30 - الملاحقة و الاتهام

30 - الملاحقة و الاتهام

استل 'كين نبيل' سيفه و وجهه نحو العشرة الخضر ثم قال "و بما أنكم تريدون معركة فسأقدمها لكم بكل سرور"

توهج سيفه بضوء أبيض ساطع بينما يطلق بخارا باردا و اتخذ كين نبيل وضعية الاستعداد للهجوم ثم لوح بسيفه بكامل قوته

ظهر مع تلويحه جليد من السيف و الذي انتشر و تمدد إلى أن وصل للعشرة الخضر. كان الجليد حادا و يحمل أشواكا معه و بمجرد وصوله للعدو أخذ معه ثلاثة منهم و هرب البقية

كان هذا الهجوم قويا و جعل العشرة سبعة خضر. صدمتهم قوة الهجمة فتغيروا من تشكيلة الهجوم إلى الهروب

"أهربوا" جاء الصوت من واحد منهم "إنه شفرة الجليد، نحن لسنا بند له. يجب أن نسرع و نوصل ما أمرنا به"

أماء الستة الآخرون رؤوسهم و تبعوا الذي وجه إليهم الأمر

هرب السبعة الخضر بينما التاجر ناصر الذي كان محمولا يفكر "اللعنة، ما الذي يحدث هنا بالضبط؟"

خرج السبعة من السوق بينما هجمات 'شفرة الجليد كين نبيل' تلحقهم

شفرة بعد شفرة بلا توقف. العديد من المنازل و المتاجر تعرضت للقطع بالجليد بينما الملاحقة مستمرة

و أخيرا اقترب 'شفرة الجليد كين نبيل' كفاية من السبعة فلوح بسيفه

خرجت عدة شفرات بتسلسل تام و كانت كبيرة كفاية لتقطع عبر المنازل بسهولة

*فسسسس*

قطع كين نبيل اثنان من السبعة ليصبحوا خمسة خضر. فتوقفوا و التفوا ثم قال ذلك الذي سبق و أمرهم بالهروب آمرا إياهم مرة أخرى "أنتم الأربعة، عرقلوا حركته لأهرب، يجب أن أوصل ما أمرنا به و إلا لن نموت نحن فحسب إن فشلنا"

بعد انتهاءه هرب و ترك الأربعة ليواجهوا كين نبيل. اتخذ الأربعة وضعية الاستعداد ثم استل واحد منهم سكينين لهما شكل الهلال و اندفع في اتجاه كين نبيل

"إنك تهدف لموتة شنيعة" بعد أن قال هذا، قام كين نبيل بتلويح سيفه في اتجاه العدو المتقدم نحوه و خرجت كتلة جليدية ضخمة جدا ممتلئة بالشفرات المدببة

في مثل هذا الوضع لم يتبقى للعدو الذي كان مندفعا سوى انتظار موته، لكن قبل حدوث هذا قال "لن أموت لوحدي أيها الوغد"

و بعد أن انتهى من كلامه الذي كان آخر شيء يقوله ظهر الثلاثة الآخرين وراء كين نبيل و صرخوا في نفس الوقت "التابوت الحجري"

ظهرت بسرعة عدة حوائط و بها عدة أعمدة مدببة الرأس فكونت صندوقا مستطيلا بعد أن وضع 'شفرة الجليد كين نبيل' بالداخل بسرعة كبيرة، خرجت من الأرض و تشكلت في لحظة ثم أغلقت عليه ساحقة إياه

*بااانغ*

فرح الثلاثة لأنهم هزموا العدو و استعدوا للرحيل، لكن بعدها تحطمت الحوائط كلها *بووم* ثم قال كين نبيل بكل برودة "هل اعتقدتم أن مثل هذا الهجوم سينفع ضدي و أنا أرتدي درعا سحريا من المستوى الخامس؟ يا للعجب"

و بعد انتهائه صرخ قائلا "شفرة الجليد" و لوح بسيفه على شكل أفقي فخرجت شفرة جليد رقيقة و حادة للغاية قطعت الثلاثة منهية بذلك حياتهم البائسة

أكمل كين نبيل لحاقه بالأخضر المتبقي ليسترد ما يخصه

"اللعنة، لقد اختفى" توقف كين نبيل بعد أن فقد الأخضر و أكمل "لو أنني فقط تركت واحدا منهم لأستخرج منه المعلومات، لقد غلبتني العادة مرة أخرى. يا للعجب"

