71 - اعتراف

كل عائلة لديها نقوش ختم خاصة بها، و لا أحد يعرفها سوى من يحملون دمها من العائلة الرئيسية، لذا عندما يأتي فتى مجهول الأصل، من قرية ما غير معروفة، و يقوم بفتح مثل ذلك الختم، فلا خيار آخر أمام أي شخص آخر سوى الاندهاش و الإشادة به

دخل جميع الجنود بشكل متسلسل حتى أصبحوا كلهم داخل الساحة الخارجية

أما الجنود الذين فوق الحائط، فعندما شاهدوا البوابة قد فتحت و حلفاؤهم قد دخلوا بالفعل، انقضوا على ما تبقى من الألف التي كانت تحمي الحائط، كان عددهم قد أصبح حوالي المئة فقط، لذا عندما توقفوا و اندهشوا مما فعله باسل، أتت فرصة للجنود من جيش الانقلاب فوق الحائط لاستغلال توقف العدو، و بسرعة كبيرة أنهوا أمرهم ثم لحقوا حلفاءهم إلى الساحة الخارجية

وقف باسل في مكانه بينما يضع يده على ذقنه و يفكر في شيء ما، و بينما هو على تلك الحالة، كان أولئك الأربعة و قادة التشكيل يحدقون فيه بغرابة، لاحظ باسل هذا الأمر، فسأل "ما بالكم تصنعون كلكم نفس الوجه؟"

لم يتكلم أي أحد آخر، لذا تكلم باسل "آه، فكي للختم، لقد كنت مولعا بفك الألغاز منذ صغري"

أصبحت نظرة الاندهاش على وجوههم أكثر اندهاشا، يحب الألغاز؟ أيقارن فك ختم يصد سحرة من المستوى السابع بحل للغز؟

تقدم باسل و قال "حسنا، لقد أتممت الخطة، فلنبدأ عملنا"

لم يعد يتحمل كين نبيل فسأله "كيف لك أن تعرف عن ختم عائلة غرين؟ و هل قلت أنك انتهيت من وضع خطة؟ متى فعلت هذا؟"

وضع باسل على وجهه نظرة تعجب ثم أجاب "أنا لم أعرف عن ختم عائلة غرين، لقد قلت لك، أنا فقط أحببت حل الألغاز منذ صغري، و أما عن الخطة، ألم تراني واقف هناك أفكر بها قبل قليل؟"

"ها؟" استغرب كين نبيل، لا ليس هو فقط، بل كل من سمع حوارهما، إذن هو قام بحل ذلك الختم بهذه السرعة من دون أن يعلم عنه أي شيء، و هل حقا قام بصنع خطة بالفعل؟ ألم يتجمد هناك لثواني عديدة فقط؟

تكلم باسل "كفانا أسئلة الآن، أنا أريد الانتهاء من هذا الأمر بأسرع وقت ممكن للانتقال للمرحلة التالية، أنتم الأربعة، و قادة التشكيل، فلتأتوا معي، سأشرح لكم ما سنقدم على فعله"

تبع التسعة باسل ثم جلسوا في دائرة، و بعد قليل بعد أن شرح لهم باسل خطته، صدموا فوقف يينغ يينغ و تكلم "لا يمكنني القول على هذه الخطة سوى أنها متهورة، أيمكننا حتى تسميتها خطة؟"

أجاب باسل "أنا فقط قمت بالبحث عن أسرع طريقة للتخلص من العدو، سميها ما تريد، لكنها الخطة التي سننفذها، مع عددنا هذا، سيموت الكثير منهم لو هاجمت تلك 9 آلاف التي تنتظرنا هناك، أنا أريد فقط إنقاص عدد الجنود الذين سيموتون من جهتنا"

"فكما رأيت في المعركتين السابقتين قد خسرنا 10 آلاف شخص، و ذلك كان العدد الأقصى الذي أمكننا خسارته. و ألم نتبع خطتي و كنا قادرين على اختراق الحائط بأقل الخسائر التي وصلت إلى 200 ساحر من المستوى الرابع فقط؟"

عقد يين يينغ حاجبيه ليكمل باسل "أولئك الـ200 ساحر الذين ماتوا كانوا كلهم في أواخر العشرينات حتى منتصف الثلاثينيات، أي إنهم لا يزالون صغار كثيرا بالنسبة للمستوى الرابع الذي وصلوا إليه، و كذلك كانت الـ10 آلاف التي خسرناها"

"لا يجب أن نضحي بمثل هؤلاء الأشخاص، فهم ذوي مواهب جيدة، و بعد سنين قليلة من الآن فقط سيصبحون قوة مرعبة لن تقف في وجهها أي قوة أخرى، لكن إن لم نتبع خطتي الآن سنفقد الكثير منهم، و أعدك أننا لن نخرج بعدد بسيط من الخسائر، إن كنت تفكر في الفوز فقط فأنا لا، أنا أفكر للمستقبل، كل واحد من هؤلاء الجنود سيكون تعزيزا لقواتنا"

