25 – عائلة كريمزون (2)

ضحك النبيل جورج و قال "ألا تعرف من هو الجنرال منصف، أيها الأحمق، ستكون نهايتك إن لم تقم بما أمرك به"

شد باسل الخناق على النبيل جورج أكثر حتى لم يعد يتنفس ثم قال له بنظرة ازدراء مرسومة على وجهه "أيها الحثالة، إن لم يكن سيخرج من فمك مكان تلك ال*****، فلتغلقه إذا قبل أن أكسر فكك"

تجمد النبيل في مكانه ثم نظر إلى الجنرال منصف يطلب النجدة. تقدم الجنرال منصف للأمام قليلا ثم قال "أيها الفتى، أنا لا أعرف من أنت أو من أين أتيت، أو حتى سبب فعلك لهذا، لكن سيكون من الأفضل لك التوقف حالا، و إلا ستكون عاقبة عملك شنيعة"

نظر باسل للجنرال منصف ثم قال "حقا؟ ما الذي قد يحدث إن لم أتوقف يا ترى؟"

تكلم الجنرال منصف بجدية بينما يحملق في باسل "اسمع أيها الفتى، أنا لا أريد إراقة الدماء اليوم، و لهذا من الأفضل لك أن تترك هذا الأمر"

تكلم باسل "لست بفاعل"

قال الجنرال منصف بصوت حاد جدي أكثر من السابق "إذا أظن أنه لا مفر من الأمر"

بعد أن انتهى الجنرال منصف تقدم نحو باسل الذي قفز للوراء متراجعا و تاركا مسافة بينهما

اندفع الجنرال منصف نحو باسل فوصل أمامه بسرعة فائقة و لكمه ببطنه بيده اليمنى، لكن باسل تصدى للكمته بيده اليسرى و ركله برجله اليمنى، فصدها الجنرال منصف بيده اليسرى و ركله برجله اليمنى حيث كان لباسل ثغرة نتيجة رفعه لرجله اليمنى

تم الأمر بسرعة فائقة جعلت الجنرال يتفاجأ كثيرا من ردة فعل باسل على هجومه، مع أنه تغلب على باسل في النهاية في القتال القريب، لكنه أحس كما لو أن هذا الفتى كان يختبره

حلق باسل نتيجة للركلة لأمتار قليلة، لكنه وقف كما لو أنه لم يحدث له أي شيء. صدم الجنرال منصف و الجنود الذين كانوا معه

الجنرال منصف، معروف كصاحب أقوى بنية جسدية بين جميع السحرة في الإمبراطورية، لكن ذلك الفتى الذي تلقى ركلة منه لم يتأثر أبدا

قال باسل بينما ينفض ملابسه من الغبار "هوه، هذا هو مستوى الجنرال إذا؟ حسنا، إنه أفضل من الأشخاص السابقين"

كان باسل بإمكانه في الواقع التصدي لركلة الجنرال منصف، لكنه لم يفعل لأنه أراد أن يختبر قوته، فهو قد تدرب على يد معلمه 'إدريس الحكيم' عبر مواجهته في قتالات و لم يستطع لمسه إطلاقا و تعرض للضرب المبرح فقط، و لهذا كان له اهتمام في معرفة مدى قوة هؤلاء الجنرالات الذين يقال عنهم أنهم الأقوى

"كما توقعت، إن المعلم استثنائي" بعد انتهائه من كلامه مع نفسه نظر في اتجاه الجنرال منصف

حملق الجنرال منصف في باسل ثم قال "أيها الفتى، من أنت بالضبط؟"

أجاب باسل قائلا "مجرد قروي يبحث عن القليل من المتعة فتعرض للمضايقة قليلا و رد الجميل ضعفين، و كما سمعت أنا أرد الجميل ضعفين، فاستعد للحصول على نصيبك"

ضحك الجنرال منصف بينما يقول "هاهاها، إنك فتى مثير للاهتمام، تقدم سأعلمك درسا أو اثنين"

بعدما انتهى الجنرال منصف من كلامه، اندفع باسل نحوه بينما سحر التعزيز في كامل قوته *بووم* تلاقت قبضة باسل مع الخاصة بالجنرال منصف، هذا الأخير صدم تماما كما حدث مع باسل هو الآخر

تراجع باسل للوراء قليلا ثم تكلم الجنرال منصف "أيها الفتى، إنك حقا لمثير للاهتمام، لم أكن أتوقع أن يكون لديك نفس سحري"

