21 - إلى العاصمة

خرج المعلم و تلميذه من الوادي

قال المعلم لباسل شيئا ما و افترقا، ذهب باسل للمنزل و أمضى بعض الوقت هناك حتى جاءت أنمار ثم قال لها شيئا فأماءت رأسها موافقة

ذهب باسل للعمة سميرة ليزورها ثم ذهب للسوق و حيّى الجد علي و قضى بقية الوقت مع أمه و يزور أحيانا الجد علي و العمة سميرة

بعد أسبوع كان باسل و أنمار يقفان أمام المعلم الذي قال لهما "هل أنتما مستعدان؟"

أجاب الاثنان باحترام "نعم أيها المعلم"

ليكمل المعلم كلامه "و الآن لنذهب"

( بعد سنة في جبل ما)

كان باسل يتجه نحو جثة ضخمة و عندما اقترب توضح بأنها تعود لأسد برأسين و لونه أحمر

فتح باسل صدر جثة الأسد ذو الرأسين و أخذ حجر الأصل، كان الحجر أكبر من الخاص بملك الثعابين الشره

عندما حمل باسل الحجر التف ثم قال مع نفسه "يبدو أنها انتهت أيضا"

كانت أنمار تزيل أحجار الأصل من عدة جثت لوحوش شكلها كالذئاب، لكنها كانت تملك قرونا بجبهتها

بدا كما لو أن الاثنان قد انتهيا من عملهما و ذهبا في طريق بجانب نهرٍ حتى وصلا لكوخ. دخلا ثم أعطيا التحية للمعلم

حل المساء و كان الثلاثة مجتمعين يأكلون معا ثم قال المعلم "لقد تطورتما أكثر مما تخيلت في السنة الأخيرة"

أجاب باسل "إن الوقت يمر بسرعة، لقد مرت سنة بالفعل، أيها المعلم، أريد طلب شيء منك"

وافق المعلم ليكمل لباسل كلامه "أنا أريد الذهاب للعاصمة"

تفاجأت أنمار و المعلم وضع يده على ذقنه ثم سأله لماذا يحتاج لفعل هذا

رد باسل عن السؤال و شرح و عبر مبديا عن رأيه ثم قال المعلم مرة أخرى "لكن أنت تعرف في ماذا سيسبب هذا"

قال باسل "نعم، لقد فكرت بالأمر لمدة طويلة و هذه هي النتيجة التي توصلت إليها، أنا أعلم بالمخاطر جيدا، لكن هذا كله من أجل مستقبل مشرق، فليس هناك شيء من دون مقابل، كلٌّ و يأتي بتضحية معه، يجب أن تأخذ مخاطر من أجل كسب ما تريد"

رد المعلم "حسنا، لك هذا"

عند سماع أنمار لموافقة المعلم وقفت ثم قالت "إن كنت ستذهب، سأذهب معك"

نظر باسل في جهتها ثم فكر قائلا (لقد بدأنا مرة أخرى) ثم قال لها "حسنا، لكن ستفعلين كل ما أقوله، و لن أقبل النقاش"

ابتسمت أنمار ثم قالت بينما تهز رأسها "كن مطمئنا"

أكمل باسل قائلا "حسنا أيها المعلم، سأعود للمنزل لأمضي وقتا هناك فلقد مرت ستة اشهر منذ آخر مرة شاهدت فيها أمي، و بعدها سأتجه نحو العاصمة"

جاء الغد و ودع باسل و أنمار المعلمَ ثم نزلا من الجبل و ذهبا في طريقهما نحو المنزل، رأى باسل أمه قبل ستة أشهر، و منذ ذلك الحين لم يرها إلى الآن، و كما هي العادة استقبلته بكل حرارة

أمضى باسل الأسبوع كله مع أمه و بين الحين و الآخر يزور العمة سميرة و الجد علي، كانت الأم لطيفة متحسرة على ابنها الذي أصبحت المدة التي يغيبها تطول في كل مرة لكنها لم تجد ما تقوله، و بدا كما لو أنها قد اعتادت على الأمر

أما من ناحية أخرى، لم يعد هناك أي شخص يزعج باسل بعد الآن، بعد تلك الحادثة في السوق حاول عدة أشخاص تجريب حظهم لكنهم لقوا نفس مصير سابقيهم، و الآن أصبح باسل في مستوى آخر عنهم، شخص لا يستطيعون الوصول إليه مهما فعلوا

انتهى الأسبوع و ودع باسل و أنمار أمّيْهِما ثم شدا الرحال نحو العاصمة. عندما أخبر باسل أمه أنه ذاهب للعاصمة صُدمت كثيرا، فهي كانت قد اعتادت على غياب ابنها لمدد طويلة، لكن هذه المرة لسبب ما كانت خائفة و قلقة عليه أكثر من العادة و هذا ترك باسل حائرا، فقرر سؤال أمه بشأن هذا عندما يعود

