23 – الأميرة شارلوت




فتحت أنمار الباب لتجد رجلا ضخما مفتول العضلات واقفا و نظرته مخيفة فأرادت سؤاله لكنه سبقها في البدء بالحديث "هل يوجد هنا فتى اسمه باسل؟"

حملقت أنمار بالرجل الضخم ثم التفت لباسل لتناديه لكنه كان بالفعل آتيا في طريقه و عندما وصل لأمام الباب قال "أنا هو باسل، ماذا تريد؟"

بقي الرجل الضخم يحدق في باسل قليلا ثم قال "أنا اسمي 'رضا'، إنني مبعوث لجلالتها الأميرة الخامسة 'غرين شارلوت' "

تفاجأت أنمار عند سماع الاسم الأخير و نظرت لباسل بغضب، كان باسل مصدوما هو الآخر، لقد ظن أن الأميرة قد أخطأته بشخص ما فقط في السابق، لكن على ما يبدو أن الأمر ليس كذلك "و لماذا أرسلت جلالة الأميرة مبعوثا من أجل قروي و ليس حتى بعامٍ مثلي؟" تكلم باسل سائلا رضا باستهتار

ارتفع حاجب رضا و أحكم قبضته قليلا ثم قال "إنها تناديك للحضور أمامها"

أجاب باسل بسرعة بمجرد انتهاء المبعوث رضا من كلامه "لم علي فعل شيء مزعج كهذا، أنا ليس لدي اهتمام، من أراد لقائي فليحضر بنفسه، هذا إن كان يستحق تضييع وقتي الثمين عليه، أنا مشغول حاليا"

انفجر رضا غاضبا قائلا "أيها الصعلوك، إنها دعوة من شخص ينتمي للعائلة الإمبراطورية، هل تظن أن بإمكانك الرفض، هذا ليس طلبا و إنما أمرا، و إن فهمت الآن فلتذهب معي قبل أن أجرك لهناك بالرغم عنك"

نظر باسل لرضا ثم خرجت ضحكة من فمه "هاهاها، تجرني؟ إن هذا العم يعرف كيف يطلق مُزحا مضحكة" هدأ باسل قليلا ثم أكمل بوجه جاد "إذن كيف ستفعل هذا بالضبط؟"

وصل غضب رضا لحدوده و قال "أيها الصعلوك" ثم انقض على باسل موجها لكمة نحو وجهه

راوغ باسل لكمته بسهولة مما جعل رضا يتعجب ثم التف للجانب الأيمن حيث هرب باسل و هاجمه مرة أخرى بلكمة

أوقف باسل لكمته هذه المرة مما جعل رضا يصدم. إنه ساحر من المستوى الثالث و يدرب جسده أكثر من أي شخص، كيف لصعلوك كالذي أمامه أن يوقف لكمته، قد لا تكون تلك هي قوته الكاملة لكن هذا يبقى غريبا، فتلك اللكمة لن يستحملها حتى شخص من المستوى الثاني فما بالك بصدها؟

تكلم باسل مع نظرة ازدراء على وجهه "اسمع أيها المبعوث، قل للأميرة أنني شخص لا يحب اللف و الدوران، يحترم من يماثله بالأمر، إن كنت تريدين مقابلتي فأنا سعيد بهذا، لكن سيكون عليك أنت القدوم إلي بما أنك الشخص الذي أراد رؤيتي" بعدما أنهى رسالته للأميرة أكمل قائلا "و الآن خذ بنصيحتي التي سأقدمها لك، عد أدراجك و اترك عزة نفسك جانبا من أجل الحفاظ على أطرافك سالمة" بعد أن انتهى باسل من كلامه دفع قبضة رضا مما جعل هذا الأخير يرجع للخلف

أحكم رضا قبضتيه الاثنتين إلى أن حفرت أظافره في راحة يديه ثم قال "أيها الوغد، هل تعتقد أنك مخول للتكلم بهذه الطريقة مع جلالتها، سأذيقك عذابا يجعلك تندم على اليوم الذي ولدت فيه"

