56 – لقد وصل الوحش

* بوووووووووووووووووووووم*

انفجار مفاجئ قريب جدا من الأمراء و الأميرات جعلهم يقفون في مكانهم، أما الأميرة الخامسة، فتحت عينيها على مصراعيهما و فشلت ركبتيها، ذلك الشخص الذي ظهر من بين الغبار لم يكن أي أحد آخر غير الوحش الذي كانت تخشى قدومه

و الآن، ما المعمول؟ ذلك الوحش قد أتى، هل تستغل فرصة التوتر الموجود حاليا و تهرب؟ نعم هذا هو الحل الأمثل حاليا

و بهذا قررت الأميرة الخامسة غرين شارلوت الوقوف بسرعة و تجميع شجاعتها و من ثم الهرب بأقصى سرعة لديها، لأنه بمجرد ما أن يراها ذلك الوحش، فستكون النهاية بالنسبة لها

فعلت كما قررت و بسرعة أخذت الاتجاه نحو قلب القصر، لكن لسوء حظها كانت هناك أعين تراقبها

تكلم الأمير الرابع "لقد قلت لك انتظري يا شارلوت"

جري ثم لحقها و وقف في طريقها ثم قال "يبدو أنك تحاولين الهرب كما اعتقدت، لقد كنت تتصرفين بغرابة طوال الوقت، لكن لسوء حظك، عيني لم تترك مراقبتك منذ أن كنا في القصر"

"اللعنة" صرخت الأميرة الخامسة "ابتعد عن طريقي أيها الحثالة، أنا لا أهتم بثرثرتك، إنه قادم، ابتعد، يجب أن أذهب بسرعة قبل أن يلاحظني، فإن فعل ستكون النهاية، ابتعد"

ضربته بيدها على جنبه لتزيحه عن الطريق ثم أرادت أن تسرع مرة أخرى، لكن الأمير الرابع كان ملحا فأمسك بيدها مرة أخرى

"أنا لا أعرف لماذا تريدين الهرب لهذه الدرجة، لكن طالما أبانا أمر بقتل من يحاول الهرب، فسيكون مصيرك الموت هنا و الآن، ما الذي ستفعلينه؟"

"ها؟" صرخت الأميرة الخامسة و أجابت "اللعنة، أتركني أيها الوغد، أنا ليس لدي الوقت لتفاهتك، تهديدك لا يساوي شيئا أمام ذلك الوحش القادم"

استغرب الأمير الرابع "الوحش القادم؟ أي وحش تتكلمين عنه؟ ألم يقولوا أنهما فتى و فتاة فقط؟"

ضربت الأميرة الخامسة يد أخيها الأكبر ثم سارعت في الهروب

الأمير الرابع قال بعينين باردتين "لم تتركي خيارا آخر، أمر الوالد لا يُخالف" استل سيفه و انطلق مستهدفا عنق الأميرة الخامسة

*فسسسسسس*

ظل يزحف يحمل معه صوت *قطع*

*سقوط*

سقط رأس شخص ما، لكن، الرأس الذي سقط لم يكن يعود للأميرة الخامسة التي كانت مستهدفة، و إنما رأس الشخص الذي كان يستهدفها، لقد كان رأس الأمير الرابع

و بجانب هذا الرأس يقف فتى بشعر قرمزي يلتهب و عينين حمراوين بحمرة الدم، وجهه عليه ذلك السائل الأحمر الذي يخرج من الإنسان عندما يجرح، و يحمل سيفا أبيضا معه تلونت أجزاؤه بالأحمر في اليد اليمنى، و في اليد اليسرى كان يحمل مكعب التخزين الخاص بالأمير الرابع الذي قتل

عندما رأت الأميرة الخامسة هذا المخلوق القرمزي، بللت نفسها، ببساطة تامة، بصورة واضحة، و بفكرة واحدة، عرفت مصيرها القادم بعد قليل، و كل ما شغل عقلها في هذه الأثناء هو كلمة واحدة

"الموت"

لقد أتى الوحش أخيرا، ذلك الغبي الذي أخرها قد مات بكل تلك البساطة، لقد كان ساحرا في المستوى الثاني، مثلها تماما، لذا عندما رأت الوحش القرمزي أمامها، عرفت أن مصيرها كمصير الذي سبقها

تكلم الوحش القرمزي "لقد التقينا أيتها العاهرة، هل استمتعتِ بالأيام الماضية الهانئة؟"

كل كلمة كان يقولها ذلك الوحش كانت تتوغل لجسمها، لقد بللت نفسها بالفعل، و الآن سقطت في مكانها بسبب فشل رجليها في حملها، و فرغت عينيها من الإرادة في الحياة

