47 - الإبادة

"آه، انتظر، يجب أن ترى شخصا ما غيرنا" تكلم الكبير أكاغي موقفا باسل

قال باسل سائلا "من هذا الشخص؟ أيا كان فأنا لم أعد في مزاج جيد لهذا"

ابتسم الكبير و قال "لا، أظن أنك ستريد أن تلتقي بها، فهي جدتك التي أتكلم عنها بعد كل شيء"

فتح عينيه بشدة، لقد صدم تماما، لكن عند ذكر الأمر، لقد قال الكبير أن جده مات لكنه لم يذكر أي شيء عن جدته. ظهر القليل من العرق البارد على وجه باسل، هل يوجد في هذا العالم شخص آخر لديه صلة دم معه غير أمه؟ هذا السؤال كان يحيره دائما، لكنه تخلى عن هذه الفكرة منذ زمن طويل، لذا الآن عندما عرف بتواجد هذا الشخص، لم يعرف أي تعبير عليه أن يصنع

ذهب لاحقا بأنمار ليتكلم معها

بقي الكبير و الأم و الابنة حائرين في مكانهم، مع أنهم فرحين كما قال باسل بإيجاد نسل ابنهم و نسل عشيرة النار القرمزية، لم يستطيعوا أن يظهروا فرحتهم على وجههم بسبب حزنهم

تذكر الكبير شيئا ما فقال للأم "هممم؟ انتظري، أيمكن أن اسم أنمار أتى من..."

في هذه الأثناء كان الجنرال منصف يتدرب في غرفة الانعزال مع التاجر ناصر، هذا الأخير قد اخترق للمستوى الثاني، و يبدو أنه يريد أن يشارك في الانقلاب، مما جعله يتحمس كثيرا و أراد أن يصبح أقوى سريعا، فطلب من الجنرال منصف مرافقته في التدريب

من جهة أخرى نمت القوة التي أنشأها باسل كثيرا عما كانت عليه، بما أنه أرشد القادة، و هؤلاء الأواخر أرشدوا البقية ثم اختاروا مئات الجنود و قاموا بتدريبهم كما فعل معهم باسل

(في البلاط الإمبراطوري)

كان الإمبراطور يتكلم مع شخص ما

"يا ابني الثاني، سمعت أنك لم تستطع إقناع كريمزون أكاغي ليعفو عن أخيك الأكبر"

"نعم" أجاب الأمير الثاني باحترام

قال الإمبراطور بصوت فخور و هادئ "أنا أعلم أنكما لستما من بطن واحدة، لكن دمي يسري في عروقكما أنتما الاثنين، لا أريد أن أرى أي صراع بينكما"

قال الأمير الثاني باحترام "أنا أعلم يا سيادة الإمبراطور، و لا تقلق بشأن هذا، فبما أن الأمير الأول قد دخل السجن المركزي، فلا أظن أنني قادر على التخاصم معه حتى"

حدق الإمبراطور في ابنه الثاني ثم قال "أنت كنت المرشح الثاني للعرش، لكن بعد أن دخل ابني الأول للسجن، أصبحت المرشح الأول، و لا يوجد مرشح قد يتغلب عليك، ما شعورك الآن و السلطة أمام عينيك؟ أنا لم يتبقى لي الكثير، الكل يعرف هذا، فحتى أخوك كان ينتظرني أدفن ليعتلي العرش، هل أنت أيضا مثله؟ كل ما تفكر به هو العرش و السلطة؟"

"أنا.." تردد الامير الثاني

أكمل الإمبراطور "أمم، يبدو أنني كبرت في العمر حقا، أن أسأل مثل هذه الأسئلة، حسنا، هذا لا يهمني، لكن سأقول لك شيئا، عائلة كريمزون لن تبقى ساكنة دائما، في جيل والدي تم الانقلاب، لكن أبي بنفسه مات في هذا الانقلاب فاعتليت العرش، حكمت لمدة خمسين سنة و لم تقم عائلة كريمزون بأي شيء ضدي، ذلك اليوم شاهدت الغضب الذي كان مرسوما على وجه كريمزون أكاغي، قمت بالموافقة على تلك المعاهدة لأنني ظننت أنها ستكون مفيدة لنا، فبذلك الغضب ظننت أنه لن يتحمل و سوف يقوم بمس فرد منا، و بهذا ستكون لدي العلة لأبيد عائلته كاملة، لكن انظر، خمسين سنة كلها كانت في حالة سكون، ما رأيك في هذا؟"

عبس الأمير الثاني و قال "هدوء ما قبل العاصفة"

ابتسم الإمبراطور و قال "هذا صحيح، قد يحدث انقلاب في جيلك يا ابني الثاني بعد أن تعتلي العرش، و لهذا أحذرك، أي تحرك بسيط رأيته في عائلة كريمزون حاول عرقلته بكل ما تملك، و بالطبع 'أي تحرك' يشمل حتى التجارة"

تعجب الأمير الثاني ليكمل الإمبراطور "فلتجمع جميع العائلات التي تحت إمرتنا و تحدث معهم، 'عائلة كريمزون قد تمادت في أفعالها و يجب أن نأخذ حقنا' سيكون هذا عنوانا جيدا"

عبس الأمير الثاني، هو أراد حل الأمور بسلمية أكبر لكن أبوه لا يوافقه الرأي، لم يكن بإمكانه عصيان أمر الإمبراطور فأجاب بالموافقة