لم يجد يين يينغ ما يقوله فجلس في مكانه من دون التحرك، و كذلك فعل مارون زونغ و كورو هيسي و كين نبيل، أما قادة التكشيل، فلم يكن لديهم أي اعتراض على أو شك في كلام سيدهم

لا وقف باسل و تكلم "حسنا، فلنتحرك الآن"

نظر باسل للبعيد، لا يزال جيش العدو لم يتحرك بعد، حسنا، سيكون من التهور فعلهم لذلك فقط، إنهم يتخذون تشكيلة دفاعية لا تخلوا من نقاط الضعف، فلما عليهم أن يغامروا و يخاطروا بتشكيلتهم تلك؟

وقف باسل و وراءه أولئك التسعة، و مع خطوة باسل الأولى كذلك فعل التسعة الذين وراءه، ثم تبعهم الجيش الذي وراءهم، و بمجرد ما أن قاموا بالخطوة الأولى حتى أسرعوا في الثانية كما فعل الذين يأخذون القيادة

*تزلزل* *تزلزل*

في جهة العدو

*العدو تحرك* *العدو تحرك*

*استعدوا للالتحام*

انطلقت مقدمة جيش الانقلاب، فاستعد جيش الدفاع الأخير

اقتربت مقدمة جيش الانقلاب شيئا فشيء، لكن هناك شيء غريب يحدث، هذه المقدمة تبطئ سرعتها مع تقدمها على عكس العشرة الذين يتقدمون بالأمام

قامت مقدمة الجيش بالانقسام لمجموعتين، مجموعة تشمل فقط سحرة المستوى الخامس الذي عددهم 5000، و هؤلاء كانوا يلحقون بالعشرة بترك مسافة تصل إلى أكثر من 100 متر بينهم، أما سحرة المستوى الرابع الذين يصل عددهم لحوالي 35 ألف، فقد أخذوا مسافة تبعد عن العشرة بألف متر

و بينما العشرة يتقدمون تكلم يينغ يينغ "هل حقا ينوي القيام بذلك؟ ألن يجني على نفسه و يجرنا معه فقط؟"

رد عليه هيسي "ما بك؟ إنك تثرثر كجدتي، أنا يروق لي أسلوبه، إنه بسيط و سهل الاستيعاب"

"همف" تهجن يين يينغ و قال "قد يكون مثل هذا الأمر شيء جميل لك، لأن حتى غبي مثلك يستطيع فهمه، لكن الشخص الذكي لن يقوم بمثل هذه الخطة التي لا يمكننا حتى ضمان نجاحها"

غضب هيسي منه و أراد الصراخ في وجهه، لكن مارون زونغ تدخل و قال "إنه القائد الذي حصل على موافقة كل الكبار، و قد رأينا خططه عبر كل طريقنا إلى هنا، حتى أننا رأيناه يفتح ذلك الختم الذي لم أفهم حتى كيف فعلها، و الآن، لا يمكنني سوى تخيل أن هناك شيء ما في جعبته، لما نسكت و نرى ما سيحدث؟"

"و لكن.." حاول يين يينغ التكلم

لكن هذه المرة تدخل كين نبيل و قال "كفانا من 'و لكن'، كثرة الـ'لكن' ستجعلك غير شعبي فقط بين النساء"

"ها؟ ما دخل شعبيتي بين النساء هنا؟" انفعل يين يينغ

تكلم هيسي بعد أن ضحك "كاكاكا، يبدو أنه ضرب على الوتر الحساس"

استمر هؤلاء الأربعة في التكلم فيما بينهم، علاقتهم تتوطد مع مرور الوقت، أما قادة التشكيل الخمسة، فكان همهم الوحيد هو اكتشاف نية سيدهم، و كل ما يشغل عقلهم كان "ماذا سيفعل سيدنا بعد أن يقوم بما ينوى فعله؟"

كانت التسعة آلاف كلها متمركزة أمام القاعة الرئيسية

استعد العدو جيدا، قام الرماة بسحب أوتار أقواسهم و شحذوا طاقاتهم السحرية، ثم أطلقوا

*ووووش*

انطلقت الأسهم السحرية في اتجاه عدوهم، قطعت آلاف الأمتار و وصلت لمقدمة جيش العدو

عندها تكلم باسل "حسنا، فلنتوقف هنا"

توقف و كذلك فعل التسعة ثم تبعهم مجموعة سحرة المستوى الخامس و مجموعة سحرة المستوى الرابع

صد التسعة و باسل الأسهم بأسلحتهم

تقدم باسل للأمام بينما يقول "يبدو أن هذا هو أقصى مدى يمكن لأسهمهم بلوغه"

ابتسم و أكمل "حسنا، و الآن لما نجعل العدو يفقد أعصابه"

