120 – الذهاب في رحلة

تقدم باسل نحو القاضي الأكبر الذي كاد أن يبلل ملابسه في كل خطوة يقترب بها باسل منه، لقد كان مغرورا للغاية، كان يطمح بلوغ شيء كان من المستحيل الوصول إليه، كان يجب عليه أخذ تحذير هذا الفتى عندما أتى إليه في الأول. الآن، ليس هناك مجال للعودة

في طريقه، حدق باسل بأنمار ثم أكمل طريقه بعدما بدا عليه التأكد من شيء ما. وصل باسل أمام القاضي الأكبر ثم حدق به بانحطاط، كما لو أنه يشاهد أكثر شيء اشمئزازا في العالم

في لحظة، وجد القاضي الأكبر نفسه محاطا بهالة باسل التي حملت معها نية قتل جعلته يرتعد و ينحني إلى قدمي باسل طالبا النجدة

"أرجوك ارحمني، أنا أناشدك، أناشد قلبك الرحيم، من فضلك أعفو عني و سأصبح عبدك المطيع لما تبقى من حياتي، بل و سأجعل من نسلي يتبعك حتى تحرره. أنا أعترف أنني ارتكبت خطأ فادحا، لكني أقسم لك أنني لن أعيده"

حملق باسل بالقاضي الأكبر الذي يحاول تقبيل حذائه طالبا العفو، لكنه مع ذلك لم تتغير نظراته أبدا، لا، بل ازدادت حدتها عما كانت كما ارتفع خنق هالته الحاملة لنية قتله للقاضي الأكبر و جعله يحس كما لو أنه يُضغط من طرف جبل شامخ لا يمكن زحزحته أو الانسلال منه

بينما يطبق باسل حضوره المهيمن عليه، تحدث بكل هدوء، و هذا فقط جعل كلامه يبدو أكثر جدية و إخافة "قف"

استغرب القاضي الأكبر من كلام باسل، و هذا الأمر جعله يستشعر مستقبلا غير محمود له بتاتا. لذا في الحال أدخل وجهه في قدمي باسل ثم قال "الرحمة، الرحمة"

تكلم باسل بكل برودة "لقد قلت قف"

صعدت القشعريرة مع جسد القاضي الأكبر أكثر من السابق مع أمر باسل قبلا، فلم يحس بنفسه حتى كان واقفا على قدميه

تكلم باسل برزانة "لو أنني كنت أنوي قتلك، لكنت جثة ممدة على الأرض بحلول هذا الوقت. لقد حاولت المساس بالمقربين مني، و لو أنك نجحت في ذلك، فإني أقسم أني لم أكن لأترك منك لحما و لا عظما"

ظهرت ابتسامة الفرح على وجه القاضي الأكبر، فتكلم قائلا من شدة السعادة "إذا..."

*بااام*

لم يعرف القاضي الأكبر ما حدث حتى وجد وجهه محفورا بالأرض، و بعدما أدرك ما حدث، وجد أن باسل كان السبب في ذلك عبر ضربه بحافة يده التي كانت حاملة معها عنصر النار. هذه الحافة نزلت مباشرة على قفاه و جعلت دماغه يهتز صعودا و نزولا مشتتة بذلك ذهنه كليا، حتى أنه بدأ يغيب عن الوعي. لكن قبل ذلك، تكلم باسل مرة أخرى "قف"

بسماعه لهذه الكلمة الحاملة معها لتلك الهالة مرة أخرى، استجمع القاضي الأكبر ذهنه المشتت ثم أسرع في النهوض

*بااام*

ضربة من حافة اليد جاعلة القاضي الأكبر يغطس في الأرض مرة أخرى بسرعة أكبر من الأولى. سال الدم من وجهه و تحطمت عظامه، و لم يلبد في الأرض لوقت طويل حتى سمع تلك الكملة مرة أخرى

"قف"

