54 - بداية سقوط العائلة الإمبراطورية

54 - بداية سقوط العائلة الإمبراطورية

"جرف الظلام الملتهم"

صرخ الرئيس كورو بهذه الجملة، فانفجرت الأرض و انهارت من تحت الأمير الثاني، لكن هذا الانهيار لم يكن كالخاص بسحر الأرض، فهذا الانهيار كان بسبب قوة عنصر الظلام الذي انتشر من تحت الأرض، و كان تآكله هذه المرة لا يقارن مع تلك الشفرات السوداء

و في لحظة أصبحت الأرض من تحته كالظلام الدامس، عنصر الظلام الخاص بالرئيس 'هي' هذه المرة توغل من تحت الأرض و التهم كل شيء في طريقه نحو الأمير الثاني

هذا الظلام كان ببساطة كـ'الموت الأسود'، لو لمسه فسوف يموت لا محالة من سرعة التآكل، تقنية من هذا المستوى، من المستوى السابع، لو أنها لمست درعه الذي هو من المستوى السادس فلن يتحمل كثيرا حتى يتحطم، لا، حتى يختفي، لذا أسرع الأمير الثاني في قراءته للوضع، و قرر أنه لا مجال للهرب، و يجب عليه الدفاع بكل ما لديه

"هذا الارتفاع السريع في قوته، لابد من أنه أيضا حصل على ذلك الكنز النادر مثل الخاص بعائلتنا، اللعنة سيكون هذا شاقا، ظننت أن لدي الأفضلية بما أنني لدي هذه المطرقة، لكن يبدو أنني كنت مخطئا، حسنا، هذا لا يهم، مما أرى، فهو قد وصل للقسم المتوسط من المستوى السابع، لا زالت لدي الأفضلية على ما أعتقد" كان الأمير الثاني يفكر في سبب ازدياد قوة الرئيس كورو المفاجئ

صرخ الأمير الثاني "البناء السريع"

و ضرب بالمطرقة على الأرض في آخر لحظة قبل وصول الظلام إليه، و إذا بالأرض تتمدد و تصلح بشكل غريب، كما لو أن الزمن يرجع للوراء إلى ما قبل أن تتآكل هذه الأرض، لكن ذلك ليس ما يحدث في الحقيقة، فالأرض التي اختفت بفعل عنصر الظلام لا يمكنها أن تعود، لذا قرر الأمير الثاني أن يعيد بناء هذه الأرض فقط، و هذا البناء كان سريعا جدا، لذا بدا الأمر كما لو أن الأرض التي اختفت تعود من جديد

بنيت الأرض من جديد و عاد كل شيء إلى ما كان عليه قبل تنفيذ تقنية 'جرف الظلام الملتهم'

لكن الأمير الثاني يعرف أن هذا مؤقت فقط، فعنصر الظلام لن يختفي حتى و لو أعاد بناء الأرض من جديد، لأن عنصر الظلام سيبدأ في الالتهام من جديد فقط، لكن هو قام بهذا الأمر و لديه كل العلم بهذا، فهو اختار القيام بهذه التقنية مع أنها تحتاج للكثير من الطاقة السحرية، لكن أيضا المطرقة توفر عليه الكثير من العناء، فمن دونها لم يكن ليستطيع تنفيذ مثل هذه التقنية من الأول، لذا فسوف تمنحه هذه التقنية الوقت الكافي لشن هجوم مضاد

و هذا ما حدث، بعد أن قام الأمير الثاني باستخدام تقنية 'البناء السريع' سارع في اتجاه الرئيس كورو و عندما وصل إليه لوح بمطرقته في اتجاهه

ضربت المطرقة الرئيس كورو، أو هذا ما اعتقده الأمير الثاني، لأن الرئيس كورو قد توقع هجومه و صده بسحر الظلام، كان هذا الأخير متكون حول يد الرئيس كورو التي يوقف المطرقة، لكن هذه الأخيرة لم تتأثر بقوة عنصر الظلام، لذا استغرب الرئيس كورو من هذا الأمر، فقفز للوراء ثم شحذ طاقته السحرية من جديد و ضرب بسيفه على الأرض، و إذا بالتآكل يسرع من وتيرته السابقة و يخرج هذه المرة من الأرض بشكل سريع جدا و استهدف الأمير الثاني

الأمير الثاني سارع بالقفز للسماء، لكن الظلام الدامس تبعه من دون توقف حتى لحقه، و عندها وصل لدرعه السحري، ثم بدأ هذا الأخير يتآكل، حتى لو لم يكن التآكل سريعا بسبب مقاومة الدرع السحري، فسوف يتآكل هذا الأخير حتى النهاية في الأخير، و يصل التآكل عندها لجسم الأمير الثاني، و سوف سيموت بلا شك

