55 - وحش و غبي و متغطرس

55 – وحش و غبي و متغطرس

(نعم، أنا متجه نحو الجانب الجنوبي الغربي، فلتلحقني) تكلم باسل عبر خاتم التخاطر بينما أنمار ترافقه

أجاب الشخص من الطرف الآخر (آه حسنا، سأبلغ الأمر لأب زوجتي و ألحقك)

عند مغادرة باسل لساحة قتال الرئيس كورو و الأمير الثاني، اتجه نحو الجانب الجنوبي الغربي، و في هذه الأثناء، كان الكبير أكاغي، الجنرال منصف، الرئيس تشارلي، الجنرال رعد، الرئيسة موراساكي، و التاجر ناصر يتقدمون ببطء نحو ساحة القتال

تكلم الجنرال منصف موجها كلامه للكبير أكاغي "لقد ناداني السيد الصغير باسل، أنا ذاهب للجانب الجنوبي الغربي"

أماء الكبير رأسه بالموافقة

تكلم التاجر ناصر "آه، أيها الجنرال منصف، أريد الذهاب معك"

أجاب الجنرال منصف بالموافقة، فغادر الاثنان متجهان نحو الجانب الجنوبي الغربي، كان بعيدا عن الواجهة الشمالية بأميال بسبب كبر القصر

و في هذه الأثناء كان باسل و أنمار قد اقتربا من وجهتهما

تكلمت أنمار "ستكون تلك الأميرة أيضا في المكان الذي سنذهب إليه؟"

أجاب باسل "أليس هذا هو سبب ذهابنا إلى هناك من الأول؟"

خرجت نية قتل مخيفة جدا من عيني أنمار ثم قالت "و أخيرا أتت فرصتي لمقابلة تلك العاهرة، لو أنك لم توقفني في الشهور الأخيرة لكنت بالفعل قد نلت منها"

تنهد باسل و قال "عندها سنكون قد وقعنا في مشاكل أخرى و قد تتسببين في ضياع الخطة كلها"

عبست أنمار و قالت "حسنا، معك حق" و لم تختفي تلك النظرة القاتلة من على محياها

قال باسل مع نفسه "هل أخيرا سنرى وجهها الحقيقي؟ آخر مرة رأيت حقيقتها كانت قبل حوالي 5 سنين، أنا الذي عشت بالقرب منها لـ10 سنوات كاملة، لم أتخيل أبدا و مطلقا، أن تلك الأنمار اللطيفة التي تتبعني في كل مكان و لا تتركني، تلاحق ظلي بتلك الابتسامة اللطيفة على محياها، ستكون في الحقيقة....، و فوق ذلك بلا خجل تجيبُني دائما على سؤالي بنفس الجواب"

'لماذا؟'

'لأنني أحبك'

"حتى أتى ذلك اليوم الذي تقربت مني فيه تلك الفتاة اليائسة، ذلك اليوم المأساوي الذي كاد أن يكون آخر يوم تعيشه تلك الفتاة اليائسة، ذلك اليوم الذي صدمت فيه أكبر صدمة في حياتي حتى الآن. تلك الأميرة أزعجتني حقا، لذا لست آسفا على مصيرها القادم، لكن، أشفق حقا عليها، لأنها ستواجه ذلك الوحش الذي لم أراه أنا بنفسي سوى مرة واحدة في حياتي، قد لا يكون لدي دور لأقوم به، حسنا يقولون أنه لا يجب عليك التدخل في 'أمور النساء'، مع أن هذا مختلف قليلا، لكنني أظن أن هذا أيضا من أمور النساء التي يجب الابتعاد عنها"

تقدم باسل و أنمار ذات المزاج المعكر نحو الجانب الجنوبي الغربي

(الجانب الجنوبي الغربي)

"تقرير، تقرير"

أتي جندي مسرع ليوصل التقرير الذي يقول "جيش الانقلاب اندفع نحو الواجهة الشمالية كما توقعنا، لكن، و كما لم نتوقع، لم يتفرق الجيش و هاجم الجانب الشمالي بعدده الكلي"