*باام*

استمر هذا الأمر في الحدوث مرارا و تكرارا، حتى شلت أقدام القاضي الأكبر تماما، و أصبح غير قادر على التحرك تماما بالرغم من إرادته في ذلك بسبب خوفه من هالة باسل الحادة التي تحمل نية قتله الشرسة

لم يتكلم أي أحد أو علق عما شاهده، لكن مع ذلك، و لا واحد منهم شعر بالشفقة على القاضي الأكبر. ما كان ينوي القيام به لا يقارن أبدا بما يحصل له الآن

"قف"

"قف"

"قف"

ردد باسل نفس الكلمة لثلاث مرات مع وجود وقت بين قول الواحدة و الأخرى، و مع ذلك لم يستطع القاضي الأكبر التحرك أبدا مع أنه لا زال واعيا

عندها، انحنى باسل و جلس ثم تكلم مع القاضي الأكبر في وجهه بنفس النبرة الحادة و الهادئة "لم تنجح، لكن هذا لا يغير حقيقة أنك تجرأت على ذلك، و هذا لم يكن سوى عقابا على ذلك. لذا لا تظن أبدا أنني أحمل شفقة لأرحمك بناء عليها، فكل ما قمت به ستحاسب عليه جيدا"

كان القاضي الأكبر يقترب من فقدانه الوعي أكثر فأكثر، لكن باسل لم يتركه إلا و تأكد من سماع كلامه كله "إن كنت تظن أن عدم قتلك رحمة مني، فأنت مخطئ كليا. الرحمة يجب أن تعطى لمن يستحقها، و أنا مقدار الرحمة الذي لدي قليل، لذا أحرص على صرفه في حق المستحقين لذلك"

"لم أقتلك لأنه كان الخيار المناسب فقط، لأنك لو متّ، لن تعاقب عندها بالشكل المناسب" وقف باسل على قدميه ثم قال "و أسوء مصير يمكن أن يحل بك، هو وضعك بالسجن المركزي رفقة المجرمين الذين تكرههم كثيرا، و سوف أحرص على وضعك في وسط أكثر الحاقدين منهم عليك"

التف باسل ثم هم بالمغادرة بينما يقول "لا رحمة إلا لمن رحِم، و بما أنك لم تفعل أو نويت أن تفعل حتى، فلا تطلب مني أن أرحمك، لأنك لا تستحق أن أنفق عليك ذلك المقدار القليل الذي أملكه من تلك الرحمة"

غادر باسل فرافقه قادة التشكيل إضافة لأنمار و الجنرال رعد

أما القاضي الأكبر، ففقد الوعي كليا بمجرد ما أن غادره باسل، و عندما فتح عينيه مرة أخرى، وجد نفسه بالمستوى الثالث من السجن المركزي محاطا بأخطر المساجين الذين ألقى القبض عليهم

مرت الليلة الطويلة، فحل الصباح، و كما عرف الكبير أكاغي بما حدث، انتشر الخبر في العاصمة ثم إلى الإمبراطورية كلها ليتم وصم اسم القاضي الأكبر بالعار فوُصف بالخائن

لم يكن أي أحد يحب الخونة، لكن خيانة الوطن كانت أشنع جريمة يمكنها أن تقع، لذا لم يكن هناك أي شخص يؤيد القاضي الأكبر أو يدافع عنه، و أصبح الجميع يكرهه فقط على ما فعل

بسرعة كبيرة، تم تعيين القاضي الأكبر الجديد، و الشخص الذي أخذ هذا المنصب كان القاضي عادل. أخذ هذا اللقب من قبل الإمبراطور نفسه، لذا لم يكن هناك أي معارضة على هذا الأمر