في هذه الأثناء كان الأخضر هاربا و بعد مدة من الوقت وصل للمكان المقصود

"أيها الأمير الأول، إنه التاجر الذي احتجته"

أجاب الأمير الأول بعد مشاهدته للتابع الذي عاد و أصبح أخضرا واحدا بعد أن كان منه عشرة "أين الآخرون؟" قالها بصوت متكبر و بنبرة حادة

أجاب التابع بهلع بينما لا يزال رأسه موجها نحو الأسفل "لقد لاحقنا شفرة الجليد و حاول أخذ الحمولة منا، و أنا الوحيد الذي نجى من هذه الملاحقة"

شفرة الجليد؟ أ عائلة كين أيضا تستهدف هذا التاجر؟ على الأقل تأكدت الآن أنها ليست عائلة كين من تدعم هذا التاجر. حملق الأمير الأول في التابع الذي أمامه بازدراء ثم قال "لم يكونوا سوى قمامة، موتهم أفضل من حياتهم" ثم بعد أن انتهى من الكلام، أشار بيده لشخص ما بشعر أسود طويل و يحمل سيفا رقيقا طويلا

*فسسسسس*

قطع صاحب السيف الرقيق الطويل رقبة التابع الأخضر فسقط رأسه من مكانه ثم أرجع سيفه لغمده بعد تلويحه لإزالة الدم عنه

"و الآن" أكمل الأمير الأول كلامه "فلتخبرني عن الشخص الذي يدعمك أو ستلاقي نفس مصير القمامة التي ماتت بجانبك"

التاجر ناصر كان يشاهد الجثة التي من دون رأس بجانبه و امتلأ في لحظة جسده بالعرق البارد، و بعد أن سمع كلام الأمير الأول لم يعد يستطيع التحمل أكثر و أراد أن يتكلم "أمممم.."

أشار الأمير الأول لتابع آخر ليذهب لفتح رباط فم التاجر ناصر، و بعد أن أصبح بإمكانه الكلام، تكلم في الحال "إنها عائلة ك___"

أوقفه صوت عن الكلام "إنها عائلتي، عائلة كريمزون، و أنت اختطفت شخصا من عائلتنا أيها الأمير الأول 'غرين هيملر'، أنت تعرف ما معنى هذا؟"

تعجب الأمير الأول 'غرين هيملر' من الشخص الذي أمامه و فقد ألوانه و بدأ دماغه يشتغل بسرعة ليجد خطة للخروج من هذا الموقف المحرج "أوه، أوَليس هذا الجنرال منصف، ماذا تقصد بواحد من عائلتك، أليس ذلك الشخص مجرد تاجر عامٍ ليس له أصل؟"

ابستم الجنرال منصف و قال "تاجر عامٍ؟ راقب ألفاظك من فضلك أيها الأمير الأول، ذلك التاجر هو ركيزة تجارتنا، لقد أصبح من عائلة كريمزون بعد أن منحه الرئيس أكاغي اسمنا، إنه الآن 'كريمزون ناصر'، و أنت مسست شخصا ينتمي لعائلة كريمزون"

اسود وجه الأمير الأول غرين هيملر و أحكم قبضته ثم نهض من مكانه و قال "أنا لم أكن أعلم أنه من عائلة كريمزون، و إلا فإنني لن أقترب منه أبدا"

شعر غرين هيملر بأنه وقع في فخ ما و لم يرضى أبدا أن يكون الطرف الأضعف، لقد كان دائما المهيمن و المتحكم، لا أحد يجرؤ على معاداته، و من امتلك الشجاعة و فعل لم يبقى حيا و بدل ذلك بقي عبرة للآخرين

كانت أثمنة السوق قد قررت من قبله. قبل أن تصبح عائلة غرين العائلة الحاكمة، لم تكن أثمان السلع بهذه التكلفة، لكن بعد أن سلب حق الحكم من عائلة كريمزون التي كانت تحكم لآلاف السنين، تغيرت أثمان السلع و ارتفعت كثيرا عما كانت عليه