صدم الأمراء و الأميرات الذين كانوا يجلسون على الكراسي باصطفاف، لكن هذه الصدمة لم تكن تحمل معها تعبيرات الخوف، و إنما تعبيرات السرور بدل ذلك

تكلم الأمير الثالث "أخي الكبير كانديد هو الذي يتمركز في الواجهة الشمالية، نحن محظوظون، الآن حتى لو خسر أخانا، فسوف نواجه بقية جيش الانقلاب فقط الذين سيقل عددهم كثيرا بما أنهم سيكونون قد واجهوا 80 ألفا بالفعل من جيش أخي، كيكيكيكي، نحن محظوظون حقا، فلتمت يا أخي كانديد بهناء، سأعتني بالعرش جيدا في محلك"

تكلم الأمير الرابع "لا تقرر الأمر لوحدك، من قال أنك الشخص الذي سيرث العرش إن مات أخي كانديد؟"

"همم" تهجن الامير الثالث و لم يجب

تكلمت الأميرة الرابعة "هذان التوأمان لا يكفان عن التخاصم، يا له من أمر مخز"

تكلم الأمراء و الأميرات فيما بينهم، و كل ما يشغل بالهم هو متى سيموت الأخ الأكبر، و القضاء على بقايا جيش الانقلاب إن أتى لجهتهم، لأنه سيكون عليهم كسب المجد للاقتراب من العرش أكثر

إلا شخص واحد منهم، الأميرة الخامسة شارلوت التي تضرب بقدمهما على الأرض بشكل متواصل، كانت لا تستطيع أن تهدأ أبدا، إنها تفكر في شيء مخالف تماما على عكس الأمراء و الأميرات، فهي تفكر في خطوتها القادمة بوضع احتمال هزيمة أخيها الأكبر كانديد و دخول جيش الانقلاب لقلب القصر، عندها سيكون عليهم الذهاب لاعتراضه، لذا بالتأكيد سيكون ذلك الوحش من بينهم، و بما أنه أتى بحثا عنها في المرة الماضية، فلا يمكن له يفوت فرصته بعد لقائها هذه المرة

كل ما يشغل بالها هو البحث عن طريقة للهرب

و في هذه الأثناء وصل خبر للأمراء و الأميرات سيجعلها أخيرا تسرع من تفكيرها لأقصى درجة في البحث عن طريق للهروب

"تقرير، تقرير" أتى الجندي من السابق مرة أخرى بينما يصرخ باستعجال

تكلم الأمير الثالث بغضب "ما بالك؟ أنت تأتي في كل مرة تصرخ في وجهنا، فلتتحدث بهدوء، إنك في حضرة العائلة الإمبراطورية أيها الجندي الوضيع"

تأسف الجندي و انحنى ثم قال "أنا أعتذر حقا يا سيادة الأمير الثالث، لكن الأمر مستعجل نوعا ما"

أمر الأمير الثالث "كفانا كفانا، هيا أخرج ما تريد قوله بسرعة"

"حاضر" قال الجندي "هناك شخصان يتقدمان نحو مقدمة الجيش، و مما بلغنا، فإنهما من الأعداء، لقد شوهدا يهاجمان مراقبيننا"

"هاه؟" تعجب الامير الثالث و قال "هل تمزح معي أيها الوغد؟"

استغرب الجندي فتفاجأ بنفسه يُركل عبر ذقنه

"هل أتيت و عكرت مزاجي بصراخك لتخبرني أن هناك شخصين قادمين يهاجمان جيشنا؟"

"لا، في الحقي..."

*دووو*

ركلة أخرى لبطن الجندي يتبعها صوت الأمير الثالث المتغطرس "ماذا؟ هل تحاول إعطاء عذر ما؟ أم ماذا؟ تأتي صارخا فقط لتخبرني أن اثنين قادمين؟ هذا لا يهمنا، فبما أنهما اثنان فقط فسوف يموتان قبل بلوغ نصف الطريق، كيكيكي"

"لا، في الحقيقة" عبس الأمير الثالث لأن الجندي تكلم من جديد، لكنه تركه يكمل كلامه "الشخصان اللذان يتقدمان عبارة عن فتى و فتاة"