سارع الأمير الثاني في إزالة الدرع بينما لا يزال بالسماء، و بمجرد ما أن فعل، لم يترك الرئيس كورو هذه الفرصة تضيع منه و سارع في اتجاه الأمير الثاني، كان يجري فوق الظلام الدامس، لكن هذا الأخير كان لا يؤثر به، لأن عنصره الخاص به لا يؤثر به، و هذا الظلام الدامس كان كموطئ بالنسبة له فقط، و عندما وصل أسفل الأمير الثاني، قال بعدما وجه سيفه نحوه "جرف يصبح سيف، و السيف يلتهم ليخترق" ثم أكمل بصوت مرتفع "سيف الظلام"

تجمع الظلام الدامس من حوله و بقي الظلام تحت قدميه فقط ليقف عليه، هذا الظلام الذي تجمع من حوله، حدث له مثلما حدث سابقا عندما أراد تنفيذ تقنية 'الشفرات السوداء'

تجمع عندها البخار الأسود الذي هو عنصر الظلام و الذي كان يدور حوله بالسيف و انطلق على شكل شفرات سوداء، لكن هذه المرة كمية عنصر الظلام مختلفة بالكامل، و المرعب في الأمر، هو أن أي شيء يمر عليه عنصر الظلام و يلتهمه يصبح جزءا من عنصر الظلام، أي أن هذا الأخير تزداد كميته كلما التهم

و لهذا قام الرئيس كورو بخدعة كبيرة، عندما استخدم الأمير الثاني تقنية 'البناء السريع'، لم يترك عنصر الظلام يلتهم في اتجاه الأمير الثاني، لكنه بدل ذلك وجهه طريق التهامه نحو الأسفل، و عندما هاجمه الأمير الثاني و دافع عنه ثم تراجع للوراء و ضرب بسيفه على الأرض مرة أخرى، عندها قام بتغيير وجهة الظلام من جديد نحو الأعلى، فظهر كما لو أن الأمر كما حدث في المرة الأولى عندما استخدم تقنية 'جرف الظلام الملتهم'

لكن، الحقيقة هي أن عنصر الظلام توغل كثيرا في أعماق الأرض و التهم كل المعادن و كل شيء في طريقه ثم ارتفع للأعلى من جديد

و الآن أصبحت كميته لا تصدق، اجتمع عنصر الظلام حول سيف الرئيس كورو و عندما صرخ بـ'سيف الظلام'

توجه كل عنصر الظلام الذي تجمع مرة واحدة عبر السيف نحو الأمير الثاني. هذا الأخير قام بسرعة بتلويح مطرقته بكل قوته، وجه كل ما تبقى من طاقته السحرية نحو المطرقة و لوح مستخدما كل قوته البدنية

عرف عندما رأى عنصر الظلام الهائل يتجمع حول سيف الرئيس كورو أنه إن لم يسرع و يدافع بكل ما لديه سيموت لا محالة، لذا قرر إخراج كل ما لديه

لكن الأمير الثاني ليس غبيا، لن يدافع فقط و يقف ليتفرج بعدها، أثناء تلويحه تحكم عن بعد في الأرض من تحت الرئيس كورو

هذه التقنية لن يستخدمها إلا من وصل إلى المستوى السابع، لكنه استطاع القيام بها بفضل تلك المطرقة

عندما قام الرئيس كورو بالهجوم، صعد من باطن الأرض عدة أنياب، كانت آتية من الأعماق بسرعة كبيرة، لكن الرئيس 'هي' لم يترك أيضا نفسه بلا دفاع

الظلام الدامس الذي كان من تحت رجليه تمدد و انتشر في اتجاه الأنياب الحجرية الصاعدة، لذا أصبحت معركة قوة و طاقة سحرية و سرعة، إذا من الأسرع؟ هل هو التآكل الخاص بعنصر الظلام؟ أم إنتاج الأنياب المستمر الذي يتوجه نحو الأعلى؟

لذا استمر عنصر الظلام في تآكله و استمر عنصر الأرض في الإنتاج، لكن ليس هذا ما سيحدد الفائز بالمعركة، لأن الرئيس كورو قام بالتركيز أكثر على الهجوم، من نجح في دحض الآخر سوف يكون الفائز، إن نجح هجوم الرئيس كورو فسوف يُلغى هجوم الأمير الثاني من الأسفل و يكون هو الرابح، و من جهة أخرى، إن استطاع الأمير الثاني إيقاف هجمة الرئيس كورو فسوف يكون بمقدوره التركيز على هجومه من الأسفل، و جعل الإنتاج يفوق سرعة التآكل و يهزم الرئيس كورو

لكن وا أسفاه، لم يسري الأمر كما أراد الأمير الثاني، عندما لوح بالمطرقة، قام بضرب سيف الظلام الذي يستهدفه، و بقي على ذلك الحال لقليل من الوقت يصارع قوة سيف الظلام، استمر في توجيه طاقته السحرية نحو المطرقة