لم يستطع أي شخص التحدث أو معارضة مثل هذه العائلة التي جعلت عائلة حكمت آلاف السنين تنزل من على العرش و جعلته لنفسها. في الانقلاب الذي حدث قبل خمسين سنة تضامنت عدة عائلات مع عائلة غرين و اتحدوا ضد عائلة كريمزون ثم أسقطوها عن الحكم

و الآن ظهر شخص يحاول معارضة الأمير الأول من هذه العائلة. ليست هناك فرصة ليقوم أي نبيل و خصوصا أقوى عشر عائلات بأن يعطوا اسمهم لعامٍ. ببساطة كانت هذه مكيدة مدبرة من طرف عائلة كريمزون لتوقع الأمير الأول في موقف يدان فيه على إخلاله بالمعاهدة التي عقدت بين العائلتين بعد 'انقلاب الليلة الواحدة'

و هذا هو ما فكر فيه الأمير الأول غرين هيملر. سخط على الوضعية التي أُدخِل بها و قال مكملا كلامه السابق "أنا لن أمسه أبدا لو كنت أعرف أنه من عائلة كريمزون، فأنا أعرف المعاهدة التي بيننا، و لا أنوي الإخلال بها"

كان الأمير الأول غرين هيملر يحاول إخراج نفسه من الأمر بليونة. الجنرال منصف لم يُزِح الابتسامة عن وجهه و قال "أيها الأمير الأول، المعاهدة تبقى معاهدة، و هذا الأمر تم الاتفاق عليه قبل خمسين سنة، عائلة كريمزون لم تمس أي أحد من عائلة غرين، و لم تُظهِر أية نوايا في الانقلاب، لقد حافظت على وعدها بدون المساس به، و أخشى أن هذا الإخلال بالمعاهدة الذي حدث قد لا يكون الأخير، و لهذا يجب أن يعاقب المُخِل و إلا لن تكون هناك قيمة لهذه الاتفاقية بعد الآن"

الجنرال منصف يعرف شخصية الأمير الأول جيدا، فهم معارف منذ أيام الأكاديمية. يحاول الآن غرين هيملر الانسلال من القيود ببساطة بعد أن كان ربطه بها أمرا شاقا. هذا الأمر لن يسمح الجنرال منصف بحدوثه أبدا

جاءته الفرصة ليرد المعروف اثنين و لن يضيعها أبدا، الفرص السانحة مثلها مثل شروق الشمس إن انتظرت طويلا فإنك غالبا ما تفقدها ، و لهذا عليك استغلال كل الفرص التي تأتي بين يديك بسرعة و عدم إفلاتها، فقد لا تواتيك الفرصة لإيجاد فرصة أخرى

عبس الأمير الأول و عرف أن الجنرال منصف لن يترك هذا الأمر يمر مرور الكرام. إنه يحاول محاصرته بالزاوية، و عندها تذكر غرين هيملر أمرا ما ثم ابتسم و قال "معك حق فيما قلته، و أنا سوف أقبل عقابي، لكن هذا إن كان هذا التاجر قد أصبح من عائلة كريمزون حقا، فأنت جئت لهنا و قلت أنه أمسى واحدا منكم، فكما لم تثق في كلامي عندما أشرت لعدم معرفتي بأصوله، لن أثق أيضا بكلامك إلا بالدليل القاطع"

بدأ خبث الأمير الأول غرين هيملر يظهر و أضحى يحاول الآن جعل من قيده يحرره، أو قول تقييد من قيده سيكون وصفا أدق

إنه يحاول اتهام الجنرال منصف بالكذب. الأمير الأول غرين هيملر كان دائما خبيثا، يحكم بالقوة الاستبدادية و بعد الوقوع في مأزق يحاول الهروب بادعاء الجهل، و إن لقيت تمثيليته الفشل ينقلب إلى الاتهام

الجنرال منصف لم يحبه أبدا بل و كرهه دائما، حاول فيما مضى وضع يده على زوجته و هرب من العقاب. لكن هذه المرة أقسم الجنرال كريمزون منصف أنه ليس بتارك فرصة انتقامه تضيع منه

من تأليف Yukio HTM

أتمنى أن يعجبكم الفصل، و أرجوا الإشارة لأي أخطاء إملائية أو تركيبية

و إلى اللقاء في الفصل القادم

2017/07/18 · 1,347 مشاهدة · 1424 كلمة
yukio
نادي الروايات - 2024