69 – عنصر المفاجأة

تحركت القوات فكانت كالزلزال

250 ألف كاملة توجهت نحو القاعة الرئيسية، تقدمتها الـ40 ألف التي تعتبر القوة الرئيسية لهذا الجيش الضخم

تحركت الـ40 ألف بسرعة كبيرة جدا، فأخذت المقدمة و تركت بينها و بين الـ210 ألف مسافة كبيرة، فهذه الـ210 ألف لا تحتوي إلا على الأشخاص العاديين و سحرة من المستوى الأول للثالث، و هؤلاء كلهم لا يمكنهم مجاراة سحرة من المستوى الرابع و الخامس

فسرعة جريهم مختلفة، لذا أسرعت الـ40 ألف في تقدمها و تركت بينها و بين الـ210 ألف عدة أميال

و بعد دقائق قليلة فقط، أخيرا اقتربت الـ40 ألف هدفها

كانت القاعة الرئيسية ضخمة للغاية، فهي البلاط الملكي الذي يعيش به أي شخص يحمل دم غرين، و خارجها يعيش العائلات المقربة من عائلة غرين

هذه القاعة الرئيسية لوحدها كانت بالفعل تمتد لآلاف الأمتار، أما ساحتها الخارجية فتتعداها بمئات آلاف الأمتار

*وووش* *وووش* *وووش*

انطلقت الـ40 ألف كما فعلت في المعركتين السابقتين، لكن المختلف هذه المرة هو وجود العدو وراء حائط الساحة الخارجية للقاعة الرئيسية، لذا يجب تخطي ذلك الحائط أولا قبل الدخول

لذا أمر باسل الـ40 ألف بالإسراع بجنون من دون الالتفاف للخلف، و بالطبع هذه المرة ليس كالسابق، هذه المرة لم يأمر الجيش و بقي في الخلف حتى أتى لاحقا، لكن هذه المرة كان هو الشخص الذي يقود هذه الـ40 ألف، هذه المعركة الأخيرة، لذا يجب عليه قيادة تشكيله الخاص الذي يقوم بقيادة هذا الجيش مع يين يينغ، هيسي، شفرة الجليد نبيل و مارون زونغ

أخيرا اقتربت الـ40 ألف للحائط، لذا ردة فعل الحراس الذين هناك كانت متوقعة، يمكنك القول أنها طبيعية في مثل هذا الوضع

"ها؟" ما هذا الصوت؟" تكلم حارس فوق الحائط، فنظر بعيدا، و إذا بتعبيراته تتغير للأسوء شيئا فشيء، ارتعد كثيرا، و كذلك كان الحال مع الحراس الذين بجانبه و الذين يمتدون على طول الحائط

لقد قاموا بوضع المراقبين قبل ساعات من الآن، أتاهم تقرير عن عدم وجود أي تحرك في صفوف العدو، لكنهم الآن قد صدموا صدمة كبيرة، كيف للعدو أن يكون هنا؟ هناك احتمال واحد لا غير، لقد اكتشف العدو المراقبين و قتلهم، لذا كان بإمكانه التقدم لكل هذه المسافة من دون أن يلاحظ

لم يبقى سوى مسافة صغيرة جدا قبل بلوغهم الحائط، لا تصل حتى لمئات الأمتار، و هذه المسافة يمكن لسحرة من المستوى الرابع و الخامس قطعها في ثوان، مما يعني أن الحراس قد تأخروا كثيرا حتى لو أرادوا الاستعداد لمواجهة العدو

صرخ الحراس بشدة و قرعوا الأجراس و تكلموا بمكبرات الصوت

*العدو* العدو* *العدو*

*تجهزوا بسرعة، سيصل العدو بعد ثوان من الآن، خذوا مراكزكم و ليقم الرماة بإطلاق أسهمهم، لا يجب علين.....*

