28 - الخطوة الأولى (2)

دخل الاثنان للسوق ثم قال باسل "فلنبحث عن التاجر ناصر"

أماءت أنمار رأسها و انطلقا بينما يسألان عن التاجر ناصر في الأرجاء حتى عرفا مكانه و التقيا به

"أووه، لقد بحثت عنك طويلا أيها السيد الصغير باسل" فرح التاجر ناصر عند رؤيته لباسل و قال "هل أتيت لتبيع أحجار الأصل مرة أخرى؟"

ابتسم باسل و أجاب "أيها الأخ ناصر، لم آت إلى هنا لبيع أحجار الأصل" أحبط التاجر ناصر قليلا ليكمل باسل "و إنما أتيت لك بعرض أحسن من شراء أحجار الأصل بثمن رخيص"

استغرب التاجر ناصر ثم قال "ما هو هذا العرض؟"

قال باسل "أنا آت لك بعرض لن يستطيع أي تاجر رفضه، لكن سيكون عليك الاستعداد للتخلي عن كل أعمالك الأخرى و الانضمام للعمل معي، و أنا أضمن لك، ما ستحققه من أرباح سيكون شيئا لا يمكنك مقارنة ما تربحه الآن معه، ماذا تقول؟ هل أنت معي أم لا؟"

تعجب التاجر ناصر مما يقوله باسل، هو تاجر معروف في شتى أنحاء الإمبراطورية و لديه القليل من العلاقات مع تجار من الإمبراطوريتين الأخريين، فكيف له أن يتخلى عن عمله و عملائه الذين كسبهم عبر كل هذه السنين، عبس ناصر و قال "سامحني أيها السيد الصغير، و لكن حتى لو كان هذا طلب منك فلن أستطيع القيام به"

تنهد باسل و قال "حسنا، هذا هو المتوقع، ما رأيك أن تأتي معي لفترة؟ سأريك شيئا ما سيغير رأيك و نظرتك الحالية للسوق"

لم يكن للتاجر ما يخسره و اتبع باسل لمكان خال من الناس خارج السوق. عندها شاهد التاجر ما لم تقدر عيناه أن تصدقه

ضحك باسل مع نفسه بينما يقول "هاهاها، إن هذه النظرة أصبحت أراها كثيرا مؤخرا"

أرى باسل للتاجر عدة أشياء تخرج من راحة يده مما جعله يصدم تماما، ثم قال له باسل "أيها الأخ ناصر، أنا اخترتك أنت بعد أن أعجبتني بنزاهتك التي ميزتها فيك عن باقي التجار، و سوف تكون أنت من يتعامل مع بيع الأشياء التي سأريها لك"

أرى باسل للتاجر ناصر جميع الإكسيرات مع شرح فائدة كل واحد منها. جعل هذا التاجر ناصر يبقى فاتحا فمه لفترة

قال التاجر ناصر بدهشة "إن كان كل ما قلته صحيحا، فعندما تظهر هذه الإكسيرات في السوق سوف ترى تغيرا خياليا، ستصبح أحجار الأصل تساوي قيمتها أكبر عما كانت بكثير، فكما قلت لصناعة هذه الإكسيرات يتوجب عليك صنع مسحوق الأصل أولا، و مسحوق الأصل يأتي من أحجار الأصل"

ابتسم باسل و قال "نعم هذا صحيح، و الآن رأيت و سمعت، ما رأيك في عرضي مرة أخرى؟"

بلع التاجر ناصر ريقه و قال بحزم "أنا معك أيها السيد الصغير باسل"

التاجر ناصر شخص ذكي و يعرف ما سيكون جيدا له، هو معروف بتوقعاته الدقيقة لتغيرات أثمان السلع مما جعله مشهورا بين الكثير من التجار و يتلقى شعبية كبيرة بينهم

ابتسم باسل و طلب من التاجر اتباعه. وافق التاجر ناصر لكن طلب من باسل أن ينتظره ريثما يغلق متجره

ذهب الثلاثة بعد عودة التاجر ناصر حتى وصلا أمام بوابة قصر عائلة كريمزون، حيى الحارسان باسل ثم فتحا لهم الباب

صدم التاجر ناصر مما حدث أمامه، لماذا هم في قصر عائلة كريمزون؟ ما العلاقة التي بين باسل و عائلة كريمزون حتى تفتح له الأبواب باحترام؟

بينما التاجر ناصر منغلق بتفكيره أتاه صوت باسل "أنا بدأت أتعامل مع عائلة كريمزون، و قررت أن أتحالف معهم لأبدأ في نشر هذه التقنيات الجديدة على هذا العالم" التف باسل ثم قال "جلبتك لهنا لتتعرف على الأشخاص الذين ستتعامل معهم من الآن فصاعدا"

