36 - تحركات

في جبل ما، كان هناك مبنى كبير و مظلم يتخذ شكل قلعة سوداء اللون، و عندما تدخل تجد شخصا يرتدي معطفا أسودا جاثيا على ركبتيه

"هناك شخص ما يعرف عن استعمالات الحجر أيضا؟" جاء الصوت من الظلال

أجاب ذو المعطف الأسود "نعم، لقد كنا في العاصمة و في الصباح أعلن تاجر ما عن استخدامات أحجار الأصل بداية بخاتم التخاطر، بعدما رأينا هذا الأمر هاجمنا الفتى الذي كان يبدو آمرا على التاجر" أكمل بعد رفعه رأسه "هاجمه ثلاثة من أتباعي و اختبروا قوته، و مما رأينا عرفنا أن مستواه قد فاق الرابع بالفعل مع أنه في عمر لا يتجاوز الخامسة عشر" صدم الشخص الذي بالظلال

جاء الصوت من الظلال مرة أخرى "همم، فتى لم يتجاوز الخامسة عشر هاه، هذا يؤكد الأمر، إنه يعرف عن الإكسيرات أيضا. تحروا في أمره و اجلبوا لي اسم الشخص الذي علمه كل هذا، فلا أظن أن ذلك السيد سوف يختار شخصا آخر غيرنا للقيام بما أمرنا به، لقد أعطانا مهمة علينا إكمالها، ليس هناك مجال للإخفاق، إن فعلنا ستكون نهايتنا، و إن نجحنا سنصبح ملوك هذا العالم"

"حاضر" أجاب ذو المعطف الأسود و اختفى في الظلال

(بالرجوع للعاصمة)

(في قصر عائلة كريمزون، في ساحة تدريب شاسعة)

هجمات سحرية نارية، جليدية، ثلجية، ضوئية، و وهمية، عدة تقنيات أتت من طرف الجنود السحرة استهدفت باسل في آن واحد

بالأول تعرض لهجوم وهمي شتت انتباهه، ثم هجمة مزدوجة من الجليد و الثلج كانت عبارة عن رمح كبير متوجه نحوه و في الأخير عدة كرات نارية مستهدفة ظهره

*فسسسس*

*بووووم*

"أمم، ليس بسيء" تصدى باسل لرمح الجليدي الثلجي فأبطل مفعوله و كان الأمر سيان مع الكرات النارية

صدم الجنود العشرة الذين هاجموه، كيف له ألا يصاب بأي هجوم؟ و كيف له أن يصدها مع أنه تحت تأثير سحر الوهم؟

بينما يتساءل الجنود تكلم باسل "سحر الوهم الذي استخدمته أنت لم يكن سيئا، بالنسبة لساحر في المستوى الثالث لقد كان تحكمك في سحرك جيدا، لكن أنا ساحر مستخدم لعنصر التعزيز، قد تخدع عقلي، لكن حواسي الخارقة تبقى تعمل، إن لم تكن قويا كفاية لخداع حواسي فلن يكون هناك لك أي تأثير علي، و أنتم الأربعة، أحسنتم في هجمتكم المزدوجة، لقد كان تناسقا جيدا بين عنصري الجليد و الثلج، و أخيرا أنتم الخمسة، تلك الهجمات النارية لن تنفع على أمثالي، فبدل الهجوم بشكل فردي، سيكون من الأفضل التركيز على القيام بهجوم موحد كبير"

"شكرا، سيدي" انحنى الجنود لباسل الذي أكمل "حسنا، الفرقة التالية"