انقطع صوت الجندي الذي يصرخ بشدة في مكبر الصوت، و ما تسبب في هذا كان تفاجؤه بالشخص الذي يقف أمامه، كيف وصل إلى هنا هذا الفتى؟ إن الحائط بطول 15 عشر متر، كيف لفتى مثل هذا أن يكون موجود هنا حتى؟

هذه الأسئلة راودت ذهن الجندي، بالطبع ستفعل، فلا يمكن أن يتواجد هنا فتى في مثل عمره، و إن حدث هذا، فليس هناك أي احتمال آخر غير أنه من الأعداء، لم يتخيل أبدا الجندي الكبير هنا أن الفتى الذي أمامه في الحقيقة هو قائد هذا الجيش الذي يهاجمهم الآن

لذا بعد إدراكه للاحتمال الوحيد لسبب وجود ذلك الفتى هناك، كان رأسه قد طار بالفعل من مكانه، فكان هذا أول رأس يقطع في هذه المعركة التي تعتبر الثالثة من طرف سيف باسل، كما أنه كان افتتاحية بدء المجزرة الثالثة

فور طيران رأس الجندي من مكانه حتى التف جميع الجنود الآخرين لباسل و هاجموه كلهم مرة واحدة، بلغ عددهم حوالي الـ100

شحذ باسل طاقته السحرية الخاصة بعنصر التعزيز، ثم مررها لسيفيه السحريين و شرع في قطع الأعداء

في لحظات مر من بينهم كالبرق و قطع عشرات الرؤوس في كل تلويح بالسيفين منه، تراقص سيفيه معا بحركات كان أشبه بالبهلوانية و انطلقت الشرارات من التقائهما بسيوف الأعداء و دروعهم

لكن المنتصر و الطاغي كان سيفي باسل، فبعد كل شيء هذين السيفين الأبيضين بنقوش أثرية من الدرجة الثالثة، ذلك القوس الذي استخدمه تورتش كان بنقوش أثرية من الدرجة الثانية، و كانت قوته جبارة أمام ساحر من المستوى السادس

كان تورتش بإمكانه إطلاق فقط ثلاث طلقات، و السبب الأكبر في هذا يعود لمدى تحكمه في الطاقة السحرية التي يستنزفها منه القوس الأثري

لكن باسل يستخدم سيفين أثريين من الدرجة الثالثة، و مع ذلك بإمكانه استخدامهم لوقت أطول بكثير من تورتش، السبب أو الأسباب بسيطة، باسل موهوب أكثر، فهو بإمكانه التحكم في سيفيه الأثرين كي لا يستنزفا طاقته السحرية أكثر مما يجب، فإن لم تكن قادرا على التحكم جيدا بسلاحك أو درعك الأثري فسوف يأخذ الكثير من طاقتك السحرية، لكنه لن يستفيد منها شيئا، لأنه سيقوم بإفراغ كل الطاقة السحرية لأنها فاقت حدود قدرته الاستيعابية

ليس أي شخص قادر على استخدام الأسلحة أو الدروع الأثرية، فلا يكون بإمكانهم فعل ذلك إلا بعد وصولهم المستوى الرابع على الأقل، لأن الأسلحة الأثرية تؤثر على بحر الروح و ترهقه، فإن استخدم أي ساحر أقل من المستوى الرابع سلاحا أو درعا أثريا فسوف يغمى عليه في الحال، و كلما ارتفع في المستوى ارتفعت قدرة تحمل بحر روحه، لأن هذا الأخير يصبح أكثر استقرارا و كمالا، مما يتيح له القدرة على استخدام أسلحة أو دروع أثرية من درجة أكثر ارتفاعا

و من الأسباب الأخرى التي تجعل باسل يتميز بها عن تورتش و كل من يستخدم الأسلحة أو الدروع الأثرية، فهو امتلاكه عنصر سحر ثان