أما باسل، فقد ذهب لمعقل التشكيل مرة أخرى ليحضر اليوم الثاني من المسابقة

مر هذا اليوم من دون أن يحدث أي شيء آخر، فانتهى على خير. و حل اليوم الثالث من المسابقة الذي بدأ بنفس أجواء اليوم السابق. و أثناء المسابقة، أثناء قتال أبهم و مجموعته لمجموعة سولو، أتت بعض الأخبار لأذن باسل

"بعض السحرة أمام القصر الإمبراطوري يطالبون بحق لقب الجنرال و حقهم في الأراضي ليكونوا عائلاتهم"

عبس باسل قليلا ثم فكر في شيء ما قبل أن يقرر ما سيفعل، لذا أرسل للكبير أكاغي طلبا بتجاهلهم ريثما ينتهي من أعماله هنا كي يخصص لهم وقتا و الذي سينهي فيه كل مطالبهم

"و أيضا، يبدو أن الإمبراطور شيرو يريد التحدث معك"

رممت حلبة القتال من قبل سحرة الأرض، ثم عززت من طرف سحرة المستوى السادس. لذا أصبحت جديدة أكثر مما كانت عليه. و بوسط هذه الحلبة، لم يتبقى سوى شخصين عليها من عشرين

هذان الشخصان هما سولو و أبهم

كان قتال مجموعتهما حاميا للغاية، كان أبهم موهوبا جدا في العمل الجماعي مما أعطاه ميزة كبرى على مجموعة سولو التي كانت مشتتة كليا، و خصوصا أن سولو نفسه كان مشهورا بالانفراد في كل تحركاته و مغامراته. لم يتدخل و لم يدخل بمجموعة بالسابق. و هذا ما جعله مشهورا للغاية

بينما يشحذ طاقته، كان سولو يفكر بداخله "ما الذي أفعله هنا؟ كنت أنوي المجيء لرؤية معدن قاتل الدم القرمزي ذاك فقط و أغادر، لم أحاول الآن الانضمام لتشكيله؟"

بينما في الجهة الأخرى، كان أبهم يلهث قليلا كما لو أنه استعمل قدرا كبيرا من طاقته السحرية. في حين، كان يفكر في شيء ما هو الآخر "لقد قالت أختي أن أستعرض مهاراتي كلها، و هذا ما فعلت، هل هو كاف يا ترى؟"

مع شحذ سولو لطاقته السحرية بالكامل، صنع وجها غاضبا للغاية، و بدا كما لو أنه يقاتل عدوه اللدود، لكنه في الحقيقة صنع ذلك التعبير بسبب تذكره لشيء ما

تذكر لحظة قتاله ضد باسل، تذكر لحظة صعود القشعريرة مع عموده الفقري بسبب ذلك الفتى الذي جعل اعتقاداته تلتوي كليا، و جعله يعيد التفكير مرارا و تكرارا فيها

كان سولو شخصا يظن أن طالما كان خصمه بشرا، فسوف يكون قادرا أن يحافظ على رباطة جأشه، رزانته، و رصانته. و دائما ما قال موضحا فكرته "بعد كل شيء، إنه مجرد بشري"

لكنه و لأول مرة يختبر شعور الخوف من طرف بشري، و هذا الأمر جعله يغضب للغاية، فهو لم يجرب مثل ذلك الشعور من قبل. شعر أن كبرياءه تم الخطو عليه

و مع ذلك، بتذكره لابتسامة باسل و تمتعه أثناء قتاله هو و كوبيكيري إضافة لكيكان، شعر بالغباء قليلا من نفسه الغاضبة من هذا الأمر، و اعتقد مع نفسه "يبدو أنه لم يكن مجرد بشري، ففي الحقيقة كان بشريا"

مع تلويحه بسيفه، انطلقت سلاسل من السحاب المدوي و الحاملة للصواعق البرقية. في مواجهة هذه الهجمة، كان أبهم بلا مهرب، لكنه لم يكن بدون عزيمة. لذا وقف ثم صرخ بصوت مرتفع، فبدأ صراخه يتحول لعواء كما تحول جسده شيئا فشيئا