عنصر الظلام الهائل لم يتوقف و بدل ذلك بدأت آثاره تظهر، المطرقة بدأت تتآكل، و بمجرد أن حدث هذا، فقد الأمير الثاني السيطرة على و التحكم في سحره للحظة

استغل الرئيس كورو هذه اللحظة و وجه عنصر الظلام عبر الثغرات

*فسسسسس*

اخترق سيف الظلام الأمير الثاني في نقطة واحدة، هذه الأخيرة كانت قلبه، لذا صُنِع ثقبا في مكان قلب الأمير الثاني الذي سقط من السماء

كان سيف الظلام يعتمد على جعل قوة التآكل كلها تتوجه نحو نقطة واحدة، لذا بتركيز كامل قوته في نقطة واحدة، اخترق قلب الأمير الثاني في لحظة

"لقد هُزم الأمير الثاني"

صرخ الرئيس 'كورو هي' بهذه الجملة ليرفع من معنويات جيش الانقلاب، و تدمير معنويات جيش العدو

و هذا ما حدث، صرخ جنود جيش الانقلاب بقوة " هوااااااااااه "

ثم انطلقوا بسرعة مع ارتفاع معنوياتهم و أبادوا سحرة المستوى الثالث الخاصين بالعدو، و سحرة المستوى الرابع الذين كانوا يواجهون معهم معضلة خفيفة، لم تعد هناك أي مشكلة لهم، فبسبب ارتفاع معنوياتهم، و انخفاض معنويات العدو، حتى سحرة المستوى الرابع أبيدوا عن بكرة أبيهم

و الآن لم يتبقى سوى حوالي 3 آلاف من سحرة المستوى الخامس، لذا انقض جيش الانقلاب الذي صار عدده حولي الـ45 ألف على الـ3 آلاف الباقية و أبادوهم أيضا

و بهذا انتهت المعركة ضد الأمير الثاني و جيشه

ظهر الكبير أكاغي بينما يقول "للأسف، الأمير الثاني الذي كان الوحيد المستقيم في العائلة كان هو الأول من قتل، يا لها من مسخرة"

تنهد الكبير أكاغي فظهر الجنرال رعد و الرئيسة موراساكي، ثم الرئيس تشارلي بجانبه

قال الرئيس تشارلي "لا تتحسر على موته، لقد أعطيته فرصة، و لم يعرف كيف يستغلها"

قال الجنرال رعد "لقد كنت قد وعدتني بمحاولة الكلام أولا، و هذا ما فعلت، لكن الأمر لم ينجح، فلا خيار آخر غير القتال، قد يكون هذا غريبا مني أن أقوله الآن بعد كل هذا الوقت، لكن بما أن الأمير الثاني الذي كان مستقيما لم يستمع لك، فلا أظن أن الآخرين سوف يعطون لك وجها"

حدقت الرئيسة موراساكي في جثة الأمير الثاني، و مرة أخرى تنفست الصعداء لأنها انضمت لعائلة كريمزون، فلقد اختارت الجانب الصحيح، كما فعل والدها قبل 50 سنة

تكلم الكبير أكاغي سائلا "آه، أين حليفنا باسل بالمناسبة؟"

أجاب الرئيس كورو "آه لقد قال أن لديه عمل ما غير مكتمل يجب عليه إكماله و غادر"

استغرب الكبير أكاغي و تذكر كلام الجنرال منصف

(لقد ناداني السيد الصغير باسل، أنا ذاهب للجانب الجنوبي الغربي)

في الجانب الجنوبي الغربي للقصر، حيث يوجد بقية الأمراء و الأميرات، يترأسون جيشا مقداره 80 ألفا، لكن هذا العدد قد انخفض للثلثين، حسنا هذا ليس غريبا كفاية بما أننا رأينا قوة جيش الانقلاب

لكن السؤال الذي يجب أن يطرح هو 'من هزم ثلثا كاملا من جيش الأمراء و الأميرات إن كان جيش الانقلاب كله متمركز في الجانب الشمالي؟'

لم يكن أحدا آخر غير أولئك الأشخاص الأربعة

نعم أربعة فقط هزموا الآلاف

لقد كانوا 'الجنرال منصف، التاجر ناصر، باسل و أنمار'

و الأكثر غرابة في الأمر هو أنه من بين الآلاف الذين هزموهم، يوجد أميران و أميرتان مقتولين بالفعل

و الذي تبقى كان ثلاث أميرات يحاولن الصمود، مع أن واحدة منهن كانت قريبة من الموت

و كل هذا بسبب واحد من أولئك الأربعة، ذلك الشخص الذي كان الكابوس الأكبر بالنسبة لها

من تأليف Yukio HTM

أتمنى أن يعجبكم الفصل، و أرجو الإشارة لأي أخطاء إملائية أو نحوية

و إلى اللقاء في الفصل القادم

2017/08/15 · 1,283 مشاهدة · 1654 كلمة
yukio
نادي الروايات - 2024