37 - النُّبل

في الصباح التالي استيقظ باسل بعد أن ارتاح جيدا و ذهب ليتكلم مع الكبير أكاغي

دخل باسل للقاعة الرئيسية فوجد الكبير ينتظره و لهذا سأله "أيها الكبير سمعت أن شخصا من عائلة كين أتى البارحة، من يمكن أن يكون؟"

أجاب الكبير أكاغي "إنه الرئيس تشارلي قد أتى بنفسه إلى هنا"

"همم" استغرب باسل فسأل "لماذا رئيس العائلة بنفسه سيأتي إلى هنا، أ هو بشأن التجارة؟ أليس متأخرا شهرا ليأتي الآن؟"

قال الكبير أكاغي "بشأن التجارة، فعندما عرفت عائلة كين أن التاجر ناصر من عائلتي لم تتدخل في هذا الموضوع ثانية، أما بخصوص سبب مجيء الرئيس تشارلي، فهذا لأنه كان صديقا لأبي، كانت هناك علاقة قريبة بينهما. أثناء 'انقلاب الليلة الواحدة' قام 'كين تشارلي' بمساعدة عائلتنا في الخفاء، و بسببه بقينا نحن أحياء و استطعنا وضع تلك المعاهدة التي بيننا و بين عائلة غرين. عندما سمع الرئيس تشارلي بما فعلنا البارحة في سوق التجارة، قرر المجيء ليتأكد من شيء ما"

"أووه" تعجب باسل و قال "هناك علاقة بين عائلة كريمزون و عائلة كين من هذا النوع، هذا جيد، إذا مما جاء ليتأكد؟"

رد الكبير أكاغي بنظرة جدية "هل عائلتنا ستبدأ التحرك أخيرا لتسترد حقها أم لا؟ أراد أن يعرف جواب هذا السؤال، و بالطبع وضحت له نيتي الكاملة، ثم بعدها قال 'في ذلك اليوم استطعت الوقوف من جديد على رجلي و الوصول للقمة بفضل والدك، و يبدو أن ديني الذي وعدت بالإيفاء به قد حان الوقت لتسديده، عائلتي تحت إمرتك يا ابن صديقي العزيز' "

أكمل الكبير أكاغي بعد أن تنهد "حكى لي أبي عن الرئيس تشارلي، ذات يوم، كان عبارة عن طفل عبد من عائلة عبيد، لم يعرف معنى الحرية في طفولته حتى جاء أبي و فتح له أبوابها، ساعد عائلتنا منذ القدم و لا زال يظن أنه لم يقم بما يكفي، يحب إمبراطوريتنا كثيرا، فهو صبر على مقتل صديقه و عمل مع قاتله لمدة خمسين سنة، كل ذلك من أجل هذا اليوم، في تلك الليلة التي فقدت فيها الكثير من الأشياء و كدت أفقد بها كل شيء، أتى الرئيس تشارلي و أنقذ زوجتي و أطفالي و الذين بقوا على قيد الحياة ممن كان ولاؤهم لعائلتنا، ثم تدخل بيننا و بين عائلة غرين فوصلنا لتلك المعاهدة"

"لقد أنقذنا تلك الليلة و عندما أردت الذهاب للأخذ بثأري أوقفني و قال 'يا ابن صديقي، أبوك لطالما قال لي، اصبر تنل، و من لم يصبر على كلمة سمع كلمات'، أوقفني من عمل حماقة كادت تودي بحياة ما تبقى من أعزائي و حياتي، و كما قال لقد صبرت خمسين عاما، و حان الوقت لأسترد حقي المسلوب، حق عائلتي و أجدادي"

"الشيء الوحيد الذي طلبته يوما جئت يا حليفنا و قدمته لنا، أنا لا أعرف حقا كيف أشكرك"

بعد أن سمع باسل شكر الكبير أكاغي له قال "أيها الكبير، الشكر فيما بعد، لا زلنا في بداية خطتنا و لا زلت لم تسترد حقك"