نمى له فرو أسود كثيف على ذراعيه، ثم مر إلى باقي جسده بسرعة كبيرة، كما نمت أظافره و عضلاته، ازداد طوله فأصبح بعلو المترين، و بعواءه، أطلق هالة قاتلة جعلت الحضور يقشعر بسببها

أصبح في شكل ذئب أسود بعينين حمراوين، و بعدما انتهى من عواءه، لوح بيده بكل ما امتلك من قوة فخلق ارتجاجا في الهواء و ضغطا كبيرا، كما امتد مع تلويحه عنصر الظلام الذي اصطدم بسلاسل السحاب التي استهدفته

تسبب هذا الالتقاء في جعل الكولسيوم يهتز، فارتعد الكثير من الأشخاص الذين من بين الجمهور، لقد رأوا قوة تحول أبهم أثناء القتال، فهو لوحده كان قادرا على إسقاط ستة أشخاص من الحلبة. و استمر بالقتال إلى أن بقي لوحده ضد سولو الذي بالمستوى الخامس

كان قتاله بطوليا للغاية، فتوقع العديد من الأشخاص الكثير منه، شخص بمثل هذه القوة في هذا العمر الصغير، لا شك في أنه سيكون شخصية عظيمة بالمستقبل، و لابد من أنه سيكون إضافة كبيرة لقوة إمبراطوريتهم

تحرك أبهم المتحول للذئب الظلامي بسرعة خاطفة و استمر في إلقاء تلويحاته على سولو من دون توقف. و في الجانب الآخر، داوم سولو التلاعب بسلاسل السحاب الخاصة به و ضيق الحصار على أبهم أكثر و أكثر مغلقا ممرات هروبه مرارا و تكرارا

كانت المعركة بينهما مثيرة للغاية و ضارية جدا، فتحمس الكل معهما و صرخ الجمهور، كان هناك من حمس أبهم و شجعه على مثابرته، كما كان هناك من دعم سولو لإعجابه به و بأسلوبه

انهالت سلاسل السحاب المدوية و البرقية على أبهم المتحول فأصابته مباشرة و جعلته يلتصق بالأرض بشدة محطمة عظامه قبل أن تنفجر في النهاية جاعلة إياه يغيب عن الوعي كليا

"فوز المجموعة رقم 90"

أعلن الحكم عن فوز مجموعة سولو بعدما سقط كل أعضاء مجموعة أبهم

استمرت المسابقة، و انتهت جميع المعارك بعد ذلك. كانت هناك الكثير من القتالات المثيرةب، و العديد من المعارك التي جعلت دم الجمهور يغلي. و من بينها، كانت هناك معركتين حفرت في أذهانهم، معركة مجموعة أبهم ضد مجموعة سولو، و معركة مجموعة كيكان ضد مجموعة كوبيكيري

بعدما انتهت هذه المسابقة، تكلم باسل مع شي يو "فلتخبري أخاك أن يلتقي بي في منزلي بالمساء"

أماءت شي يو رأسها لباسل الذي غادر

*****

بالقصر الإمبراطوري

كانت هناك ضوضاء ضخمة للغاية آتية من طرف العديد من المتذمرين، هؤلاء، كانوا كلهم من المستوى السادس، و كلهم أتوا من أجل هدف واحد

مرت من بينهم عربة يجرها خيل ملكي، و عندما فتحت الأبواب، أراد بعضهم التوغل للقصر، لكن كل واحد منهم وجد الحراس بالمرصاد له، هؤلاء الحراس كانوا جنود عائلة كريمزون، و كانوا كلهم بالمستوى الخامس، لكنهم لم يكونوا عجزة، بل رجال بالثلاثينيات فقط، و هذا الأمر كان نادرا للغاية

هذه العربة التي مرت من بينهم كانت تحمل باسل بداخلها، و هي توجهت لمكان واحد، لإحدى القاعتين الجانبيتين، للقاعة الجانبية التي يلبث بها الإمبراطور شيرو