امتلاكه للعنصر الثاني من الطاقة السحرية الخارجية أعطاه ميزة كبيرة، ميزة امتلاكه لبحر روح أكثر استقرارا و كمالا، فعندما فُتِح شق في الختم الذي وضع عليه لمنع ولوج الطاقة الخارجية لبحر روحه، هذا الأخير اضطر لاكتساب قدرة تحمل أكثر عما كانت لديه عبر محاولته الاعتياد على الطاقة الخارجية التي تدخل باستمرار حتى تتوقف بسبب الختم

الختم قد ضعف فقط و لم يُفتح بالكامل، لذا تتوقف الطاقة الخارجية عن التوغل لجسم باسل بعد بلوغ حد ما، لكن بمجرد ما أن تفرغ قليلا، حتى تنجذب إليه مرة أخرى لتملأ الفراغ الذي حدث، لكن إن حدث هذا لوقت كبير فبحر روحه سيرهق كثيرا، لذا سيكون عليه التوقف عن استخدام عنصر التعزيز حتى لا تتوغل الطاقة الخارجية أكثر لبحر روحه و استخدام عنصر النار محدود الإنتاجية بدل ذلك

و بهذا يكون باسل له طاقة غير محدودة الأنتاج من عنصر التعزيز بشكل مؤقت، فكان بإمكانه استخدام ليس فقط سلاح أثري، بل و اثنين منه

و الآن عندما التقى سيفيه الأثريين بالأعداء أو دروعهم، انطلقت شرارات الالتقاء، لكن السيفين تغلبا بسهولة و قطعا كل شيء بناء على رغبة باسل في ذلك

و في لحظات كان باسل قد أنهى أمر نصف الأعداء الذي توجهوا نحوه، النصف الآخر وقف و شاهد تلويح هذا الوحش المتنكر في صفة فتى سيفه من أجل إزاحة دم رفقاءهم عنه

ارتعد الكثير منهم من هذا المنظر إن لم يكونوا كلهم، فقط قبل لحظات كان هناك منهم 100 لكنهم أصبحوا 50، و حتى لو هاجموا الآن، ألن يكون مصيرهم هم الذي يبلغ عددهم 50 كالـ50 الذين سبقوهم؟

توقف هؤلاء الأشخاص فجأة عن التحرك فتقدم باسل بينما يقول "الخوف من العدو الأقوى منك في المعركة شيء طبيعي، لكن التوقف في المعركة عن الحركة سيؤدي بك للتهلكة"

و بمجرد ما أن انتهى باسل من كلامه حتى مر من النصف الثاني و محاهم بسرعة أكبر من قبل

تكلم باسل مرة أخرى "التردد كان سببا في مقتل الشجعان"

و بعده بقليل

*وووووش* *ووووووش* *ووووووش*

ظهر العديد من السحرة خلفه يتقدمهم قادة التشكيل إلا شي يو، مع هيسي و يين يينغ، إضافة لكين نبيل و مارون زونغ

هؤلاء كانوا أول من وضع رجلهم فوق الحائط، فشرعوا في محو الأعداء واحدا تلو الآخر تابعين خطى باسل، أنهوا أمر الرماة الذين كانوا قد بدؤوا يستهدفون حلفاءهم الذين في الأسفل

تكلم كين نبيل "بالنظر للأعداد التي كنا سنفقدها إن هاجمنا العدو مع اطلاعه على قدومنا، فقد تصل للآلاف قبل أن نستطيع المرور"

قال كين نبيل هذا الكلام بينما يقطع و يجمد الأعداء كأنه يمدح الشخص الذي فكر بهذه الخطة، بينما مارون زونغ يسمع كلامه أثناء قطعه للأعداء بسحر الرياح

"لقد مدح والدي هذا الشخص باسل كثيرا، لذا هذا أقل ما أتوقعه منه" تكلم مارون زونغ بداخله ثم أكمل "لكن، يجب علي الإشادة به لتفكيره المميز"

بينما هؤلاء الأشخاص الذين قادوا الجيش إلى هنا يقومون بتمزيق الأعداء، استغل بقية الجيش هذه الفرصة و صعدوا إلى فوق الحائط