أخرج باسل مكبر الصوت ثم وضعه أمام فمه و تكلم

[أيها الإمبراطور غرين لايت، أنا القائد الأعلى للجيش الذي تغلب على قواتك وصولا إلى هنا، أنا من قام بإبادة أبناءك و بناتك، لو أنك رأيت كيف قتلتهم فقط، التحفة الحقيقية كانت ابنتك الثانية، لو أنك شاهدت فقط كيف انفجر جسمها و لم يتبقى منه شيئا، حتى أن ابنتك الصغرى الآن تحت قبضتي، و هي حية فقط لأن هناك فائدة لا زالت ترجى منها، و بعد الانتهاء منها سأنهي معاناتها، أنا من محى أبناء أخيك من الوجود، لقد تذللوا إلي أثناء قتلهم للإفصاح عن حياتهم، لم يكن موتهم شريفا كما ادعوا في حياتهم، و الآن أنا هنا لأن دورك قد حان، و بالطبع بعد الانتهاء منك سأحرص على تصفية أختك الكبرى و نجلها، و بهذا سأكون قد تخلصت من دم غرين بصفة نهائية"

[ما رأيك؟ أليست إنجازاتي مذهلة؟ ألا أستحق لقبا لائقا؟] قالها باسل بكل سخرية

لقد قال كل هذا الكلام من دون ظهور أي ردة فعل في صفوف العدو، ثم بعد لحظات بدأت تلك الأخيرة بفتح طريق لشخص ما، هذا الشخص كان الإمبراطور الذي تقدم ببطء بينما هالته تضغط حتى على سحرة المستوى الخامس من حوله

في مثل هذا الحضور لم يكن هناك أي شيء بإمكانهم فعله سوى الانحناء له تقديرا له، ظهر أخيرا الإمبراطور، فاستخدم باسل سحر التعزيز على عينيه ليرى صورته بوضوح

"إذن هذا هو الإمبراطور، أليس عجوز قد مر عليه الزمان فقط؟" تكلم باسل ساخرا منه

لم يعد التسعة الذين وراءه يندهشون أكثر بعدما كل ما مروا به من صدمات قوية

تكلم الإمبراطور هو الآخر عبر مكبر الصوت

[أيها الصعلوك، ما الذي تحاول فعله؟ مهما كانت نيتك، فبمجرد ما ان نطقت اسمي موجها كلامك إلي، سواء كان كلامك حقيقة أو كذبا، فلقد جنيت على نفسك أيها الغر، كبار العالم يخافون مواجهتي و أنا هنا أمام صعلوك يحاول مواجهتي كما لو أنه في نفس مرتبتي، كنت أتوقع ظهور ذلك اللعين كريمزون، لكن يبدو أنه مجرد جبان لا يسعه سوى ترك طفل مثلك ينوب عنه، لكن كما قلت، لا يهم من أنت أو ما عمرك أو أي شيء، لا شيء يهم، فقط ادعاؤك قتلك لدمي، كاف لجعلي أمحوك من الوجود، سو...]

قاطع باسل كلامه فجأة [أيها العجوز الخرف، لقد تكلمت كثيرا، هل ستهاجمني أم لا؟]

ظهرت العروق على و اسود وجه الإمبراطور، لقد قاطعه و أهانه و ادعى قتل دمه، طوال هذه الحرب كان يغلي من الأعصاب، و كل لحظة تمر كانت تزيد من غضبه فقط، و الآن قد وصل لحدوده بالفعل

تكلم باسل مرة أخرى [أنا أيضا لا يهمني إن صدقت كلامي أم لا، فهذا لا يغير حقيقة أني محوت عائلتك من الوجود بيدي، لذا سأقول لك كلاما قد يوضح لك الصورة أكثر و يجعلك تعرف أنني لا أمزح هنا. أنا من العشيرة القرمزية التي جعلتكم قبل 50 سنة ترتعدون، و يبدو أن القدر قد جمعنا مرة أخرى، فقط، الشخص الذي يباد هذه المرة هو أنتم]

العشيرة القرمزية؟ بسماع الإمبراطور لهذا الاسم رجعت له العديد من الذكريات، و في الحال قام برفع يده و أشار بها

[القوات الجانبية، هجوم، اجلبوا لي الصعلوك حيا]

و بسماعه ابتسم باسل ابتسامة عريضة، فابتلع التسعة الين وراءه ريقهم، لقد جعل حقا الإمبراطور يلعب في راحة يده، و الآن قد أمر بذلك الأمر الذي انتظره باسل

تكلم باسل "ظننت أنه سيهجم أيضا معهم، لكن هكذا أفضل، فبهذا سيتيح لي الفرصة لأبيد أكبر عدد منهم، و يبدو أنني سأتركه للشخص الذي يجب أن يقتله و يحق له حقا فعل ذلك"

و في هذه الأثناء بدأت الـ210 ألف تدخل عبر الحائط، مع القادة الكبار كلهم في الأمام، بينما أنمار ترافقهم

من تأليف Yukio HTM

أتمنى أن يعجبكم الفصل، و أرجو الإشارة لأي أخطاء إملائية أو نحوية

و إلى اللقاء في الفصل القادم

2017/09/17 · 1,204 مشاهدة · 1662 كلمة
yukio
نادي الروايات - 2024