"ها؟" أخرج الأمير الثالث هذا الصوت لأنه استغرب، و في الحال استل سيفه و

*فسسسسس*

*سقوط*

قطع رأس الجندي ليسقط ثم قال "غبي كفاية ليأتي صارخا معكرا مزاجي، و غبي أكثر لمحاولته إعطاء عذر، و غبي بالكامل لأنه حقا غبي، تأتي لتخبرني أن طفلين يتقدمان نحو الجيش؟ هل هذه مزحة"

صدم الحضور من الجيش و في المقابل لم يفعل الأمراء و الأميرات أي شيء، كانوا معتادين على هذه الأمور، ليس لأنهم يرونها، بل لأنهم يقومون بها، و لم يقوموا بأي تحرك الآن فقط لأن الأمير الثالث قرر التعامل مع هذا الوضع

صرخ الأمير الثالث في وجه الجنود من حوله "اسمعوا أيتها الحثالة، لا يأتي أي شخص ليعكر مزاجي بتقارير غبية، تجعل صاحبها غبيا ميتا كهذا الغبي الذي مات قبل قليل، ما لم يكن التقرير يحمل أخبار هزيمة أخي كانديد أمام أو فوزه على جيش الانقلاب، أو خبر دخول هذا الأخير للقصر، فلا يأتي أي أحد، كي لا يكون غبيا، أنا لا أتحمل الأغبياء، و أنا أقتل من لا أتحمل، لذا خذوا حذركم و طبقوا الأمر جيدا"

عم الصمت بين الحضور

و بعد مرور القليل من الوقت، أتى جندي مسرع "الاثنان من السابق قد قتلا 200 من جنودنا و كلهم كانوا من المستوى الثالث بالفعل، أرج...."

*فسسسس*

*سقوط*

قطع رأسه و سقط كما حدث مع الجندي السابق، تكلم الأمير الثالث "ها هو ذا غبي آخر"

بلع الجميع لعابهم و التفوا ثم سكتوا و لم ينطقوا بكلمة لمدة طويلة

بعد مرور هذه المدة الطويلة أتى جندي آخر مرة أخرى، و عندما انحنى و أراد أن يتكلم قطع رأسه قبل أن ينطق بحرف واحد

و من بعدها لم يأتي أي جندي ليتكلم أبدا، و في هذه الأثناء كانت الأميرة الخامسة تفكر في أمر يجعلها ترتعد بجنون

"لقد قال فتى و فتاة، بالمناسبة ذلك الوحش قيل لي أن هناك فتاة ما ترافقه، هل يمكن أنه هو قد أتى إلى هنا؟ بالحكم على الأخبار التي كانت تأتي، فيبدو أن هذين الفتى و الفتاة يتقدمان بينما يهزمان جنودنا، ماذا لو كان هو حقا؟ هل يجب أن أصطنع عذرا ما و أهرب الآن؟ ماذا أفعل إن التقيت به الآن؟ هاه؟ ماذا أفعل إن التقيت به أقول؟ ها؟ هل أنا مجنونة؟ يجب أن أهرب الآن، موتي مؤكد إن التقيت به"

وقفت الأميرة الخامسة و قالت "أنا سأذهب للتكلم مع أبي في موضوع مهم و أعود"

تكلم الأمير الرابع "هاه؟ أي موضوع؟ لقد أمرنا والدنا بعدم التحرك من مواقعنا و مواجهة العدو عندما يأتي، لا يهم ما يكون عندك، سوف تنتظرين إلى أن تنتهي مهمتنا، عندها أنت حرة بما تفعلين"

"هاه؟" صرخت الأميرة الخامسة بجنون "أنا ليس لدي الوقت لأتناقش معك هنا، أنا ذاهبة"

وقف الأمير الرابع و صرخ "انتظ__*بوووووووووووووووووووووم*

من تأليف Yukio HTM

أتمنى أن يعجبكم الفصل، و أرجو الإشارة لأي أخطاء إملائية أو نحوية

و إلى اللقاء في الفصل القادم

2017/08/16 · 1,308 مشاهدة · 1313 كلمة
yukio
نادي الروايات - 2024