13 – تسخير الخبرة

*فسس، فسسس، فسسسس*

*بوم، بووم، بوووم*

كان باسل يراوغ سحر واحد من الدببة الثلاث و يهاجم بالحجارة

"اللعنة، الأمر مستمر هكذا ليومين من دون أن أتقدم، لو كنت لا أعرف متى سيهجم الدب بسحره لكنت في عداد الموتى، لم أعرف هذا من قبل لأنه لم يكن سوى دب واحد فقط، لكن عملهم الجماعي متكامل، اللعنة" كان باسل يفكر بينما يهرب

"هوهوهو، قد تكون قد أصبحت في مستوى يخولك لهزيمة دب أعماق بنفسك أو مجموعة من الكلاب المهشمة، لكن مجموعة من دببة الأعماق في آن واحد لا يزال صعب عليك، فعلى عكس الكلاب المهشمة التي تعتمد على عددها بدون استغلاله جيدا فدببة الأعماق تعرف كيف تسخر قواها لبعضها البعض جيدا" كان المعلم يزود باسل بالمعلومات

هزم باسل الثلاثة دببة بالفعل في اليوم الأول لكن عندما جعل المعلم واحدا منها يستخدم السحر، أصبح باسل يجد صعوبة في الهجوم

*فسس* خرج عامود حجري حاد النهاية جارحا باسل بجنبه الأيسر و بينما هو يتألم أتى دب آخر بسرعة محاولا نطحه لكنه راوغه و بصعوبة، ثم جاء الثالث و نطحه هذه المرة

دافع باسل رافعا ركبته و مُنزلا ذراعه مكونا درعا على جانبه الأيمن محتميا من نطحة الدب، لكن، مع ذلك تسببت له القرون في جروح طفيفة بما أنها لم تصبه بشكل مباشر

تراجع باسل لعدة أمتار بسبب الضربة. و عندما أراد أن يرتاح قليلا أتى الدب مستخدم السحر مندفعا *بووم* نطحه هو الآخر و هذه المرة كانت ضربة مباشرة جعلت باسل يحلق في اتجاه الحائط *بووم* اصطدم مع الحائط و فقد الوعي في مكانه

بعد مدة استيقظ باسل و كان جسده معافى ثم قال و ضرب على الأرض بقبضته "اللعنة، مرة أخرى، هذه المرة الخامسة"

" *تنهد*...حسنا لا تنفعل، هذا شيء طبيعي، لا تنسى كم أخذت من الوقت فقط لهزيمة "القرد الأزرق الضخم، مقارنة بذلك الوقت، فتطورك الآن أسرع بكثير" قال المعلم هذا لباسل و أكمل "هيا فلتنهض، ليس لدينا وقت للراحة إلا عند الحاجة للأكل و قضاءها"

وقف باسل بسرعة و اتجه نحو الدببة. كان باسل يحاول قدر المستطاع تجنب الدخول لمدى سحر الدب، لكن في كل مرة كان يهاجمه الدبين الآخرين جاعلين إياه يدخله بالرغم عنه ليواجه العامود الحجري، يراوغه باسل و يهاجمه الدبين الآخرين و يدافع قدر المستطاع و من ثم يهاجم الدب الذي يستخدم السحر هو الآخر، و بهذا لم يكن لديه وقت ليستجمع فيه أنفاسه

استمر الأمر هكذا ليوم آخر و في ذلك اليوم تكون و تجدد الدب الرابع. بدأت الطاقة تتجمع على حين غرة في مكان من الفضاء المحيط، كانت كعاصفة صغيرة و عندما هدأت و اختفى الغبار فظهر 'دب أعماق' آخر

" *يلهث* *يلهث*....اللعنة، سيستمرون بالظهور واحدا تلو الآخر و أنا لا زلت لم أعرف كيف أتعامل معهم" كان وجه باسل شاحب، و يلهث من شدة التعب

في خلال الثلاث الأيام الأخيرة لم يكن باسل يفعل شيئا سوى المراوغة و الدفاع و الهرب، و الشيء الذي تغير هو طول الوقت الذي تمدد، حيث في المرة الأولى لم تمر سوى خمسة عشر دقيقة ليهزم حتى أصبح الآن يستطيع الاستمرار لثلاث ساعات، لكن عندما رأى أنه و أخيرا بدأ يرى أملا في مواجهة الثلاث دببة تجدد واحد آخر

سأل باسل معلمه "أيها المعلم، متى ستتجدد الدببة بالكامل من دون الذي قتلته أنا؟"

أجاب المعلم بينما يضحك "هوهوهو، بعد خمسة أيام من الآن"