بعد مرور فترة معينة جلس باسل يتحدث إلى الجنود "لقد وصل تطوركم لتوقعاتي، سأختار من بينكم خمس قادة، كل واحد قائد على تسعة، سوف تكونون فرقا هجومية و دفاعية، الهجومية ستنقسم لقسمين، قسم المدى البعيد و آخر للقريب، أما الدفاعية، فسيكون هناك قسم دفاعي متقدم يدعم ظهر الهجوم ذو المدى القريب، و قسم يحمي الهجوم ذو المدى البعيد، و أخيرا فرقة العلاج، من حسن الحظ أن عائلة كريمزون تملك الكثير من السحرة المعالجين، أنا اخترتكم أنتم العشرة لأنكم لا زلتم في بداية مشواركم و سيكون إرشادكم أسهل، سوف تدعمون المجروحين ليعودوا للانضمام للمعركة في أسرع وقت"

أكمل باسل "هذه تقسيمات الفرق، و من الآن فصاعدا، سوف يختار القادة الذين أختارهم جنودا آخرين من العائلة ليدربوهم و يجعلوهم ينضمون لفرقهم، و مع مرور الوقت سوف تتضخم قوة كل قسم منكم"

"تذكروا، أنتم منقسمون لفرق لكنكم جيش واحد، لم أقم بهذه التقسيمات للتفرقة بينكم، و إنما لتسهيل دعم أحدكم للآخر، يوم ما ستصبحون ركيزة قوة عائلة كريمزون و تقودون جميع الجنود الآخرين لتجلبوا المجد للعائلة. و الآن القادة الذين اخترتهم سأعلن عنهم"

"أولا، تقدم أنت، و...... و أخيرا أنتِ"

"هؤلاء الخمسة قادة الفرق التي قاتلتني قبل قليل، حسنا هذا...." توقف باسل فجأة عن الكلام و التف للجندي الذي كان مصطفا في الصف المكون من خمسة ثم قال له "ما اسمك؟ بالأحرى ما اسمكم؟"

"حاضر" أعطى الأول التحية و قال "اسمي 'تورتش'، سيدي"

و أكمل الثاني بعد إعطاء التحية "اسمي 'شينشي'، سيدي"

الثالث "اسمي 'برودي'، سيدي"

الرابع "اسمي 'فانسي'، سيدي"

الخامس "ا-اس-اسمي ش- 'شي يو'، س-سيدي"

"حسنا، هؤلاء الخمسة هم قادتكم من الآن فصاعدا، لا أريد أي اعتراض عليهم، أنا اخترتهم و أنا أعرف لماذا"

"حاضر، سيدي" أجاب الجميع في آن واحد

"أكملوا التدرب، تدربوا على التنسيق بين مهاراتكم، أنا ذاهب الآن"

"ع-عذ-عذرا" جاء صوت رقيق لأذني باسل

"ماذا تريدين يا شي يو" أجاب باسل

"نعم، أنا آسفة" بصوت مرتفع و بخوف قالت شي يو

تكلم باسل مستغربا "لم تعتذرين، ألم توقفيني لتطلبي شيئا ما؟ هيا قلي ما عندك"

قامت الفتاة شي يو بالانكماش في مكانها بينما تلعب بأصابعها بسبب التوتر و تتلعثم في كلامها "س-سيدي، ل-لماذا أنا؟ لماذا وضعتني قائدة عليهم"

"هاه" استغرب باسل و أجاب بسؤال "لماذا؟ ألم يعجبك الأمر؟"

أجابت شي يو بصوت منخفض "ل-لا، ل-ليس كذلك، لكن..."

قاطعها باسل بقوله "إذا ليست هناك مشكلة، أنا ذاهب"

انصرف باسل و ترك شي يو لا تعرف ماذا تفعل، و عندما التفت إلى التسعة الذين سيكونون تحت إمرتها من الآن فصاعدا صرخت بخجل بينما قشعريرة تصعد معها من نظراتهم التي كانت تبدو غير راضية "ييييييي"

و بينما باسل ذاهب لغرفته جاءت أنمار لجانبه و تكلمت "إلى أين ستذهب؟"

أجاب باسل "لأرتاح"

"بالمناسبة" قالت أنمار "سمعت أنك ساعدت التاجر ناصر و أرشدته ليصبح ساحرا، لم فعلت ذلك؟"

