67 - ابتسامة

"معك حق" قالها الكبير أكاغي و تنهد، أكمل كلامه "إذا هذه الليلة سيتقرر كل شيء"

تكلم باسل مجيبا "نعم، لقد انتظرنا بالفعل ثلاثة أيام من أجل استعادة الـ40 ألف لطاقتهم، هم قوتنا الرئيسية لذا لا يجب علينا الهجوم بالـ260 ألف التي تشمل فقط سحرة من المستوى الأول للثالث و الجنود العاديين، سوف يموتون بدون فائدة فقط"

"ثلاثة أيام، هاه؟ لقد مرت ثلاثة أيام بهذه السرعة بالفعل، و يبدو أنني لا يمكنني سوى مقارنة هذه الليلة مع تلك الليلة، فقط الأدوار معكوسة، لأنني لست الشخص الذي يفقد و يخسر الكثير هنا" قالها الكبير و توجه نحو القادة الكبار المجتمعين

أما باسل، أخذ الاتجاه المعاكس و ذهب ليلتقي بأنمار و أتباعه، و في طريقه شاهد شي يو و تذكر أمرها و أمر تورتش، ذهب إليها و تكلم معها في شيء ما و أكمل طريقه

عندما وصل باسل وقف أخوا القطع و ألقيا التحية باحترام عليه، شاهد تورتش و البقية هذا الأمر فكبتوا ضحكتهم، هذين الشخصين، بجدية، هل هما حقا يعاملان سيدنا بهذه الطريقة؟

جون شاهد هذا المنظر فسارع أيضا بالوقوف و ضم يديه معطيا التحية، فلم يعد باستطاعة تورتش و الآخرين منع نفسهم من الضحك أكثر و انفجروا في آن واحد مما جعل جون متوترا كثيرا و لا يعرف ما يحدث "لم هؤلاء الأشخاص يضحكون هكذا، هل فعلت شيئا ما خاطئا؟"

وقف باسل أمام جون و وضع يده على كتفه فارتعد في مكانه، شاهد تلك الابتسامة مرة أخرى على وجه باسل الذي بدأ يحرك شفتيه ليتكلم تاركا جون يتجمد في مكانه و يقوم بوضع أسوء السيناريوهات في عقله عما سيحدث بالرغم أنه لم يعرف ما حدث حتى الآن

"فلتسترخي، أنتم الآن في وقت راحة، لستم بحاجة للوقوف و تحيتي هكذا"

ارتاح جون أخيرا، و عرف أنه يجب عليه الاعتياد على سيده الجديد، فعندما رأى مدى وحشيته في القتال و محوه لمئات من سحرة المستوى الثالث بكل سهولة أصبح من الصعب عليه التفكير بـباسل بشكل طبيعي أو معاملته كذلك

لم يجلس أخوا القطع بعد فقال لهم باسل "لقد قصدتكما بكلامي أيضا، في وقت راحتكم أنا لست سيدكم، أنا لا أريد إزعاج أي شخص في وقت راحته كما أريد نفس الأمر لنفسي، ارتاحوا جيدا، فسوف يكون عليكم العمل بكد بعد قليل من الساعات من الآن"

"حسنا" استرخى الأخوان و جلسا ليتمَّا طعامهما، نظر باسل لتورتش و قال "تورتش، سمعت أن وقتك الوردي قد أتى، حسنا، لما لا نتحدث قليلا عن هذا الموضوع، سيكون جيدا لقتل الوقت"

"ها؟" صرخ تورتش "عما تتكلم يا سيدي؟"

أجابه فانسي "هيا هيا يا تورتش، نحن نعرف كلنا بالأمر، آه، أظن أن المستجدين هنا لا يعرفون، المهم، حدثنا، و نحن كإخوة لك سوف نقوم بمساعدتك في ما تحتاجه و تريده"

عبس تورتش بشدة، يبدو أنه حوصر في الزاوية و لم يعد له أي مهرب، فبعد كل شيء، لقد رأوا ما حصل سابقا بينه و بين شي يو

دعم الثلاثة الآخرين كلام فانسي "هيا هيا، فلتتكلم بسرعة، قل لنا، هل و كيف وقعت في حب شي يو؟"

