15 - باسل و أنمار




وصل باسل لمنزله و أعطى لأمه المكونات التي أتى بها ثم أكلا الغذاء معا بفرح


عندما انتهيا من الأكل أخذ باسل جزرة ثم بدأ يأكلها و ذهب لغرفته ليرتاح، فهذه الشهور الأخيرة كانت صعبة عليه و أراد أن يسترخي قليلا في غرفته التي اشتاق للنوم بها

*دق* *دق*

"عمتي 'لطيفة إنها أنا أنمار" دقت أنمار على باب منزل باسل

قالت الأم لطيفة "آه، تفضلي"

دخلت أنمار للمنزل بينما تنظر هنا و هناك باحثة عن شيء، عندما رأتها 'لطيفة' قالت لها بابتسامة "ماذا؟ أتبحثين عن باسل؟"

أجابت أنمار قائلة بخجل "نعم، أ هو هنا يا عمتي؟"

قالت 'لطيفة' "نعم هذا صحيح، لكنه يرتاح الآن في غرفته، سيستيقظ في وقت الغداء إن كنت تنوين البقاء و انتظاره"

"آه، حسنا، سأساعدك ريثما أنتظر" بعد أن قالت هذا، ذهبت أنمار لجانب أم باسل و بدأت تساعدها في الطهي و الأعمال المنزلية

في غرفة باسل، هو في الواقع لم يكن نائما، كان مسترخيا فقط و عندما جاءت أنمار نهض من مكانه "اللعنة، لماذا هي هنا، بمجرد عودتي لهنا جاءت، كيف عرفت بأمر مجيئي؟ هل أمي أخبرتها؟ لا من محادثتهما لا يبدو أن هذا هو الأمر، إذا لماذ...آه" تذكر باسل ما حدث هذا الصباح بالسوق "تبا، إن كنت أعرف أنني سألتقي بها، لم أكن لأقوم بتلك الضجة، حسنا يجب أن أجد خطة للهروب، إن حاولت الخروج من النافذة ستسمع تلك المخادعة بالتأكيد الصوت الصادر من فتحها، و سوف تعرف أمي أنني هربت و هذا مخالف لما وعدتها به، يجب أن أنتظرها لتذهب فقط "

بقي باسل في غرفته لمدة طويلة و لم يخرج مما جعل أنمار تبدأ بالتساؤل حول هذا. انتهت أنمار من مساعدة لطيفة و مر بعض الوقت و هي جالسة تنتظر

قالت أم باسل لأنمار "نادي أمك، سنأكل مجتمعين"

أجابت أنمار "حاضر"

باسل كان يطل من باب غرفته و عندما رأى أنمار خارجة من المنزل قال مع نفسه "أحسنت العمل يا أحلى أم بالعالم" ثم خرج من مكانه و ذهب خارجا من المنزل

فتح باسل الباب بهدوء لكي لا تسمعه أمه التي بالمطبخ و بمجرد خروجه من المنزل سمع صوتا "كما توقعت، ها أنت ذا، هل ظننت أنك ستخدعني؟" كانت أنمار أمام باب المنزل تنتظر باسل ليخرج

صدم باسل لكنه لم يترك الأمر يوضع على تعابير وجهه ثم قال "هاه..أخدعك؟ ما الذي تتحدثين عنه؟ أنا فقط قد استيقظت من نومي و أردت الخروج لشم بعض الهواء النقي"

وضعت أنمار يدها على خصرها ثم قالت "هيه، شم بعض الهواء النقي، هاه؟ لقد قلت لك لا تحاول خداعي"

عبس باسل و بدأ يفكر مع نفسه "اللعنة، لِم ألتقي بها في يومي الأول من عودتي؟"

بينما باسل سارح سألته أنمار "إلى أين كنت تذهب في الشهور الأخيرة؟ لقد سمعت من العمة لطيفة أنك تتدرب مع صديق ما على السحر، و قد كنت غائبا للشهرين الماضيين لأنك كنت مخيما مع هذا الصديق تتدربان معا"

أجاب باسل "نعم هذا صحيح، ما الخطأ في هذا؟"

