39 – رغبات

حضر رئيس كل عائلة من العائلات العشر الكبار. عائلة غرين بجنرالين، و عائلة كريمزون بجنرالين، عائلة كين بجنرال و كذلك الحال مع البقية

عائلة كريمزون كانت تأتي في المرتبة الثانية بعد عائلة غرين لأنها تملك جنرالين، و قواتها التي فقدتها استعادتها خلال الخمسين سنة الماضية، أما عائلة غرين التي كانت في المرتبة الأولى، فهذا لأنها تملك جنرالين و الإمبراطور الذي كان فيما سبق جنرالا أيضا، و قواتها كبيرة جدا بالإضافة إلى خضوع الكثير من العائلات لها

دعم الرئيس تشارلي عائلة كريمزون دائما، لقد كان له عامل مهم في تنمية قواتها من جديد، و بالطبع كان يقوم بهذا سرا، لأنه لو لم يفعل، كانت ستتعرض عائلته للاستهداف، و الانتقام الذي صبر كثيرا ليحصل عليه سيضيع هباء

هذا هو الاجتماع الثاني بعد خمسة عشر سنة من الدمار الشامل، عندها حاول الجميع التفكير في العدو المجهول و نسوا الأحقاد مؤقتا. لكن اليوم الأمر مختلف تماما

العدو يجلس بينهم، إنها عائلة كريمزون التي كانت السبب في تخفيض أثمان السلع لدرجة كبيرة جعلتهم يفلسون، فبعد أن انخفض ثمن السلع تعرضت عائلة كريمزون لخسائر أيضا، فهي ليست استثناء، لكنها استردت أموالها أضعافا عندما بدأت تبيع استعمالات أحجار الأصل

بعد رؤية عائلة كريمزون تصبح أغنى أكثر و أكثر بينما هم يناضلون كي لا يفلسوا، لم يعد الرؤساء الكبار للعائلات العشر احتمال هذا الوضع أكثر

أرسل كل واحد منهم مبعوثا لعائلة كريمزون من أجل التحدث بشأن هذا، و عندما أتى العديد من الرسل لعائلة كريمزون من مختلف العائلات، قرر كريمزون أكاغي إقامة هذا الاجتماع

في القاعة الضخمة التي كان الهدوء بها يكاد يصل لدرجة ستسمع فيها دقات قلبك تكلم أخيرا الرئيس أكاغي "أيها السادة، لقد تلقيت من كل واحد منكم طلبا لمقابلتي، أنا مستمع لكم الآن، قلوا ما عندكم"

تكلم رجل بشعر رمادي "أيها الرئيس أكاغي، سأدخل في الموضوع مباشرة، نحن لم نعد نستطيع تحمل تجارتكم بعد الآن، كنتم السبب في إفلاسنا، و الآن بينما نحن نغرق أنتم وجدتم طريقكم نحو الشاطئ"

تكلم الكبير أكاغي "يا رئيس عائلة هُوِيز 'هايِرو'، ماذا تقصد بكلامك؟ أنا لا زلت لم أعرف غايتك؟"

تكلم رجل آخر هذه المرة بشعر فضي "لا تتغابَ علينا من فضلك أيها الرئيس أكاغي، أنت تعلم ما عناه الرئيس هايرو، نحن نريد منك مشاركتنا طريقة صنع تلك الأدوات"

حدق الجنرال منصف الذي كان يجلس بجانب الكبير أكاغي بالشخص الذي تكلم في الأخير و نظر إليه بازدراء، ثم قال "رئيس عائلة غين 'سيلفر'، هل حقا تعتقد أن عائلتنا ستقبل مثل هذا الاقتراح؟ أنت الشخص الذي لا يجب أن يتغابى هنا، نحن نبيع ما نريد و بالثمن الذي نريد، ليس هناك من لديه الحق في الاحتجاج أصلا"

حملق الرئيس سيلفر في الجنرال منصف و تكلم "كيف لا يكون لدينا الحق في الاحتجاج و أنتم السبب في وضعنا المزري الآن؟"