قال الكبير أكاغي "معك حق، لكن هذه الفرصة التي أعطيتنا إياها أكثر من كافية لنشكرك، لقد وضعت ذلك الوضيع في السجن، عندما سمعت ابنتي و زوجتي بهذا الخبر، فرحتا كثيرا و أرادتا مقابلتك عندما تكون متفرغا"

فكر باسل لقليل من الوقت في كلام الكبير أكاغي، هذا الأخير كان في الحقيقة رجلا نبيلا أكثر مما تخيل، سبب باسل في مساعدة عائلة كريمزون كله من أجل الاستعداد للشياطين لكي يحمي العالم الذي تعيش فيه أمه و المقربين منه في هناء، و لم يكن لديه أي اهتمام في الصراع الذي بداخل الإمبراطورية، حتى إلقاء القبض على الأمير الأول لم يكن سوى خطوة يجب القيام بها من أجل التقدم للأمام بالخطة، لكن شهامة هذا الكبير قد لمست قلبه، فكما يقولون 'عرفان الجميل شيمة الأرواح النبيلة'، و بداخل قلبه، أصبح باسل الآن يفكر بجدية أكبر في استرداد حق هذا الكبير

أجاب باسل عن كلام الكبير أكاغي "سأجد وقتا لرؤيتهما"

بعد قوله لهذا الكلام خرج باسل و ذهب للسوق

كان باسل يهمهم في الطريق و يأكل جزرة حتى أوقفه منادي "أيها الفتى القرمزي هناك"

التف باسل ليرى من المنادي و عندما فعل وجد رجلا بشعر أشقر و عينين زرقاوين، يرتدي درعا فضيا و حوله هالة قوية، عندما رأى باسل هذا الشخص قال مع نفسه "جنرال آخر، هاه" ثم قال للشخص أمامه "ماذا تريد أيها الرجل الأشقر؟"

حملق الرجل الأشقر في باسل ثم بعد قليل ضحك "هاهاها، الرجل الأشقر، إنك مثير للاهتمام"

نظر باسل للرجل الأشقر أمامه و قال "تناديني بالقرمزي، أناديك بالأشقر، أليس هذا عادلا؟"

تعجب الرجل الأشقر من كلام باسل فقال "لقد سمعت شائعات، يبدو أنك كما سمعت، لكن سأسألك شيئا، من أنت بالضبط أيها الفتى؟"

أجاب باسل "أليس من الآداب تقديم نفسك قبل سؤال الشخص عن أصله؟"

"إنك حقا كما سمعت، لكن يبقى معك الحق، أنا اسمي كاميناري رعد، إنني جنرال" أجاب الجنرال رعد

"أنا أعرف أنك جنرال من درعك بالفعل، أتمزح معي؟" قال باسل و أكمل "أنا اسمي باسل، لست إلا قروي جاء ليبيع أحجار الأصل و اجتياز اختبار أكاديمية السحر، هذا أنا، إن لم يكن لديك شيء مفيد لتتكلم فيه معي، فسوف أذهب" ثم أكمل مع نفسه "إذا هذا هو ذلك الجنرال رعد"

قال الجنرال رعد "همم، قروي، اختبار أكاديمية السحر هاه، ساحر مثلك بعنصر التعزيز في المستوى الرابع بالفعل و لديه علاقة من نوع ما تربطه بعائلة كريمزون مجرد قروي يريد اجتياز اختبار أكاديمية السحر؟ بظهورك بدأت عائلة كريمزون تتحرك، تلك العائلة التي لم تفعل شيئا لمدة خمسين سنة كاملة بدأت تتحرك فجأة و تصادف الأمر أن هذا حدث بعد أن كونت معك علاقة من نوع ما، أنا لم أسألك لتعطيني هذا الجواب و تتغابى علي، إني أسألك عن هويتك الحقيقية أيها الفتى القرمزي"

