38 – آثار و نتائج

(قصر عائلة كريمزون، القاعة الرئيسية)

"سأعيد كلامي مرة أخرى أيها الأمير الثاني و من دون تغيير أي كلمة به، أنا كريمزون أكاغي، لن أعفو عن الأمير الأول أبدا"

سأل الأمير الثاني بوجه شاحب "أنت لن تغير من رأيك مهما حدث، أليس كذلك؟"

أجاب الكبير أكاغي "هذا لم يكن ممكنا منذ البداية، محاولتك كانت عقيمة، عد من حيث أتيت أيها الأمير الثاني"

التف الأمير الثاني و غادر من دون التكلم أكثر

في هذه الأثناء وصل باسل للسوق و التقى بالتاجر ناصر "لا تناديني بالسيد الصغير أو تتصرف كأنك مقرب مني للوقت الحالي، و أنا تلميذ الجنرال منصف، لا أقل و لا أكثر، إنني مراقب"

بعد أن سمع التاجر ناصر كلام باسل أماء رأسه موافقا

مرت الأيام و إحساس باسل بعيون تراقبه لم يزل، و من جهة أخرى، أصبح السوق يحتوي على العديد من الزبائن من شتى أنحاء العالم، و كلهم أتوا من أجل شيء واحد فقط، شراء الأدوات الجديدة التي ظهرت

أصبح السوق محتكرا من قبل تجارة عائلة كريمزون، هذه السلع الجديدة كانت لها فائدة كبيرة، لقد أصبح القتال ضد الوحوش السحرية في مجموعات أسهل بفضل خواتم التخاطر، و القتال الفردي أسهل بحاجز الحماية الأرضية، و مضخم الأصوات الذي جعل إطلاق إنذار تحذير أو الإعلان عن شيء ما بجودة أفضل و أكثر فعالية

و في الأخير الشيء الذي كانت له فائدة كبيرة بالنسبة للسحرة هو مكعب التخزين، أصبح أي ساحر في الإمبراطورية يأتي بعدما يحصل على بعض المال من أجل شراء مكعب التخزين، يمكنك وضع الأسلحة و الطعام و النقود، كل ما احتجت لوضعه في قماش و حملته على ظهرك يوما سيكون بداخل بحر روحك

تحمس الجميع بشأن الأدوات و التقنيات الغريبة و الجديدة كثيرا، لكن مع أن هذه كان له إيجابيات، كانت له سلبيات أيضا

كل ساحر الآن لديه مكعب تخزين، و به ثروته كلها، و بسبب هذا أصبحت تجد قطاع طرق سحرة يسلبون مكعبات تخزين الآخرين، يهددونهم ليعطوهم مكعبهم، و إن لم يريدوا يقتلونهم و يأخذوا مكعب التخزين

هذه الحالات كثرت في الأيام الأخيرة، و القتل كثر في الإمبراطورية و خصوصا بالعاصمة. بدأ بعض الأشخاص يبيعون مكعبات التخزين أيضا، بعضها مصدره يكون السرقة، و بعضها الشراء و إعادة البيع، لكن، إلى الآن لا تزال طريقة صنع هذه الأدوات غير معروفة

عائلة كريمزون هي التي تعرف كيفية صنع هذه الأدوات، إنها العائلة الثانية في القوة، كيف يمكنهم محاولة المساس بأحد أعضائها

فبعد حادثة الأمير الأول الذي مس بفرد من عائلة كريمزون و تم الزج به في أفظع سجن بالعالم، لم يتجرأ أي أحد على الاقتراب من أي عضو للعائلة

(قصر عائلة كين، القاعة الرئيسية)

"أيها المعلم تشارلي، ماذا تقصد بقولك الاستعداد للحرب القادمة؟" تكلم رجل بشعر بني و عينين في نفس اللون

أجاب الرئيس تشارلي "كما سمعت تماما يا براون، لقد حان الوقت لأرد ديني لصديقي، لقد كنت خائفا من أخذ هذه الحمل معي للقبر، لكن القدر شاء أن تكون لدي الفرصة لرد الجميل"

