57 - شيطان و جحيم

"حساب؟ أي حساب تتكلمي عنه أيتها المنحطة، تقومين بصفعي أنا؟ حثالة من أسفل المجتمع تقوم بصفعي أنا من في قمته؟"

*طاااااااااااق*

*صفعة*

صُفِعت الأميرة الخامسة مرة أخرى من طرف أنمار على وجنتها الأخرى فسقطت على الأرض

تكلمت أنمار "اصمتي أيتها العاهرة، منحطة؟ لقد سمعت بما تقومين به، يبدو أن لك علاقة بالسوق السوداء، تقومين بالتجارب على البشر و تتاجرين بهم، أليس هذا هو الأكثر انحطاطا؟" خرجت نية قتل مخيفة من عيني أنمار لتكمل "لكن، أتعلمين شيئا؟ أنا لست بنبيلة كفاية لأقوم بمحاسبتك على أعمالك هذه، لكني في القابل لست لطيفة و لا ذات قلب منفتح لتركك تفرين بجلدك بعد أن حاولت لمس رجلي"

"سوف أريك الجحيم، سوف أجعلك تمرين بأشنع عذاب، سوف تطلبين العفو لكنك لن تحصلي عليه، سوف تطلبين فرصة أخرى لكنك لن تحصلي عليها، سوف تلعقين أصابع رجلي، سوف تريدين أن تصبحي عبدتي كي أخفف عذابي عنك و لو قليلا، لكن هذا لن يحصل، لن يكون هناك من ينقذك، و كبداية سوف أجعلك تمرين بالجحيم الذي تحدثت عنه"

شحذت أنمار طاقتها السحرية ثم وجهت ذراعها نحو الأميرة الخامسة و قالت "كابوس الحياة الأكبر"

*وووووووووش*

اتجهت طاقتها السحرية و أحاطت بالأميرة الخامسة ثم في الحال، وجدت تلك الأخيرة نفسها في مكان هادئ جدا، كان محاطا بالزهور، الرياح هادئة، يمكنها التنفس بكل أريحية هناك، 'آه، يا لها من سكينة، إنني أتمنى العيش هنا للأبد'

بمجرد ما اعتقدت الأميرة الخامسة بهذا مع نفسها حتى تحولت الأرض الخضراء من تحتها إلى بحر أحمر بالكامل، بينما تقف هي فوق حجر، و من تحتها –من البحر الأحمر- بدأت تظهر عدة أيدي تتعلق برجليها، تصعد شيئا فشيء، حتى ظهر أصحابها، لقد كانوا عبارة عن رجال و نساء و أطفال، أعينهم و أفواههم سوداء، يسحبون الأميرة الخامسة للأسفل بينما يهمسون

"إنها أنتِ" "أنتِ من سلبنا حياتنا" "لقد جعلت ابني يتيما" "أنت من تسبب في آلامنا" "أنت من قام بكل تلك التجارب علينا" "سوف نسحبك معنا" "يجب عليك تجربة ذلك الألم أيضا" "أنا كنت لا زلت في عمر 8 سنوات فقط" "لقد سلبت مني حياتي" "كنت أريد أن أصبح ساحرا عظيما" "إنها أنت" "أنت" "سوف تأتي معنا"

بدأ أولئك الأشخاص يجذبونها للأعماق ببطء بينما الأميرة الخامسة تعاني "لست المخطئة، لست أنا"

تحاول محاولات عقيمة في الانسلال من أيديهم، لكن هذه الأخيرة كانت تلتصق بلحمها، حاولت كثيرا لتزيلها لكن كل محاولاتها باءت بالفشل

"اتركوني، كلٌ بمصير، لأنكم ولدتم من الطبقات السفلى كنتم معرضين لتلك المعاملة، إنه خطأكم، خطأكم لأنكم ولدتم في عائلات منحطة، ابتعدوا عني، إنني من العائلة الإمبراطورية، ابتعدوا أيها الأوغاد"

لكن مهما فعلت لا زالت تغرق في البحر الأحمر، وصل ذلك السائل الأحمر لرجليها، فأحست عندها بالكثير من الأفكار تتوغل لوعيها دفعة واحدة

"يااااااااه" "اتركوني، لا، لا، إنه مؤلم، توقف" "لا للمزيد، سوف أموت، سوف أموت" "لاااااااا"

صرخات كل الأشخاص الذين تمت عليهم التجارب، و الذين تم قتلهم في سبيل أخذ أعضائهم من أجل تجربة ما، و الأشخاص الذين سلب منهم أطفالهم ثم قتلوا