غادر الأمير الثاني ليتكلم الإمبراطور مع شخص من أربعة كانوا في الجانب "أخي الصغير، فلتراقب ابني الثاني، و احرص على قيامه بما أمرته به، ذلك الفتى لديه حس بالعدالة أكثر مما يجب، عائلة غرين لا يجب أن ينتهي حكمها الآن، لم نحكم سوى خمسين سنة، مقارنة مع الإذلال لآلاف السنين فالحكم لخمسين سنة لا شيء. يجب أن تباد عائلة كريمزون في أسرع وقت"

أماء الأخ الأصغر للإمبراطور الذي كان يرتدي درعا فضيا، ثم تبع الأمير الثاني

أكمل الإمبراطور كلامه مع الثلاثة الآخرين في القاعة "عائلة كريمزون لم تقم بأي تحرك مما جعل إيجاد سبب لإبادتها صعبا، لكن، سوف نستغل هذا الوضع الحالي جيدا، سنضع عائلة كريمزون في موضع لن يمكنها الإفلات منه بسهولة، و سيبقى الخيار الوحيد أمام جميع العائلات الاتفاق على إبادة عائلة كريمزون"

أكمل الإمبراطور "أبلغوا العائلات الكبرى الخمس الأخرى بهذا الأمر، يجب أن يفرضوا رأيهم غدا في الاجتماع الي سيقام و يحاولوا تشويه سمعة عائلة كريمزون قدر المستطاع"

"أخبروا بقية الأمراء و الأميرات أن يجتمعوا، قد يكون وقت نهاية عائلة كريمزون قريبا و أخيرا، يجب أن تحضر عائلتي كلها على لحظة تخلصها من عدو آلاف السنين، و تحقيق أمنية أجدادنا و أسلافنا"

"عائلة غرين رعت مؤسس عائلة كريمزون و زوّجته ابنتهم عندما كان يهدف للقمة، لكنه خان ثقتهم و تزوج من امرأتين أخريين من عائلتين نبيلتين كانتا في ذلك الوقت معروفتان بأقوى عائلتين في الإمبراطورية التي كانت عبارة عن ممالك، تزوج ابنة كل واحدة من المملكتين و بهذا كان قد وحد أقوى مملكتين و صار ملكا عليهما، و عندما فعل نسانا نحن من أعطيناه هذه الفرصة من الأول و تخلى عنا بكل بساطة، لم يلد من زوجته من عائلة غرين أبدا و ولد فقط من الزوجتين الأخريين، هذا كان دليلا على أنه أراد فقط استغلال عائلتنا و لم تكن لديه النية أبدا في الاستمرار بالارتباط معنا"

"أجدادنا عرفوا هذا و قطعوا صلتهم معه، و كيدوا ما كيدوا، حتى قبل خمسين عاما جاء وقت الانتقام، و قد تحققت الرغبة المنتظرة"

"لن أسمح بفقدان السلطة من يدنا أبدا، إنها حقنا، نحن من كان السبب في أن كريمزون باسل كان قادرا على أن يصبح إمبراطورا، إننا فقط أخذنا ما أقرضناه، ليس هناك أي شخص يمكنه الاعتراض على هذا، و لو فعل سيموت فقط"

"و لإنهاء هذه الأحقاد المستمرة يجب أن يفنى أحد الطرفين نهائيا، و بالطبع لن أرضى بأن يكون طرفي، بل ستكون عائلة كريمزون هي التي ستمحى من الوجود"

انحنى الثلاثة و قالوا "معك حق أيها العم، لا، أيها الإمبراطور"

في الغد قامت عائلة غرين بإقامة اجتماع كبير استدعي فيه الكثير من العائلات الصغيرة و ليس فقط العائلات الكبرى، كل من كانت عائلة غرين لها سلطة عليه أتى

تم الاتفاق في هذا الاجتماع على إبادة عائلة كريمزون إن لم ترد أن تعطي طريقة الصنع، فإن استمرت على هذا الحال ستضعف قوة العائلات كثيرا، و بالتالي ستتشتت القوى و لن تبقى موحدة، يجب أن يمنعوا هذا من الحدوث

و بهذه العلة خرجوا بقرار الإبادة

(في قصر عائلة كريمزون)

هدأ باسل و أنمار حاليا، البارحة عرفا أصلهما المخفي مما جعلهما مشوشين قليلا، لكنهما قررا نسيان الموضوع للآن، تكلم باسل "سنترك هذا الموضوع لوقت لاحق، عندما ننوي العودة للقرية سنصطحب معنا الكبير و الزوجة و الابنة و الجدة، و سنجعل أُمَّينا تواجهانهم، نحن يجب علينا التركيز في شغلنا الآن. يبدو أن عائلة غرين قامت بتحرك غريب، جميع الأمراء و الأميرات قد اجتمعوا و قاموا باجتماع يضم كل العائلات التي تخضع لإمرتهم، لكن هذا جيد، فبدل البحث عن كل أمير و أميرة كل على حدة، سوف يكون من الجيد لو اجتمعوا مرة واحدة في مكان واحد"

خرجت نية قتل من باسل ثم قال "لأنها ستكون إبادة جماعية"

من تأليف Yukio HTM

أتمنى أن يعجبكم الفصل، و أرجوا الإشارة لأي أخطاء إملائية أو تركيبية

و إلى اللقاء في الفصل القادم

2017/08/07 · 1,292 مشاهدة · 1205 كلمة
yukio
نادي الروايات - 2024