*بااااااا*

جمع رضا يديه الاثنتين كما لو أنه صفق، ثم خرجت منه هالة قليلة و صرخ قائلا "أنياب الموت الحجرية" و مباشرة خرجت عدة أعمدة حجرية مثل الخاصة بدب الأعماق و هاجمت باسل من جميع الجهات

*بوووم*

فتح رضا عينيه على مصراعيهما و قال "ما الذي يحدث هنا؟"

دمرت جميع الأعمدة في آن واحد. قام باسل بالتحرك بسرعة كبيرة و دمر جميع الأعمدة في غمضة عين، استخدم باسل سحر التعزيز مما عزز قوته و سرعته بشكل كبير عن العادة

تكلم باسل "أنا لا أحذر لمرتين، هذا ما قد قررت فعله، الناس أمثالكم لا يجب إعطاءهم فرصة ثانية بعد منحهم واحدة أولى، لأنهم يكونون أشخاص لا يتعلمون عن طريق الكلام و إنما بجسدهم، إن لم تسرع في تأديبهم يتحولون لألم في المؤخرة"

بعد انتهاء باسل من كلامه قفز نحو رضا واصلا أمامه في لحظة و قبل أن يستطيع المبعوث القيام بحركة واحدة لكمه باسل بذقنه جاعلا إياه يحلق بالسماء

نزل رضا على الأرض و حاول الوقوف بصعوبة كبيرة و عندما كان سينجح في الوقوف وجد باسل أمامه

*طررررق*

قام باسل بتكسير ذراع رضا عن طريق لفها للوراء فصرخ المبعوث من شدة الألم، تابع باسل بتكسيره الذراع الأخرى ففشلت رجلي رضا بسبب الألم ليجثوا على ركبتيه ثم قال له باسل "بما أنني لا أزال أريد منك القيام بعملك كمبعوث من أجلي سوف أترك لك رجليك لتمشي بهما، و الآن قف و عد أدراجك و لا تنس تبليغ رسالتي لأميرتك"

وقف رضا بينما الذل و الألم يغطيان وجهه، كانت ذراعاه مقلوبتان للوراء مما كان يسبب له ألما كبيرا لكنه عرف أن ذلك الفتى غير طبيعي و لهذا قرر ترك فخره و التراجع للآن

خرج رضا من الغرفة فأغلقت أنمار الباب وراءه ثم ذهبت لباسل و قالت "متى أصبحت بهذه القسوة؟"

أجابها باسل بنظرة حازمة "من الآن فصاعدا. أنا لدي هدف علي تحقيقه، إن حنيت رأسي لكل شخص ألتقيه، متى سأرفع من مكانتي هنا و جعل اسمي ينتشر؟ يجب علي الإسراع" تمتم باسل بعد انتهاءه من إجابة أنمار "فربما لن يكون هناك وقت كافي"

بقيت أنمار تنظر لباسل مطولا ثم أوقفت تفكيرها بالأمر و قالت "حسنا فلننم قليلا، لقد جمعنا معومات كافية لبدء ما جئنا لفعله"

أماء باسل رأسه موافقا ثم ذهبت أنمار لغرفتها للنوم

(في مكان مظلم ما)

"هوو، أتقول لي أن شقيا بعمر الرابعة عشر قد هزمك هزيمة نكراء؟" جاء الصوت الذي كان مليئا بالفخر و الغرور من فتاة تبدو في العشرين من عمرها، كانت تملك شعرا أخضرا خلاب يسرق الأنظار كما تفعل الطبيعة الأم، بعينين في نفس اللون و ترتدي فستانا أسودا طويلا ليس بالفاضح و لا بالساتر