أجاب الجنرال منصف بسرعة "أي وضع مزري تتكلم عنه؟ هل قمنا بمس تجارتكم؟ لا، لم نفعل، كل ما قمنا به هو البيع بثمن منخفض، إنه خطؤك لأنك تبيع بثمن مرتفع، فبهذا لن يشتري منك أي أحد"

قال الرئيس هايرو هذه المرة "أنت تتكلم عن شيء كنا نفعله قبل ثلاث أسابيع، أما الآن فنحن أيضا أصبحنا نبيع بالثمن الذي تبيعون به، لكن كيف لنا الاهتمام بمصاريف الجنود و الأتباع إن كان ربحنا قليل؟ فعلى عكسكم أنتم الذين تملكون تجارة تعوضكم فنحن لا نملك، و لهذا نطالب بمشاركة طريقة صنع تلك الأدوات"

تكلم الجنرال منصف "أنت تطلب المستحيل، فأنت نسيت شيئا مهما" تعجب الرئيس هايرو ليكمل الجنرال منصف " نحن لا تهمنا وضعيتكم و حالتكم المالية، ليس بيننا أي علاقة، و أنت تأتي و تطلب مشاركة طريقة صنع الأدوات، إن أردت الطلب سيكون عليك أن تكون قادرا على الإعطاء"

عبس الرئيس هايرو ثم وجه نظره للشخص الذي كان يقابل الرئيس أكاغي بالطاولة الطويلة، كان هذا الشخص هو الأمير الثاني الذي تكلم قائلا "أيها الرئيس أكاغي، أنت رجل عشت ما يكفي لتعرف أن الوضع الحالي غير مسر لأي شخص هنا غير عائلتك، طريقة صنع هذه الأدوات لا يجب أن تبقى محتكرة من قبل عائلتك فقط، ما هو شرطك لتقوم بإعطائنا طريقة الصنع هذه؟"

نظر الكبير أكاغي في اتجاه الامير الثاني و قال مع نفسه "الأمير الثاني، وصل للمستوى السادس في عمر الأربعين، إنه موهبة كبيرة ظهرت في عائلة غرين، كان دائما ما يعتبر التهديد الأكبر لمنصب أخيه الذي كان يعتبر الوريث الأول، فهناك من قرر بالفعل أنه من يستحق الرئاسة بما أنه وصل للمستوى السادس، شخصيته النبيلة يمدحها الجميع، يحاول دائما حل المشاكل بسلاسة كما يفعل الآن"

تكلم الرئيس أكاغي "أيها الأمير الثاني، أنا لا أظن أن هناك أي شيء قد يساوي طريقة صنع الأدوات، ما رأيك أنت؟"

"أمم" فكر الأمير الثاني لقليل من الوقت ثم قال "حسنا، معك حق، لكن ما رأيك في هذا؟ تبيع لنا طريقة صنع الأدوات و الربح الذي نجنيه من بيعنا سيكون ثلثه لك"

صدم الجميع، الأمير الثاني حقا أعطى الرئيس أكاغي خيارا صعبا لأنها صفقة جيدة جدا، قال الرئيس أكاغي "أيها الأمير الثاني، تجارة عائلتي وصلت لإمبراطوريتي الأمواج الهائجة و الرياح العاتية، لماذا تظن أنني قد أحتاج لأموالكم، ابحث في أمر آخر، فالمال لن يغريني، في نظري طريقة صنع هذه الأدوات لا تقاس بثمن، ما لم تقدم شيئا مساويا في المقابل لن أرضخ لطلبكم أبدا"

كانت هذه الصفقة في الحقيقة شيئا رائعا للغاية، سوف يبيعون الطريقة للأمير الثاني بثمن خيالي، و فوق ذلك سيكون بإمكانهم أخذ ثلث أرباح كل سلعة تباع، فكيف لا يكون هذا الأمر مغريا، لكن الكبير أكاغي لديه هدف آخر، فكما قال باسل لا يجب ألاّ يرضخ لطلباتهم أبدا، و يجب عليه استعمال هذه الورقة في وقتها الخاص

تكلم الرئيس تشارلي "يبدو أننا لن نصل لأي اتفاق، من ليس لديه ما يقدمه لعائلة كريمزون مقابل طريقة الصنع فلا يتحدث، أظن أنها نهاية هذا الاجتماع"

