72 – تحول تاريخي (1)

التف باسل للتسعة و تكلم "استعدوا جيدا و تراجعوا كلكم بمائة متر عن المكان الذي تقفون عليه، سأعطيكم فرصة ليس لها مثيل لإبادة أكبر عدد من العدو بكل سهولة و من دون فقدان أي عضو من جنودنا، عندها سيكون بإمكاننا هزيمة الباقي منهم بأقل الخسائر الممكنة"

تراجع التسعة للخلف لينضموا إلى الـ5 آلاف التي كانت تبعد بمائة متر عنهم، ثم استلوا أسلحتهم و استعدوا جيدا كما قال لهم باسل أن يفعلوا، و الآن كل ما ينتظرونه هو ما سيفعله باسل، كيف له أن يواجه كل هذه الأعداد من سحرة المستوى الخامس لوحده؟ و كيف له أن يعطيهم هذه الفرصة التي تحدث عنها حتى، بينما هو في هذا الموقف الذي يبدو يائسا مهما نظرت للأمر

حدق يين يينغ في باسل الذي بدأ يشحذ طاقته السحرية كثيرا، ارتفعت طاقته شيئا فشيء، لاحظ التسعة و الـ5 آلاف طاقته هذه، و لم يكن بوسعهم سوى التحسر في مكانهم و فتح أعينهم و أفواههم صانعين وجها غير مصدق للهالة التي تحيط بباسل

تلك الهالة كانت غير معقولة أبدا، خصوصا و أنها تأتي من فتى لا زال لم يبلغ الخامسة عشر حتى. وصل ضغط هالته لجهتهم و عندها أحسوا بتلك القوة التي جعلتهم يفهموا لما كان باسل واثقا جدا، تلك القوة التي لا يشعرون بها دائما

تكلم يين يينغ بينما لا يصدق الكلام الذي يخرج من فمه "المستوى السا...بع"

*بوووووم*

انفجرت الطاقة حول جسم باسل، حتى أن الأرض تحته قد سحقت من ثقل هالته، تعرق القليل من الأشخاص البعيدين عنه بالخلف، لا زالوا حتى الآن لم يصدقوا هذه الطاقة التي ارتفعت حتى وصلت للقسم المتوسط بالمستوى السابع، و لا زالت تزداد في كل لحظة

تكلم باسل بينما لا يزال يشحذ طاقته باستمرار "لا تنسوا القيام بمهمتكم على أكمل وجه، يجب عليكم التنظيف من بعدي جيدا"

حدق باسل في العدو جيدا ثم وضع قدمه على الأرض في استعداد للاندفاع، و عندما كان سينطلق تذكر أمرا "آه، قد تتفاجؤون أكثر من القادم، لذا فلتستعدوا جيدا لهذا الأمر، فأنا لا أريد من اندهاشكم أن يكون مثل الخاص بالعدو و تضيعون الفرصة الذهبية"

استغرب التسعة، بماذا سيفاجئهم؟ هل هناك أي شيء سيفاجئهم أكثر من بلوغه المستوى السابع؟ لم يعرفوا أي تعبير يجب أن يصنعوا بعد كلامه

*بوووووووم*

انطلق باسل فخلف وراءه حفرة عميقة بسبب ضغط رجله، ازدادت طاقته باستمرار حتى وصلت للقسم النهائي من المستوى السابع، و هذا كان الصدمة الكبيرة لأي أحد تواجد هنا، كبار العالم الأقوياء قد أفنوا حياتهم في التدرب ثم بعد عقود من العذاب أخيرا و أخيرا وصلوا لهذا المستوى

لكن الآن فتى في مثل هذا العمر أخرج قوة تضاهيهم، كيف لهذا الشيء الغير معقول أن يحدث؟ ما الذي يحدث في هذا العالم بالضبط؟

*دوو* *دوو* *دوو*

كل خطوة من باسل كانت ثقيلة جدا و تخلف آثارا عميقة في المكان الذي وقعت عليه، و انطلق بسرعة غير ملحوظة من قبل أي شخص سوى شخص واحد، الشخص الذي كان في نفس المستوى الذي بلغه باسل قبل قليل

