40 - الفتى القرمزي و الرجل الأشقر

40 – الفتى القرمزي و الرجل الأشقر

بعد مرور أيام من رفض كل الأشياء التي تُقدَّم لعائلة كريمزون مقابل طريقة الصنع، كانت العاصمة في حالة فوضوية، القتل كثر كثيرا كما هو الحال أيضا مع أعمال الجنرال رعد

كان الجنرال رعد يتكلف بالتحقيق في مثل هذه الأمور، منحت له المحكمة المركزية هذه الرخصة، فلما لا؟ بما أنهم اكتسبوا جنرالا قويا سيساعدهم في أعمالهم و ينظف القمامة من عاصمتهم

هذه الأيام الأخيرة كثُرت المشاكل بشكل كبير، الكل أصبح أعمى بالمال، السوق أصبح هائجا بشكل لا يصدق، النزاعات لا تتوقف أبدا بين التجار و كل هذا بسبب هذه الأدوات التي بدأت عائلة كريمزون ببيعها

الجنرال رعد عرف هذا بالطبع، لكن لم يكن هناك ما بيده ليفعله، فعائلة كريمزون و أدواتها ليسوا المخطئين، بل من يستخدم هذه الأدوات في السوء و يقتل ليحصل عليها

لكنه متأكد من وجود ظل وراء عائلة كريمزون، و لا يفارق ذهنه ذلك الفتى القرمزي الذي كان مع ظهوره بداية تحركات عائلة كريمزون الغريبة. قد يكون عرف كيف ينسل بذلك الشرح سابقا لكنه لم يقنع الجنرال رعد بالكامل

الجنرال رعد وضع حوالي عشرة أشخاص ليراقبوا باسل، لكنهم لم يجدوا أي شيء مشبوه حوله، و كما قال باسل، كان فقط تلميذ الجنرال منصف

(في قاعة ضخمة كان الجنرال رعد يجلس بطاولة مثلثة الشكل، بينما هو يتموضع في قمة المثلث و عدة أتباع خاصين به يجلسون بأضلاع المثلث الثلاث)

"قادة الوحدات الأولى، الثانية و الثالثة سيهتمان بالنصف الشمالي للعاصمة، و قادة الوحدات الرابعة و الخامسة و السادسة سيهتمان بالنصف الجنوبي، أنا و العقداء سنهتم بسوق المركزية و الأنحاء، أما النقباء العشرة، فسيهتمون بأمر الفتى القرمزي كالعادة"

أجاب الجميع "حاضر، سيدي"

دخل فجأة جندي يحمل رسالة "حضرة الجنرال، يبدو أن الجنرال براون قد أتى و يطلبك"

"آه" أجاب الجنرال رعد "أنا آت"

أكمل الجندي "آه، بشأن هذه، لقد قال أنه سينتظرك في قصر عائلة كريمزون"

استغرب الجنرال رعد من هذا الأمر كثيرا، لماذا الجنرال براون موجود بقصر عائلة كريمزون أصلا؟ أجاب مرة أخرى "حسنا، شكرا على تعبك"

انحنى الجندي و غادر ثم قال الجنرال رعد "أنا ذاهب الآن لأعرف سبب مجيء معلمي إلى هنا، و بما أنه يريد لقائي في مقر عائلة كريمزون فلا أظن أنه أمر بسيط. انصراف"

"حاضر" أجاب الجميع و انطلقوا للقيام بمهامهم التي أعطيت لهم

(في قصر عائلة كريمزون)

كان الجنرال براون واقفا بينما نظرة تعجب و اندهاش على وجهه، قال بينما تلك النظرة لا زالت على محياه "أيها المعلم، أتقول لي أن هذا الفتى هنا هو مالك طريقة صنع الأدوات و الإكسيرات الأصلي؟"

"هاهاها" ضحك الرئيس تشارلي و قال "يا له من أمر ممتع أن تظهر عليك نفس الملامح التي أظهرتها، نعم، نعم، هذا هو المالك الأصلي، أنا أيضا لم أصدق في بداية الأمر، لكن، إليك شيء سيفاجئك أكثر، هذا الفتى الذي أمامك قد تجاوز المستوى الرابع بالفعل و سحره هو عنصر التعزيز النادر"

وصل ذقن الجنرال براون للأرض من شدة الصدمة ثم قال باحترام "أيها السيد الصغير، أنا أحترم معلمي من أعماق قلبي، و هذا المعلم قد سبق و اعترف بك و بقوتك، سأمد لك يد العون في سبيل تحقيق المبتغى المشترك بيننا"

ابتسم باسل و قال "أمم، أعجبتني، لكنني قررت أنني من سيتكلم مع الجنرال رعد، و أنت سوف تحاول جعله يهدأ لكي لا يخرج الأمر على السيطرة، هذا كل ما أحتاج منك فعله أيها العم براون"

حدق الجنرال براون في باسل ثم ردد كلمة 'عم' و قال "عم هاه، هاهاها، أيها المعلم، إنه مثير للاهتمام كما قلت تماما، هاهاها"

