73 – تحول تاريخي (2)

*بوووووووووم*

انفجار ناري غير معقول أتى من باسل و شمل كل الجنود في دائرة قطرها مائتي متر. كل الجنود الذين كانوا يحيطون به اختفوا من الوجود كما لو أنهم لم يوجدوا أصلا

هذا الانفجار الذي أطلقه باسل كان أقوى بعدة مرات من الذي استخدمه ضد الساحر وايد، عندها لم يستخدم الكثير من قوته لأنه لم يحتج لذلك، لكن الآن الوضع مختلف تماما، و إن أراد ليس فقط ان يفاجئ العدو، بل يجعله متجمدا عن الحركة من الصدمة، فعليه القيام بشيء كبير مناسب لذلك، عليه إطلاق هجوم ضخم غير متوقع يجعل العدو مترددا كثيرا

و في لحظة، انمحى أكثر من ألف جندي كان محيطا به، هذا غير معقول أبدا حتى بالنسبة لساحر من المستوى السابع، مثل هذا الوحش موجود في الوجود؟

ليس فقط الأعداء من تجمدوا في مكانهم، بل حتى الحلفاء، هؤلاء الآخرين لم يصدقوا أعينهم أبدا، لم يعرفوا ما الذي حدث كيفما حاولوا تفسير هذا الأمر، قبل قليل قائدهم استخدم انفجار ناري لا يصدق، ألم يكن لديه سحر التعزيز؟ فكيف له أن يملك سحر النار؟

تجمدت الساحة بأكملها، الإمبراطور كاد أن يتقيأ الدماء، فبعد كل شيء، قد تذكر بسبب ما حدث قبل قليل أمام عينيه حقيقة أن العشيرة القرمزية تمتاز بسحر النار، لكن غضبه أنساه هذا الأمر، لكن مع ذلك، هو لا يعلم الكثير عنهم، لقد لاحظ فقط أنهم كلهم يستخدمون سحر النار أثناء انقلاب الليلة الواحدة، لذا عندما رأى ذلك الغر بسحر التعزيز، قال ربما أنه ليس بالضرورة أن يكونوا كلهم مستخدمي سحر النار

و في هذا الجمود، لاحظ تورتش أن الفرصة التي تحدث عنها سيده هي هذا الجمود الحالي من دون أي شك، إنها الفرصة الذهبية التي تحدث عنها، لا يمكن لهم أن يضيعوها هباء، صرخ تورتش بصوت عال "قوات الـ5 آلاف، اتبعينا و أبيدوا الأعداء الناجين من هجوم قائدنا الأعلى"

انطلق تورتش بسرعة كبيرة ثم تبعه الثمانية، لم يصدق أي أحد منهم ما حدث للتو، لكن كما قال تورتش، إنها الفرصة الذهبية التي لا يجب تضييعها، لذا لا يهم تصديقهم لما حدث أو لا، ما يهم هو التعامل و التكيف مع الوضع الحالي بشكل جيد

العدو الآن لا زال مصدوما مما حدث، إنهم يحاولون فهم ما حدث قبل قليل، فقط حقيقة أن ذلك الفتى هناك كان ساحرا في القسم النهائي من المستوى السابع كانت كافية لتجعلهم يرتعدون، لكن بعد ذلك الانفجار الذي التهم كل شيء في دائرة قطرها 200 متر من دون أن يخلف وراءه أي شيء، فلا خيار أمامهم سوى فشل سيقانهم، و لا يسعهم سوى رفع حذرهم لأقصى الدرجات من ذلك الوحش القرمزي الذي أباد ألفا منهم في لحظة واحدة

هذا الأمر كان مقصد باسل من هذا الهجوم، عندما ترى تهديدا أكبر، فلا شك أنك ستنسى أو تهمل الأصغر

لذا في هذه اللحظات القليلة، لم يكن و لا واحد منهم يركز على أي شيء غير الفتى الذي بدأت صورته تنجلي شيئا فشيء من الغبار، لم يكن بإمكانهم إزاحة نظرهم عنه و لو للحظات، فلحظة واحدة ستكون كافية له ليمحوهم كما فعل بالذين سبقوهم

ظهر باسل من الغبار، ابتسم ثم قال "شيء واحد لا أحبه في هذه الهجمة، إنه يملأ المكان غبارا" ثم نفض الغبار من على جسمه و ترك الأعداء يحدقون به بكل صدمة

تكلم باسل مرة أخرى بعدما نظر في الأرجاء "أمم، لكن بهذه النتيجة فأنا راض نوعا ما، لا بأس إن اتسخت قليلا"