الحائط كان يتميز بعرض كبير جدا، و مدعم كله بداعمات سحرية، و له بوابة سحرية من المستوى السابع، حتى السجن المركزي لا يملك سوى القليل من الغرف التي تعتبر كزنزانة يمكنها سجن سحرة من المستوى السادس، لكن بما أن هذا الحائط يعتبر النقطة الأخيرة قبل الولوج للساحة الخارجية للقاعة الرئيسية، فقد كانت بوابته لا يمكن اختراقها إلا من قبل العديد من الأشخاص من المستوى السابع، و إن كان بإمكانك إيجاد أشخاص من المستوى السابع و إحضارهم، فسيكون من المرحب فتح البوابة لك

كان التشكيل أول من صعد الحائط بعد التسعة، بأوامر من شي يو التي ركزت على ملاحظة الثغرات في صفوف العدو التي يصنعها الذين سبقوهم، مهارتها القيادية كانت جيدة للغاية على عكس شخصيتها المتوترة

مع أنها لا تزال تتلعثم و تتوتر حتى في قيادتها، إلى أن هذا لم يمنع سطوع موهبتها التي يمكنها كشف نقط الضعف الخاصة بالأعداء مرة تلو الأخرى، حتى صعد التشكيل بأكمله، فحتى لو كانوا ضد خصوم أقوى بمستوى منهم، كانوا قادرين على اختراقهم فقط عن طريق اتباع أوامرها

فالتشكيل يحتوي على القليل فقط من ذوي المستوى الخامس بسبب اختيار باسل للمواهب الصاعدة فقط من أجل تدريبها و التي كانت فقط من المستوى الثاني حتى الثالث، و حتى عندما اختار القادة باقي الجيش، اتبعوا نهج باسل و قاموا باختيار أصغر الأشخاص عمرا و موهبة في السحر

لذا بعد تدريبهم لهذه المدة الطويلة، استطاع فقط الأشخاص الذين اختيروا بالأول لأنهم ذوي موهبة عالية من بلوغ المستوى الخامس في هذه الفترة الوجيزة

شاهد باسل هذا المنظر بابتسام ثم تذكر كيف كانت شي يو تحاول بكل جهد منها أن تقوم بنصح الأشخاص الذين كانوا يهاجمون باسل في أول التقاء لهم

عندما أراد أن يهاجم شخص ما كانت تحاول إيقافه، لأنها تعرف أن هجومه ذاك لن ينفع، و عندما ترى تراجع شخص ما كانت تحاول حثه على الهجوم، و كل هذا فقط لأنه سيكون أفضل لو قاموا به، لأنه سيكون أكثر فعالية، و عندما شاهدها باسل أثناء لقاءهم الأول، اعتقد بهذا مع نفسه 'لو أنها امتلكت الشجاعة الكافية و الصوت المرتفع ليستمع لها الآخرون، لكان احتمال هزيمته أكبر من الخاص بفوزه'، لكن هذا يبقى فقط في حالة استخدامه لسحر التعزيز فقط في ذلك الوقت الذي لم يكن عنصر التعزيز الخاص به يتخطى المستوى الرابع في القسم النهائي

لكن بسبب شخصيتها تلك، وقفت فقط في مكانها حتى قضى باسل عليهم كلهم و أتى في الأخير و أسقطها أيضا

لذا قد فرح قليلا بمشاهدتها تحاول التغلب على نفسها القديمة. أصبحت ابتسامة باسل أكثر عرضا ثم قال "لقد استولينا على جزء كبير من الحائط في دقائق فقط، لهذا أحب عنصر المفاجأة، فهو يزيح عنك الكثير من الأعمال التي تعتبر ألما في المؤخرة فقط"

من تأليف Yukio HTM

أتمنى أن يعجبكم الفصل، و أرجو الإشارة لأي أخطاء إملائية أو نحوية

و إلى اللقاء في الفصل القادم

2017/09/14 · 1,116 مشاهدة · 1738 كلمة
yukio
نادي الروايات - 2024