44 – التجارب البشرية

*جوااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه*

صدرت من وراء باسل صرخة مدوية تقشعر لها الأبدان، و عندما التف ليرى ما الذي حدث وجد بأن الوحش الغريب من السابق قد استيقظ و الفتاة كانت نائمة و لم تصب بأي جرح من الانفجار السابق

لم يصدق باسل هذا الأمر، لكنه توقف عن التفكير و ركز على الوحش الغريب الذي أمامه، كان بكبر الخمس أمتار، بذراع نمر البرق و ذراع نمر الجليد الأزرق، و برأسين أسد، جسده كان عبارة عن اختلاط بين الوحوش السحرية و له ذيل يبدو كما لو أنه جزء من ملك الثعابين الشره

*جواااااااااااااااااااااااااااااه*

صرخ الوحش الغريب مرة أخرى، و عندما رأى باسل أمامه بدأ يشحذ طاقته السحرية و بتلويح من ذراعه الخاصة بنمر البرق، أطلق عدة هجمات برقية

صدم باسل من الذي حدث لكنه فعل سحر التعزيز و راوغ الهجمات البرقية، و بمجرد ما أن فعل، بتلويح من ذراع الوحش الخاصة بنمر الجليد الأزرق مرة أخرى اتجهت نحوه عدة أشواك جليدية كبيرة، راوغها مرة أخرى، لكنه عندما فعل خرج من الأرض عدة أعمدة حجرية استهدفته فحطمها

توقف باسل بينما يلهث، لقد قاتل للتو ساحرا في المستوى السادس، و الآن ظهر وحش غريب لديه العديد من أنواع السحر

هذه المعركة سيكون من الصعب الفوز بها بالطرق العادية، أخرج 'عباءة الشفاف' فارتداها و اختفى

بقي الوحش الغريب يبحث عن العدو فلم يجده، ثم بدأ يستخدم حاسة الشم ليحدد موقع باسل

و بعد أن عرفه شحذ طاقته السحرية من جديد و أطلق هذه المرة هجوما سحريا مكونا من ثلاث عناصر مختلفة و كلها ذهبت نحو مكان واحد

*بوووووووم*

حدث انفجار عندما وصلت الهجمة الممزوجة بثلاث عناصر سحرية إلى المكان المقصود، و إذا بباسل يظهر بدرع سحري ذهبي و من دون وجود أي خدش عليه

كان الدرع رقيقا و و يلائم جسد باسل تماما كما لو أنه صنع من أجله فقط لا غير، ثم أخرج سيفين أبيضين ثم وقف في وضعية الاستعداد

"يبدو أنني سأحتاج للقتال بكل قوتي و إلا سحب البساط من تحت رجلي" بعدما انتهى باسل انطلق في اتجاه الوحش الغريب

وجه طاقته السحرية الخاصة بعنصر التعزيز نحو السيفين و الدرع فتوهجت النقوش المرسومة عليهم ثم شرع في هجومه

راوغ هجمات الوحش الغريب و ضرب بالسيفين الأبيضين بسرعة كبيرة، و إن شاهد أحد ما القتال سيصدم من سرعة تحرك الاثنين، خصوصا سرعة باسل

كان الوحش قادرا على مواكبة سرعة باسل بسبب رجليه الخاصتين بـ'الفهد الشبح' من المستوى السادس، كان يراوغ بعض هجمات باسل و يطلق عدة هجمات مختلفة

أصبحت المعركة في قمة الإثارة بالنسبة لباسل، أحس كما لو أنه يواجه عدة خصوم في وقت واحد، و مع ازدياد تحمسه ازدادت سرعته

*ووووووووووووش*

*قطع*

قطع باسل الذراع الخاصة بنمر البرق و إذا بالوحش الغريب يلوح بذراعه الأخرى كما لو أنه لم يحدث شيئا، لم يصرخ من الألم و لم تظهر عليه أي تعبيرات ألم، و بدل ذلك رد الهجوم فقط

تعجب باسل من هذا المنظر لكنه لم يتوقف و عندما حاول قطع الذراع الثانية وجد نفسه لم يعد يستطيع التحرك

