68 - حدس

لا زال جيش الانقلاب لم يتحرك لمدة ثلاثة أيام متتابعة، مما ترك الإمبراطور يغلي في مكانه، متى سيهاجمون بالضبط؟

كان الإمبراطور يظن أن الجيش سوف يقوم بالهجوم مباشرة على القاعة الرئيسية بعد هزيمة أخيه، لكن بالتفكير جيدا، لما عليهم فعل مثل هذا الأمر؟ ستكون لديهم اليد العليا عندما يقومون بأخذ راحة، فالأمر هكذا منطقي أكثر، لكن بسبب غضبه و اندفاع جيش الانقلاب المخيف في المعارك السابقة، نسي الإمبراطور هذا الاحتمال تماما

وضع الإمبراطور رقابة شديدة على جيش الانقلاب بعد مرور هذه الثلاث أيام، فعدم تحركهم أثار الريبة في قلبه، فبعد الراحة ليومين فقط سيكون كافيا لتنتعش طاقات جنودهم، لكنهم لا زالوا لم يقوموا بأي تحرك، هناك الآن مراقبون من بعيد يقومون بعملهم، سوف يقدمون تقريرا عن أبسط تحرك قد يحدث بين جيش الانقلاب

*بلاغ* *بلاغ*

"لا زال الـ40 ألف الخاصة بجيش الانقلاب تأخذ راحة، ليس هناك أي تغير قد حدث"

40 ألف؟ نعم كل ما يراه المراقبيين الآن عبارة عن 40 ألف جندي فقط متمركزين حول المقر

أثناء مراقبة جيش الانقلاب، كان يتحدث مجموعة من المراقبين فيما بينهم

"أليست هذه الـ40 ألف تشمل فقط سحرة المستوى الرابع و الخامس، كيف ينوي جلالته أن يهزم مثل هذا الجيش بـ10 آلاف ساحر من المستوى الخامس؟"

أجابه آخر "لقد تأكدت أخبارنا عن وجود فقط 5000 آلاف من المستوى الخامس، أما الباقي، فكلهم من المستوى الرابع، لكن يبقى معك حق، 35 آلاف من المستوى الرابع خطيرة جدا حتى لو كانت لوحدها على 10 آلاف من المستوى الخامس، أتساءل أيضا عما سيفعله الإمبراطور، حسنا، هو لوحده باستطاعته هزيمة الكثير من ذلك الجيش، على الأقل 10 آلاف"

تكلم الثالث "10 آلاف؟ إن هذا قليل، ألست تحاول قول 15 ألف على الأقل؟ نحن نتكلم عن الإمبراطور هنا، أقوى شخص في العالم كله، لقد وصل لقمة المستوى السابع بالفعل منذ القدم، قد يكون كبيرا في العمر، لكن هذا لا يغير حقيقة أنه لا يزال الأقوى"

تكلم الأول من جديد "الأقوى، هاه؟"

سأل الثاني "ماذا؟ هل تشك بهذا الأمر؟"

أجاب الأول "لا، أنا فقط فكرت في إمبراطور إمبراطورية الرياح العاتية 'غلاديوس'، تلك الإمبراطورية تتخذ منهج الأقوى هو الأجدر بالحكم، ألم يقم ببلوغ المستوى السابع و دحض جميع منافسيه ثم اعتلى العرش بكل جدارة، فإن تكلمنا عن الأقوى، فلا يمكننا نسيانه، خصوصا و أنه لا يزال أصغر من جلالة الإمبراطور بكثير، فذلك الشخص في التسعين و قد بلغ المستوى السابع قبل 15 عشر سنة، بعد الدمار الشامل، ظهر فجأة في القصر و تحدى الإمبراطور السابق، و شتمه بعديم الفائدة أمام الجميع"

أكمل "تعرف إمبراطورية الرياح العاتية في تقاليد حكمها بما يسمى 'مبارزة التسوية'، إن قام شخص ما بتحدي الآخر بهذا التحدي فلا يمكنه الرفض، و يجب عليه قبول التحدي و مواجهة الخصم، إن ربح يعدم الشخص الذي طلب التحدي، و إن خسر يعدم، و هذا الأمر ينطبق على أي مخلوق داخل حدود إمبراطورية الرياح العاتية، حتى الإمبراطور لا يمكنه الرفض"

تكلم الثاني "مع ذلك، من يصل للمستوى السابع قوته تكون طاغية تماما على المستويات الأخرى، فهو أعلى مستوى بالوجود، و إمبراطورنا قد دخل لهذا المستوى قبل 40 سنة بالفعل، و الآن إنه في قمته، حتى الإمبراطور 'غلاديوس' لا يمكن أن يقارن به"

تكلم الثالث مرة أخرى "حسنا كفانا كلاما، فلتركزوا على عمل...."

