146 – كان يتدرّب !

لو لم يكن باسل يركّز بتحكّمه المثالي على قمع الطاقة السحرية الخارجية أكثر، لكان قد استخدم سلاحا أثريا بالدرجة الرابعة أو أكثر بالفعل. أراد أن يحافظ على سيفيه بشكلهما الحالي الناتج عن التحكّم المثالي بدل استخدام سلاح بدرجة أكبر وفقدان التحكّم المثالي عليه.

سلاح أثري بالدرجة الثالثة يصبح كواحد بالدرجة الخامسة عن طريق التحكّم به مثاليا. والذي بالدرجة الخامسة يصبح كواحد بالدرجة السابعة. كانت هذه حالة باسل وشهاب جرم الحالية. كما لو أنّ باسل يمتلك سلاحا بالدرجة الخامسة وعدوّه لديه واحد بالدرجة السابعة.

كان الفرق بينهما واضحا وضوح الشمس أعلاهما.

كانت ابتسامة شهاب جرم مخيفة بسبب وجهه العابس طبيعيا فسبّب الرعب لقلوب الجميع. كان هناك من أراد منهم المساعدة، لكن أوقِفوا من قادة التشكيل. أيّ شخص تحت قسم مستويات الربط الثاني ينضم لمعركتهما سيموت لا محالة. وفوق ذلك، لن يكون سوى عبئا على باسل. لم يرد أحد أن يموت ولا أن يكون عبئا على أملهم الأخير.

والآن، بعدما أتقن التحكم المثالي، أحس شهاب جرم بنشوة كبيرة فحرّك إحدى الكرات الحجرية فوق رأسه تجاه باسل كالمرّة السابقة.

لكن، هذه المرّة كان هناك شيء مختلف. هو أيضا قام بالتحرّك نحو باسل تابعا الحجر الذي أرسله. كان هذا هو نتيجة تحكّمه المثالي الذي سهّل عليه الأمر. لم يعد يحتاج للوقوف في مكانه كي لا يخسر تركيزه. الآن بامتلاكه التحكّم المثالي كان التحرّك واستخدام نفس التقنية من قبل كشرب كوب ماء بالقدمين. قد يكون غير مريح ومزعج لكنّه ليس مستحيلا أيضا.

علم باسل نتيجة الاقتراب من تلك الكرة الحجرية، لذا تجنّبها، لكنّها لحقته مباشرة بدون تركه يهرب. وفي النهاية، وجد نفسه محاصرا بكرة أخرى. غيّر اتجاهه فقابلته كرة حجرية ثالثة، وهكذا... حتّى حوصر من جميع الاتجاهات. وفي الأخير تقدّم شهاب جرم من الزاوية العمياء لباسل ولوّح بسيفيه الأثريين بكل ما يملك من قوّة.

*زباام*

*بووم*

صنع السيفين صوت قطع جعل الرياح تصنع عاصفة صغيرة تخللتها النار الحارقة والشظايا الحجرية القاطعة. وفي نفس الوقت، تجنب باسل هجومه بتكوينه لعاصفة نارية صغيرة تحت قدميه رفعته للأعلى.

وحينذاك، اتجهت الكرات الحجرية التسع كلّها مرّة واحدة نحوه من جميع الاتجاهات غير تاركة له المجال ليهرب لأي مكان. من دون شكّ، علم أنّه سيجب عليه مواجهة هذا الهجوم المرعب لشهاب جرم. كان هذا هو أقوى هجوم لدى العدوّ حتّى الآن.

في هذه الأثناء، كان شهاب جرم واثقا نوعا ما بهذا الهجوم. حتّى لو لم يقتل باسل فسيجعله في حالة يرثى لها، وبعد ذلك سيجهز عليه تماما. لا يعلم لمَ كان باسل قادرا على النجاة من كل تلك الهجمات سابقا، لكنّه يعلم أيضا أنّ باسل غير قادر على استخدام سلاح أثري بدرجة أكبر من الثالثة. بمعنى، هناك شيء ما يعيق هذا الفتى ويجب عليه استغلال هذه اللحظات الثمينة لإنهائه تماما.

حلّقت الكرات التسع والتقت ببعضها وبباسل في نفس اللحظة فحدث الانفجار الضخم والذي انطلقت شرارات شظاياه إلى الحاضرين فقتلت الكثير منهم. ظنّوا أنهم حقّا ابتعدوا كفاية، لكنّهم لم يفعلوا في الواقع. تخلّى بعد ذلك بعضهم عن مشاهدة القتال وهرب أبعد بينما يسمع الأخبار من الذين يستطيعون البقاء أقرب.