قال باسل بينما يبتسم "و لا أنا أيها العم"

عندما تلاقت لكمة باسل و الخاصة بالجنرال منصف، نتج عن تصادمهما موجة قوية، و لاحظ باسل عندها أن الجنرال قد استخدم سحره الذي كان سحر التعزيز، و من جهة أخرى، حدث نفس الشيء مع الجنرال منصف

سحر التعزيز كان سحرا نادرا جدا، و لا يمكنك إيجاد سوى أعداد قليلة و معدودة في العالم كله يملكونه، و لهذا كان الأمر صادما بالنسبة للجنرال منصف، لكن ما صدمه ليس هذا فقط، بل أيضا القوة التي أخرجتها لكمة باسل و التي كانت كبيرة جدا

تكلم الجنرال منصف قائلا "أيها الفتى، ما اسمك؟"

قال باسل "أليس من الآداب تقديم نفسك قبل سؤال الشخص عن اسمه"

ضحك الجنرال منصف ثم قال "هاهاها، معك حق في هذا، أنا اسمي كريمزون منصف، إنني أنتمي لعائلة كريمزون"

تكلم باسل "اسمي باسل، متشرف بمعرفتك، و الآن هل نكمل؟"

قال الجنرال منصف "هيا هيا، لا تكن متعجلا، فلنترك الأمر عند هذا الحد، ليس هناك عدة فرص لملاقاة شخص يستخدم سحر التعزيز، لاسيما ساحر في عمرك قد وصل للمستوى الرابع بالفعل، إنها ستكون مضيعة فقط، ما رأيك أن تأتي معي؟ سأعاملك كضيف شرف في العائلة"

وضع باسل يده على ذقنه و بدأ يفكر لمدة طويلة ثم قال بعد أن قرر "حسنا، أظن أنني سأرافقك"

ابتسم الجنرال منصف و التف ثم قال "اتبعني إذا"

قال باسل "حسنا" ثم أكمل بينما نظره توجه للنبيل جورج "لكني يجب أن أعرف ما أحتاج من ذلك الحثالة قبل هذا"

جري باسل ثم حمل النبيل جورج من عنقه من جديد و قال "إما أن تسرع في قول ما أريد أن أسمع و إلا ستموت، لديك خمس ثواني للإجابة"

التف الجنرال منصف ثم قال "أيها الفتى باسل، لا تضع وقتك معه أكثر من هذا، إن كنت تريد شيئا ما فسوف أجلبه لك"

نظر باسل للجنرال منصف ثم قال "حسنا، إن قال هذا العم منصف، فلا بأس إذا" قام باسل برمي النبيل جورج بعيدا ثم تبع الجنرال منصف و بينما يتبعه، ظهرت فجأة أنمار بجانبه

قال باسل "يبدو أنك اكتفيتِ بالمشاهدة"

أجابت أنمار "حسنا، لم يبدو أنك في حاجة للمساعدة" ثم ابتسمت و أكملا طريقهما

بعد السير لمدة طويلة، وصلت المجموعة إلى قصر ضخم جدا يمتد لألاف الأمتار، كان يملك بوابة ضخمة جدا يصل علوها لعشرات الأمتار و حارسين واقفين عندها

عندما رأى الحارسين الجنرال منصف، انحنوا قليلا ثم قالا "مرحبا بعودتك أيها الجنرال"

أجاب الجنرال منصف "شكرا على تعبكما" ثم دخل للداخل فتبعه البقية ثم أمر الجنود الذين كانوا معه بالذهاب لمعسكر التدريب، و تقدم للأمام نحو البوابة الداخلية فتبعه باسل و أنمار

عندما دخل باسل و أنمار عبر البوابة الخارجية انبهرا من اتساع المكان، كانت هناك عدد هائل من البنايات تحيط بمبنى ضخم جدا و الذي سارا في اتجاهه تابعين الجنرال منصف

فتح الجنرال منصف البوابة فنظر باسل و أنمار للداخل ليجدا ممرا طويلا و على جانبيه العديد من الجنود الأقوياء

مروا من الطريق حتى وصلوا لبوابة أخرى و حارسين واقفين أمامها، أعطى الحارسين التحية للجنرال منصف و فتحا له البوابة، دخل الثلاثة لقاعة ضخمة جدا تسع لمئات الأشخاص، كان هناك العديد من الرجال الواقفين بالجانبين و درج كبير أمامهما، و فوقه يوجد عرش يجلس عليه رجل كبير في السن