صدم باسل ثم قال "أيها المعلم أريد أن أرتاح و أفكر في خطة ما، ففي كل مرة كانت أوقات راحتي قصيرة و ليس لي وقت لأفكر جيدا"

وضع المعلم يده على ذقنه و بدأ يفكر قليلا ثم قال أخيرا "حسنا، لك هذا، بعد خمس ساعات من الآن سنكمل"

فرح باسل عند سماع معلمه و قد أعطاه وقت أكثر مما كان يتوقع و يحتاج فذهب ثم اتكأ على الحائط جالسا جلسة تربيعة و واضعا يديه على ركبتيه، استرخى و دخل في حالة عميقة و بدأ يجمع أفكاره كلها عن جميع المعارك التي خاضها بداية بالقرد الأزرق العملاق وصولا لدب الأعماق

كانت المشاهد تمر واحدة تلو الأخرى بتفاصيلها بينما يفكر باسل "إن كان هناك شيء نقول عنه أنا مختص فيه فهو ذاكرتي القوية"

بقي باسل على هذه الحال طول المدة التي أعطاها له المعلم، كان هذا الأخير ينظر لباسل بتعجب و اهتمام و صدمة على وجهه.

"تلك الحالة....إنها بالضبط بداية المرحلة الأولى من حالة 'الصفاء الذهني و الروحي'، أن يدخلها من دون أن يعلمه أي شخص، يا له من شخص مثير للاهتمام حقا، متشوق لمعرفة مستقبله" كان المعلم يفكر بهذا مع نفسه

انتهت المدة و فتح باسل عينيه من دون أن ينبهه المعلم بانقضاء الوقت ثم وقف و اتجه نحو الدببة الأربعة

ضرب قبضته في راحة يده الأخرى قائلا "حسنا، فلنبدأ"

تقدم باسل نحو الدببة ببطء، خطوة بخطوة، اندفع الدب الأول فراوغه باسل بسهولة بقفزه من فوقه متقدما نحو الأمام، ثم خرج العامود الحجري من وراء باسل لكنه رأى الدب عندما ضرب بقدمه على الأرض ليستخدم السحر، بقي باسل ينتظر الهجوم فقط و بهدوء، بمجرد ما أن خرج العامود الحجري من الأرض قفز باسل بقوة للأمام مبتعدا أربعة أمتار كي لا يصله العامود الحجري و عندما نزل على الأرض كان الدب الثاني يندفع من الأمام بينما الذي هجم في الأول مندفع من وراءه، كان باسل محاصرا من الأمام و الخلف، ظهرت ابتسامة خبيثة على وجه باسل و بقي هادئا و لم يتحرك أبدا

*جري، جري، جري*

تقدم الدُّبان من الأمام و الخلف بينما باسل لم يحرك ساكنا، ارتفعت سرعة جريهما كثيرا و عندما بقي بينهما و بين باسل حوالي ثلاث سنتيمترات قفز هذا الأخير للسماء تاركا الدبين ليصطدما ببعضهما

*بوووووووووووم*

التقى الدبان ببعضهما البعض و تسببا في جروح لبعضهما البعض. باسل الذي كان ساقطا من السماء التف و نزل على الدبين بقدميه

*بوووووووم*

نزل باسل على جمجمتي الدبين و حاول ألا يقتلهما "أولا، انتهينا من اثنين، الباقي هو اثنين"

التف باسل ليجد الدب الثالث قد سبق و اقترب منه و كان على وشك الاصطدام به. قفز باسل للوراء و لم يبتعد من الدب المهاجم كثيرا و عندما اقترب منه هذا الأخير منه قفز مرة أخرى لكن هذه المرة للأمام تاركا الدب ليصطدم بالعامود الحجري الذي كان وراءه

*بوووم*

أصيب الدب بجروح لكنه كان لا يزال واعيا و لهذا ذهب باسل ليعطي الضربة القاضية. اندفع باسل في اتجاه الدب المجروح، و عند فعله لهذا خرج على حين غرة عامود حجري الذي أصاب كتفه الأيسر

من حسن حظ باسل أنه راوغ في اللحظة الأخيرة و إلا كانت ذراعه قد اقتلعت من مكانها. بمجرد أن راوغ باسل هجوم سحر الأرض اندفع مرة أخرى و ركل الدب المجروح مفقدا إياه الوعي

التف باسل و نظر للدب الأخير الذي لم يتقدم أبدا و كان يصر على أسنانه، و عندما رآه باسل قال "حسنا، هجومك المفاجئ لم ينفع، و سحرك لن تستخدمه مؤقتا، إنك في وضع لا يرثى له" ثم ابتسم و وثب في اتجاه الدب و أحكم قبضته و نزل عليه بها، تصدى الدب بجبهته لكنها لم تكن تقارن بقبضة باسل و خسر في مواجهة القوة