ابتسمت أنمار ثم قالت "ما الخطأ؟ هل تعتقد أن هذا العذر سيجعلني أصدق الأمر، إنني أعرفك جيدا، أنت لن تترك العمة لطيفة لوحدها للتدرب مع صديق ما، فكل ما تفعله أنت يكون من أجل أمك أو من أجل اهتماماتك، مع أن الأمر قد يكون من اهتماماتك لكنك لن تصل لترك أمك وحدها لمدة طويلة، مما يعني أن هذا من أجل أمك، و الآن قل لي بصراحة عن ما كنت تفعله أثناء كل هذا الفترة"

لم يجد باسل ما يقوله، بقي ساكتا لفترة ثم قال "أنا لست ملزما بإخبارك، و الآن ابتعدي عن طريقي" تحرك باسل من مكانه و اتجه من جانب أنمار

"انتظر إلى أين أنت ذاهب؟" استدارت أنمار و صرخت على باسل و الذي أجابها "هذا أيضا ليس من شأنك" ثم ذهب في طريقه

كان باسل في العادة يذهب للمكتبة و يجلس لساعات ثم يقرأ عدة كتب قبل الذهاب، لكن بعد إمضاءه لكل هذا الوقت مع معلمه، كان قد سبق و تعلم أشياء أكثر من التي هي موجودة بالمكتبة، هذه الأخيرة لم تكن بالأصل كبيرة، كانت هناك كتب قليلة عن السحر و الفنون القتالية، قرأ باسل جميع هذه الكتب و تعلم الفنون القتالية التي كان بإمكانه تعلمها من الكتب

لم يكن الآن لباسل ما يفعله، أراد الذهاب للغابة و الدخول لمنطقة محظورة، لكنه وعد معلمه بأن يرتاح للأسبوع القادم و فوق هذا كله هو كان يريد استغلال هذا الوقت في تمضيته مع أمه

كان باسل يتمشى سارحا بأفكاره حتى وصل لأمام الغابة "آه، يبدو أنني اعتدت على المجيء لهنا، يجب أن أعود للمنزل الآن، فأمي ستكون تنتظرني بالتأكيد للغذاء"

عاد باسل للمنزل و قبل أن يدخل كان مترددا لكنه دخل بالنهاية فوجد أمه و العمة سميرة و أنمار يتكلمن و يضحكن فيما بينهم، تغير مزاجه قليلا للأفضل مرة أخرى

"أووه، أو ليس هذا باسل، انظر كم كبرت، لم أرك لشهور بالفعل الآن، لمَ لمْ تكن تزورني؟" سألت سميرة بفرح عندما رأته

أجاب باسل "آه، آسف على هذا لقد كنت مشغولا فقط كثيرا هذه الأيام"

قالت سميرة "مشغول؟ أ ليس منزلي بجانب منزلكم؟"

لم يجد باسل ما يقوله، بقي ساكتا لفترة. و عندما رأته سميرة غيرت الموضوع "حسنا، فلنبدأ الأكل"

أكل باسل مع الثلاثة و سأل أمه عن ماذا تحتاج فلَبَّى لها طلباتها ثم ذهب للجبل لمشاهدة النجوم بالليل. كانت أنمار تلاحقه كل يوم كالعادة، لكنه كان يهرب منها في كل مرة و لا تستطيع اللحاق به

انتهى الأسبوع و جاء اليوم الذي سيبدأ تدريبه من جديد. التقى باسل بمعلمه و اتجهى نحو منطقة القرود الزرقاء الضخمة

مر أسبوع منذ أن بدأ باسل تدريبه من جديد و في كل يوم كان يلتقي بأنمار بالصباح و تسأله و عندما لا يجيبها و يذهب في طريقه تلحقه لكنها تخسره

في يوم من الأيام كانت أنمار بوسط الغابة بينما تلهث و تفكر مع نفسها " *تلهث* *تلهث* لم أجده في أي مكان بالغابة....هل يمكن أنه دخل لمنطقة محظورة؟"

بينما أنمار تفكر بالأمر سمعت ضوضاء آتية من داخل منطقة القرود الزرقاء الضخمة، ازدادت شكوكها أكثر، ثم استجمعت شجاعتها و دخلت. مر بعض الوقت على دخولها و هي تتجه نحو مصدر الضوضاء

*غوااااااااااه*

سمعت زئير كبير آت من ورائها مما جعلها تبدأ في الإسراع و الجري، بعد لحظات التفت للخلف لترى قردا أزرقا ضخما يلاحقها

