76 – وجود عظيم

تعرق القادة الكبار، و بعض الجنود فشلت أرجلهم فسقطوا على الأرض من شدة ضغط هذا الوجود الذي فوقهم، فقط القادة من كانوا قادرين على الحفاظ على رباطة جأشهم، لكنهم مع ذلك، ارتجفت و اهتزت أجسادهم، غرقوا في العرق، أرادوا فقط أن يبتعدوا قدر المستطاع من هذا المكان لكنهم لم يستطيعوا

تكلم الشاب الذي استهدف الكبير أكاغي سابقا للعربة التي بالسماء "أيها الأقدم الكبير، هل أكمل عملي أم أنك ستتفضل و تخرج إلينا؟"

كانت العربة تقف في السماء، كما لو أنها تقف على الأرض، كذلك كان وحشي الفتخاء، وقفا في السماء، مع هالة تجعل كل من يشعر بها يرتعد، ما هما هذان الوحشان بالضبط؟ كيف لمخلوقين مثل هذين أن يكونا يجران عربة؟ ألا يعني أن صاحب ذلك الحضور سابقا و الذي يوجد داخل تلك العربة هو من روضهما و جعلهما يطيعانه؟ أم ماذا؟ هل استدعاهما؟

بقي الكل يتساءل، و بعدما تكلم ذلك الشاب، لم يتكلم أي أحد حتى خرجت كلمة واحدة من داخل العربة مع حملها لهيبة و نية قائلها "انزل"

تحرك وحشي الفتخاء و نزلا للأسفل، أثناء نزولهما فقط اصطحبا معهما رياحا عاصفة، في كل رفرفة من أجنحتهما الصقرية كانوا قادرين على تحريك الرياح في ساحة القتال بالكامل، مع وقوفهما على الأرض، كانا حجمهما لا يصدق، علوهما فقط يصل لخمسة أمتار، رأسهما ضخم للغاية مع عينين شرستان، قدميهما الأماميتين اللتين تبدوان قادرتين على تمزيق أقوى السحرة بتلك المخالب، و بقية جسدهما الآخذ شكل الأسد و الذي يبدو كما لو أنه لا يمكن جرحه من شدة قساوته، و فقط بوصولهما للأرض جعلوا الكثير من الجنود يغمى عليهم من شدة الضغط

حاول القادة الكبار بلع ريقهم لكنهم لم يستطيعوا حتى أن يفعلوا، و بعد أن ارتعبوا بما فيه الكفاية من هذين الوحشين، ظهر عندها صاحب ذلك الحضور، خرج من العربة ببطء شديد، و بمجرد ما أن نزلت قدمه على الأرض حتى جعل القادة الكبار يريدون الركوع له من الضغط

تكلم ذلك الشاب من قبل "إذا ما نحن بفاعلين أيها الأقدم الكبير؟"

ظهرت صورة صاحب ذلك الحضور للجميع، و إذا به يكون عبارة عن رجل في الثلاثينيات، عينيه كانتا عميقتين، و فقط بنظرة منه، استطاع القادة الكبار الشعور بقوة نيته الخارقة، فقط بنِيّته كان يستطيع جعلهم يستسلمون عن قتاله و الرضوخ لطلباته مهما كانت

تكلم هذا الأقدم الكبير أخيرا "كازيمارو، لا تتعجل، فلنسألهم أولا، و نظرا لإجابتهم سوف نقرر خطوتنا القادمة"

تكلم الأقدم الكبير بشكل طبيعي، و أخيرا حتى ذلك الضغط من السابق قد اختفى، تنفس القادة الكبار بأريحية أكثر من السابق، لكنهم بعد أن جربوا ذلك الحضور، لم يكن من السهل عليهم نسيانه بسرعة، فلا زالت أجسادهم تهتز من الرعب

تحدث كازيمارو موجها كلامه للقادة الكبار "لقد سمعتم الأقدم الكبير، ما نريده منكم هو القيام بتسليم شخصين اثنين فقط، أولهما، أخي شاهين، ثانيهما، الشخص الذي يدعى بباسل، غير هذا، كلكم ستموتون"

صعدت القشعريرة مع أجسادهم، و كذلك فعل جسد أنمار هذه المرة، لقد سمعت اسم باسل من العدو، فكيف لها أن تبقى هادئة؟ حتى أن نية قتلها قد تسربت منها من دون أن تشعر

لكن نية قتلها هذه قد صُدَّت من قبل الأقدم الكبير، فقط بمجرد ما أن حدق في جهتها و أطلق القليل من هالته و نيته، حتى جعل نيتها عديمة الفائدة، كانا كما لو أن هناك قط يحاول التنافس مع نمر

تكلم الأقدم الكبير "يبدو أنك تعلمين شيئا أيتها الفتاة" أخرج هالته و وجهها نحو أنمار

*وووووش*

ضغط عليها بشدة، كم كان قويا ! فقط هالته كانت كافية لتجعل أنمار بعبقريتها تتنفس بصعوبة و لا تقدر على التحرك كما شاءت