أجاب باسل "ليس هناك سبب، لم تسألين عن هذا؟"

قالت أنمار مع ابتسامة "لا، لقد ظننت فقط أنك قد تكون شعرت بالأسف تجاهه"

عبس باسل و قال "و لم سأفعل؟ لم أقم سوى بما توجب علي فعله، أنا ذاهب الآن"

قالت أنمار "حسنا" و رجعت لساحة التدريب

"آه، سيدتي أنمار، لقد أتيتي، تدربي معنا أرجوك" "هوي، لا تحاول التقدم و أخذ الأفضلية عنا" "سيدتنا أنمار، أرجوك تدربي معنا نحن"

أتت الطلبات لأنمار من كل الجهات ليبتسم باسل و يقول "إنها حقا تعرف كيف تخدع الناس بذلك الوجه اللطيف" ثم ذهب لغرفته ليرتاح، و عندما أراد الدخول سمع من جندي أوصله خبر مجيء شخص ما من عائلة كين

"أنا سأذهب لأرتاح حاليا، قل للعم منصف أنهم عندما ينتهون سأذهب لأتكلم مع الكبير أكاغي"

بعدما أعطى باسل رسالته للجندي الذي غادر لإيصالها للجنرال منصف، دخل لغرفته ليرتاح، لم يأخذ أي استراحة لشهر من التدريب، تعبه الجسدي لم يكن كبيرا، لكنه يريد أن يرتاح ذهنيا ليستطيع التفكير جيدا و بشكل سليم

"لقد قال الكبير أكاغي أن الأمير الثاني سيأتي غدا، أتساءل عن شخصية هذا الأمير الثاني، يقال عنه شخص نبيل و عادل، و هو الشخص الأكثر استقامة في عائلته كلها، حسنا وقت النوم، سأفكر بهذا غدا"

بالعاصمة يوجد مكان لا يريد أي شخص أن يوجد به و لو لدقيقة واحدة، كان هذا المكان تخرج منه صرخات العذاب ليل نهار، و تسمع منه أصوات الجلدات، يحيط بهذا المكان سور عظيم تتغلغل به الطاقة السحرية

كان هذا المكان معروف بأشنع سجن في العالم، من يدخله لن يحلم بالنوم هنيئا مرة ثانية في حياته، و سوف يتلقى جميع أنواع العذاب لبقية عمره. لا يدخله إلا أفظع المجرمين، قتلة، مغتالون، عصابات، قطاع طرق، علماء مجانين، وقراصنة البحر، كل أنواع المجرمين يوجدون في هذا السجن

ليس هناك من لم يسمع بهذا السجن الذي ذاع صيته في شتى أنحاء العالم، هناك مجرمين قامت الإمبراطوريتين الأخريين بالاتفاق مع إمبراطورية النضير الوهاج على سجنهم عندهم مقابل منفعة ما

كان هذا السجن جحيما لا يطاق، و عليه حراسة مشددة، كل حراسه من المستوى الرابع، و آمر السجن رفقة مساعديه الخمسة بالمستوى الخامس. جميع زنزاناته مدعمة بالطاقة السحرية، و كل السجناء مقيدون بأصداف ختم، ليس هناك مجال للهرب

إنه السجن المركزي

بداخله كان يقف شخص أمام بوابة يحرسها اثنين من السحرة بالمستوى الرابع، هذا الشخص حوله هالة نبيلة و بوجه صارم، ثم بنظرة حادة قال الشخص النبيل "أنا الأمير الثاني، جئت لزيارة الأمير الأول"

ضرب الحارسين برمحهما على الأرض و قال باحترام و وقار"لك هذا، و عليك بالخروج في غضون ربع ساعة، لا أكثر و لا أقل"

فتحت البوابة للأمير الثاني، و بمجرد أن دخل قفز عليه عدة مسجونون *ياااااااه* لكن القضبان الحديدية السحرية منعتهم من الخروج إليه، و فقط صرخاتهم وصلته. كل زنزانة كان معها حارس، و بمجرد ما أن تحرك المجرمون، كل حارس ضرب الذي يراقبه برمحه بكل قوة و من دون رحمة