قال الوحش القرمزي مرة أخرى "أمم، لقد كنت أتوقع أنك سوف تهربين بجنون لكنك بشكل مفاجئ ثابتة في مكانك"

اقترب الوحش القرمزي ثم قال "آه، ليس أنك لم تهربي، لكنك لم تعودي قادرة حتى على الوقوف"

حدق الوحش القرمزي في بولها و اشمأز منها "همم، لقد كنت أتوقع رؤية بعض المقاومة منك، لكن يبدو أنك ستكونين كوجبة خفيفة فقط للوحش"

كانت ردة فعل الأميرة الخامسة عبارة عن الغرق في اليأس التام، لكن على عكسها الأمراء و الأميرات لا يعرفون من هذا الوحش القرمزي، لذا لم يصدموا مثل الأميرة الخامسة، لكنهم لم يصدقوا أن فتى مثل هذا قد قتل أخاهم

صرخ الأمير الثالث بينما يتقدم بسرعة مستلا سيفه في اتجاه الوحش القرمزي "أيها الوغد، لقد قتلت شخصا من العائلة الإمبراطورية، هل تعرف ما معنى هذا؟ سوف أقتلك"

حدق الوحش القرمزي بهدوء في اتجاه الأمير الثالث، ثم غير اتجاه نظره للأميرة الخامسة مهملا و متجاهلا الأمير الثالث. هذا الأخير أحس بالإهانة كثيرا فتقدم بسرعة مندفعا نحو 'الغبي' الذي تجرأ على تجاهله

و عندما اقترب قليلا صرخ "كرات الضوء الحارقة"

رافق صراخه تلويحه بالسيف، فتوهج هذا الأخير و خرجت منه كرات ضوء صغيرة جدا، لكنها كانت كثيرة جدا

"هاهاها" ضحك الأمير الثالث و قال "فلتتذوق تقنيتي التي طورتها، أنا لدي تحكم جيد في السحر، لذا أنا قادر على صنع مثل هذا العدد من الكرات الصغيرة و التحكم بكل واحدة منها على حدة، أنت ميت أيها الوغد، أنا لا أهتم لقتلك ذلك التوأم الغبي، بالأحرى، أنا أشكرك لأنك أنقصت منافسا علي، لكني للأسف لا أتحمل الأغبياء، و أنا أقتل من لا أتحمل، لذا فلتمت"

نظر الوحش القرمزي مرة أخرى في جهة الأمير الثالث، هذا الأخير كان يضحك بينما يوجه كرات الضوء الحارقة نحو العدو، لكن هذا الأخير اختفى فجأة من أمام ناظريه

حرك الأمير الثالث رأسه يمينا و شمالا بحثا عن العدو لكنه لم يجده، ثم عندها سمع صوتا يهمس من وراءه، و عندما التف

*بوووووف* *اختراق*

بمجرد ما أن التف الأمير الثالث للخلف حتى وجد يدا مخترقة قلبه بينما صاحبها يقول "يا لها من مصادفة، لم أتوقع أن يكون حثالة مثلك لديه نفس رأيي، أنا أيضا لا أتحمل الأغبياء، و أقوم بقتل من لا أتحمل، و بالخصوص الحثالة الغبية مثلك"

في هذه الأثناء عندما كان الوحش القرمزي يتكلم كان الأمير الثالث قد مات بالفعل، لقد اخترق قلبه تماما

أخذ باسل مكعب التخزين الذي سقط منه

شحبت الأميرات الأربع، في غضون دقائق قليلة مات أخويهن بكل بساطة، لم يحتج العدو ليزعج نفسه بأكثر من ضربة. هذا الأمر جعلهن أخيرا يتفهمن سبب خوف و رعب أختهن شارلوت كل هذه المدة

"أيها الجنووووووود" صرخت الأميرة الثالثة بجنون ثم قالت "ماذا تفعلون أيها اللعناء، أميرين قد ماتا بالفعل و أنتم تتفرجون؟ فلتهجموا على ذلك الوغد بسرعة"

لكن بغرابة لم يستجب أي أحد لطلبها، كان الجنود كما لو أنهم يهلوسون، كانوا يحومون في مكانهم بغرابة، و من بينهم بدأت صورة شخص ما تنجلي ببطء

شاهدت الأميرة الثالثة الشخص الذي يتقدم نحوها ببطء، لقد مر من وسط الجنود بكل أريحية، لقد كان هذا غريبا جدا

اقترب منها هذا الشخص الذي تفاجأت أنه كان عبارة عن هذه الحسناء الفاتنة التي وصلت و وقفت أمامها