الإمبراطور لوحده من رأى ذلك الفتى ينطلق كما لو أنه شعاع من البرق، انصدم كثيرا من قوته، عض على شفتيه و لعن العشيرة القرمزية، لقد ظن أنه قد أنهى آخر دم منهم قبل 35 سنة، لكنه كان مخطئا، لقد عرف أن نجل تلك العشيرة سيكون خطرا كبيرا عليه، لذا قرر إبادته قبل أن يلد و تكبر عائلته من جديد و يظهر الكثير من أولئك اللعناء القرمزيين الذين سببوا له المعاناة كثيرا في 'انقلاب الليلة الواحدة'، حتى أن زعيم تلك العشيرة قد قتل والده

لم يظن و لو في أحلامه أن واحدا منهم سيعود مرة أخرى، على الأقل ليس كفتى، ليس كفتى وصل للقسم الأخير من المستوى السابع

شاهد الإمبراطور باسل يقترب من القوات الجانبية التي اجتمعت كلها و صارت قوة واحدة، عددهم كمجموعتين كان 3 آلاف في الواحدة، و الآن قد أصبح عددهم مجتمعا 6 آلاف ساحر من المستوى الخامس

حتى ساحر من المستوى السابع سيواجه مشكلة عويصة مع كل هذا العدد مرة واحدة، لكن ذلك الفتى قادم نحوهم بكل ثقة

عندها ارتعد الإمبراطور و صعدت معه قشعريرة رسمت على وجهه كنظرة رعب من الفكرة التي أتت لرأسه فجأة، فعرف أنه قد خدع من ذلك الفتى قبل قليل، لقد قام باستفزازه عمدا فقط ليجعله يرسل قواته لتلقى حتفها

صرخ الإمبراطور بشدة "أيتها القوات، تراجعي بسرعة"

حدث تردد في الـ6 آلاف، فابتسم باسل و نطق "اكتشفت هذا متأخرا"

جعل الإمبراطور جنوده لا يعرفون ما يفعلون، أمرهم سابقا بالهجوم و الآن بالتراجع قبل أن يتموا هجومهم، و هذا بالطبع سوف يخلق توقفا عن الحركة مؤقتا، فهم قد سمعوا أمرا معاكسا للذي سمعوه قبل ثوان عديدة فقط، لذا سيكون عليهم التأكد من الأمر الي سمعوه قبل أن ينفذوه

*وووووووووش*

*بوووووووم*

التقى باسل بالـ6 آلاف و مر من بينهم بينما يسحق كل ما في طريقه، استغل باسل توقف الـ6 آلاف و قتل العديد منهم قبل أن يقوموا بأي حركة. لعن الإمبراطور كثيرا و مرارا و تكرارا، لقد وقع في شباك غر قد بدأ الحياة للتو، هو الإمبراطور الذي يخشاه كبار هذا العالم قد خدع من فتى كهذا؟

أمر الإمبراطور مرة أخرى "فلتسحقوا الغر، اقطعوا جلده و لحمه ثم اسحقوا عظامه و اجلبوه لي نصف ميت"

أمر الإمبراطور مرة أخرى أمرا معاكسا للذي سبقه، لقد جعل الجنود مشوشين تماما، لم يخرج باسل سيفيه الأثريين، و قام فقط بسحق الجنود باللكم و الركل

هؤلاء الجنود كانوا سحرة من المستوى الخامس مدرعين، لكن باسل قام باختراق دروعهم ثم أجسادهم ساحقا إياهم منهيا بذلك حياتهم

كل لكمة منه جعلت العديد منهم يرمون بعيدا عنه كقطع، سحق أجسادهم واحدا تلو الآخر إلى أشلاء، حتى سحرة من المستوى الخامس لم هناك ما بيدهم ليفعلوه

مر باسل من بينهم بينما يستمر على هذه الحال، وقف التسعة و مقدمة جيش الانقلاب بعيدا بينما يشاهدون المجزرة التي تحدث أمامهم، قائدهم كان كوحش يسحق كل ما يلمسه، لم يكن هناك أي شيء قادر على إيقافه

