41 - الإقناع

ابتسم باسل و نظر للجنرال رعد الذي يحدق في يديه بذهول و جلس في حالة تأمل لقليل من الوقت، و بعد مدة زمنية غير معروفة فتح عينيه في وجه باسل و قال "أيها الفتى القرمزي، ما كان هذا بالضبط؟"

لم يزح باسل الابتسامة عن وجهه و أجاب "ذلك المشروب يسمى 'إكسير التقوية'، إنه يعزز من قوة الساحر، يجب أن تكون قد فهمت قصدي بالفعل بما أنك قد جربت واحدا"

فتح الجنرال رعد عينيه من الصدمة أكثر ثم قال "بهذا أستطيع، بهذا يمكنني، يمكنني أن أقاتل ذلك الوحش، أيها الفتى القرمزي، قل ما هو طلبك، أنا أومن أنه لا يوجد هناك شيء من دون مقابل"

قال باسل مع ابتسامته كالعادة "أنت.." تذكر باسل نفسه عندما خرجت من فمه نفس هذه الجملة الأخيرة التي قالها الجنرال رعد عندما أراد إقناع معلمه بتركه يأتي للعاصمة، قال بعد التحديق في الرجل الأشقر الذي أمامه "أنت تفهم الأمور بسرعة، و كذلك الحال سيكون مع جوابي"

حملق الجنرال رعد في باسل الذي قال "إننا نخطط للانقلاب عما قريب، و سيكون من الجيد الحصول على مساعدتك"

عبس الجنرال رعد عند سماعه بالانقلاب، الجنرالات الثلاثة الآخرين تفاجئوا أيضا، ظنوا أن باسل سوف يحاول كسب ثقة الجنرال رعد بطريقة ما قبل إخباره عن الهدف النهائي، لكن ما لا يعرفه الثلاثة هو أن الانقلاب ليس بالهدف النهائي لباسل، و إنما خطوة أخرى في سبيل تحقيق هدفه الأكبر فقط

قال الجنرال رعد بغضب "كما توقعت، أنت تخطط لشيء لا تحمد عقباه، أتظن أنني سأساعد في مثل هذا الهراء؟"

تكلم الجنرال براون "أيها الرعد، أنصت أولا قبل أن تحكم"

قال الجنرال رعد "يبدو أنك قد انضممت لهم بالفعل أيها المعلم، أليس أنت الذي حثني دائما على الحفاظ على أمن الإمبراطورية؟ أنا الذي كنت مجرد عامٍ و أخذتني تحت ذراعك و علمتني السحر حتى أصبحت ما أنا عليه اليوم، بسبب كل هذا قدّرتك لدرجة كبيرة، لكن ما الذي أسمع و أرى الآن، أنت ستشارك في انقلاب سيودي بحياة الآلاف؟ هذا لا يُقبل"

قال الجنرال براون "كما قلت لك، أنصت قبل أن تحكم"

قال باسل متدخلا بسرعة قبل أن يخرج الوضع عن السيطرة "أيها الرجل الأشقر، إن كل هذا من أجل الصالح العام، من أجل تقوية العالم، من أجل الاستعداد الكامل للشياطين، من أجل حماية العالم أجمع و ليس فقط الإمبراطورية"

عقد الجنرال رعد حاجبيه أكثر من السابق و قال "كيف يكون هذا من أجل الصالح العام و أنتم تخططون لإثارة الفوضى، أو ماذا؟ هل تحاول القول أن الغاية تبرر الوسيلة؟ إن كان هذا هو عذرك فستموت هنا و الآن لا محالة"

"هاهاها" ضحك باسل و قال "الغاية تبرر الوسيلة، هاه؟ أمم، جملة قد تنطبق على أشياء سأفعلها في المستقبل، لكنها ليست كذلك الآن"

"إذن ما سببك؟ سأريد منك الإجابة بسرعة فصبري وصل لحدوده بالفعل" لم يزح باسل الابتسامة من على وجهه طوال الوقت و هذا جعل الجنرال رعد غاضبا أكثر فقط

قال باسل " الأمر بسيط، عائلة غرين قذرة حتى النخاع و لن تنفعني أو تنفع الصالح العام، ستقوم باحتكار كل هذه الاستعمالات إن أعطيتها لها، و لهذا اخترت عائلة كريمزون، و كان خياري صحيحا"