*غواااااه*

*كياااااااه*

بدأت أنمار تجري بكل ما تملك من قوة حتى ظهر نور أمامها معلنا عن اقترابها من الخروج من الغابة. عندما خرجت أنمار وجدت نفسها في مساحة واسعة بوسط الغابة، و عندما رأت ما مصدر الضوضاء لم تصدق ما تراه أمام عينيها، كان هناك فتى تعرفه جيدا في الثانية عشر من عمره يقاتل عددا كبيرا من القرود الزرقاء الضخمة و يبدو له الأمر سهلا

*غوااااه*

لحقها القرد الذي كان يطاردها و لوح بيده نحو رأسها بينما كانت هي مرعوبة و سقطت على الأرض. فتحت أنمار عينيها بعد لحظات من إغلاقها لتجد القرد متوقف بالسماء بدون القدرة على الحراك

استدارت ثم وجدت رجلا عجوزا واقفا و يديه على ذقنه ثم استدار و نادى "باسل فلتأتي إلى هنا، يبدو أنك لديك ضيف"

كان باسل قد هزم الكثير من القردة بالفعل و القردة المتبقية أمرها المعلم بعدم الحراك. عندما جاء باسل ليرى من هذا الضيف تفاجأ برؤية أنمار

صرخ باسل بغضب "أيتها الحمقاء، لقد كنت تلاحقينني لأسبوعين ليلا و نهارا، لكنني لم أظن أنك حمقاء لدرجة الدخول لمنطقة محظورة"

لم تقل أنمار شيئا و بقيت ساكتة. ثم أكمل باسل "سأرافقك لخارج المنطقة المحظورة، هيا اتبعيني، فهذا هو اختصاصك"

دمعت عينا أنمار و عندما شاهدها المعلم طرق رأس باسل بيده ثم قال له "لقد كنت أعلمك القتال فقط، يبدو أنني سأحتاج لأعلمك كيف تعامل النساء أيضا بدء من اليوم" عندما انتهى من حديثه معه ذهب و وضع يده على رأس أنمار ثم قال "لا بأس أيتها الصغيرة، هذا الفتى لا يعرف كيف يتعامل مع النساء، لا تأخذيه على محمل الجد"

بدأت أنمار بالبكاء بينما تقول "أنا...أعرف...أيها الجد...أعرف...أنه لا فائدة منه" ثم اِلتوت زاوية فمها بينما هي في حضن المعلم

"أيها المعلم، أنا لست سيئا في التعامل مع النساء بل في تعاملي معها فقط" حاول باسل ان يشرح لمعلمه موقفه، لكن يبدو انه قد تأخر فتلك المخادعة قد مثلت جيدا مرة أخرى. لم يجد باسل ما يقوله من المشهد أمامه

تكلم المعلم مع أنمار بعد أن هدأت "أيتها الصغيرة، مع أن أسلوب الفتى باسل لم يكن جيدا، لكنه كان محقا بشأن دخولك لمنطقة محظورة، أنت لا يجب عليك ان تكوني متهورة هكذا، هذا المرة لقد كنت محظوظة فقط"

أماءت أنمار رأسها بكل طاعة قائلة "حاضرة، أنا آسفة أيها الجد"

استدار باسل و ذهب قاصدا الخروج من المنطقة المحظورة لتتبعه أنمار لكنها أوقفته بسؤالها "باسل، إذن أنت كنت تتدرب هنا لكل هذا الوقت مع هذا الجد؟"

رفع باسل رأسه في جهة المعلم الذي أماء له رأسه معطيا إياه الإذن ثم أجاب "نعم هذا صحيح، قال لي المعلم ألا أقول لأحد عنه و لهذا أخبرت أمي أنني أتدرب على السحر مع صديق"

اعتلى وجه أنمار نظرة اقتناع ثم انحنت قليلا أمام المعلم و قالت "آه، هكذا إذن، أنا متشرفة بمعرفتك أيها المعلم" ثم وقفت و وجهت كلامها لباسل "إذن إلى أي مدى قد وصلت في تعلم السحر"

من تأليف Yukio HTM


أتمنى أن يعجبكم الفصل، و أرجوا الإشارة لأي أخطاء إملائية أو تركيبية

و إلى اللقاء في الفصل القادم

2017/06/19 · 1,544 مشاهدة · 1443 كلمة
yukio
نادي الروايات - 2024