*كاااهخ*

تقيأ الثالث الدماء فجأة، فلم يعرف الاثنين ماذا حدث حتى ظهر صاحب السيف الذي طعن ظهر الثالث و اخترق درعه السحري حتى بلغ اللحم ثم مر عبره

حاول الاثنين رد الهجوم بسرعة لكن العدو غير مرئي، سبقهما ذلك الشخص الغير مرئي و طعن الأول ثم الثاني بسرعة كبيرة، قتل ثلاث سحرة من المستوى الخامس بسرعة كبيرة

خرج من الظلال و اغتال هؤلاء الثلاثة الي كانوا ينقلون أخبارهم إلى القاعة الرئيسية. تكلم ذلك الشخص بعد أن ظهرت صورته بوضوح، فكان يين يينغ "عدم تركيزكم على عملكم هو السبب الأكبر في مقتلكم، لكن عباءة الشفاف هذه حقا مفيدة جدا، ذلك الفتى القرمزي، أتساءل كيف له أن يحوز على مثل هذه الأشياء و يعلم عنها، حسنا، لننتقل للمجموعة الثانية"

(حسنا، عمل جيد يين يينغ، فلتكمل عملك، سنقوم بالتحرك بعد قليل) تكلم الجنرال رعد عبر خاتم التخاطر مع يين يينغ

التف بعد الانتهاء من التخاطر و تكلم مع الشخص الذي خلفه "أيها الفتى القرمزي، إن الأمر يسير بشكل جيد"

تكلم باسل بوجه جدي "حسنا، لقد حان الوقت، لكن قبل هذا، أيها الرجل الأشقر، سأطلب منك فعل شيء ما"

بعد قليل من إخبار باسل بهذا الأمر لرعد، تفاجأ هذا الأخير كثيرا، فقال "ها؟ لما يجب أن يكون أنا؟ و لما من الأول يجب أن نحتاج للقلق بشأن هذا؟"

تكلم باسل "هذا لأنك الشخص المثالي لهذا الأمر، أنت لست بحاجة لوضع بصمتك في هذه الحرب، يكفي أنك قد مددتنا بأفضل رجالك، أما الآن فأنا أحتاجك للقيام بهذا الأمر، فأنت كنت الحامي للعاصمة لمدة طويلة، لذا هذا مناسب لك تماما"

تكلم رعد "هذا نصف الجواب فقط"

أكمل باسل "هذا لأنني أحس بذلك الشعور، ذلك الإحساس بظهري يخِزني، ذلك الشعور بأن شيء ما مفقود، شيء ما لا ليس في مجال توقعاتي، شيء لا أريد منه أن يفاجئني من الوراء، ببساطة إنه حدسي"

عبس رعد ثم قال "أيها الفتى القرمزي، هل تريد إبقائي في الخلف فقط لأن حدسك يخبرك بهذا؟"

تكلم باسل "الأمر بيدك، افعله أو لا تفعل، لكن لأخبرك بشيء ما، حدسي لا يخطئ، أو على الأقل هو لم يخطئ حتى الآن، إن حدث شيء غير متوقع، فقد يكون ضربة قوية لنا ستجعل من هذا الوضع الذي فوزنا محقق به يتحول إلى خسارة شنيعة لم نكن نتخيلها"

حدق رعد لدقائق في باسل، استمر باسل في التحديق كذلك به، قرر رعد ما سيفعل، لذا أجاب "عندما نلتقي مرة أخرى سوف نصفي حساباتنا، و إن كان حدسك هذا الذي تحدثت عنه مخطئا، فلن أثق مرة أخرى به"

تكلم باسل "في هذه الحالة، يبدو أنني سوف أتمنى لأول مرة في حياتي أن يكون حدسي مخطئا"

تكلم رعد "سأترك يين يينغ هنا، سوف يقوم بقيادة القليل من سحرة المستوى الخامس الذين سأتركهم، أما أنا فسآخذ معي 50 ألف"

أماء باسل رأسه ثم قال "حسنا، لك هذا، مع أنه سينقص من عددنا، لكنه يبقى أفضل"

ذهب رعد و كذلك فعل باسل متوجها نحو القادة الكبار

تكلم الرئيس كورو "حسنا، لقد كان خيارا حكيما لفعله، صحيح أنه لم يعد هناك أي خطر محدق من خلفنا قد يأتي لمساعدة الإمبراطور بما أننا نشرنا أخبار نتائج المعارك السابقة، لكن لا حرج في أخذ الحيطة و الحذر"

تكلم الرئيس تشارلي "معه حق، أما الآن، فيجب أن يظهر القائد الأعلى ليتكلم مع الجيش الذي سوف يقوده"

نظر الجميع لباسل، هذا الأخير تكلم "أنا لن أقوم بهذا هذه المرة، من يجب عليه فعلها هو الكبير أكاغي، إنه المعني بالأمر هنا، لن ينتظر الجنود قائد الجيش الذي لا يعرفونه حتى، لكنهم سوف يكونون بقمة حماسهم عند سماعهم لنية سيدهم الذي يقاتلون من أجله"