و في ثوان عديدة كان باسل قد وصل لوسط الـ6 آلاف التي تقلص عددها، ففي طريقه لمركز هذه القوات، كان باسل قد أنهى المئات منهم، فقط قوة لكمه تولد ضغطا كافيا ليجعل الدرع السحري من المستوى يتصدع، كان يلكم عدة جنود في آن واحد مخترقا أجسادهم

لم يكن هناك أي شخص قادر على التسبب في أي أذى له، كل الهجمات من كل الأنواع استهدفته، لكنها كلها تكون بلا فائدة، فإما يصدها باسل أو يراوغها

و لأول مرة جرب هؤلاء الجنود قوة ساحر من المستوى السابع في قمته، لكن الأمر لم ينتهي بعد، فعندما بلغ باسل مركز قواتهم، تنفس بعمق و صرخ "أيتها القوات، كونوا على استعداد تام، لقد اقترب دوركم"

صرخ باسل بهذا الأمر من دون استخدام أي مكبر صوت، فجعل حتى الأعداء يرتجفون، فلما لا يفعلون؟ بعدما شاهدوه يقتل حلفاءهم بكل سهولة حتى أنه قد محى المئات منهم في ثوان عديدة فقط

سمع التسعة صوت باسل، فبدؤوا هم و مقدمة جيش الانقلاب يشحذون طاقاتهم بينما عدة أفكار تراود أذهانهم، لقد شاهدوا قوة قائدهم المرعبة، و لا واحد منهم ظن أنها كبيرة لهذا الحد، حتى قادة التشكيل لم يكن في بالهم أبدا أن قوة سيدهم قد بلغت هذا المستوى

صدم الكل، أي شخص موجود في ساحة المعركة ارتعد من قوة هذا الفتى، حليف كان أو عدو، لا يهم، الذي يهم هو أنهم كلهم قد شهدوا شيئا تاريخيا، و عندها التسعة كلهم عرفوا، أنه بما أن فتى في هذا العمر قد وصل لقمة المستوى السابع بالفعل، فلابد من أن قوته ستزداد حتما، إذن لا شك في هذا، هناك شيء ما يقبع وراء المستوى السابع

لذا لم يكن هناك أي شخص آخر غير أولئك التسعة من عرفوا حقا أنهم قد حضروا على و شهدوا تحولا تاريخيا

شحذ باسل طاقته، لكن الغريب في الأمر هو أن طاقته كانت بالفعل في قمته شحذها، إذا ما هذه الطاقة التي يقوم بجعلها ترتفع؟ إنها مختلفة عن الطاقة التي استخدمها قبل قليل، نعم، الطاقة التي استخدمها قبل قليل كانت خاصة بعنصر التعزيز، لكن الآن هناك طاقة مختلفة تتشكل في هالته، نعم، كما لو أنها عنصر آخر

هذا ما دار في أذهان المحيطين به، و بعد قليل نطق شخص منهم كانت النار تحيط بسيفه، تلك الكلمات التي خرجت من فمه خرجت متقاطعة من شدة الشيء الغير معقول الذي تحمله من معنى "إنه يشحذ عنصر النار"

عندها ظهرت ابتسامة عريضة على وجه باسل

و في هذه الأثناء، الـ210 ألف التي كانت قد دخلت للساحة الخارجية قد اقتربت من مقدمة الجيش التي سبقتها بالفعل

كان القادة الكبار كلهم متراصين بالأمام راكبين على الخيل، و كذلك كانت أنمار و التاجر ناصر الذي كان خلفهم

اقترب الكبير أكاغي من أنمار و تحدث لها "أنمار الصغيرة، هل أنت قلقة على حليفنا باسل؟"

قال الكبير أكاغي هذا الكلام بعد أن لاحظ عبوس وجه أنمار، و بدى عليها التفكير في شيء ما

أجابت أنمار "لا، لما سأفعل هذا؟"

"هذا" استغرب الكبير أكاغي من جوابها و سؤالها، قال "ألا يجب أن تكوني قلقة عليه بما أنه ذهب للقتال في الصفوف الأمامية؟"