و في هذه الأثناء كان هناك شخص ما يتصنت عليهم من الظلال، و يبدو أنه قد تأثر بالكلام الأخير

"اللعنة، أنتم حقا ملحون" تكلم تورتش

تدخل باسل و قال "هيا حدثنا بسرعة، ليس و كأنك ستقولها للمعني بالأمر"

عبس تورتش و حدق في باسل مطولا، باسل لم يزح الابتسامة من على وجهه مع الإبقاء على عينيه مغمضتين، توتر تورتش و عرف أنه لن يتخلص من هذا الموقف حتى يقوم بالاعتراف

تكلم تورتش "حسنا، أنا لدي اهتمام قليل بها" فقاطعه باسل "قليل؟"

لا زالت تعابير باسل كما هي، تلك 'الابتسامة' لم تُزَح من على وجهه، لذا أحس تورتش بالضيق أكثر فقط، فلم يكن لديه أي خيار سوى التعديل على رأيه "حسنا، ليس قليلا، إنها تعجبني" قالها بينما يكاد ينفجر فأسرع بتعزيز كلامه "حسنا، لقد عرفتم، فلتكفوا الآن عن سؤالي"

تكلم باسل "لكنك لا زلت لم تجب سوى على نصف السؤال، لا يزال عليك الإجابة عن 'كيف' "

"هاه؟ لما علي التحدث عن هذا أيضا؟ كفوا كفوا، لقد انتهى وقت السخرية مني" انزعج تورتش و جلس مرة أخرى بعدما وقف من الانزعاج

اقترب شينشي منه و رمى له بعض الكلمات هو الآخر "هيه، ماذا ماذا؟ هل الأخ الأصغر تورتش يشعر بالخجل هنا، هيا فلتكن صريحا فقط و أخرج ما في قلبك"

أكمل فانسي بعد الضحك بشيطانية "هيهيهي، هل أعجبك صدرها المنتفخ؟" توتر تورتش كثيرا

و في هذه الأثناء، ذلك الشخص الذي في الظلال قد بدى كما لو أن الكلام الأخير قد أثر فيه أيضا

صرخ تورتش بقوة بعد كلام فانسي "ليس صدرها فقط________آه"

بعدما صرخ تورتش بذلك الكلام عرف أنه قد وقع في فخ المتلاعب الذي ابتسم بشدة و قال "هيه، إذا صدرها يعجبك، و يبدو أنك قد أضفت تلك الـ'فقط'، حسنا، لما لا تخبرنا عن الباقي"

لم يعد تورتش يتحمل بعد الآن و انقض على فانسي "أيها الوغد، هل تتحايل على أخيك، هاه؟"

ابتسم باسل و قال بادئا كلامه مناديا "تورتش" فتوقف المعني بالأمر عن ضرب فانسي و أعطى أذنه لباسل

لكن باسل أكمل كلامه هذه المرة بتوجيهه لشخص آخر "شي يو، فلتأتي"

خرجت شي يو من الظلال بينما تدخل أصابع اليد في الأخرى، اقتربت بينما تورتش وقف و رأسه موجه نحوها من دون القدرة على التحرك، لبث في مكانه، تجمدت تعابيره، لم يصدق ما حدث، بما أن باسل قد ناداها و خرجت من الظلال، فلا شك أنها قد كانت مختبئة و سمعت كل ما تكلموا عنه

ماذا يجب أن يقول الآن؟ ليس هناك أي مجال للمراوغة، ليس بإمكانه وصف الأمر على أنه مجرد سوء فهم فقط، سوف يجب عليه الاستعداد فقط لردة فعلها سواء جيدة كانت أم سيئة، هو رجل، و الرجل يجب عليه حزم نفسه، خصوصا في مواقف كهذه

همست شي يو بشيء ما "هذا ........ قت .... رْب الآن"

"همم؟" اخرج الجميع نفس الصوت لكنهم لم يستغربوا بما أنها شي يو التي تتكلم، لكن باسل كان الوحيد الذي سمع الأمر بشكل واضح بسبب قربه منها بما أنها خلفه، ابتسم ثم قال "شي يو، فلتكرري نفس كلامك بصوت أعلى قليلا"