أخذ باسل التاجر ناصر ليلتقي مع الكيميائيين الثلاث و الحدادين و تقديمه لهم. شرح باسل لهم كيف ستكون طريقة سير الأعمال بينهم ثم قال "أيها الأخ ناصر، أنا ذاهب الآن، سأتركك مع الجد سميث تكملان حديثكما"

(في قاعة القصر الأساسية)

كان باسل و أنمار يجلسان بالقرب من الرئيس كريمزون أكاغي و يتحدثان معه

"أووه، إذن أنتما من قرية بالجنوب" ابتسم الرئيس ثم أكمل "سأجعل أحدا يزورها يوما ما للاعتناء بها"

ابتسم باسل و قال "هاهاها، شكرا لك على لطفك أيها الكبير أكاغي، لقد سمعت أنك صارم جدا، لكنك مختلف تماما عما سمعت"

قال الكبير أكاغي "ما سمعته عني ليس خاطئا تماما" ثم تذكر أحداثا من الماضي و عبس قليلا، أكمل كلامه مغيرا الموضوع "ما الذي ستفعله الآن أيها الفتى باسل؟ لقد زودتك بكل ما تحتاج له"

قال باسل بنبرة جدية "سوف أبدأ بتحطيم أثمان السلع في السوق، أولا سنبيع أوعية السحر و جميع أنواع الأسلحة و الدروع بأثمان منخفضة لنربح زبائن أكثر، بهذا سنجلب لنا اهتماما عن باقي التجار، بعدها سوف نبدأ في بيع أدواتنا الجديدة بثمن يناسبنا، و بعدها بمدة سوف نبيع الإكسيرات، عندما يصل الكيميائيون الثلاثة للمستوى المطلوب لبدئهم في صناعة الإكسيرات سوف أترك هذا الأمر عليهم لأركز عندها على تدريب أكبر قدر من الجنود ممكن"

ابتسم الكبير أكاغي ثم قال "إن سار الأمر كما قلت، هل سيكون بإمكان عائلتي العودة لمجدها؟"

التوت زاوية فم باسل ثم قال "نحن سنجمع الأموال من العائلات الكبرى بتجارتنا و نصبح الأغنى بينهم، و سأدرب الجنود على يدي ليصيروا أقوى جنود في الإمبراطورية، و بهذا سيكون لديك حلي مشاكل العالم بيديك الاثنين"

تعجب الكبير أكاغي ليكمل باسل "إنهما المال و القوة، من كان ذكيا و أراد الانضمام لنا فمرحبا به، و من لم يرد فله بالمال، و من رفضه فعليه بالدمار"

صدم الكبير أكاغي من كلام الفتى الذي أمامه، فتارة يكون لطيفا و تارة أخرى يكون كالشيطان، لكن كل هذا لا يهم إن كان سيستعيد حقه و حق عائلته المسلوب

قال باسل بعدما وقف "سوف نشرع في عملنا بعد أسبوع من الآن، آه، و لا تنسى أن تقوم بما طلبته منك حول التاجر ناصر، فهو سيكون ورقة مهمة لإكمال الخطوة الأولى، هذا إن أردت ترجع عائلتك لمجدها في أسرع وقت، أنا ذاهب لغرفتي، لا أريد أي إزعاج طيلة هذا الأسبوع، لا تأتي حتى بالطعام لي فلدي ما يكفيني"

ذهب باسل و لحقته أنمار كالعادة، شاهدهما الكبير أكاغي بينما يبتعدان و نظره مركز على ظهر باسل ثم قال بصوت غير مسموع "إنه يشبهه حقا" و أكمل سائلا "يا حليفنا، كيف لك أن تعرف عن كل هذه الأشياء؟"

توقف باسل و التف ثم ابتسم و قال "تعلمت من الأفضل" و بعد إنهائه كلامه أكمل طريقه نحو الخارج ليترك الكبير أكاغي حيرانا في مكانه

في غرفة ضخمة، كان باسل جالسا جلسة التربيعة و أمامه العديد من الأعشاب و أحجار الأصل من المستوى الرابع و قدر كبير. أخرج باسل من راحة يديه مسحوقا كان بقماش كبير و أنزله بالقرب من المواد الأخرى

"أولا، سنحتاج لعشب الأصل، هذا العشب هو الأهم، يجب علي وضعه مباشرة بعد تحكمي في التوهج، الأمر الجيد في الأمر هو أنه يوجد في أي منطقة محظورة، و سأتبعه بأوراق شجرة الروح و بعضا من العشب الخالص و العديد من الأعشاب المنقاة"

"حسنا، هذا كل شيء" بعدما انتهى باسل من كلامه، أخذ القماش ثم أفرغ المسحوق الذي كان بداخله في القدر و أشعل نارا بسحره الخاص و بدأ المسحوق يتوهج بشكل كبير