عبس الجنرال رعد و قال "صحيح؟ أليس ما تفعله عائلة كريمزون هو الاحتكار الذي تكلمت عنه؟"

أجاب باسل "يجب أن تبقى لنا اليد الكبرى في هذا إن أردنا أن ننجح في مخططاتنا، أنا و أنت نعلم أن ليس الكل قابل للسمع و المفاوضة، فقبل أن ننشر هذه الإكسيرات قررنا الاستفادة منها أولا، فهذا حقنا، و من جهة أخرى، فعائلة غرين لن تفعل هذا، و لن تنشر أبدا هذه الاستعمالات و ستخبئها عن الناس بينما قوتها تكبر لتستمر في حكمها الاستبدادي، و سوف تطغى أكثر مما هي عليه الآن"

حدق الجنرال رعد في باسل مطولا ثم قال "لكن، لم تريد تخريب هذا السلم الآن؟"

"هاهاها" ضحك باسل و أجاب "سلم؟ أتحاول خداع نفسك أيها الرجل الأشقر أم أنك نسيت؟ أنت تعرف كيف يعيش الناس العامة و القرويون، إنهم في اضطهاد دائم و هذا لم يكن يحدث قبل خمسين سنة، لكن انظر الآن، عندما صعدت عائلة غرين للحكم، سيطرت على الكثير من القرى و المدن من أجل مصلحتها فقط، تأخذ نصف محاصيل الزراعة كضريبة، و كذلك هو الحال مع العائلات التي انضمت لها، فأظن أن هذا هو الشرط الذي اتفقوا عليه للانضمام لعائلة غرين قبل 'انقلاب الليلة الواحدة'، لو كانت عائلة كريمزون هي الحاكمة لم يكن ليموت العديد من الناس في الدمار الشامل، ففي وقت حكم عائلة كريمزون تموضعت العديد من القوات في جميع أنحاء الإمبراطورية، أما الآن فلا، و أنت تتحدث عن السلم؟ هذا ليس سوى سلم زائف، لقد قلت أن كل شيء بمقابل، و كذلك الحال مع رغبتنا في تقوية هذا العالم، يجب أن تقوي من نفسك أولا ليستمع لك الآخرون، فكما يقول المثل 'لا تأمر من لا سلطة لك عليه'، أنا أعرف أنك تميز بين الخطأ و الصحيح، عشت سابقا كعامٍ و تعرف المعاناة التي يمر بها العامة، ما رأيك؟ أنت معنا أم لا؟"

تجمد الجنرال رعد في مكانه و قال بعد مدة من التفكير في كلام باسل "أنا معكم، لكن بشرط أيها الفتى القرمزي"

قال باسل "قل ما عندك أيها الرجل الأشقر"

أجاب الجنرال رعد "سوف تقومون بمحاولة المفاوضة قبل البدء بإثارة الفوضى"

"هاهاها" ضحك باسل و التف للكبار الثلاثة، أماء الكبير أكاغي رأسه ليقوم الاثنين الآخرين بنفس الشيء، التف هذه المرة للجنرال رعد و قال "لديك كلمتنا"

التوت حافة فم باسل أكثر، هو في الحقيقة كان ينوي القيام بهذا مع الكثير من العائلات، فهو يعرف أنه هناك العديد من يريد عودة عائلة كريمزون للحكم، لكن الجنرال رعد قصد بكلامه حتى عائلة غرين و الملازمين لجانبها، لكن الكبير أكاغي وافق، فلما لا؟ بما أنهم يعرفون أن عائلة غرين لن ترضخ لطلباتهم و ستقاتلهم حتى النهاية، إن كان محاولة المفاوضة مع عائلة غرين مع العلم أنها عديمة الجدوى سوف تجعل الجنرال رعد ينضم إليهم، فالأمر يسير كشرب الماء

تناقش الأربعة حول الخطة و اتفقوا على المهام التي سينفذها كل واحد منهم، أخذ الجنرال رعد العديد من الإكسيرات و طريقة الصنع أيضا من باسل، فهذا الأخير قد وعده بجعله يصل للمستوى السابع في غضون شهر، و ينوي الإيفاء بوعده