قال براون "لكن أيها المعلم، نحن ثلاث عائلات فقط، و هناك عدة عائلات تطيع عائلة غرين، كيف لنا أن نهزمهم؟ هذا الأمر مستحيل"

أجاب الرئيس تشارلي "سنحاول إقناعهم فقط، ستحاول التكلم مع صديقك 'هِيْ' و 'رعد'، فهذا الأخير لا يزال تلميذك مهما كبر شأنه، و سنرى إن كان هناك من سينقلب لجهتنا"

قال براون "أيها المعلم، هل هذا الدين يستحق أن تفعل كل هذا من أجله؟"

أجاب الجنرال تشارلي "لولا الرئيس السابق لعائلة كريمزون، لما كان الرئيس تشارلي ليوجد أصلا، إنه دين حياتي، أرجوا أن تتقبل أنانيتي يا براون"

قال براون باحترام "أرجوك توقف أيها المعلم تشارلي، أنانية كانت أم لا، لقد فنيت حياتك كلها من أجل الإمبراطورية، و ساعدتني في منافستي لأصبح رئيس عائلتي، علمتني السحر و تقنياتك، و ماذا إن كانت أنانية، ألا يحق لك أن تفعل شيئا من أجل نفسك بعد كل ما قدمته؟"

قال الرئيس تشارلي "أنا شاكر لتفهمك يا براون، لقد قمت بالخيار الصحيح عندما أخذتك كتلميذ لي، و الآن سأعطيك شيئا لتجربه، هذا الأمر يجب أن يبقى سرا بيننا حتى يُعرَف للناس عن طريق عائلة كريمزون"

تعجب الجنرال براون فأخرج الرئيس تشارلي من راحة يده قنينة و بداخلها محلول أزرق فاتح ثم مررها للجنرال براون

أحس الجنرال براون بطاقة سحرية مركزة بهذا المحلول الغريب، و بينما هو متعجب مما يحمله بيده، تكلم الرئيس تشارلي "يا براون، سوف تكون قد شعرت بالطاقة السحرية المتدفقة من تلك القنينة، نحن السحرة لم يكن علينا سوى التدرب بجنون و شرب الأعشاب الطبية و التأمل، كل هذا من أجل الارتفاع في المستوى و لو قليلا، لكن ما تحمله في يدك الآن سيسهل علينا هذا كثيرا، اسمع يا براون، هذا المحلول الأزرق عبارة عن إكسير تقوية"

تعجب الجنرال براون مع قوله "إكسير تقوية؟ ما هذا أيها المعلم تشارلي؟"

أكمل الرئيس تشارلي شرحه السابق "إنه إكسير ينمي قوة الساحر و يرفعها، أليس هذا مدهشا، الآن مع هذا الإكسير، كل تدريباتك الشاقة سيظهر مفعولها عليك بسرعة"

تعجب الجنرال براون أكثر من السابق، مع أن معلمه يشرح له إلا أنه يحس بالتشويش أكثر كلما عرف معلومة أخرى

"إكسير تقوية، إكسير تعزيز، و إكسير علاج، إن هذا لا يصدق، كما لو أنني أحلم أيها المعلم، إكسير التقوية ينمي قوة الساحر، و إكسير التعزيز يرفعها مؤقتا، و إكسير العلاج يشفي و الجروح و يسرع من استرداد الطاقة السحرية المفقودة، إن هذا لا يصدق"

بعد أن هدأ الجنرال براون تكلم الرئيس تشارلي "من الآن فصاعدا ستتوصل بكمية كبيرة من هذه الإكسيرات، سوف تقوي من نفسك و أتباعك، هذا ما سأفعله أنا أيضا، و عندما يحين الوقت المناسب سنبدأ انقلابنا"

(في قصر عائلة ما)

"أيها الرئيس، هذا لم يعد يحتمل، تجارتنا دمرت تماما بسبب عائلة كريمزون، إننا أصبحنا عاجزين ماديا، يجب أن نجد حلا ما في أسرع وقت"

