأخبار بالصباح عندما كنت متوجها للحديث مع الكبير أكاغي. لذا بناء عليها، قررت الذهاب لزيارة ذلك المغفل. رميت له بعض الكلمات التي من المفترض أن تجعله يستشيط غضبا علي، و بذلك، كنت قد وضعت الخطوة الأولى، فذلك النوع من الأشخاص غالبا ما يكشف نفسه بغضبه"

سأل الجنرال رعد "أي معلومات تلقيتها من القاضي عادل؟"

أجاب عندها القاضي عادل، و بفعله هذا جعل الجنرال رعد يهتاج و يطلق نية قتل حادة. تكلم الجنرال رعد بنبرة قاتلة "الوغد، يهز ذيله لعدو العالم"

تكلم باسل مرة أخرى "الآن ما علينا فعله هو جعله يفضح نفسه"

تكلم القاضي عادل سائلا "و كيف سنفعل هذا؟"

أجاب باسل "حسنا، لم لا..."

فجأة، أوقف شخص ما باسل عن الكلام "سأجعله يفضح نفسه"

كان هذا الشخص هو أنمار، دخلت للغرفة و قاطعت باسل قبل أن يكمل رأيه

استغرب القاضي عادل عندها، هل تقول أنها ستفضحه؟ كيف ستفعل هذا؟ أما الجنرال رعد، فكان يحاول إدراك نية أنمار، فهو قد رأى ما فعلته بشاهين بنهاية المعركة. ذلك ليس شيئا يقدر على القيام به أي شخص، فقط قلة قليلة جدا

تكلم باسل عندها "لا، لن أسمح بهذا، هناك الكثير من المخاطر بهذا الأمر"

أجابت أنمار "ماذا؟ هل تقلق علي؟"

صمت باسل و لم يرد عليها، فأكملت قائلة "لقد قلت أنني سأجعله يفضح نفسه، هذا أكثر من كاف، أليس كذلك؟"

أجاب باسل "هذه المرة مختلفة، هناك أعضاء من حلف ظل الشيطان بالداخل، لا يمكنني تركك تذهبين إلى هناك، سوف تكونين بمقر العدو، إضافة إلى أنه لا يمكنك الدخول إلى هناك حتى، فأنت لست معروفة لأحد"

أجابت أنمار "فلنقلب الموازين إذا"

لم يفهم أي أحد ما عنته، إلا باسل الذي فهم مقصدها بعد مدة من الوقت، و لهذا قال بابتسام "إذا يجب علينا أن نصنع اسما لك أيضا من أجل ذلك"

ابتسمت أنمار و أجابت "كما هو متوقع منك"

التفت باسل للقاضي عادل و الجنرال رعد ثم قال "أيها القاضي عادل، سأريد منك زرع فكرة معينة في ذهن ذلك المغفل، و أنت أيها الرجل الأشقر، هناك مهمة خاصة لك"

*****

بالرجوع للوقت الحالي

تكلم القاضي عادل مكملا "لو أنك لم تنصت لي، لما نجحت هذه الخطة بتاتا"

صرخ القاضي الأكبر "ما الذي تقصده يا ابن العاهرة؟ انتظر، لم أكن سأجعل فلايمر و مجموعته يذهب لقتل ذلك الغر لو لم تخبرني بذلك و تزينه لي"

أجاب القاضي عادل "لقد كنتُ جاسوسا مزدوجا، ظننتَ أنني أعطيك معلومات عن الجنرال الأعلى، لكني في الحقيقة كنت أقودك نحو دمارك أيها الحثالة"

اسود وجه القاضي الأكبر ثم صرخ "لكن هذا كله لم يكن ليحدث لو لم أهاجم هذه الغرة، عندها لن يكون لديكم أي دليل ضدي"

فجأة، طرأت فكرة بذهن القاضي الأكبر أجابت عن سؤاله، كل تصرفات تلك الغرة كانت مدروسة، و لم يكن هناك تحرك أو حرف يخرج من فمها و إلا كان لديه أهمية كبرى