"أين هي الأميرة الخامسة غرين شارلوت؟" تكلمت الحسناء

نزل العرق البارد من على وجه الأميرة الثالثة و لم تعرف لماذا، لكنها كان لها فخر بنفسها فصرخت "لم علي إخبارك؟"

"إذا لم تخبريني فأنت أنت غير مهمة" قالت الحسناء هذا الكلام ثم وجهت يدها على وجه الأميرة الثالثة التي سقطت في مكانها و بقيت عينيها مفتوحتين على مصراعيهما مع اختفاء الضوء منهما

"ما...ذا؟ صدمت الأميرات الثلاث فنهضت الأميرة الرابعة بسرعة بينما تصرخ "أيتها المنحطة، ماذا فعلتي بأخ....؟"

"أين هي الأميرة الخامسة غرين شارلوت؟" تكلمت الحسناء

"كما لو أنني سأجيبك أيتها المنحطة، أجيبيني، ماذا فعلت بأختي؟" صرخت الأميرة الرابعة

تكلم الوحش القرمزي من قبل "أنمار، إن تلك العاهرة هناك" أشار بيده لمكان تواجد الأميرة الخامسة

نظرت أنمار بعينيها الفارغتين في اتجاه الأميرة الرابعة التي بدأت تشحذ سحرها محاولة الهجوم، كانت عيني أنمار تحملان نية قتل غير طبيعية، كيف لفتاة في هذا العمر أن يكون لديها نية قتل مثل هذه؟ كانت كما لو أنها قد مرت بالجحيم، و قاتلت في معارك غير محدودة، نية القتل التي تخرج من عينيها تجعل الشخص يرتعد و يرتعب فقط لا غير

تكلمت أنمار "إذا أنت غير مهمة أيضا"

و مرة أخرى بإشارة من يدها جعلت الأميرة الرابعة تسقط في مكانها و حدث لها كأختها، كانت عينيها كما لو أنهما فرغتا من الإرادة في الحياة، البريق المعتاد الموجود في عينيها اختفى تماما

بعدها اتجهت أنمار نحو الأميرة الخامسة التي كانت تنظر للسماء

"يا لها من ليلة قرمزية، هل نهايتي قد حانت، همم، يا لها من حياة قصيرة المدى، تسعة عشر عاما، هاه؟ لقد كانت مدة قصيرة حقا"

بدا على الأميرة الخامسة التخلي عن الحياة تماما، لم تعد تقوى على الوقوف بعد الآن

لكن تلك الحسناء التي ظهرت تقدمت نحوها، ثم عندما وصلت إليها وقفت أمامها

في هذه اللحظة حاولت الأميرتين المتبقيتين التحرك لكن الوحش القرمزي وقف في طريقهما، مما جعلهما يفكران مرتين قبل الإقدام على خطوة أخرى

قالت واحدة منهما سائلة "ماذا حدث لأختينا؟ ماذا فعلت تلك المنحطة؟"

تكلم الوحش القرمزي "آه، إنهما الآن تمران بأسوء كوابيسهما، و سيستمر هذا الأمر حتى يتم تكسير عقلهما، و بالطبع عند حدوث ذلك ستموتان"

لم تستطع الأميرتين القيام بأي شيء سوى التحسر في مكانهما و مشاهدة أختيهما تموتان أمام أعينهما

تكلمت أنمار "إذا أنت هي العاهرة التي كانت تلاحق باسل"

'العاهرة' و 'باسل'، عندما سمعت الأميرة الخامسة هاتين الكلمتين فتحت عينيها على مصراعيهما ثم وقفت بسرعة قائلة "اللعنة، أنا لن أموت هنا، سوف أنجو مهما كلف الأمر"

شحذت طاقتها السحرية و استعدت للقيام بهجمتها

*طاااااااااق*

*صفعة*

صُفِعت الأميرة الخامسة غرين شارلوت من قبل أنمار، لكنها لم تكن صفعة عادية، فلقد كانت تحمل معها قوة بدنية كبيرة جدا، فبسبها، الطاقة السحرية التي كانت تشحذها الأميرة الخامسة خمدت

نظرت غرين شارلوت للشخص الذي قام بصفعها

فتكلمت أنمار "لديك حساب طويل معي علينا تصفيته، سأعملك جيدا معنى عواقب العبث مع رجل يخصني"

من تأليف Yukio HTM

أتمنى أن يعجبكم الفصل، و أرجو الإشارة لأي أخطاء إملائية أو نحوية

و إلى اللقاء في الفصل القادم

2017/08/17 · 1,175 مشاهدة · 1460 كلمة
yukio
نادي الروايات - 2024