*بوووووووووووووووم*

تقدم الوحش الغريب و ضرب باسل بكف نمر الجليد الأزرق ثم أطلق في نفس الوقت عدة أشواك جليدية

حلق باسل من شدة قوة الكف و ضرب مع الحائط و تعرض لهجمات جليدية على شكل أسهم و أشكواك كبيرة باستمرار، لكنه وقف مع القليل من الدم فقط ينزل من فمه

"ذلك الهجوم سابقا، إنه الخاص بملك الثعابين الشره لكنه أقوى، و الآخر خاص بنمر الجليد الأزرق من المستوى الخامس، إنها حقا تشكيلة غريبة مجموعة في هذا الوحش، كان من الجيد ارتدائي درعي و إلا كانت العواقب وخيمة"

بعدما انتهى باسل من الكلام هاجم مرة أخرى بعد توجيه الطاقة السحرية للدرع و السيفين، كانت المعركة ذات مدى قريب في صالح باسل لأنه يستطيع تجنب الهجمات السحرية المختلفة ذات المدى البعيد الخاصة بالوحش الغريب

استمرت المعركة هكذا لبعض الوقت حتى استطاع باسل قطع الذراع الأخرى، فسقط على الأرض ليقطع بعد ذلك الذيل الخاص بملك الثعابين الشره، ثم قطع رجلي الفهد الشبح و بقي الوحش مستلقيا على الأرض من دون القدرة على الحركة

كان الوحش الغريب يئن بشكل غريب، و النظرة التي في عينيه كانت كما لو أنه يطلب قتله

وقف باسل أمامه و قال "لقد كنت خصما جيدا للغاية على عكس ساحر الضوء ذاك، شكرا لك، و الآن فلتذهب لترتاح"

شحذ باسل سحر النار في السيفين معا و عزز بسحر التعزيز فكبر السيفين ليصل طولهما إلى الخمسة أمتار و صرخ "التهمي"

أصبح السيفين عبارة عن سيفي نار ضخمين و لوح باسل بهما في نفس الوقت نحو الوحش الغريب فنزلا عليه منهيان حياته البائسة بتحويله لرماد

"فوو" تنفس باسل و أرجع الدرع و السيفين لمكعب التخزين ثم التف لمكان الفتاة النائمة

اقترب منها ثم أخرج ثوبا غطى به جسمها الأبيض الذي كان يلمع كما لو أنه جوهرة، كان شعرها في لون أزرق فاتح قريب للأبيض، كانت صغيرة، حوالي عمر عشر سنوات، و كانت غائبة عن الوعي تماما، فحتى بعد أن حاول باسل إيقاظها لم تستفق أبدا

حملها باسل و خرج من ذلك المكان و في طريقه أخذ معه العالم من السابق بعد أن أيقظه ليستجوبه لاحقا

كان مزاج باسل سيئا لأنه فقد الفرصة لمكافأة تلك الع****، لكن عقله الآن مشغول كليا بالتفكير في طبيعة هذه الفتاة

ففي الطريق سأل باسل ذلك العالم الذي كان يتبعه بهدوء، فلو حاول الهرب سوف يمر بعذاب قاس فقط

"ما الذي كنتم تفعلونه لهذه الفتاة؟"

قال العالم بهلع "أنا فقط أمرت، لم أقم بهذا بإرادتي"

عبس باسل و قال "أجب عن السؤال فقط"

خاف العالم من نظرة باسل ثم أجاب "إنهم يحاولون صنع كائن يملك قوة الوحوش، عن طريق المرور من العديد من التجارب نتج ذلك الوحش الذي قتلته"

"ما هي كينونة ذلك الوحش بالضبط؟" سأل باسل مرة أخرى

أجاب العالم "لقد كان بشريا" صدم باسل ليكمل العالم كلامه "إنهم يأخذون عينات دم من مختلف الوحوش و يحقنونها في الشخص مع الكثير من الطاقة السحرية الخاصة بأحجار الأصل"

عبس باسل بشدة ليقول العالم "أنا حقا ليس لي علاقة بالأمر، قد أكون عالما مجنونا، لا، أخطأت، قصدت عالما متطلعا للاكتشاف لكنني لن أصل لهذه الدرجة"