نظر الأمير الثاني في الأرجاء بينما يرشده حارس يرافقه حتى وصلوا أمام زنزانة الأمير الأول، وقف أمامه فوجد أخاه منكمشا كالرضيع و يرتجف من الخوف، كانت حالته مزرية، فور دخوله لهنا تقرر أنه مجرم من الدرجة الخطيرة، و في الحال مر من جميع أنواع العذاب، هذا هو نوع هذا السجن، ليس هناك رحمة و لا شفقة و لا احترام تجاه أي شخص حتى لو كان من العائلة الإمبراطورية، هناك الذل و الإهانة، الاحتقار و القساوة، الاضطهاد و القهر، هذا فقط ما ينتظر من يدخل إلى هنا

"أنظر لحالك، كم أنت مثير للشفقة، لقد جلبت العار لنفسك و لعائلتك معك" تكلم الأمير الثاني مع أخيه الأكبر

الأمير الأول الذي كان يرتجف أدرا رأسه بسرعة بينما جسده لا يزال يرتعد و وقف بسرعة ثم اقترب و قال "أخي، أخي الصغير كانديد، أنا أترجاك، أخرجني من هنا، هذا المكان ليس للبشر، إنه جحيم، كل يوم عبارة عن عذاب، شهر واحد مر علي كألف، أرجوك أخرجني، سأفعل أي شيء، سأصبح عبدا مطيعا لك، لم أعد أريد أن أصبح الإمبراطور، يمكنك أن تصبح أنت إن أردت، أرجوك أخرجني من هنا فقط"

ازدرى الأمير الثاني أخاه على وضعيته المزرية و قال "لقد تكلمت مع كريمزون أكاغي و غدا سوف يعطيني جوابه، سأحاول إقناعه بسبب الدم الذي بيننا، أما شيء آخر فلا يوجد، أنت لم تعجبني أبدا، و رؤيتك هنا لم تزعزع الرحمة في قلبي تجاهك، فأنا أعرف بما كنت تكيده لي من ورائي"

لم يجد غرين هيملر ما يقوله و عبس فقط بينما ينظر للأسفل بتذلل ليكمل أخوه " 'ليس خطأ المُخادِع، و إنما خطأ المخادَع'، هذه جملتك الشهيرة، أليس كذلك؟ 'سواء كانت مكيدة أم لا، إنه خطؤك لوقوعك في الفخ'، أنت من كنت تقول هذا دائما، ما شعورك الآن عندما تحولت وضعيتك من المخادِع إلى المخادَع؟ هل تعرف كم من الناس تسببت لهم في مصير أسوء من الموت؟ كم من أطفال يتّمْتَهم؟ هل تعرف كم من أمٍّ تركتها ثكلى أو أرملة أو الاثنين معا؟ إنها أعداد لا تعد و لا تحصى، دخولك لهذا السجن و تمضيتك لحياتك هنا قد تكون عقوبة مناسبة لك، لكن كما قلت من قبل، بسبب الدم الذي بيننا سأحاول إقناع كريمزون أكاغي، مع أنني لا أظن أنه سيقبل. قد تكون هذه آخر مرة أراك بها، و لهذا سأودعك، حظا موفقا أيها الأمير الأول غرين هيملر"

"لا، لاااااا، لاااااااااااا، لا تتركني هنا، كانديد، كانديييييييييد" صرخ الأمير الأول بجنون بينما الأمير الثاني يبتعد إلى أن اختفى عن الأنظار

من تأليف Yukio HTM

أتمنى أن يعجبكم الفصل، و أرجوا الإشارة لأي أخطاء إملائية أو تركيبية

و إلى اللقاء في الفصل القادم

2017/07/25 · 1,552 مشاهدة · 1677 كلمة
yukio
نادي الروايات - 2024