ضحك الرئيس تشارلي مع ضحكة الجنرال براون بينما الكبير أكاغي يحدق في باسل بنظرة شعور بالحنين، و تذكر أحداث من الماضي، حينها كان ذلكما الشقيان الاثنان يمزحان هكذا دائما فيما بينهما

هذا الشعور بالحنين يصبح أقوى أكثر فأكثر مع الوقت، و دائما ما يحصل هذا عندما يكون بالقرب من باسل، الكبير أكاغي لم يكن له خيار آخر سوى التنهد بحسرة على تلك الأوقات الجميلة

و في هذه الأثناء دخل حارس بوابة القاعة الرئيسية جالبا معه تقرير يقول "أيها الرئيس، إن الجنرال رعد قد وصل"

"أوه، أخيرا" قال الجنرال براون ليستعد الجميع بينما باسل ابتسم و قال "لنرحب بحليفنا الجديد بحرارة"

قال هذا الكلام كما لو أنه قد أقنع الجنرال رعد بالفعل، ترك هذا الجنرالات الثلاثة يحدقون بالفتى الذي أمامهم بتعجب، ما كل هذه الثقة التي يحملها معه؟

دخل الجنرال رعد و بمجرد ما أن فعل توجه نظره نحو ذلك الفتى القرمزي و قال بسخرية "كما توقعت أيها المعلم، بما أنك ناديتني إلى هنا علمت أن هناك شيئا ليس لطيفا سيحدث، و ها أنا ذا أراك أنت أيها المعلم و المعلم الكبير تشارلي و الرئيس كريمزون و ذلك الفتى القرمزي من قبل مجتمعين بينما تنتظرون قدومي، أنا مستمع، قلوا مع عندكم أيها السادة"

قال الجنرال براون "أيها الغر، لقد كبرت بما يكفي للتكلم مع معلمك بهذه الطريقة، هاه؟ قلوا؟ فلتتأدب أيها التلميذ، إنك في حضور معلمك و معلمه، يجب أن تكون كلماتك تحمل معها الكثير من الاحترام"

عبس الجنرال رعد و أجاب "أنا متأسف أيها المعلم إن كان كلامي غير محترم، لكن عندما رأيت ذلك الفتى القرمزي و تلك البسمة المتعالية تنظر في اتجاهي كما لو أنها دليل على توقع صاحبها لكل شيء حصل حتى الآن قد جعلتني أفقد هدوئي، سأعيد صياغة كلامي، ما سبب مجيئي إلى هنا أيها الكبار المحترمون؟"

تدخل باسل و قال "مرحبا أيها الرجل الأشقر، لقد تقاطعت طرقنا كما قلت سابقا، و لم يبقى سوى أن تكون أهدافنا مشتركة"

تكلم الجنرال رعد بعبوس "أيها السادة المحترمون، أنا أتيت بطلب من معلمي، و أتيت لأتحدث مع معلمي، فلماذا هذا الفتى القرمزي هنا بدأ يتحدث كأنه المسؤول هنا؟"

أجاب الجنرال براون "أيها الرعد، هدئ من روعك و استمع له أولا، و إن لم يعجبك شيئا ما، عندها سوف أتدخل، أنت أتيت بناء على طلبي، لكن ليس للتحدث معي، بل مع السيد الصغير أمامك"

"السيد الصغير؟" استغرب الجنرال رعد من طريقة مخاطبة معلمه للفتى القرمزي و قال "يبدو أنك قد كسبت احترام المعلم، قل ما عندك و أنا مستمع"

ابتسم باسل كالعادة، ثم قال "أيها الرجل الأشقر، ماذا تعرف عن الشياطين؟"

أجاب الجنرال رعد بسؤال "و ما علاقة هذا بموضوعنا الآن؟"

قال الجنرال براون "أجب فقط على أسئلته أيها الرعد"

قال الجنرال رعد بعدما سمع كلام معلمه "أنا لا أعرف الكثير عنهم سوى امتلاكهم لقوة خارقة، هذا ما شاهدته أنا و معلمي قبل أربع عشرة سنة"

"أممم" قال باسل "حسنا، و ما كانت ردة فعلك عندما شاهدت هذه القوة الخارقة؟"

تنهد الجنرال رعد و قال "إنك تسأل أسئلة غريبة حقا أيها الفتى القرمزي، كيف ستكون ردة فعلي؟ ما رأيك أنت؟ عندما ترى بأن كل القوى الكبرى التي حكمت العالم ليست سوى شيئا سخيفا مقارنة مع العدو الجديد الذي ظهر، و عندما تكون تتخيل نفسك تقترب من العظمة شيئا فشيء لكن في يوم ما يأتي آتٍ يدمر و يسحق ذلك الغرور و يعاملك كما لو أنك حشرة يمكنه قتلها في أي وقت شاء، أمم، قل لي، كيف سيكون شعورك حينها؟"