كان ذلك الانفجار أقوى بأضعاف عن كلّ هجوم أتى من الأقدم الكبير شهاب جرم !

كل شخص اعتقد أن باسل سيكون نصف ميّت هذه المرّة بدون شكّ لو لم يفنَ. وكما لو أنّه يحاول إغاظتهم في كلّ مرّة يتعرض فيها لهجوم قاتل، ظهر من جديد ليس نصف ميّت كما ظنّوا. كان مجروحا بعض الجروح لكنّها لم تكن قاتلة. سعل الدماء لكنّ نظراته كانت شاخصة.

فتح شهاب جرم فمه والتقى فكّه السفلي بصدره من شدّة الصدمة. لقد خرج سالما مرّة أخرى ! وهذه المرّة أيضا استخدم باسل طاقة جنونية فجأة. كان يفعل هذا مرّة تلو الأخرى. في كلّ هجوم يتعرّض له يصدّه بطاقة كبيرة للغاية لا يعلم شهاب جرم من أين يأتي بها على حين غرّة.

"ما هذا الآن؟ هذا غير طبيعي ! لصد كلّ تلك الهجمات مرّة تلو الأخرى يجب أن تكون قد استهلكت كمّية غير معقولة من الطاقة السحرية. حتى لو كنت بالمستوى الثاني عشر فلن يسعك الخروج سالما هكذا إلّا واستخدمت كميّة هائلة من الطاقة والتي لم تعد تمتلكها. ما الذي يحدث معك بالضبط؟"

طاقة الأقدم الكبير تجدّدت عندما اخترق سابقا، لذا كان باسل في الموقف الأسوء بما أنّ ذلك لم يحدث معه فظنّ شهاب جِرم أنّ له الأفضلية من حيث كمية الطاقة حاليا. استمرّ شهاب جرم في الصراخ بجنون غير قادر على استيعاب كلّ ما يحدث.

حدّق إليه باسل ثم قال بهدوء بالرغم من جروحه والدماء التي تسيل من فمه: "أنت تقولها بنفسك. كل ما أحتاج إليه هو استخدام طاقة كافية لصدّ مثل ذلك الهجوم."

"ما... ذا؟ ! " لم يصدق ذلك شهاب جرم. لا، بل لم يرد التصديق. كيف لذلك أن يكون ممكنا؟ هل لهذا الفتى طاقة غير محدودة أم ماذا؟ أمره غريب للغاية !

بقي شهاب جِرم متجمدا في مكانه لقليل من الوقت. تارة يظهر له هذا الفتى بالمستوى الثامن، وتارة أخرى ترتفع طاقته السحرية الخاصة بعنصر التعزيز بجنون. ما الذي يمكنه أن يسبّب هذه الظاهرة بالضبط؟

لو كان يخبِّئ طاقته عنه فسيعلم، لكن لم يكن ذلك هو الحال. حقّا هذا الفتى مستواه هو الثامن، وفقط في لحظات يرتفع مستوى عنصر التعزيز كثيرا.

جعله مثل هذا الأمر يرتعب كثيرا. استهلكت تلك الهجمات كمّية كبيرة من طاقته، لكن لا يبدو أنّ ولو واحدة منها قد نجحت. لحسن حظّه أنّه اخترق للتوّ وتجدّدت طاقته كلّها، وإلّا كان في حالة يأس تامّ حاليا. أحسّ أنّ كلّ ما فعله إلى الآن كان بلا فائدة على الإطلاق. بدأ يرى نفسه يخسر بالرغم من أنّه بلغ المستوى الحادي عشر للتو واكتسب التحكّم المثالي.

لو لم يخترق للمستوى الحادي عشر قبل أن يكتشف هذا، لكانت روحه قد استسلمت للعدوّ تماما. فحتّى لو شرب إكسير التعزيز في ذلك الوقت لن ينفعه. لأن إكسير التعزيز سيرفعه بالمستوى لكنّه لن يدوم تأثيره وسيكون الارتفاع بسيطا. تصبح طاقة السحرة أضخم بكثير في القسم الثاني بحيث لا يستمرّ إكسير مفعول التعزيز لمدّة كبيرة ولا يعزز أكثر.

سيكون من دون فائدة كبيرة ويرهق بحر روحه أكثر فقط. لأنّه كان سيصبح بالمستوى الحادي عشر بالقسم المتوسط فقط على الأكثر ولمدّة قليلة فقط ولا ينجح في قتل باسل ثم يرجع لمستواه الطبيعي بطاقة سحرية فارغة. وفي النهاية، سيُقتل بدون حول ولا قوّة. لكن الآن الحال مختلف، لو شرب الآن إكسير التعزيز فسيصبح بقمّة المستوى الحادي عشر على الأكثر. كان واثقا أنّه سيكون قادرا على قتل باسل بذلك المستوى بما أن لديه التحكّم المثالي وسلاحين أثريين بالدرجة الخامسة.