كان رضا راكعا على ركبة واحدة أمام الأميرة 'شارلوت' مع أن ذراعيه مكسورتان إلى أن هذا لم يمنعه من إكمال واجبه "نعم يا جلالة الأميرة، ذلك الولد غير طبيعي، أنا بالمستوى الثالث و كنت أدرب بنيتي الجسدية كثيرا لأتفوق على من هم بنفس مستواي، لكني لم تكن لي أي فرصة أمام ذلك الفتى، لقد هزمني بكل سهولة، و قد أعطاني رسالة لأحملها لجلالتك"

نظرت الأميرة شارلوت بازدراء لرضا ثم قالت "يمكنك بدء الحديث، ما هي هذه الرسالة؟"

أوصل رضا الرسالة للأميرة و العرق البارد يملأ جسده بالكامل و كان يستعد للتوبيخ لكن حدث أمر لم يتوقعه حيث سمع ضحكة آتية من الأميرة

"هاهاهاهاهاها، إنه حقا لشقي مثير، لقد زاد اهتمامي به أكثر فقط، أنا أريد الحصول عليه لنفسي الآن، لقد ظننت في الأول أن له وجه مألوف، خصوصا شعره، و سوف يكون ذو منفعة لي، لكن على ما يبدو أنه متكلم جيد و مقاتل بارع أيضا صاحب موهبة خارقة"

تنهد رضا بينما يفكر مع نفسه في كم هي جلالة الأميرة شخص انتهازي، ألم تلاحظ كيف كانت طريقة كلام باسل في الرسالة التي أوصلها كما هي؟ أم أنها تغاضت عن الأمر فقط؟ و كالعادة لم يفهم رضا ما يدور في خلد أميرته

أكملت الأميرة بنظرة جدية "لكن أظن أنه يجب عليه تلقي درسا حميما لتربيته أولا، و جعله يفهم أنه شخص لا يعرف العالم جيدا لكي لا يغتر بنفسه، بعد ذلك هناك عدة طرق لضبطه و جعله مطيعا بالكامل"

بعد أن انتهت من جملتها الأخيرة ظهرت ابتسامة خبيثة و شريرة، و عندما رآها رضا بلع ريقه ثم سمع الإذن من أميرته سامحا له بالانصراف

بعدما رحل رضا جلست الأميرة 'شارلوت' على كرسيها الفخم ثم قالت "يبدو أنني سأحظى بوقت ممتع لفترة من الوقت"

مر الليل الهادئ و جاء الصباح الحيوي، و كالعادة العاصمة في قمة حيويتها، كانت هناك عدة عائلات نبيلة تحكم كل واحدة منها منطقة، مر باسل و أنمار بالفعل على عدة مدن تخضع لحكمها، مع أن العاصمة تترأسها العائلة الإمبراطورية إلى أنها لا تملك كل المناطق لنفسها، فالعاصمة كبيرة جدا و هناك عائلتين أخريين تتشاركها معها، لكن في النهاية يبقى الحكم النهائي للعائلة الإمبراطورية

كل عائلة و لها تميز، لكن هناك عشر عائلات تترأس الأخريات و تشترك في شيء واحد و هو أن كل واحدة منها يكون لديها جنرالا على الأقل من بين الجنرالات الكبار في الإمبراطورية، باستثناء الجنرال رعد الذي رفض الحصول على لقب النبيل أو الانضمام لأي عائلة نبيلة و ركز أكثر على تعزيز قوة الجنود و الإمبراطورية

لقد قال أنه لا يملك وقتا لممارسة لعبة المنافسة بين العائلات النبيلة و الدخول في معمعتهم و بدل ذلك يجب التركيز على ما هو أهم حقا

يقال عنه أنه تغير منذ هجوم الشياطين كثيرا و أصبح يتدرب بلا توقف، على ما يبدو أن مواجهته مع العدو قد تركت صدمة به

من تأليف Yukio HTM

أتمنى أن يعجبكم الفصل، و أرجوا الإشارة لأي أخطاء إملائية أو تركيبية

و اقرأ الآن الفصل القادم، هناك فصلين اليوم

2017/07/06 · 1,495 مشاهدة · 1316 كلمة
yukio
نادي الروايات - 2024