تكلم الجنرال منصف "يا أيها الرئيس، لقد أتيت و معي خبرا قد يسرك"

تكلم الرجل الكبير في السن "أنا كريمزون أكاغي، عشت ما يكفي من المآسي و مررت بالكثير من المصاعب، لا أظن أن هناك شيء سيسرني الآن غير وجود حل لإنقاذ عائلتي من الضياع و إرجاعها لمجدها، و هذا غير ممكن الآن كما أعلم و تعلم أيها الجنرال منصف، لكن لديك الحق في المحاولة يا زوج ابنتي"

"أب زوجتي، هذا الفتى الذي ورائي ساحر في المستوى الرابع و يستخدم سحر التعزيز النادر مثلي، لقد جلبته معي كضيف شرف، و أتمنى أن ننشئ علاقة جيدة معه، فقد يكون عونا كبيرا في إنعاش عائلتنا ريثما يكبر الوريث الشرعي"

كان الجنرال منصف رجلا صريحا و مباشرا، قال كلاما يحمل نواياه تجاه باسل من دون خداع، فهو معروف بعدالته و إخلاصه و ولائه لعائلة كريمزون، تزوج قبل ست سنين الابنة الوحيدة لعائلة كريمزون بعد أن وصل للمستوى السادس و أصبح جنرالا

أنجبت زوجته له طفلا بعد مرور سنتين من زواجهما، فكان الخبر مفرحا له و لزوجته و خصوصا لرئيس العائلة كريمزون أكاغي الذي كان يائسا و لجميع من ينتمي للعائلة

بعد مرور حوالي إحدى عشرة سنة من اختفاء الوريث الثاني، ظهر أمل جديد في العائلة، كان هذا الأمل هو ابن الجنرال منصف و زوجته 'كريمزون سكارليت' ابنة رئيس العائلة 'كريمزون أكاغي'

عندما سمع باسل الجنرال منصف، ابتسم و نظر له باحترام، باسل لا يحب اللف و الدوران، و هذا ما فعله بالضبط الجنرال منصف

عرف باسل معنى دعوة الجنرال منصف من الأول، لكنه أتى آملا في الحصول على منفعة من هذا، فالتعامل مع العائلة التي تعتبر الثانية من حيث القوة و السلطة كانت تشمل جميع المواصفات التي يريدها باسل من أجل تحقيق هدفه، فكما أراد الجنرال منصف الانتفاع من باسل، هذا الأخير كان له نفس الهدف

حملق رئيس العائلة كريمزون أكاغي في صهره الجنرال منصف لمدة قصيرة ثم غير اتجاه نظره لباسل فتغيرت نظرته كثيرا كما لو أنه ينظر لشبح ما، بقي على تلك الحال لمدة طويلة حتى جمع شتات نفسه و قال "أيها الفتى، لقد سمعت ما قال الجنرال منصف، ما رأيك؟"

نظر باسل في وجه رئيس العائلة كريمزون أكاغي ثم قال باحترام "أنا أفهم من كلامه أن هناك مصلحة لكم في إنشاء علاقة جيدة معي، فلما لا، فالأمر ذاته ينطبق علي، أنا سأمد لكم يد المساعدة لكم في أي وقت تحتاجونها، و بالمقابل عندما أريدها أنا، سيكون من الجيد لو قدمتموها لي"

حدق الجنرال رئيس عائلة كريمزون في باسل لمدة طويلة ثم وجه نظره لأنمار و قال "و من تلك السيدة الصغيرة؟"

كان باسل سيجيب عن السؤال لكن أنمار سبقته بالحديث، فقالت باحترام "أنا مرافقة باسل أيها الكبير المحترم"

قال رئيس العائلة كريمزون أكاغي "حسنا، سوف أقبل بهذا، لكن سأريد منك إثبات كلامك، فإن كانت هناك علاقة حلف ستكون بيننا سأريد منك على الأقل إثبات استحقاقك لها، الطريقة 'كيف' ستكون عليك"

ابتسم باسل ثم قال "حسنا أيها الكبير، لما لا نبدأ في الحديث أولا عن قلب سوق التجارة رأسا على عقب"

من تأليف Yukio HTM

أتمنى أن يعجبكم الفصل، و أرجوا الإشارة لأي أخطاء إملائية أو تركيبية

و إلى اللقاء في الفصل القادم

2017/07/08 · 1,446 مشاهدة · 1501 كلمة
yukio
نادي الروايات - 2024