كل صرخات هؤلاء الأشخاص، آلامهم، معاناتهم، كل المشاعر السلبية الخاصة بهم توغلت لوعيها، و في الحال صرخت الأميرة الخامسة بجنون "لاااااااااااااااااا، توقفوا، لااااااااااااااااا، لا تقتربوا مني"

لكن تلك الأفكار لم تتوقف عن التوغل لوعيها، و لا الأيدي عن جرها للأسفل، و استمرت معاناتها بالازدياد فقط، حتى غرقت بالكامل

لا زالت الأفكار السلبية تتوغل لوعيها باستمرار، مع أنها تحت البحر الأحمر، إلى أن معاناتها تزداد فقط، بدأت عندها تطلب الموت بسرعة، لكن الغريب هو أنها لا زالت تغرق للأسفل فقط من دون أن تموت، آلام الموت غرقا لا زالت مستمرة، لا تتوقف أبدا

و في هذه الأثناء أنمار لا زالت واقفة في مكانها لكنها تتحكم في طاقتها، و في المقابل كانت الأميرة الخامسة تتقلب في الأرض و تبدو كما لو أنها تموت، كانت تمسك عنقها و الرغوة تخرج من فمها

لاحظت أنمار أمرا غريبا، فجعلت تقنيتها تتوقف ثم قالت "أنت بدأت تحاولين الموت بالفعل؟ لن أتركك تموتين بهذه السرعة، أولا لقد جربتِ الموت غرقا بينما آلام نفسية تعذبك، أنا لم أكن أعرف عن تلك الآلام، لكني درستها من أجلك فقط، قرأت جميع الكتب التي تتخصص في التعذيب، هناك وجدت التعذيب بالغرق، قررت تجربته في وهمي"

"ألم يكن رائعا؟ لقد جربت أن أتنفس تحت الماء، لذا أصبحت أعرف ما هو شعور الغرق نوعا ما، لذا كل ما كان علي فعله هو تقويته لمئات المرات، و بالطبع بما أنه وهمي الخاص، جعلت الغرق لا يقتل، لكن آلام الغرق ليست نفسها و حسب، لكنها مضاعفة مئات المرات كما قلت، و أضفت إليها قليلا من المتعة، إنها الوقت، ما مر هنا ليس إلا دقيقة واحدة، لكن بالنسبة لك كانت عبارة عن أيام من الغرق المتواصل"

"أمم، لقد أصبح عقلك في حالة متدهورة أكثر مما توقعت، مع أننا بدأنا للتو فقط"

*دووووو*

ركلت أنمار الأميرة الخامسة على بطنها فجعلها هذا تحلق لعدة أمتار

لحقتها أنمار بينما تقول "هيا استيقظي، لا متعة في تعذيبك إن كنت نصف ميتة"

الجميع الذي يشاهد هذا المشهد بقي مصدوما من هذا المشهد أمامه، هل هذا شيطان؟ الغرق بآلام مضاعفة مئات المرات من دون الموت؟

تقدمت أنمار ثم وقفت أمام الاميرة الخامسة، حملتها من عنقها ثم بدأت تصفعها بينما تقول بنفس النظرة الفارغة "هيا، هيا، استيقظي، جحيمك قد بدأ للتو"

"باااااااااام*

"و أخيرا وصلنا، أوووي، أيها السيد الصغير باسل" جاء صوت من بعيد

"أمم؟ أوه، أخيرا أتيت أيها العم منصف، آه و التاجر ناصر أتى أيضا" تكلم باسل مع الشخصين اللذين ظهرا من بين الجنود

"آه، لقد كان شق الطريق إلى هنا صعبا نوعا ما، لكن مع قدرة التاجر ناصر كنا قادرين على اختصار الوقت و الحضور بشكل أسرع" أجاب الجنرال منصف

تكلمت الأميرة الأولى "ما الذي يحدث هنا؟ العم منصف؟ هل يمكن أنه الجنرال منصف؟ كيف يمكن له أن يتواجد هنا؟ هل هُزِم أخي كانديد بالفعل أم ماذا؟"

أكملت الأميرة الثانية "اللعنة، نحن الآن محاصرات تماما، ماذا يجب أن نفعل؟"

نظرتا الأختين إلى أختهما الصغرى التي كانت تتعذب ذهنيا و جسديا من قبل تلك الشيطان، أرادتا أن تفعلا شيء ما، لكن هما بدورهما في موقف لا يحسد عليه

تكلم باسل "أيها الجنرال منصف، كم من الجنود قضيتما عليهم في طريقكما؟"