*بوووم*

ارتفع لقمّة المستوى الحادي عشر بعد شربه لإكسير التعزيز فغطّت هالته ساحة الحرب العظيمة وأصبح أرعب أكثر من أيّ وقت مضى. في لحظة وبخطوة واحدة وصل إلى باسل الذي نزل على الأرض والبعيد عنه بعشرات الأمتار ثم لوّح بسيفيه.

نزلت أرض قاسية كالحديد ونارية كأنها أتت من الشمس. كوّن بسيفيه هذا الهجوم ونزل به على باسل بكلّ قوته الجسمانية. كانت هذه الأرض الملتهبة قادرة على تحويل سحرة المستوى التاسع لكتلة من اللحم الدموي المحترق بسهولة.

ومرّة أخرى، ارتفعت طاقة عنصر التعزيز بجنون للحظة فصدّ باسل ذلك الهجوم بكلّ سهولة عبر تلويحه بسيفيه وتكوين حاجز ناري معزّز عبر الامتداد الكلّي. لم تستطع الأرض الملتهبة الاختراق بالرغم من الاحتكاك العنيف. كما لو أنّه كلّما زاد شهاب جرم من قوّة الدفع زادت قوة الدفاع لدى باسل وطاقة عنصر التعزيز.

لكن، كان هناك شيء آخر يساعد باسل في هذه اللحظة على إيقاف مثل هذا الهجوم المهول. فلقد بدى هجوم العدوّ كأنّه يتعرض للتخفيف من شدّته من أحكام تطبق قواعدها على الوجود.

تكلم باسل في تلك الأثناء: "ليس لديك فرصة حقا حتّى لو استخدمت إكسير التعزيز. لكن سأرافقك لوقت أطول. فبعد كلّ شيء، لك الفضل في تحسّني وإتقاني التحكّم في طاقة العالم بشكل أكبر. في هذا القتال أصحبت قادرا على تحمل استخدام القسم المتوسط من المستوى الثاني عشر بفضلك بعدما كان حدّي هو القسم الأولي من المستوى الحادي عشر."

صُدِم شهاب جرم من ذلك الكلام ولم يعلم ما الذي يعينه باسل بالضبط، لكنّه أحس بالقشعريرة فصرخ مطلقا آخر ما تبقى له من طاقة سحرية.

*باام* *باام* *باام*

تكونت أرض ملتهبة واحدة تلو الأخرى فوق بعضها بعضا حتى صارت هناك خمس أراض ملتهبة. اندمجت بعد ذلك لتشكل رمحا ملتهبا يمكنه اختراق سحرة المستوى الحادي عشر كأنّهم كعك.

*زززن*

زاد صوت الاحتكاك حدّة وارتفعت طاقة عنصر التعزيز من جديد فتقيّأ باسل الكثير من الدماء وبدأت تظهر على لحمه جروح كالتي ظهرت عليه بعد كلّ الهجمات السابقة من شهاب جرم. اكتشف هذا الأخير آنذاك أنّه في الواقع لم يكن هو من سبّب تلك الجروح السابقة لباسل، وإنّما هذا الأخير من فعل ذلك بنفسه.

استخدام باسل لطاقة كبيرة للغاية من عنصر التعزيز استمرّ في وضع جسده بحالة قاسية مرة تلو الأخرى. فعندما كان يخفّف من قمعه على طاقة العالم ليرفع من طاقة عنصر التعزيز، كان يتعرض جسده لضرر في المقابل كما كان يُرهق بحر روحه.

لم يكن باسل يقاتل أبدا حتّى الآن، بل كان يتدرّب على التحكّم في مقدار أكبر من طاقة العالم. لم يعد الختم موجودا ممّا يعني أنّ باسل هو الشخص الذي يمنع الطاقة السحرية الخارجية من التوغّل لجسده؛ يمكنه استخدام أيّ مقدار بشرط أن يستطيع جسده تحمّله !

حاليا، أصبح قادرا على تحمّل القسم الثاني من المستوى الثاني عشر. ومرّة أخرى خفّف من القمع متيحا وِسْعا أكبر لطاقة العالم، لذا بلغ عنصر التعزيز القسم النهائي من المستوى الثاني عشر، ثم الثالث عشر.