أغمض الكبير أكاغي عينيه ثم تكلم بعد لحظات من الهدوء "أنا ذاهب، لقد مر وقت طويل جدا منذ أن قمت بهذا النوع من الأشياء"

وقف الكبير أكاغي و اتجه نحو الـ40 ألف، صرخ عبر مكبر الصوت [انتباااه]

كان الجنود في استعداد للتحرك في أي وقت بالفعل، و بمجرد سماعهم لكلام الكبير أكاغي، استقاموا مع أنهم كانوا في استقامة بالفعل

[لن أقول لكم أنني سوف أسترد حقي و حق عائلتي، لأن هذا الشيء معلوم بالفعل و معروف عند كل شخص منكم، لقد أتيتم من أجل القتال لصالحي، هذا كل شيء ببساطة، و كل ما علي فعله هو الإجابة عن معروفكم ببساطة، لذا سوف أعدكم بأشياء]

[عندما أجلس على العرش، أؤكد لكم أنني لن أجعل بطنا فارغة في كامل الإمبراطورية، لن يكون هناك نظام عبودية بعد الآن، لن يُدمر حلم الصغار في أن يصبحوا سحرة، أي شخص من أي طبقة سيكون قادرا على الدخول لأكاديمية السحر، و أخيرا، سوف أمنح حق التلقيب، لن يكون النبلاء فقط من يحملون ألقابا تميز عائلاتهم، لذا أي شخص سيصبح قادرا على صنع اسم له و لعائلته، و من أجل تحقيق هذا الأمر، يجب علينا الفوز في هذه المعركة مهما حدث]

صدم الجميع من نية الكبير أكاغي، ليس فقط الجنود، لكن حتى القادة الكبار صدموا من هذه الأشياء التي وعد بها الكبير، إعطاء حق التلقيب لأي شخص سيكون كإهانة لقيمة الألقاب، العائلات النبيلة فقط من تستحق أن تلقب، هذا الأمر شيء طبيعي في العالم كله، لذا ستعتبر العائلات النبيلة هذا الأمر كاحتقار لهم و تقليل من شأنهم

لكن الكبير أكاغي لا يمكن أن لا يكون لا يعلم بهذا الشيء، فهذا يعني أنه قام به فوق علمه بكل النتائج التي ستأتي من بعد

[كل هذا من أجل تقدمنا و تقدم العالم، كل هذا من أجل إنقاذ عائلاتكم و أحبابكم]

صرخ الكبير بهذا الأمر فجعل الجيش ينفجر صراخا، لكن بغرابة هذا الصوت لم يأتي فقط من الـ40 ألف التي أمامه، لكنه أتى من المكان البعيد الذي يبدو مكانا خاليا

أتى صوت تخاطريا لباسل (لقد مات جميع المراقبين)

أماء باسل رأسه للكبير أكاغي بعد أن ناداه، فقام الكبير أكاغي بالاستعداد جيدا قبل أن يتكلم [كشروا عن أنيابكم، إنها المعركة الأخيرة في هذه الحرب، و الآن انطلقوا]

و بمجرد ما أن انتهى الكبير أكاغي من كلامه حتى ظهر عشرات آلاف الأشخاص في المكان الذي كان خاليا وراء الـ40 ألف، و على حين غرة أصبح الجيش الذي كان يصل عدده لـ40 ألف يصل لـ250 ألف

بعد تلك الثلاثة أيام، و استغلال الجواسيس داخل القاعة الرئيسية للقصر، عرف باسل أن الإمبراطور أمر بمراقبة جيش الانقلاب، لذا أسرع في أمر جميع الجنود الـ260 بوضع عباءة الشفاف

هذه الـ260 شملت حتى القوات التي هاجمت عائلات غين و هويز، و القوات التي كانت متمركزة في استعداد لأمر من الجنرال رعد و الجنرال منصف و الكبير أكاغي بالهجوم على عائلات 'آو'، 'كيِرو'، 'فايوليت'

لكن بسبب أن هذه العائلات الأخيرة انضمت لهم قد نجو من الدمار، كل هذه القوات قد كانت تملك بالفعل عباءة الشفاف، فهذا كان السبب الرئيسي في اختفاء القوات التي هاجمت عائلة 'هويز' كما لو أنها أصبحت هواء و عندما أتت التعزيزات لم تجدها

لذا لم يتبقى سوى إعطاء عباءة الشفاف لمن لا يملكها قبل أن يأتي المراقبون، و الآن بعد موت المراقبين، ظهروا كلهم مرة واحدة، فلا يمكنهم الهجوم مرتدين عباءة الشفاف، فبهذا لن يكون بإمكانهم رؤية حلفائهم أيضا

[أمر لجميع القوات، هجوم شامل]

من تأليف Yukio HTM

أتمنى أن يعجبكم الفصل، و أرجو الإشارة لأي أخطاء إملائية أو نحوية

و إلى اللقاء في الفصل القادم

2017/09/13 · 1,139 مشاهدة · 1611 كلمة
yukio
نادي الروايات - 2024