أجاب الرئيس الذي كان أسودا بالكامل، بشعر أسود و عينين حادتين في نفس اللون، كما لو أنه غراب يتخذ شكل إنسان "ابعث رسولا لعائلة كريمزون، و مره بإبلاغ الرسالة التالية 'أنا رئيس عائلة كورو-كورو هِيْ- أطلب مقابلة مع الرئيس كريمزون' "

(في قصر آخر) (في قصر آخر)

"ابعث رسولا" "ابعث رسولا"

العديد من العائلات تحركوا، و كلهم قاموا بإرسال مبعوث لعائلة كريمزون، وافق كريمزون أكاغي على طلباتهم، و في الأخير أقيم اجتماع يشمل جميع العائلات الخمسة عشر من شتى أنحاء الإمبراطورية لتسهيل الأمر بما أن كلهم لديهم نفس الهدف

(قبل عدة أيام في القاعة الرئيسية لقصر عائلة كريمزون)

"أيها الكبير أكاغي، بعد أيام من الآن سيحاول رؤساء العائلات الأخرى بكل تأكيد طلب مشاركة طريقة صنع استعمالات أحجار الأصل، لا ترضخ لطلباتهم مهما كانت، لا توافق على هذا أبدا، يجب أن نستغل كل ما نملك، سنعطي طريقة الصنع للذين سينضمون لنا"

"كما قلتُ سابقا، من كان ذكيا و أراد الانضمام لنا فمرحبا به، و من لم يرد فله بالمال، و من رفضه فعليه بالدمار، لقد انضم لنا الرئيس تشارلي، سنحاول مع الآخرين، أن لم يريدوا سوف نحاول جذبهم عن طريق عرض طريقة صنع الأدوات عليهم، و من رفض هذا أيضا و بقي في جانب عائلة غرين، سيكون مصيره كمصير عدونا"

قال الكبير أكاغي "معك حق يا حليفنا، فهذا ما كنت أنوي فعله أيضا"

قال باسل "أنا مراقب هذه الأيام من طرف الجنرال رعد و حركتي مقيدة إلى حد ما، ذلك الشخص لا يجب أن يكتشف خططنا قبل أوان الوقت و إلا سيفهم الأمر بشكل خاطئ و يحاول منعنا بكل ما يملك، سيكون من الأفضل لو أتينا به لجانبنا. و لهذا اطلب من الرئيس تشارلي التحدث مع الجنرال براون، و هذا الأخير يتحدث مع الجنرال رعد، فهؤلاء الثلاثة لديهم علاقة المعلم و التلميذ فيما بينهم. سوف أكون مع الجنرال براون عندما ينوي التحدث مع الجنرال رعد لأفسر له غايتي التي أظن أنه سيتفهمها و يتقبلها"

أجاب الكبير أكاغي "حسنا سأوصل رسالتك للرئيس تشارلي، آه، هناك الجنرال 'هِيْ' الذي يعتبر الصديق المفضل للجنرال براون، هذا الأخير قد يكون بإمكانه إقناعه أيضا بجانب الجنرال رعد" فكر الكبير أكاغي لقليل من الوقت و قال "ما رأيك؟ ألا يمكننا أن نمنح الرئيس تشارلي الإكسيرات؟"

قال باسل بعد التفكير قليلا "هذه فكرة جيدة، حسنا لا بأس، بالأحرى، إذا استطاع إقناع الجنرال براون و استطاع هذا الأخير إقناع الجنرال هِيْ بالانضمام لنا، فليعطِهم الإكسيرات أيضا، كلما كان عدد الجنود المستخدمين للإكسيرات أكبر كلما كان أفضل"

(بالرجوع للوقت الحاضر)

أقيم الاجتماع بقصر عائلة كريمزون، في قاعة كبيرة بطاولة طويلة في الوسط، جلس الجنرالات الخمسة عشر، كل العائلات الكبيرة اجتمعت هنا اليوم

من تأليف Yukio HTM

أتمنى أن يعجبكم الفصل، و أرجوا الإشارة لأي أخطاء إملائية أو تركيبية

و إلى اللقاء في الفصل القادم

2017/07/27 · 1,274 مشاهدة · 1324 كلمة
yukio
نادي الروايات - 2024