قام باسل بالتحكم بالتوهج عن طريق إرسال طاقته السحرية الخالصة و بدأ يرمي بعض الأعشاب من في القدر، أولها كان عشب الأصل

بعد رميه، المسحوق الذي الذي كان قد قل توهجه اندمج مع عشب الأصل بشكل سلس تحت تحكم باسل، هذا الأخير تابع برمي ورق شجرة الروح ثم العشب الخالص ليعود توهج المسحوق لكن بشكل أكبر من الأول

ابتسم باسل و تحكم في ناره و جعلها قوية جدا مع إرساله طاقته السحرية الخالصة للقدر ثم بدأ يتلاعب بالمواد بعد رميها كلها في القدر إلى أن اختلطت تماما و أصبحت منصهرة مع إبقائها على توهجها

أخذ باسل حجر أصل من الذين كان قد أعدهم و رماه في القدر *بوم* حدث انفجار صغير عند دخول حجر الأصل و اندماجه مع الخليط

رمى باسل حجرا بعد الآخر حتى وصل للحجر السابع عشر، عندها لاحظ أن التوهج قد أختفى، و بعد اندماج كل أحجار الأصل الستة عشر مع الخليط أصبح هذا الأخير عبارة عن محلول بالأزرق الفاتح

"حسنا، أظن أن هذا يكفي للآن"

ملأ باسل عدة قنينات و أدخلهم لمكعب التخزين الفضائي. وقف و أخرج عدة أثقال ثم بدأ يتدرب بلا توقف لستة أيام كلها

و في اليوم السابع أخرج قنينة و شرب المحلول الأزرق الفاتح دفعة واحدة فأحس بالطاقة تملأ بحر روحه، جلس و دخل لبحر روحه فوجد كرة زرقاء اللون قد بدأت تتكون و في مكان سحيق يوجد هناك مربع أسود يبدو صغيرا كنقطة سوداء

بعد قليل من الوقت، هذه الكرة الزرقاء كبرت كثيرا و بدأت تتكهرب كما لو أنها ستنفجر، عندما دخل باسل انتظر لقليل من الوقت و لم يفعل شيئا كما لو أنه انتظر حدوث شيء ما

عندما بدأت الكرة الكبيرة زرقاء اللون في الهيجان قام بإرسال خيوط ضوء رفيعة من الكرات الأربعة عشر الخاصة بسحر النار. خرج من كل كرة خيط ضوء رفيع و اتجهوا كلهم نحو الكرة الكبيرة و اخترقوها في نفس النقطة

الكرة الكبيرة بدأت تصغر شيئا فشيء بينما يهدأ هيجانها، كانت تصغر ببطء كبير بينما الكرات الأربعة عشر الخاصة بسحر النار كانت تكبر بالمقابل

مر الكثير من الوقت و لا زالت الطاقة تنتقل من الكرة الزرقاء للكرات الأربعة عشر، و عندها أحس باسل بخطب ما، الكرات الأربعة عشر بدأت تهيج بشكل كبير و كان عليه إيقاف عملية نقل الطاقة الآن و إلا لن يكون قادرا على السيطرة على طاقته السحرية الخاصة فتدمر بحر روحه

ركز باسل على التحكم في طاقته السحرية و جعلها تهدأ، بعد قليل من الوقت هدأت الكرات الأربعة عشر و رجع باسل ليتم عمله في نقل الطاقة من الكرة الزرقاء التي قد صغر حجمها لأقل من النصف

هذه المرة خرجت خيوط ضوئية من الكرات الأربعة عشر الخاصة بسحر التعزيز و اتجهت نحو الكرة الزرقاء

عندما بدأ نقل الطاقة السحرية، كانت العملية سريعة على عكس المرة الأولى، يبدو أن الطاقة السحرية الخارجية الخاصة بباسل لها قابلية كبيرة في النمو، هل هذا له علاقة ببنيته الغريبة التي تجذب الطاقة الخارجية؟

أنهى باسل العملية كاملة و خرج من بحر الروح، فتح عينيه ثم وقف و حمل الأثقال مرة أخرى، حمل خمسون كيلوغراما بيديه و سبعون برجليه و ثلاثون حول بطنه، ثم شرع في القيام بتمارين الضغط بشتى أنواعها لقليل من الوقت، ثم جلس في وضعية تأمل لبقية اليوم حتى اكتمل الأسبوع

فتح باسل الباب عند خروجه ليجد أنمارا تنتظره عند الباب، لم يعط للأمر أهمية و أكمل طريقه بينما يقول "فلنقم بخطوتنا الأولى" و ابتسم

من تأليف Yukio HTM

أتمنى أن يعجبكم الفصل، و أرجوا الإشارة لأي أخطاء إملائية أو تركيبية

و إلى اللقاء في الفصل القادم

2017/07/14 · 1,413 مشاهدة · 1631 كلمة
yukio
نادي الروايات - 2024