توترت شي يو أكثر ثم فتحت فمها و تكلمت "هذا ليس الوقت المناسب لهذا، نحن في حرب الآن"

صرخت شي يو، تكلمت أول مرة بصوت مرتفع كهذا أمام الناس، حتى هي قد تفاجأت من نفسها، فكيف ستكون ردة فعل الآخرين، بالطبع سيكونون متفاجئين أكثر فقط

قامت شي يو بالجري بعيدا عنهم من كثرة الخجل، لم تتكلم مع أي أحد بهذا الشكل لمدة طويلة جدا، فقط ما سمعته كان كافيا ليجعلها في قمة توترها بالفعل، لكن الآن تصرفها الغير متوقع حتى بالنسبة لها صدمها فأسرعت بالهرب لمكان خال من الناس

لكن الغريب في الأمر هو أن تفاجؤ تورتش كان مختلفا قليلا عن الآخرين مع أنه كان من نفس السبب، فبعد سماع رد شي يو احمرت وجنتيه ثم قال "إذا هذا هو صوتها و هو مرتفع، إنه جميل"

"هيهيهي" ضحك فانسي ثم ضحك البقية بعده، يبدو أن تورتش من النوع البريء الذي يصبح أعمى تماما عند الوقوع في الحب و حضور الشخص الذي يكن له هذه المشاعر

ألم يلاحظ أن شي يو قد رفضته تقريبا؟

و بعد قليل من الوقت، فتح تورتش عينيه اللتين كانتا مفتوحتين أصلا، ثم تذكر كلام شي يو ببطء، و بنفس سرعة تذكره، كانت كذلك سرعة ظهور الأمر على تعابيره

أحبط كثيرا و شحب وجهه، و بدى كما لو أن روحه قد خرجت من مكانها، لقد انتهى كل شيء

شاهد باسل هذا الأمر و ضحك مع البقية، قال "حسنا، يبدو أننا قد ضحكنا قليلا" نظر لتورتش ثم قال له "تورتش، لا تحبط، فأنا لم أسمع أي كلمة منها توحي عن الرفض، لقد ذكرت فقط عدم مناسبة هذا الأشياء لهذا الوقت، و بما أنها لم ترفضك نهائيا، فهذا يعني أن هناك فرصة متبقية لك، فلتحسن استغلالها"

فرح تورتش و رجعت روحه بعدما كادت تفارق جسده، وقف باسل ثم قال "حسنا أنا ذاهب الآن لمكان أنمار، يجب علي التحدث مع تلك العاهرة حول شيء ما"

تحرك حاجب فانسي مع كلام باسل، فوقف و قال "ماذا عنك يا سيدي؟"

"همم؟" التف باسل ثم قال "يبدو أن سؤالك مربوط و مرتبط بموضوعنا الذي انتهى"

قال فانسي "ليس عادلا أن يكون تورتش فقط من يكشف لنا حقيقة مشاعره، أنا و شينشي و برودي لدينا بالفعل زوجاتنا، لذا نحن مستثنون من الموضوع، أما المستجدين فلا يبدو أن ربيعهم قد حان، لم يتبقى سوى أنت يا سيدي، أليس كذلك يا رفاق؟" ركز فانسي نظره على تورتش مع قوله الجملة الأخيرة

نظر الجميع لباسل و حدقوا به منتظرين إجابته، تورتش أراد أن يرد الدين فوقف و حاول الضغط على باسل بكلامه كما فعل له سابقا "معه حق يا سيدي، أوَ لست الرجل العادل بيننا؟"

أجاب باسل تورتش "أولا، ما دخل العدل هنا؟ ثانيا، لما علي أن أجيب؟ ثالثا، أنا ذاهب الآن"

"ها؟" صرخ تورتش ثم قال "إذا لما ضغطت علي للإجابة؟"

ابتسم باسل و أغمض عينيه و قام بصنع نفس الوجه الذي كان يضعه عندما سأل تورتش سابقا ثم قال "هل فعلت؟ ألم أقم فقط بسؤالك؟"

"همم؟" استغرب تورتش و رأى أن باسل محق تماما، فهو لم يقم بأمره أو إجباره على الإجابة، لكن تلك 'الابتسامة'، كانت تكفي لجعله يتكلم، بدى الأمر كما لو أن تورتش قد تحدث من تلقاء نفسه