استطاع بذلك التصدّي لهجوم شهاب جرم اليائس بسهولة، لكنّه تعرض لجروح في المقابل كما حدث في كلّ المرّات السابقة. كانت الجروح تزداد حدّة في كل مرّة يزيد من طاقة عنصر التعزيز، والآن ارتفعت درجة الجروح لتبلغ درجة الجروح البليغة.

تكسرّت عظامه وانفلح لحمه شيئا فشيئا. وبينما يعاني شهاب جرم ذهنيا وجسديا محاولا قتله، صدر صوت باسل الذي أبان أنّ صاحبه يحادث نفسه لا شخصا آخر: "أمم، نعم. يبدو أنّ حدّي هو القسم الثاني من المستوى الثاني عشر. أكثر من ذلك يضرّني. حسنا، كان هذا جيّدا كفاية بما أنّني أصبحت أتحكّم فيها بنفسي قبل يومين فقط. أمم، نعم. هذا مقبول."

وبمجرد ما أن انتهى من التمتمة لنفسه حتّى شحذ طاقته السحرية رافعا إياها لأقصاها. اندمج عنصر النار بعنصر التعزيز فلوّح باسل بسيفيه الأثريين بالدرجة الثالثة بكلّ ما يملك من قوة من عنصر النار الذي كان بالمستوى الثامن وعنصر التعزيز الذي بلغ المستوى الثالث عشر.

*بووم*

نُسِف الأقدم الكبير شهاب جِرم بعيدا بلا أي فرصة على الإطلاق في ردّ الهجوم. كان باسل يستخدم سلاحين أثريين بالدرجة الثالثة فقط، وفي المقابل استخدم شهاب جرم سلاحين أثريين بالدرجة الخامسة. كان أحد العنصرين اللذين استخدمهما باسل بالمستوى الثامن والآخر بالثالث عشر. وفي الجهة الأخرى، كان كلا عنصريْ العدوّ بالمستوى الثاني عشر.

كان شهاب جرم متفوّقا في هذه الحالة تماما. وبالرغم من ذلك أزيل من أمام باسل بقوّة غاشمة. لم يكن ذلك منطقيا نظرا لمستوى الطرفين. لكن، بإضافة شيء آخر، يصبح كل شيء منطقي.

استخدم باسل الفن القتالي الأثري 'خطوات الرياح الخفيفة' فجعل من هجوم العدوّ أخفّ محوّلا بعضا من قوّته لهجومه الخاص فأصبح أسرع وأقوى بأضعاف كثيرة مما زاد من قوّة الهجمة بشكل كبير وخفّف من ثقل هجمة العدوّ بشكل ضخم. تحرّك باسل بشكل خاطف بعد ذلك ولاحق جسد الأقدم الكبير الطائر فبلغه في لحظة.

*بووم*

انفجر جسد الأقدم الكبير قبل أن يستطيع فعل أيّ شيء. ومرّة أخرى لحق باسل جسده. بدأ يفعل له نفس الشيء الذي فعله لنائبه فلايمر بالكولسيوم. يضربه من جهة ويذهب للجهة الأخرى بسرعة خاطفة فيضربه مّرة أخرى.

هذه المرّة كان قادرا على ضربه من الجهة الأخرى قبل أن يتحرّك جسد العدوّ بفعل الضربة الأولى حتّى. كانت سرعته جنونية للغاية، وكلّ ضربة صاحبتها سرعة كبيرة جدا.

*باام* باام* *باام*

هذه المرّة كانت مختلفة عن التي بالكولسيوم. هذه المرّة مستوى باسل السحري مختلف وفنّه القتالي الأثري أصبح أقوى ممّا سبق بقليل. استمرّ في التحرّك بسرعة غير معقولة ضاربا شهاب جرم الذي اقترب من الغياب عن الوعي بسيفيه الأثريين الحاملين لقوّة عنصري النار والتعزيز بدون توقف لعشر ثوان.

*بووووم*

وفي الأخير، بالضربة النهائية، فجر باسل جسد شهاب جرم الذي ترك صرخة كبيرة "لاا... ! " ثمّ لم يبق منه شيئا.

انتهت المعركة مباشرة بعدما قام باسل أخيرا بالهجوم. استمرّ شهاب طوال المعركة في إلقاء الهجمات، لكن ولا واحدة منها نجحت. لم يردّ باسل عليه الهجوم لأنّه كان يطوّر من نفسه. وعندما أخذ أخيرا دور الهجوم، أنهى العدو !

من تأليف Yukio HTM

أتمنى أن يعجبكم الفصل. أرجو الإشارة لأي أخطاء إملائية أو نحوية

إلى اللقاء في الفصل القادم

2018/04/08 · 970 مشاهدة · 1922 كلمة
yukio
نادي الروايات - 2024