عندما علم القاضي الأكبر ما حدث، لعن كل شيء، لم يعد يستطيع تحمل كل هذا، لقد وقع في فخ كان بابا لهاوية اليأس. عندها، اعتقد مع نفسه "يا ليتني اقتنعت بما ملكت"

مع قوله لهذه الجملة حدق في أنمار و ارتعب كثيرا، لقد قال سابقا أن هناك وحوشا مختبئة في الظلال، لكنه لم يرى هذا الوحش الذي كان أمامه طيلة الوقت. لقد خدعته أنمار و تلاعبت به كليا

كان السبب في إعلان أنمار كأميرة اليوم من أجل إيقاع القاضي الأكبر في الحقيقة. بإعلان هوية أنمار، و انتشار خبرها عن طريق خدم عائلة كريمزون كالنار في الهشيم، كانت أنمار قد كسبت لقبا يمكنها من زيارة المحكمة المركزية

و عندما التقت بالقاضي الأكبر، بدأت محادثتها معه. أولا أشارت لموضوع الزوج المستقبلي على أنه باسل لإثارة القاضي الأكبر، ثم أخبرته أن باسل سيصبح الإمبراطور لو تزوجها، لكنها في الحقيقة كانت تحاول زرع فكرة الزواج منها في ذهن القاضي الأكبر فقط

القاضي الأكبر الذي يطمح ليكون إمبراطورا، لن يكون بإمكانه إغفال مثل هذه الفكرة أبدا، و بما أنه يعلم أن باسل سيموت لا محالة، لم يتبقى له سوى خطوة واحدة، و هي التأكد من أن لا أحد يعلم عن مجيء أنمار إلى هنا

بالطبع كانت الإجابة التي تلقاها من أنمار هي الإجابة التي أراد سماعها أكثر من أي شيء، و لهذا قرر البدء في تنفيذ خطته

لكنه لم يتوقع و لو في أحلامه أن كل ما قامت به أنمار كان من أجل جعله يهاجمها و يفضح نفسه، فهو لم يكن يظن أنها ستكون بالقوة الكافية لمعارضته

أشارت أنمار في السابق للأشخاص الذي يعلمون عن مجيئها إلى هنا، و من بينهم كان سائقها، و هذا خطأ آخر قام به القاضي الأكبر، فهو لم يظن أن هذا السائق سيكون هو الجنرال رعد المشهور.

تكلم الجنرال رعد عندها "لقد أشارت لي الفتاة الشقراء في كلامها عمدا، هكذا هاجمني جنودك الذين أمرتهم بقتلي، و هكذا، ازداد دليل آخر على أنك كنت تنوي الشر تجاه الفتاة الشقراء"

سقط القاضي الأكبر في هاوية اليأس كليا

أولا، أغضبه باسل عندما التقى به صباح ليلة التطهير. ثانيا، زرع القاضي عادل فكرة إرساله أولئك السحرة الأقوياء بيوم اختبار التشكيل ليغتالوا باسل في ذهنه. و بما أنه غاضب من باسل بالفعل، كان موافقا كامل الموافقة على فكرة القاضي عادل. ثالثا، زارته أنمار و جعلته يفضح نفسه

كان باسل الذي استهدفه مجرد طعم فاتح للشهية، و بسببه لم يرى الشباك التي كانت تلتف حوله بسلاسة إلى أن وجد نفسه مقيدا بالكامل. أصبح وضعه ميؤوس منه تماما، و لم يعد ينتظره سوى العقاب

*خطوات* *خطوات*

تكلمت أنمار بعدما سمعت الخطوات القادمة من خارج القاعة الرئيسية "يبدو أن باسل أتى ليقرر النهاية كما كان مقررا"

بدخول باسل و قادة التشكيل من خلفه، وجد القاضي الأكبر الذي غرق في هاوية اليأس بالفعل نفسه في نصف الطريق فقط نحو الأعماق. و برؤية تعبير باسل، كاد أن يفقد وعيه

من تأليف Yukio HTM

أتمنى أن يعجبكم الفصل، أرجو الإشارة لأي أخطاء إملائية أو نحوية

إلى اللقاء في الفصل القادم

2017/12/19 · 1,064 مشاهدة · 1660 كلمة
yukio
نادي الروايات - 2024