قال باسل بينما يخرجان من القرية "لدينا أيام كثيرة و نحن في طريقنا نحو العاصمة، سنمر من جميع المناطق المحظورة الموجودة بمسارنا، سنحاول جمع أكبر قدر من أحجار الأصل، ليس هناك وقت لنضيعه أكثر من هذا"

تعجبت أنمار من جملة باسل الأخيرة ثم قالت "أي وقت تتحدث عنه؟"

تجاهل باسل سؤالها و قال "هيا، سنذهب جريا، الحقيني" ثم اندفع و تبعته أنمار التي عليها نظرة شك و فضول

وصل الاثنان بعد مدة من انطلاقهما للمنطقة المحظورة الأولى التي كانت عبارة عن غابة بأكملها

وطئت رجليهما في الداخل و مباشرة هاجمتهما بعض 'الخنازير صاحبة القرون'. قتلها باسل من دون سحر كلها بسهولة ثم أخذا أحجار الأصل

توغلا للداخل أكثر و صادفتهما عدة وحوش، تارة تكون سحرية و تارة أخرى تكون غير سحرية، دخلا لداخل الغابة حتى وجدا كهفا عميقا

دخلا للداخل ليجدا أنه يؤدي للأسفل،أثناء نزولهما واجها عدة وحوش من بينها 'القطط المتوحشة' و 'الثعالب المخادعة' لكنها كلها كانت سهلة للاثنين. انتهيا من جميع الوحوش و خرجا من الكهف و منْ ثم منَ الغابة. في الأخير أكملا الطريق

استمرا في الطريق و دخلا لعدة مناطق محظورة و واجها عدة وحوش و حصلا على الكثير من أحجار الأصل حتى وصلا لمنطقة محظورة ندم باسل على دخولها

*بووووووم*

كان باسل يحلق في السماء و اصطدم بحائط حجري و تقيء الدماء ثم نهض بسرعة و راوغ قبضة الوحش التي كانت تستهدفه

كان باسل يقاتل نمرا أبيضا عملاقا مخططا بالأسود و أنيابه الأفقية ضخمة، باسل قرأ عن هذا النمر سابقا في الكتب، كان هذا الوحش معروفا، فهو وحش بالمستوى الرابع و يستخدم سحر البرق و يسمى ب'نمر البرق'

"اللعنة أين هي تلك الحمقاء، لو كانت هنا على الأقل كنت سأملك وقتا للهجوم" و بينما باسل يفكر بهذا مع نفسه أتاه هجوم برقي من 'نمر البرق'، كان الهجوم بسيطا لكنه ذا قوة ضخمة

راوغ باسل الهجوم بشق الأنفس و عندما فعل هذا ضربته كف النمر المشحونة بالبرق

*دووووو*

كان باسل مفعِّلا سحر 'التعزيز' لكنه لم يكن كافيا للصمود أمام هجمات نمر البرق، و لهذا في آخر لحظة قبل اصطدام كف النمر البرقية بجسد باسل، قام هذا الأخير بتركيز سحر التعزيز كله على ذراعه و تصدى للهجمة

لم تؤثر الهجمة بباسل كثيرا لكنه دفع لأمتار قليلا. لم يكن نمر البرق يتركه يرتاح أبدا، بمجرد ما أن يهجم مرة يتابع مباشرة بهجوم آخر، فباسل قد جرب بالفعل بعض الهجمات النارية لكن النمر كان يصدها بسحر البرق كلها

أطلق نمر البرق عدة طلقات برقية نحو باسل، فراوغ هذا الأخير ما استطاع لكن واحدة منها قد أصابته فسقط على ركبة واحدة

لولا سحر التعزيز لكان قد مات من شدة الصدمة، فجسده كله متخدر الآن

في هذه الأثناء لم يكن باسل يفكر إلا في أنمار، إن كانت تلك المخادعة هنا سيكون التعامل مع هذا النمر أسهل، لكنها لم تظهر للآن

افترق الاثنان عن بعضهما عندما لاحقها نمر البرق بعد أن صادفاه، و الآن باسل يقاتله وحيدا

"*يلهث..يلهث* اللعنة، أنا لن أموت هنا" بعد أن قال باسل هذا شرب مشروبا غريبا و وقف على رجليه و بدا كما لو أن طاقته قد عادت

أكمل قائلا مع نفسه "تلك المخادعة تلاحقني دائما إلى أي مكان لكنها الآن غير موجودة، المهم، سأحاول الهرب بكل ما أملك و إن لم ينجح هذا سأنتظرها فقط لتأتي بينما أهرب"

بعدما انتهى باسل من التفكير هرب و تبعه نمر البرق بينما هذا الأخير يطلق عليه عدة هجمات برقية

لقد دخلا لمستعمرته و فعلا ما أرادا بها و هذا جعله غاضبا جدا، و لهذا لاحقهما بدون توقف حتى التقيا بعض 'الذئاب ذات القرن الفضي' الذين لحقوا أنمار، و بهذا افترقا عن بعضهما