كان الدب سيسقط من شدة لكمة باسل، هذا الأخير تقدم نحو الدب المترنح و لوح برجله ضاربا الدب بقدمه جاعلا إياه يفقد الوعي

*تصفيق، تصفيق، تصفيق*

صفق المعلم لباسل بينما يقول "يبدو أن الوقت الذي أعطي لك كان له مفعوله الخاص"

أجاب باسل "نعم أيها المعلم، لقد استجمعت جميع أفكاري و خبرتي التي اكتسبتها من القتال ضد الوحوش و خصوصا دببة الأعماق و التفكير في خطة. الخطة كانت عدم الهروب و التقدم للأمام، الحذر من سحر الأرض، و استخدام العمل الجماعي للدببة ضدهم، فهذا قد نجح من قبل عندما أردت التغلب على قدرة دب الأعماق الأول التي تسمح له بجعل استخدام الحركة مرتين أمامه عديمة الفائدة"

"هوهوهو، أحسنت أيها الفتى" قالها المعلم و هو يضحك ثم أكمل "يبدو أنك بدأت تتعلم كيف تُسخِّر خبرتك في القتال، استمر على هذا المنوال، نحن هنا لشهر تقريبا الآن و قد تطورت قدراتك لهذا المستوى بالفعل، يبدو أن المجيء لهنا كان الخيار الصحيح، لكن كما قلت سابقا، لا تغتر بنفسك أبدا، مهما كان عدوك ضعيفا لا ترخي دفاعك و يجب أن يكون حذرك في أقصى درجاته، تذكر هذا دائما أيها الفتى باسل، ففي يوم ما ستواجه أعداء يستخدمون طرق خبيثة و لا يهتمون بما يفعلون من أجل الفوز"

وضع باسل قبضته في راحة يده الأخرى قائلا "حاضر أيها المعلم"

قال المعلم "الآن لنذهب للأكل و انتظار الدببة لتُشفى"

"أيها المعلم، لماذا تتعافى الدببة بعد مدة إن تركتها حية؟" كان باسل يتحدث مع المعلم بينما يأكلان

أجاب المعلم "آلية عمل شفاءها مثل الخاصة بتجديدها، فبدل أن تقوم طاقة 'حاجز الحماية السماوية' بالتجديد تقوم بالشفاء

تحدث باسل مع معلمه هكذا لساعات حتى شفيت الدببة و من ثم بدأ باسل بالقتال ضدهم من جديد و هذه المرة جعل المعلم دبا آخر يستخدم السحر

مر أسبوعان

*بووم، بووم، بووم*

كان باسل ينتقل من دب لآخر و يركله بكل قوته بينما يراوغ سحر الأرض. كان عندما يراوغ السحر يقوم بتحطيم العامود الحجري و يحمل الحجارة و يلقيها نحو الدببة و يندفع صوبها و يركل بعضها و يلكم البعض الآخر

وصل باسل لمرحلة حيث أصبح يقاتل جميع الدببة التسعة بينما يستخدمون السحر، عندما اكتشف باسل كيفية التعامل معهم، لم يصبح مهما له أعدادهم، مع أن سحرهم كان يسبب له الإزعاج لكن هذا لم يأثر عليه، بالأحرى، هذا ساعده على تقوية حواسه أكثر و حدسه في المعارك

بعد ثلاث أيام أخرى تجدد الدب العاشر و أخيرا حانت نهاية تدريبه الحالي

كان باسل واقفا في الوسط و تحيط به الدببة من جميع الجهات و لم تكن تاركة أي ثغرة صغيرة ليمر منها. بدأت الدببة تقترب شيئا فشيء حتى صار باسل في مدى سحرهم

ضربت الدببة أقدامها كلها في آن واحد و بعد ثانية اتجهت عشر أعمدة حجرية حادة النهاية نحو باسل

*فسسسسسسسسسسسسس*

اختفى باسل من مكانه في لحظة و كان أمام دب من الدببة

*بوووم، بوووم، بوووم*

"الأول، الثاني، الثالث..........و العاشر"

عندما وقف باسل أمام الدب ركله و بدأ يَعُدُّ، ثم ركل الذي بجانبه و دار على الباقين راكلا إياهم، تحرك بسرعة كبيرة من دون تركهم يحددون موقعه ليهاجمونه و بهذا أنهى جميع الدببة

من تأليف Yukio HTM

2017/06/15 · 1,515 مشاهدة · 1572 كلمة
yukio
نادي الروايات - 2024