وضع باسل يده على ذقنه ثم قال "شعوري هاه؟ يمكنني تخيله ببساطة، فأنا لست غبيا لأعتقد أنني قد اقتربت من 'العظمة'، و لست أحمقا لأظن أن القوى الكبرى التي حكمت هذا العالم هي تلك 'العظمة'، سأكون فقط قد التقيت بعدو قوي جدا سيجب علي هزيمته، و من أجل تحقيق هذا كلنا نعرف ما يجب علينا فعله. كل ما عليك فعله هو العمل بكد و اجتهاد و الحرص على التغلب على نقط ضعفك من المرة السابقة، كل هذا يمكننا اختصاره في كلمتين فقط، 'التدرب و التدبر'، هذان الاثنان هما ما يجعلاننا نتقدم دائما للأمام، إن ظننت أنني سأقول أنني سأتعرض للصدمة فأنت مخطئ بالكامل، فعندما أواجه عدوا أقوى مني أركز على النجاة، و عندما أنجح، أنتقل للتركيز على طريقة هزيمته"

تعجب الجنرال رعد من جواب الفتى القرمزي أمامه، كان كلام رجل حكيم و ليس كلام فتى صغير، مع أنه أحس بالإهانة من كلمات الفتى القرمزي، لكنه لم يجد أي كلمات يرد بها عليه

تكلم باسل مكملا كلامه "أيها الرجل الأشقر، لقد سمعت أنك قد انعزلت للتدرب لسنين بسبب صدمتك من قوة العدو المجهول، و بهذا أصبحت ثاني أصغر جنرال مر بتاريخ إمبراطورية النضير الوهاج، لكن أجبني، هل تعتقد أن قوتك الحالية كافية لهزيمة ذلك العدو الذي تسبب في صدمتك سابقا؟"

تجمد الجنرال في مكانه و أجاب بعدها بصعوبة "لا، لا أعتقد، حتى المستوى السابع لا يزال لا يقارن بقوة ذلك الوحش، أنا أعلم أنني لا زلت بعيدا كل البعد عن مستواه"

حدق باسل في الجنرال رعد و قال "أيها الرجل الأشقر، و ماذا إن قلت لك أنك ستستطيع الاقتراب من مستواه في القريب العاجل؟"

استغرب الجنرال رعد و أجاب بسخرية "حسنا، سيكون هذا رائعا" ثم أكمل بنظرة جدية "و الآن إن انتهيت من أسئلتك الغريبة، ألن نتحدث عن سبب قدومي إلى هنا؟ فصبري بدأ يقترب من حدوده"

قال باسل "أيها الرجل الأشقر، أنا يمكنني جعلك تصل للمستوى السابع في غضون شهر من الآن، ما رأيك؟ هل أنت مهتم؟"

تعجب الجنرال رعد أكثر، ظن أن الفتى القرمزي يمزح فقط بشأن الاقتراب من مستوى الشيطان، لكنه الآن أطلق تصريحا غير معقول. قال الجنرال رعد "بما أنك تتكلم بكل هذه الثقة في حضور السادة الكبار، لم لا تقل ما عندك؟"

ابتسم باسل و قال "أيها الرجل الأشقر، أنا صاحب الأدوات التي ظهرت عن طريق عائلة كريمزون في الأسابيع الأخيرة"

حدق الجنرال رعد في باسل من دون التكلم و صنع وجها يدل على عدم التشكيك في صحة كلام الفتى القرمزي الذي أمامه، كما لو أنه كان يعتقد بهذا في نفسه من الأول

أكمل باسل "أتعرف لماذا قمت بنشر هذه التقنيات أيها الرجل الأشقر؟"

أجاب الجنرال رعد "أنا لا أعرف أيها الفتى القرمزي، قل ما عندك"

أكمل باسل شرحه "إنه من أجل الاستعداد للذين سببوا لك الصدمة قبل أربع عشرة سنة أيها الرجل الأشقر"

عبس الجنرال رعد من كلام باسل، إنه حقا يركز في كل مرة على جزء الصدمة، قال "أيها الفتى القرمزي، أتعرف شيئا لا نعرفه؟"

لم يزح باسل الابتسامة عن وجهه و أجاب "بالطبع أنا كذلك أيها الرجل الأشقر، تلك الأدوات التي نشرتها ليست إلا البداية، الشياطين سيهجمون مرة أخرى، هذا شيء كلنا نعرفه، فحتى أنت تدربت من أجل الاستعداد لهذا اليوم، لكن ماذا لو لم تستطع إكمال استعدادك في الوقت المناسب؟ سيكون كل شيء من دون فائدة، و لهذا أنا آت لك بطريقة تسريع هذا الأمر" أخرج باسل 'إكسير التقوية' و رماه للجنرال رعد

بعدما أمسكه، أحس الجنرال رعد بالطاقة التي تتدفق من هذا المحلول الغريب، ثم قال له باسل "أيها الرجل الأشقر، جرب شربه"

حدق الجنرال رعد في الفتى القرمزي أمامه بعمق و في الأخير شرب إكسير التقوية

من تأليف Yukio HTM

أتمنى أن يعجبكم الفصل، و أرجوا الإشارة لأي أخطاء إملائية أو تركيبية

و إلى اللقاء في الفصل القادم

2017/07/30 · 1,496 مشاهدة · 1671 كلمة
yukio
نادي الروايات - 2024