بالقاعة الرئيسية

"هل أتى الجنرال الأعلى باسل؟" سأل الكبير أكاغي

أجاب جندي "نعم، و يبدو أنه توجه نحو القاعة الجانبية ليقابل الإمبراطور شيرو"

وضع الكبير أكاغي يده على ذقنه و بقي يفكر لمدة

بعد مرور وقت معين، أتى باسل أخيرا ليزور الكبير أكاغي الذي أسرع في سؤاله بشأن الإمبراطور شيرو "ماذا جرى مع الإمبراطور شيرو؟"

أجاب باسل و تحدث مع الكبير أكاغي حول الموضوع الذي دار بينه و بين الإمبراطور شيرو مما تسبب في اندهاش الكبير أكاغي

بعدما انتهى باسل من مناقشته للكبير أكاغي، وقف ثم قال "حسنا، أيها الكبير أكاغي، سأذهب الآن، قد تأخذ مني هذه الرحلة بعض الوقت، لذا آمل منك أن تكون قد أنهيت كل هذه الأعمال بذلك الحين"

وقف الكبير أكاغي كذلك ثم قال "كن مطمئنا، لقد بنيتَ أساسا قاسيا، لذا لا يمكنني أن أبني فوقه شيئا لا يناسبه"

"حسنا، إلى اللقاء" قالها باسل ثم همّ بالمغادرة

سأله الكبير أكاغي مرة أخرى "هل ستصطحب معك شخصا ما أم لا؟"

التفت باسل ثم أجاب بابتسام "نعم، لكنه ليس الشخص الذي بذهنك"

تعجب الكبير أكاغي و ضحك ثم أجاب "لا شيء يخفى عنك يا حليفنا، لم أقضي معها وقتا عائليا كافيا، كما أن الصغير كارماين لا يستطيع الانتظار أكثر ليلتقي بها مرة أخرى، إضافة لابنتي و زوجتي و جدتك أيضا تردن تمضية بعض الوقت معها"

ابتسم باسل ثم قال "لقد تكلمت معها، أنا أريد منها البقاء هنا ريثما أعود، لذا لا تقلق بهذا الشأن"

التفت باسل مرة أخرى و غادر، بينما يغادر صاح الكبير أكاغي "رافقتك السلامة، كن حذرا يا حليفنا"

*****

بمنزل باسل

كان أبهم ينتظره هناك، و بينما يفعل، كان في حالة الصفاء الذهني و الروحي يحاول التدبر. فلِتصبح قويا، هناك وسيلتان تعتبران الأهم على الإطلاق

التدرب و التدبر

فُتِح باب المنزل، ففتح أبهم عينيه أيضا، فرأى باسل أمامه، فإذا به يقف ثم يشبك قبضته قبل أن يقول "تحية للجنرال الأعلى، ماذا تريدني أن أفعل"

ابتسم باسل ثم ربت على كتف أبهم و قال "ستكون رفقتي في رحلتي"

*****

من تأليف Yukio HTM

و هكذا، انتهى هذا الأرك يا إخوان و يا أخوات

سآخذ راحة عن النشر لبعض الوقت، و هذا بسبب الاختبارات، لذا الأمر ليس بيدي كما تعرفون

لم أكن أريد التوقف حتى أنتهي من هذا الأرك، كي أبدأ الأرك القادم عند عودتي. و هذا الفصل كان طويلا بما أنني سأغيب لبعض الوقت

المهم، أدعوا لي بالتوفيق، و إن شاء الله لن يطول غيابي

أتمنى أن يعجبكم الفصل، أرجو الإشارة لأي أخطاء إملائية أو نحوية

إلى اللقاء في الفصل القادم

2017/12/21 · 1,118 مشاهدة · 2173 كلمة
yukio
نادي الروايات - 2024