عندها تكلم الكبير أكاغي متدخلا بسرعة "انتظر من فضلك، سنستجيب لطلبك، لذا أرجوك فلتتوقف فقط، إنها فتاة لا زالت لا تعرف حدودها و اغترت بنفسها فقط"

عندما شاهد الكبير أكاغي حفيدته تتألم لم يستطع أن يصبر أكثر، أسرع في التدخل و التكلم، إنه يعرف ماذا يفعل في مثل هذه المواقف، لا يجب أن تغضب أبدا مثل هؤلاء الأشخاص

أرجع الأقدم الكبير هالته بعدما حدق في أنمار لوقت طويل، فتنفست أنمار الصعداء أخيرا، لقد كادت أن تختنق حتى الموت فقط من تطبيقه حضوره الهائل عليها عن طريق هالته

تكلم الأقدم الكبير بكل وقار محدثا الكبير أكاغي "إذا يجب أن تسرع"

أماء الكبير أكاغي رأسه بسرعة و تكلم عبر خاتم التخاطر، كل ما يهتم به حاليا هو نجاة حفيدته و حلفائه، يجب عليه أن يعرف كيف يجعل هذا الأمر يمر على خير، لا يمكنه أن يخسر أي أحد، ليس بعد أن رد حقه أخيرا

القادة الكبار بكل عزة أنفسهم لم يستطيعوا التحرك قيد نملة من دون أخذ إذن الأقدم الكبير، فكيف لهم؟ إنهم يشعرون أنهم لو حاولوا القيام بأي حركة بسيطة، فرؤوسهم ستطير من مكانها

انتهى الكبير أكاغي من التحدث عبر خاتم التخاطر ثم قال "شاهين الخاص بكم سوف يأتي بعد قليل"

حملق كازيمارو في الكبير أكاغي ثم تكلم "حسنا، هذا الأول، ماذا عن الثاني؟"

بلع الكبير أكاغي ريقه و تحدث "هذا..." حملق الأقدم الكبير به ليكمل كلامه "في الحقيقة نحن لم نرى ذلك الباسل لمدة طويلة، لقد فقدنا الاتصال به و لا نعرف أين هو الآن؟"

*وووووووش*

*زززززززززنغ*

*بااااااام*

ضرب الكبير أكاغي من طرف رياح حادة في لحظة واحدة و أرسل محلقا لمئات الأمتار، فقط عن طريق تلويحه لسيفه الأثري من كل هذا البعد، قام كازيمارو بجعل درع الكبير أكاغي عديم الفائدة مع تسببه لبعض الجروح

حلق جسد الكبير أكاغي بسرعة فائقة حتى اصطدم مع حائط القاعة الرئيسية مع صوت *باااااام*

ارتعب الكل من قوة هجمة ذلك الكازيمارو، فقط بتلويح واحد كان قادرا على صنع مثل هذا الهجوم القاتل

تكلم كازيمارو مع إطلاقه لنية قتله في اتجاه الجميع "أي شخص يحاول العبث معنا سوف يموت، و الآن، لما لا تخبرونا أين هذا الشخص باسل؟"

عم الصمت بعد نهايته كلامه، و لا أحد استطاع الرد عن مثل هذا السؤال، كيف لهم أن يبيعوا صديقهم؟ و في هذه الأثناء، قام الكبير أكاغي بالتكلم عبر خاتم التخاطر بأسرع ما يمكن

سابقا عندما كان تحت أنظار ذلكما الاثنين، لم يستطع إيجاد أي ثغرة ليستطيع التحدث فيها مع باسل، لأنه كان يعرف أن أبسط تعبير يظهر على وجهه سيُعرف من قبل ذلك الأقدم الكبير، لكن بما أنه الآن قد أصيب و ابتعد جسده لكل هذه المسافة، فقد وجد تلك الثغرة التي انتظرها

(ماذا هناك أيها الكبير أكاغي؟) تكلم باسل مجيبا

تحدث الكبير أكاغي بسرعة، قبل أن يشعر به الأقدم الكبير (حليفنا باسل، هناك وجود عظيم يبحث عنك، يجب عليك الهروب من هنا و لا تعد، إن وجدك سوف تموت)

و مع إنهاءه لكلامه أوقف خاتم التخاطر عن العمل و وقف بصعوبة، درعه قد دمر تماما بهجمة واحدة من قبل ذلك الكازيمارو، لقد عرف مدى قوته الهائلة، و ذلك الكازيمارو ينادي الشخص الآخر و يتكلم معه بكل احترام، مما يلمح إلى قوته الغير معقولة، الخيار الصحيح هو جعل باسل يبتعد عنهم قدر المستطاع

بهذا الاستنتاج قرر الكبير أكاغي ذلك الاختيار. بعد أن وقف ارتاح قلب القادة الكبار أخيرا، على الأقل لا زال بإمكانه التحرك