أكمل من بعده الرئيس براون "نعم هذا صحيح"

ثم قال الرئيس هِيْ "حسنا، هذا عادل كفاية"

قال الكبير أكاغي "أنا سأعطيكم فرصة أخرى، من وجد ما يعطي مقابل طريقة الصنع فليأتي لقصر عائلتي و ستفتح له الأبواب بكل فرح لاستقباله، أما من لم يستطع إيجاد أي شيء، فلا يفكر حتى في التكلم معي ثانية بشأن هذا الموضوع"

انصرف الجميع و عاد الجنرال منصف و الكبير أكاغي لقاعة القصر الرئيسية. عندما دخلا وجدا باسل ينتظرهما

"كيف سار الأمر؟" سأل باسل

أجاب الجنرال منصف "كما هو متوقع، إنهم يحاولون شد الحصار علينا لمشاركتهم طريقة الصنع"

أكمل الكبير أكاغي "قد لا يكون باستطاعتنا تجاهل طلباتهم لوقت طويل، لقد أغلقت أفواههم الآن، لكن من يعرف متى ستنقضي طاقة تحملهم لهذا الأمر"

قال باسل بابتسامة "جيد، هذا جيد، كل الأوراق أصبحت مستعدة، أيها الكبير أكاغي، قل للرئيس تشارلي أن موعد الانقلاب أصبح قريبا، و أخبره أيضا أن يطلب من الجنرال براون المجيء إلى هنا، سنتكلم مع الجنرال رعد"

أماء الكبير رأسه موافقا ليقول الجنرال منصف "لقد سمعت بالأمر من التاجر ناصر، أنت تلميذي الآن، صحيح؟ هاهاها، هذا مضحك حقا، كيف لك أن تكون تلميذي و أنت الذي تعلمني الكثير من الأشياء؟"

قال باسل بينما يضحك هو الآخر "هاهاها، أنا لم أجد عذرا آخر"

بقي الثلاثة يمزحون فيما بينهم

(في مكان بعيد عن عاصمة إمبراطورية النضير الوهاج، بعاصمة إمبراطورية الرياح العاتية، في القصر الإمبراطوري)

تكلم رجل يبدو في الأربعينيات، كان يرتدي درعا ذهبيا "هوه، إمبراطورية النضير الوهاج وضعت أيديها على أشياء مثيرة للاهتمام، أرسلوا مبعوثا، أنا ذاهب لأرى مصدرها بنفسي"

انحنى شخصان كانا يرتديان درعا فضيا و قالا "أمرك يا جلالة الإمبراطور"

(بإمبراطورية الأمواج الهائجة، في القصر الإمبراطوري، وبعد مرور أيّام من تحرّك إمبراطورية الرياح العاتية)

"جهزوا السفن، يجب أن نذهب لنقيم صفقات حول هذه الأدوات التي ظهرت، يجب أن نعرف طريقة صنعها مهما كلف الأمر"

"أمرك يا سيدنا"

"أبي، أنا أريد مرافقتك أيضا" جاء الصوت من فتاة بيضاء بالكامل شعرا و جلدا، وبعينين فضّيّتين، ترتدي فستانا في اللون الأزرق الفاتح، كانت كما لو أنها أميرة ثلج باردة أتت من أراضي الصقيع الخيالية

أجاب الأب بعدما فكر لقليل من الوقت ثم قال "لا بأس، لما لا، ستكون خبرة جيدة بالنسبة لك بما أنك لم تخرجي من العاصمة طوال حياتك"

بالعودة لإمبراطورية النضير الوهاج

أتى العديد من الأشخاص يقدمون أنواعا عديدة من الكنوز لعائلة كريمزون و مبالغ خيالية مقابل إعطائهم طريقة الصنع، لكن عائلة كريمزون لم توافق على أي من الطلبات و رفضت كل الكنوز و خرائط المناطق المحظورة التي تحتوي على كنوز و آثار و مخلفات رائعة

من تأليف Yukio HTM

أتمنى أن يعجبكم الفصل، و أرجوا الإشارة لأي أخطاء إملائية أو تركيبية

2017/07/28 · 1,372 مشاهدة · 1309 كلمة
yukio
نادي الروايات - 2024