أجابت أنمار مرة أخرى "سوف أقلق إن كان هناك شيء يستحق القلق من أجله"

سأل الكبير أكاغي "و لما تعتقدين أن هذا الأمر لا يستحق القلق من أجله؟"

تحركت شفتي أنمار و ظهرت ابتسامة خفيفة "لأن رجُلي هو الأقوى، و إن لم يكن الأقوى سيصبح الأقوى"

"همم؟" اندهش الكبير أكاغي كثيرا من كلامها، حدق بها مطولا ثم ضحك بشدة "هاهاهاهاهاهاها"

نظرت أنمار لهذا الأمر و لم تعطه الكثير من الأهمية، لكنها أكملت كلامها "لكن على الأقل هذا شيء مؤكد، باسل هو الأقوى هنا"

حدق مرة أخرى الكبير بها، سابقا لم يضحك على كلامها لأنه حاول السخرية منها، لكنه فعل ذلك فقط لأنه لم يكن هناك أي شيء ليقلق عليه، لقد أراد التخفيف عن حفيدته فقط، لكنه وجد نفسه هو القلق هنا

أنمار فهمت هذا الأمر، لذا لم تسأل عن سبب ضحكه أو انزعجت من ردة فعله

تكلم الكبير أكاغي هذه المرة بعدما صنع وجها جديا "أريد سؤالك عن شيء ما" أماءت أنمار رأسها ليكمل كلامه "العشيرة القرمزية تتميز بسحر النار، لم يظهر أي شخص منها أبدا بعنصر سحر آخر غير النار، فكيف لحليفنا باسل أن يملك عنصر التعزيز و ليس النار"

حدقت أنمار فيه بعمق "هذا..." توقفت عند هذه الكلمة ليفتح الكبير أكاغي أذنيه جيدا ثم أكملت "هذا ستعرفه في القريب العاجل يا جدي"

نسي الكبير أكاغي سؤاله، و هذا بسبب تلك الكلمة التي نطقتها أنمار، لقد مرت أسابيع منذ معرفتهم لعلاقتهم ببعض، لكن أنمار لم تناديه باسم القرابة بينهما أبدا حتى الآن، لذا فقد غمرته السعادة كثيرا عندما سمعها تقول 'جدي'

*اهتزاز* *اهتزاز* *اهتزاز*

اهتزت الأرض تحتهم بشدة، كما لو أن هناك زلزال قد حدث، جعلهم هذا الأمر يتساءلون عما حدث، لذا أمر الكبير أكاغي "كل القوات، فلتنطلق بالسرعة القصوى"

بالعودة لساحة القتال

قبل ثوان

عنصر النار؟ كيف لهذا أن يكون ممكنا، يجب أن يكون هناك خطأ ما فقط، فهذا شيء غير منطقي، لكن دعم رأي الجندي الذي نطق أشخاص مستخدمون لسحر النار أيضا

لم يفهم الجنود ما الذي يحدث بالضبط

شحذ باسل طاقته باستمرار، حتى شعر الجميع بعنصر النار الذي بدأ ينسل من جسده ليتشكل بهالته

لم تتوقف طاقته من الارتفاع، وقف الجنود هناك بلا أي قدرة على الحركة بسبب صدمتهم من قوة باسل سابقا و عنصر النار الذي بدأ يظهر الآن

ارتفعت قوة باسل كثيرا و عندما استعد أخرج كلمات كانت آخر ما سمعها أولئك الجنود "كلي و التهمي، الانفجار الملتهم"

*بووووووووووووووووووووووم*

من تأليف Yukio HTM

أتمنى أن يعجبكم الفصل، و أرجو الإشارة لأي أخطاء إملائية أو نحوية

و إلى اللقاء في الفصل القادم

و لمن تساءل عن سبب عدم تنزيلي للفصل البارحة، فهذا لأني عدت للتنزيل كل يومين، أصبح من المستحيل علي إيجاد وقت كاف للكتابة و التنزيل كل يوم، لذا أرجوا أن تتفهموا، فالمهم هو أنني لن أتوقف

2017/09/19 · 1,123 مشاهدة · 1824 كلمة
yukio
نادي الروايات - 2024