تكلم الأقدم الكبير "كازيمارو، لقد سألناهم و لم يعطونا سوى نصف الإجابة، يبدو أن النصف الآخر سيكون بإمكاننا سماعه عن طريق العدوانية، أحضر لي الفتاة"

خرجت ابتسامة خبيثة من كازيمارو، و مرر سيفه الأثري على لسانه، ثم قال "تلك الفتاة قد تجرأت على خداعي، ليس هناك مانع من اللعب معها قليلا، أليس كذلك؟"

أجاب الأقدم الكبير "افعل ما شئت"

*ووووووووش*

في الحال انطلق كازيمارو كالسهم و وصل أمام أنمار في لحظة، ابتسم كالطفل الصغير بفرح و لوح بسيفه

*بووووووووم*

التقى سيفه مع هراوة حملها الجنرال منصف، هذه الهراوة كانت عبارة عن سلاح أثري من الدرجة الثالثة، و لحق التقاؤها بالسيف الأثري الخاص بكازيمارو شرارات و موجات قوية

قوة تصادم سلاحيهما قد أنتجت ضغطا كبيرا على الجنود من حولهما، أنمار التي في نفس مستواهما قد أحست بضراوة الطرفين

لو أنه كان شخص آخر غير الجنرال منصف الذي تلقى ضربة كازيمارو لما استطاع صدها، استطاع الجنرال منصف فعل ذلك فقط لأنه كان ساحر تعزيز من المستوى السابع

تراجع كازيمارو للخلف قليلا و تحدث "ساحر تعزيز هاه؟ يا له من ألم في المؤخرة، أتعرف شيئا؟" حملق كازيمارو في الجنرال منصف و صرخ في وجهه "إنني أكره سحرة التعزيز" ثم اندفع في اتجاهه بكل قوته

أسرع الجنرال منصف في التكلم "سيدتي الصغيرة، تراجعي للخلف"

قامت أنمار بما قاله بكل سرعة، الوحيد هنا الذي يمكنه أن يصد مثل تلك الهجمات و يشتري لهم بعض الوقت هو الجنرال منصف، كساحر تعزيز، له ميزة جيدة عنهم، فحتى لو كان أضعف بقسمين من العدو، لا زال بإمكانه مجابهته قليلا

تبادل الاثنان ثلاث ضربات متتالية جعلت حتى أسلحتهما الأثرية تهتز من شدة التصادم، هالتهما طغت في الساحة، قام كازيمارو بشحذ طاقته السحرية و إطلاق موجات من الرياح القاطعة، واحدة منها سابقا كانت كافية لإرسال الكبير أكاغي محلقا، و الآن، هناك العديد منها واحدة تلو الأخرى تستهدف الجنرال منصف

الجنرال منصف لوح بهراوته مع استخدامه لسحره و تدمير موجة بعد الأخرى، لكن مع مرور الوقت بدأ يشعر بالتعب، و بدأ يظهر الفارق بينهما، هجمات كازيمارو تزداد قوة، أما دفاع الجنرال منصف ينقص شدة فقط

انصدم الجميع من هذا القتال، ليس فقط من قوة العدو الهائلة، لكن حتى من قوة الجنرال منصف، في مثل هذا الموقف اليائس أخرج قوته الحقيقية أخيرا و وصل لحدوده، فقط عند مواجهة خصم أقوى منك بمراحل يمكنك بلوغ حدودك و اختراقها حتى

بدأت قوة الجنرال منصف تخور مع مرور الوقت، هو لم يعتد جيدا على سلاحه الأثري، على عكس العدو الذي يبدو معتادا بشكل كلي على سيفه الأثري

و عندما وصل الجنرال منصف للمرحلة الحرجة، لم يعد الرئيس تشارلي يستطيع التحمل أكثر فتدخل مهاجما، و عند مشاهدته، كذلك فعل الرئيس براون، عندما شاهد معلمه يتحرك قرر هو الآخر التدخل، و تباعا له، تحرك الرئيس كورو، مع قرار صديقه بالتحرك، قرر أيضا التحرك، فحتى هو لم يعد يستطيع تحمل مشاهدة طغيان هؤلاء أكثر

مدت الرئيسة موراساكي يدها محاولة إيقافهم، لكنها قد تأخرت بالفعل، و كذلك حاولت أنمار، هذه الأخيرة صرخت "انتظروا..."

لكن الآوان قد فات

استهدف الثلاثة العدو كازيمارو، و في لحظة قبل بلوغهم هدفهم

*بووووووووووم*

أرسل الثلاثة محلقين بينما دروعهم قد تكسرت و الدماء تسيل كالشلال منهم

تحرك الأقدم الكبير أخيرا، و بحركة واحدة منه كان قادرا إخراج ثلاثة قادة كبار من الحدث

من تأليف Yukio HTM

أتمنى أن يعجبكم الفصل، و أرجو الإشارة لأي أخطاء إملائية أو نحوية

و إلى اللقاء في الفصل القادم

2017/09/27 · 1,119 مشاهدة · 1610 كلمة
yukio
نادي الروايات - 2024