إنه يتكلم بكل برودة، مما زاد الطينة بلة فقط بالنسبة لشعور أعداءه، تكلم باسل في هذه اللحظة مرة أخرى "حسنا، يبدو أنني جلبت الأنظار بشكل جيد، و يبدو أنني سأكرر هذه العبارة للمرة الثانية في هذا اليوم" حملق بهم باسل و أطلق نية قتل مرعبة جعلت أجساد كل الحاضرين تقشعر كما لو أن هناك آلاف الإبر توخز ظهورهم "الخوف من العدو الأقوى منك في المعركة شيء طبيعي، لكن التوقف في المعركة عن الحركة سيؤدي بك للتهلكة"

و بمجرد ما أن انتهى من الكلمة الأخيرة حتى صرخ واحد من الأعداء، و في الحال تبع الصرخة الأولى الثانية، و استمرت الصرخات بالازدياد حتى وصل صوت الصراخ لمسامع الجنود المحيطين بباسل

عندها التفوا كلهم ليروا ما الذي يحدث، فوجدوا أن الـ5 آلاف التي كانت بعيدة عنهم قد بدأت تجزر في الـ4600 المتبقين منهم

و بمجرد ما أن التفوا و عرفوا السبب، حتى طارت رؤوسهم من مكانها قبل أن يدورونها لجهة باسل

أخرج باسل سيفيه الأثريين و شرع في قتل الأعداء المحيطين به، لم يعرف الأعداء ما الذي قد حدث، حتى أن تشكيلتهم قد تفرقت و قواتهم انقسمت للعديد من المجموعات، و هذا أمر ليس بجيد على الإطلاق

فألفين من الـ5 آلاف من مقدمة جيش الانقلاب، اتباعا لأوامر شي يو، قاموا باستهداف المجموعات الصغيرة واحدة تلو الأخرى

هذه الـ5 آلاف انقسمت لثلاث مجموعات، ألفان تبعت شي يو، و 1500 تبعت قادة التشكيل الأربع، و 1500 تبعت الأربعة الآخرين مع كين نبيل يأخذ القيادة و يقطع كل ما في طريقه

قامت مجموعة شي يو بمهاجمة الأعداء بناء على اختيار شي يو المناسب، و بإتباع أوامرها أنهوا أمر كل المجموعات الصغيرة التي انفصلت عن قوتها الرئيسية

كانت مجموعتها تحوم في وسط الساحة كلها باحثة عن نقط الضعف و ضربها، أما مجموعة تورتش، فقد هاجمت مباشرة متجهة نحو باسل، و بالطبع الأعداء كانوا في حالة صدمة و لم يستجيبوا بسرعة، حتى أنهم عندما عرفوا أنهم تحت الهجوم كانوا قد فقدوا المئات بالفعل

أما مجموعة كين نبيل، فقد أخذت طريقا طويلا دائريا حول جيش العدو ثم هاجمت من الجهة المقابلة للتي هاجمت منها مجموعة تورتش، كانوا قادرين على المرور من كل هذه المسافة من دون التعرض لأي ازعاج، و هذا بفضل صدمة العدو مما حدث بسبب ما فعله باسل، هذا أولا، أما ثانيا، فكان السبب هو مجموعة تورتش التي أبادت أكبر عدد حتى الآن

فعندما أدرك العدو أنه يهاجم، ركز على الجهة التي تلقت أكبر ضرر و التي كانت الجهة التي هاجمتها مجموعة تورتش، لذا لم يكن باستطاعتهم ملاحظة تلك الـ1500 التي انسلت خلفهم ثم انقضت عليهم بادئة عملها في إبادتهم هي الأخرى

باسل بالمركز، و مجموعتي تورتش و كين نبيل تتوجهان نحوه، بينما تقوم مجموعة شي يو بتنظيف الشوائب

و في دقائق قليلة كانت الـ4600 التي بقيت بعد هجوم باسل قد أبيدت بكرة عن أبيها بالفعل، بينما كانت الخسارة التي تلقتها الـ5 آلاف هي 0 خسارة، كل ما تلقوه كانت جنودا مجروحين، قد يكون البعض منهم على شفا الموت، لكن بواسطة شي يو و فرقتها الخاصة للعلاجات كانوا قادرين على إنقاذهم من الموت