تكلم باسل بنبرة حادة و نية قتل تخرج من عينيه "أصمت"

وضع العالم يديه على فمه بسرعة من شدة الخوف ثم تبع باسل الذي كان وجهه أسودا من الغضب، لقد حدثت الكثير من الأمور مؤخرا قد أزعجته، هربت من يديه تلك العاهرة، و يجب عليه أن يعرف من هم أولئك السود، و كيف للساحر وايد أن يملك الإكسيرات؟ ماذا قصد بكون تلك العاهرة ورقة مهمة لإكمال خطتهم؟ عن من تحدث؟

راودت العديد من الأسئلة ذهن باسل ليقرر "يجب أن أنتهي من موضوع الانقلاب هذا لأركز على معرفة هؤلاء الأشخاص، أظن أن الساحر وايد له علاقة بالأشخاص السود" التف للعالم ثم قال "أيها العالم المجنون، سوف تعتني بهذه الفتاة و تحاول القيام بكل ما تستطيع لجعلها تستيقظ، سوف تذهب معي الآن، إن حاولت الهروب لن تسلم فقط بتعذيب قاس، بل سأقتلك"

"نـ-نعععععم" قالها العالم بصوت مذعور ثم قال بصوت غير مسموع "أنا لست عالما مجنونا"

التف باسل و قال "هاه، ماذا قلت؟"

أجاب العالم في الحال "لا، لا، لم أقل شيئا، إنها الرياح فقط يا سيدي"

ثم ذهب الاثنين و الواحدة النائمة

في هذه الأثناء كان الكبير أكاغي يتكلم مع شخص ما "حسنا ما رأيك، أ أنت معنا؟"

أجاب الشخص الذي وُجِّه له الكلام "أنا 'روز بيمبي' أقسم أني سأمد لكم يد المساعدة"

"أنا مدين لك" قالها الكبير أكاغي و غادر

قال الرئيس تشارلي بعدما خرجوا من القصر الذي كانا به "أبقي أحد آخر لنذهب إليه؟"

أجاب الكبير أكاغي "لا، كان هذا آخر واحد من المرشحين للاستجابة لطلبنا بالكلام فقط، الآن سأذهب للقاء حليفنا للتكلم عن موعد بدئنا انقلابنا"

"هاهاها" ضحك الرئيس تشارلي و قال "حليفك، هاه؟ إنها تلائمه حقا، بما أنه يشبه ذلك الفتى جاسر"

صدم الكبير أكاغي من كلام الرئيس تشارلي ثم قال "إذا لست وحدي من يعتقد هذا"

أكملوا الطريق نحو القصر

بعد أيام وصل باسل للقصر فذهب ليضع الفتاة الغائبة عن الوعي في غرفته و أمر العالم المجنون بالاعتناء بها، ثم اتجه نحو القاعة الرئيسية ليخبر الكبير عن الموعد الذي قد سبق و قرره

"نعم" تكلم باسل "بعد يومين من الآن أيها الكبير أكاغي، ليس هنالك أي سبب لنطيل الأمر أكثر، كل شيء في أتم الاستعداد، قواتنا قد نمت كثيرا، تحدثنا مع العائلات التي بدت لا تطيق حكم عائلة غرين و نجح الأمر، لدينا الآن حلفاء كافيين، و لم يتبقى لنا سوى القيام بالخطوة الأخيرة، ألا و هي 'الانقلاب' "

تكلم الكبير أكاغي "حسنا لك هذا يا حليفنا، و قبل هذا، أريد سؤالك عن شيء ما أردت أن أسألك عنه منذ مدة طويلة"

قال باسل "تفضل أيها الكبير"

قال الكبير أكاغي "يا حليفنا، لا تأخذ الأمر كما لو أنه تحقيق في أمرك، فأنا أثق بك ثقة عمياء" تعجب باسل ليسأل الكبير "ما اسم أبيك يا حليفنا؟"

من تأليف Yukio HTM

أتمنى أن يعجبكم الفصل، و أرجوا الإشارة لأي أخطاء إملائية أو تركيبية

و إلى اللقاء في الفصل القادم

2017/08/03 · 1,389 مشاهدة · 1394 كلمة
yukio
نادي الروايات - 2024