كان باسل هاربا من نمر البرق في الغابة حتى وصلا لمنحدر حاد، قفز باسل للأسفل و أكمل الهرب ثم بدى كما لو أنه يتحدث

(.......أجيبي بسرعة، أنمار، أجيبي)

(قلتَ قرب المنحدر، أنا قادمة الآن)

بعد أن هرب باسل لوقت طويل التقى أخيرا بأنمار فقال لها بينما يجريان "أين كنت لكل هذا المدة، لقد جربت الاتصال بك عن طريق 'خاتم التخاطر الذهني و الروحي' العديد من المرات لكنك لم تجيبي، و لمَ تأخرتِ في القدوم بعد أن أجبتي"

أجابته انمار "عندما لحقتني 'الذئاب ذات الناب الفضي'، دخلت في قتال ضدها، لكنني كلما كنت أقتلها كانت تنادي المزيد و لم أجد وقتا لأركز على اتصالك، بالإضافة إلى أن البحث عن هذا المنحدر أخذ مني وقتا طويلا للمجيء"

بعد أن عرف سبب تأخر أنمار قال لها "حسنا، استخدمي سحرك عليه و اصنعي لي ثغرة، كم من الوقت سيكون بإمكانك كسبه لي؟"

أجابت أنمار بعد أن فكرت قليلا "حسنا، ضد هذا الوحش، أظن أن سحري سيصمد لمدة عشر ثواني على الأكثر"

توقف باسل عن الجري و استدار لنمر البرق ثم قال "هذا أكثر من كاف، استخدميه الآن" بعد أن توقف باسل تبعته أنمار بفعل نفس الشيء و عندما أعطاها الإذن استخدمت سحرها

نمر البرق الذي كان يتبعهما توقف فجأة و بدأ يضرب أماكن فارغة. لكن في الحقيقة بالنسبة له لم تكن تلك أماكن فارغة و إنما يوجد بها عدة نسخ من باسل و أنمار

كان سحر أنمار هو 'سحر الوهم'، فهي قد خلقت وهما تجعل نمر البرق يرى فيه الكثير منها و من باسل و لا يرى الحقيقيين

*ووووووش*

سهم ناري اخترق رجل نمر البرق الأمامية ليخترقه واحد آخر في الرجل الخلفية فسقط الوحش على الأرض، لكن الوهم انتهى مفعوله و رأى نمر البرق باسل الذي كان يشحن كرة نارية و أطلقها نحوه بعد انتهاءه

نمر البرق كان ساقطا على الأرض و لم يكن بإمكانه التحرك لكنه كان ما زال قادرا على استخدام السحر، بدأ يكون كرة برقية هو الآخر و أطلقها في اتجاه الكرة النارية المتجهة نحوه

كانت سرعتهما في شحذ الطاقة السحرية مختلفة، فحتى لو كان نمر البرق قد تأخر في تكوين كرته البرقية، كان سريعا كفاية ليجهز كرة برقية تعادل الكرة النارية الخاصة بباسل و أطلقها

*بوووووووم*

حدث انفجار كبير بين الكرتين فترك حفرة في مكان الالتقاء و احترقت بعض من الأشجار المحيطة

تسللت أنمار من وراء نمر البرق و أخرجت سيفا من يدها ثم طعنته به فصرخ بسبب هذا

*غوااااااااه*

أكمل باسل هجومه السابق عندما نفذت أنمار هجومها، قفز و نزل على رأس نمر البرق بقدميه مكسرا جمجمته

ركز باسل سحر التعزيز على قدميه قبل أن يقفز و لهذا كان الهجوم مدمرا. قتل الاثنان نمر البرق، ثم بعد قليل من الوقت حدث أمر غريب لباسل

بدأت الطاقة تحيط بجسده كله و *بووووم* توهجت الطاقة كثيرا و بعد لحظات هدأت، ثم نظر باسل ليديه و قال "يبدو أنني أخيرا ارتفعت بالمستوى. أظن أنه لم يكن سيئا الدخول إلى هنا بعد كل شيء"

أخذ الاثنان حجر الأصل و خرجا من المنطقة المحظورة التي كانت عبارة عن جبل. أكمل باسل و أنمار طريقهما بينما يدخلان لأي منطقة محظورة في الطريق، لقد دخلا للعديد من المناطق حتى الآن، و مرا على الكثير من القرى و المدن

و بعد وقت طويل، أخيرا وصلا لوجهتهما

من تأليف Yukio HTM

أتمنى أن يعجبكم الفصل، و أرجوا الإشارة لأي أخطاء إملائية أو تركيبية

و إلى اللقاء في الفصل القادم

2017/07/02 · 1,519 مشاهدة · 1664 كلمة
yukio
نادي الروايات - 2024