و بالطبع السبب الأكبر في أنهم لم يفقدوا أي شخص هو الأمر الذي أتى من باسل قبل القدوم إلى هنا، الخطة كانت جلب باسل اهتمام العدو إليه كليا، و استغلال الـ5 آلاف لهذه الفرصة جيدا، و لاستغلال هذه الفرصة جيدا، لم يكن هناك أي خيار آخر غير استخدام طاقتهم السحرية بجنون، أمر باسل بهذا لأنه يعلم، أنه عندما ينتهزون تلك الفرصة، سيكونون قد أنهوا مهمتهم، و عندها سيحين دور القادة الكبار و جيشهم في القضاء على المتبقين من الأعداء

و بعد انتهاء هذه المعركة، أو يجب القول المجزرة بما أنها كانت من جانب واحد، فلا زال ذلك الحدث من قبل الذي كان سببه باسل يشغل بال كل شخص موجود

و خصوصا أولئك التسعة، تقدم تورتش و أراد التكلم، لكن باسل قاطعه و قال "أنا أعرف سؤالك، سؤالكم جميعا، لكن الآن ليس الوقت المناسب، فيبدو أن ذلك العجوز الخرف قد قرر التحرك أخيرا"

نظر تورتش لجهة العدو فوجد الإمبراطور بواجهة الـ3 آلاف التي تبقيت من جيشه يقوم بشحذ طاقته السحرية، مما يعني أنه في استعداد كامل للهجوم

حدق باسل فيه باستخدام سحر التعزيز، فابتسم ثم قال بسخرية "إنه يغلي إنه يغلي"

بلع تورتش ريقه، و كذلك فعل كل من خلفه، فحتى لو أنهم قد شاهدوا باسل بقوة في القسم النهائي من المستوى السابع، إلى أنهم لا زالوا يشعرون بالخوف من الإمبراطور، فهيبته التي نمت كل هذه العقود لم تنسى من عقولهم

نظر باسل لهم ثم صرخ باستخدام سحر التعزيز على صوته [انتباه]

خرج هذا الصوت منه كما لو أنه صوت رجل بالغ، سابقا عندما كان يستخدم مكبر الصوت، هذا الأخير كان فقط يضخم صوته من دون التعديل عليه، و باستخدام سحر التعزيز بإمكانه فعل هذا أيضا، لكنه ركز أيضا على جعل صوته حادا مما أيقظ الجنود من رعبهم

[إنه ليس إلا عجوز قد عفى عليه الزمن، كلكم رأيتم قوتي، يجب أن يكون لكم علم كاف الآن أن العصر يتغير، قد يكون في القسم النهائي من المستوى السابع، لكن ماذا في هذا؟ فأنتم لديكم أنا و القادة الكبار، هذه المعركة قد حسمت، و للتأكد من هذا التفوا للخلف و اجعلوا من هذا الأمر يرفع معنوياتكم، بهذه القوة ليس هناك أي شخص بإمكانه إيقافنا]

بناء على أمر باسل، التف الجميع من مقدمة جيش الانقلاب ليروا ما المقصود بكلامه، و عندها رأوا القادة الكبار آتين في مقدمة الجيش الذي بلغ عدده 210 ألف

تكلم باسل [الـ5 آلاف المرهقة، فلتعودوا للمؤخرة و ارتاحوا، لقد انتهت مهمتكم الآن، أما الـ35 آلاف فسوف تتقدم الجيش الآتي خلفها، لم يتبقى للعدو سوى 3 آلاف من المستوى الخامس مع قائدهم الخرف، فوزنا محقق، لذا كل ما يجب عليكم فعله هو أن تكونوا على قيد الحياة عندما نفوز]

تحمس الجنود و ارتفعت معنوياتهم كثيرا، نسوا أمر الإمبراطور بالفعل، لذا تحمسوا مع كلام باسل الذي صرخ منهيا كلامه [فجرا، سنكون بإمبراطورية الشعلة القرمزية من جديد]

"هووااااااااااااااااااااااه"

و في هذه الأثناء انتهى الإمبراطور من شحذ قواته بالفعل كما فعل جنوده كلهم، و بأمر منه

"هجووووووووووووم"

تبعه كل الجنود مستهدفين العدو

و بنفس الوقت تراجعت الـ5 آلاف

و تقدم الجيش الذي أصبح عدده 245 ألف بانضمام الـ210 ألف لـ35 ألف، و في مقدمتهم يقف القادة الكبار و باسل و أنمار بشموخ

و بأمر من باسل مرة أخرى

"هجووووووم"

انطلقت القوات لتبيد آخر ما تبقى من قوات الأعداء

من تأليف Yukio HTM

أتمنى أن يعجبكم الفصل، و أرجو الإشارة لأي أخطاء إملائية أو نحوية

و إلى اللقاء في الفصل القادم

2017/09/21 · 1,271 مشاهدة · 1537 كلمة
yukio
نادي الروايات - 2024