أجاب الجنرال منصف "آه، حوالي 10000 مع أن غالبهم كانوا من الجنود العاديين، لذا عندما حوصرنا من الجنود السحرة قمنا بالاعتماد على قدرة التاجر ناصر للوصول بسرعة"

قال باسل مع نفسه 10000، هاه، مع الـ15 ألفا التي قضينا عليها أنا و أنمار يصبح العدد 25 ألفا، الثلث تقريبا، لكن كل من قتلناهم نحن كانوا جنودا عاديين و القليل من سحرة المستوى الثاني و الثالث، و عندما اقتربنا صادفنا بعض سحرة المستوى الرابع، لكن أنمار أسقطتهم كلهم في الوهم بسهولة، لذا القوة الرئيسية لا زالت نظيفة، لكن أين هم؟"

في هذه الأثناء كانت الأميرتان تفكران في نفس الشيء "اللعنة، ليس في جهتنا أي ساحر من المستوى الخامس، لدينا القليل من المستوى الرابع فقط، و غالبهم تحت سحر الوهم الخاص بتلك المنحطة، ما نفعل؟ اللعنة"

تكلم باسل "حسنا هذا لا يهم، أيها العم منصف، التاجر ناصر، اقمعا الجنود القادمين مؤقتا ريثما ننتهي من أعمالنا هنا"

أجاب الجنرال منصف و التاجر بالموافقة ليكمل باسل "حسنا، لما لا نكمل إبادتنا لعائلة غرين، لقد بقي أنتما الاثنتين فقط اللتين تتواجدان هنا"

في هذه الأثناء، بدأ وعي الأميرة الخامسة يرجع قليلا، كانت عينيها مفتوحتان طوال الوقت، لذا عندما عاد لها وعيها، لم تفتح عينيها لأنهما كانتا مفتوحتين بالفعل، و في المقابل نظرت بهما للشيطان الذي يحملها

عندها شاهدت ابتسامة و وجها لا يوصف، هنا فكرت الأميرة الخامسة "آه، لقد كنت خائفة من الوحش طوال الوقت، لكن من كان يتوقع أنني سأواجه الشيطان في الحقيقة، يا لي من شخص ذو حظ سيء"

لم تعد الأميرة الخامسة تستطيع التفكير إيجابيا بعد الآن، كل ما تفكر به هو ميعاد مماتها و خلاصها

تكلم الشيطان ذو الابتسامة معها "حسنا فلنكمل"

ارتعدت الاميرة الخامسة بينما تحاول ضرب أنمار، لكن هذه الأخيرة راوغت هجماتها اليائسة بكل بساطة، لقد كانت تقاوم بغرابة كبيرة

"اتركيني، اتركيني أيتها المجنونة، اتركيني أذهب، كل هذا بسبب مجرد فتى واحد، اتركيني أيتها المنحطة المجنونة"

حملقت أنمار في وجهها و قالت "مجرد فتى واحد؟ لست فقط لا زلت تفكرين في رجلي لكنك تحطين من شأنه، كما توقعت، لن أتركك تموتين بسلام أبدا، لا، لن أتركك تموتين أبدا، سوف تتعذبين طوال حياتك، لأنك اقتربت من ذلك الشخص الذي تعتبرينه مجرد فتى واحد"

شحذت أنمار طاقتها من جديد ثم وجهتها نحو الاميرة الخامسة التي كمقاومة أخيرة لها فعلت سحرها هي الأخرى

*بووووم*

"موتي أيتها المجنونة" خرج من الأرض عمودا حجريا و اتجه نحو ظهر أنمار ثم اصطدم به، لكن الغريب في الأمر هو عدم حدوث أي شيء لأنمار

تكلمت أنمار "هل تعتقدين أن عاهرة مثلك قادرة على إحداث أي ضرر لي، أنا ساحرة في المستوى السابع، بنيتي لا يمكنها أن تتأثر من مجرد هجوم من القسم الثاني من المستوى الثاني، فلتعرفي مكانتك أيتها العاهرة"

رمتها أنمار بعيدا و وجهت سحرها نحو الاميرة الخامسة التي يئست تماما، و استعدت للجحيم الثاني، لكن، حتى لو استعدت له، لا يعني أنها قادرة على تحمله، فبالنظر للجحيم الأول، فلابد من أن الثاني سيكون أسوء

من تأليف Yukio HTM

أتمنى أن يعجبكم الفصل، و أرجو الإشارة لأي أخطاء إملائية أو نحوية

و إلى اللقاء في الفصل القادم

2017/08/18 · 1,171 مشاهدة · 1433 كلمة
yukio
نادي الروايات - 2024