تعجب باسل بالفعل، يبدو أن عين هذا الجنرال رعد قد كانت تراقبه من بعيد، و بما أنه عرف كل هذا، فلا شك أن هناك آخرين قد فعلوا أيضا، لا فائدة من إنكار كلامه كله بما أنه يبدو متأكدا "قال باسل، أوه، أنت تعرف كل هذا، لكن أي تحركات تتحدث عنها أيها الرجل الأشقر؟ و ما علاقتها بي؟ لقد رقت للجنرال منصف و أراد أن يجعلني تلميذه، هذا كل ما في الأمر، أنا لا أعرف عن أي تحركات، فكل ما أفعله هو التدرب بقصر العائلة و أخرج لأتمشى قليلا"

لم يستطع الجنرال رعد تكذيب باسل هذه المرة، فهو قد اعترف أنه ساحر بالمستوى الرابع، و ذكر سبب العلاقة التي تربطه بعائلة كريمزون، لكن ما يزال هناك شيئا ما يزعجه، إنه يحس أن هذا الفتى يحمل الكثير من الأسرار، أكثر مما يتخيل

قال الجنرال رعد "لقد عرفت كيف تلصق الأجزاء ببعضها، لكن هذا لم يقنعني تماما، أنا سأعرف من أنت في وقت قريب، و تذكر أيها الفتى القرمزي، إن وجدت أنك تهدد سلام هذه العاصمة و الإمبراطورية فسوف أمحيك من الوجود، لا أهتم بمن تكون، أي شخص يحاول أذية وطني سوف يتذوق عقابي"

عبس باسل قليلا ثم قال "سلام الإمبراطورية هاه، إنك شخص نبيل حقا أيها الرجل الأشقر، يبدو أنك كما سمعت أيضا، لكن أنا مهتم في شيء واحد عنك"

تعجب الجنرال رعد ليسأله باسل "كم كانت قوة الشياطين كبيرة؟ لقد سمعت أنها تركت بك صدمة جعلتك تتدرب ليل نهار، أيمكنك أن تحدثني عنها؟"

أحس الجنرال رعد أن الفتى الذي أمامه يستفزه بهذا السؤال عمدا فأجاب "أيها الفتى القرمزي، لا تتجاوز حدودك"

قال باسل "إذا لم تجب فسأذهب" التف و أكمل طريقه بينما يقول "أيها الرجل الأشقر، أنا أشعر أن طرقنا ستتقاطع في القريب العاجل، أتمنى أن تكون أهدافنا مشتركة كنقطة التقائنا"

ذهب باسل و ترك الجنرال رعد يفكر في ما قاله، هذا الفتى يحاول القيام بشيء ما كما توقع، سوف يجب عليه مراقبته أكثر من الآن فصاعدا

باسل الذي ذهب قال مع نفسه "يختبئون في الظلال و لا يخرجون منتظرين فقط أوامره، أولئك هم 'فرسان السنبلة الخضراء' هاه، يبدو أنني سأحتاج لإقناعه للانضمام لي، سوف يكون عدوا مزعجا، من الأفضل جعله في جانبي، و مما رأيت، يجب علي أن أن أخبره عن أهدافي فقط و سوف يتفهم" انتهى باسل من التفكير و أكمل أكل الجزرة بينما يهمهم من جديد

و في هذه الأثناء قال الجنرال رعد "يين يينغ" فظهر رجل من الظلال خلفه

"أمرك سيدي"

أمر الجنرال رعد الشخص الذي ظهر من الظلال "شددوا الرقابة على ذلك الفتى و حاولوا معرفة أصوله"

"حاضر"

اختفى الرجل في الظل مرة أخرى ليأخذ الجنرال رعد الطريق المعاكس للذي ذهب به باسل

من تأليف Yukio HTM

أتمنى أن يعجبكم الفصل، و أرجوا الإشارة لأي أخطاء إملائية أو تركيبية

و إلى اللقاء في الفصل القادم

2017/07/26 · 1,277 مشاهدة · 1313 كلمة
yukio
نادي الروايات - 2024