قال باسل بينما الجنرال رعد يغادر "أيها الرجل الأشقر، سأريد منك مبارزتي عندما تصل للمستوى السابع"

أجاب الجنرال رعد "الرابح سوف ينادي الآخر باسمه و باحترام"

قال باسل "أنا موافق" ثم تذكر شيئا ما و قال "آه، لا تنسى أمر أتباعك بالتوقف عن ملاحقتي، فأعين تلاحقني في كل مكان شيء لا أستطيع تحمله في المواقف العادية، لولا أنني كنت أريد الحفاظ على خطتي سليمة لكانوا في عداد الموتى" قالها باسل و تلك الابتسامة لم تزل من على محياه

الجنرال رعد حدق في باسل مطولا و غادر

قال باسل للكبار الثلاثة "أنا سوف أذهب للقاء العم منصف، لقد أوصيته بطلب ليقوم به من أجلي، و أظن أنه قد يكون انتهى منه" ثم أكمل "أما أنتم أيها الكبار فلتشرعوا في التحرك و التكلم مع العائلات التي وضعناها في القائمة"

حاول الرئيس أكاغي قول شيء ما لباسل الذي ذهب، لكنه عدل عن رأيه و قال بصوت غير مسموع "سأسأله عندما يعود"

خرج باسل من القاعة الرئيسية و ذهب ليلتقي بالجنرال منصف، و بعد مدة من الوقت وصل لوجهته

كان يقف أمام منزله الي اشتراه سابقا، دخل و وجد الجنرال منصف ينتظره ثم قال "أيها العم منصف، ماذا عن طلبي؟"

أجاب الجنرال منصف "انا حقا فوجئت بطلبك، لو أنني علمت بالأمر لم أكن لأعطيك ذلك الوعد عندما التقينا أول مرة"

"هاهاها" ضحك باسل و أكمل "خذها كتجربة فقط"

تنهد الجنرال منصف و قال بجدية "معقل الأميرة الخامسة 'غرين شارلوت' يقع في جنوب العاصمة، إنها تتحرك باستمرار و في خفاء، و يبدو أنها تتاجر في السوق السوداء، بيع البشر، بيع أعضائهم، المشاركة في التجارب البشرية، هناك العديد من الأشياء التي تخفيها خلف ذلك الوجه الذي تواجه به المواطنين" أحكم الجنرال منصف قبضته و قال "اللعنة، أليس هناك شخص صالح في تلك العائلة المنحطة غير الأمير الثاني؟ حتى الأميرة الصغيرة بينهم فاسدة"

"هممم" قال باسل "حسنا، لقد تفرغت لها أخيرا، العيون التي كانت تراقبني لا تعود فقط لتوابع الرجل الأشقر، فكرت في أي شخص قد يتبعني و لم أستطع التفكير في أي شخص غير تلك الع****، شكرا لك، أنت تدينني بواحدة"

تنهد الجنرال منصف و قال "أي دين تتحدث عنه، أنا الذي لا زلت أحمل على ظهري دينا عظيما يجب علي رده لك"

حدق باسل في الجنرال منصف و لم يقل كلمة أخرى، أراد أن يقول للجنرال منصف أن ينسى هذا الدين، لكنه عرف أن هذا سيكون فقط فعلا شائنا تجاه فخر الجنرال منصف كرجل

قال الجنرال منصف بعد أن كان باسل مغادرا "احذر أيها السيد الصغير باسل"

"همم؟" التف باسل و نظر في وجه الجنرال منصف الذي ابتسم و قال "آه، لقد كان قلقا من دون داعٍ، أظن أنه لا حاجة للخوف عليك، فأنا لا يمكنني تخيلك تهزم من طرف أي أحد في هذا العالم"

ابتسم باسل ثم أكمل طريقه و رفع يده مودعا الجنرال منصف

من تأليف Yukio HTM

أتمنى أن يعجبكم الفصل، و أرجوا الإشارة لأي أخطاء إملائية أو تركيبية

و إلى اللقاء في الفصل القادم

2017/07/31 · 1,420 مشاهدة · 1417 كلمة
yukio
نادي الروايات - 2024