لعن تورتش نفسه، لقد أراد رد الدين، لكنه قد أكد أمرا فقط، تلك الحقيقة المرة، أنه لا يمكنه هزيمة سيده في الكلام

تمتم تورتش مع نفسه بصوت غير مسموع "كما لو أن أي شخص سيرى تلك الابتسامة لن يقوم بالإجابة"

أكمل باسل طريقه، لكن هذه المرة فانسي أوقفه بكلامه "سيدي، إن السيدة أنمار تحبك، هذا الأمر يعلم به الجميع، لكن ماذا عنك أنت؟ أتنوي تركها تلاحقك طوال حياتها فقط من دون أن تبادلها شعورها؟"

عبس باسل قليلا ثم قال "ماذا ماذا؟ هل كسبت تعاطفها معكم لهذه الدرجة بالفعل؟ إنها حقا مخيفة، أنا لم أطلب منها الوقوع في حبي، و إن أرادت ملاحقتي فذلك خيارها، ليس لدي أية نية في التكلم معها بهذا الشأن، فلقد حاولت لمدة 14 عشر سنة و كان الأمر من دون فائدة، لذا فلتفعل ما تشاء، و أخيرا، أنا أيضا سأفعل ما أشاء، هذا كل شيء"

تكلم فانسي بسرعة قبل أن يذهب باسل "إذن أنت لا تكن لها أية مشاعر؟"

عبس باسل و قال "أظن أنني قد سبق و أجبت تورتش عن هذا السؤال برفض الجواب، لكني سأقول لك شيئا جميلا قد يريح عقلك من التفكير كثيرا يا فانسي"

استمع فانسي بحذر لم سيقوله باسل

"علاقتي بها لن تفهمها حتى و إن شاهدتنا معا ليل نهار، و مشاعري نحوها لن تستوعبها أبدا لأنك لا تعرفها (أنمار)، و أخيرا، فلتنسى الموضوع لأنني لست بمجيب على سؤالك، فهذا حقا سيريح عقلك بدل إشغاله كثيرا بالتفكير في هذا الموضوع"

تركهم باسل و غادر هذه المرة من دون أن يوقفه أي أحد، و في طريقه كان يفكر بكلام فانسي بجدية على عكس أسلوبه في الكلام سابقا "مشاعري تجاهها، هاه؟" تذكر باسل فجأة ابتسامة أنمار فقام بتشتيت تلك الصورة بسرعة عن طريق تفكيره بداخله "تلك الابتسامة ليس سوى ابتسامة مزيفة، إنها كلها مزيفة، لقد عاشت بتزييف حقيقتها علي طوال عشر سنوات و قامت بخداعي، إنها الشخص الوحيد الذي كان قادرا على خداعي في حياتي بالكامل، لذا عندما تسأل عن مشاعري نحوها، فلا يمكنني أنا بنفسي أن أعرف، فكيف لي أن أجيبك؟"

ذات مرة باسل قد كان مخدوعا بلطف الفتاة التي تلحقه في جميع الأوقات و الأماكن، مع تلك الابتسامة التي كان قد وقع لها في وقت ما، لكنه بعدها علم أن تلك الابتسامة كانت مزيفة، لذا حتى وقوعه لها كان مزيفا فقط

فعندما اقتربت منه تلك الفتاة اليائسة و قضت معه العديد من الأيام حتى اقتربت من جعله يقع في حبها، عندها ظهرت حقيقة تلك الابتسامة، تلك الابتسامة التي كانت تبدو مشرقة جدا، فجأة تحولت لتصبح كضحكة لشيطان متنكر في صفة فتاة بعمر 10 سنوات كاد أن يقتل فتاة بنفس العمر لمجرد أنها اقتربت من الشخص الذي يكن له المحبة

من تأليف Yukio HTM

أتمنى أن يعجبكم الفصل، و أرجو الإشارة لأي أخطاء إملائية أو نحوية

و إلى اللقاء في الفصل القادم

2017/09/12 · 1,171 مشاهدة · 1875 كلمة
yukio
نادي الروايات - 2024