79 – كسب الوقت

و في هذه الأثناء، عندما كان باسل سارحا بأفكاره، أتاه اتصال عبر خاتم التخاطر، لذا أجاب (ماذا هناك أيها الكبير أكاغي؟)

بعد الاستماع لما قاله الكبير أكاغي، تغيرت نظرة باسل كثيرا، ما الذي قصده الكبير أكاغي بوجود عظيم؟ لما عليه أن يهرب؟ هذين السؤالين اللذين شغلا ذهنه كانا كافيين ليفهم أن أنمار و البقية يواجهون عدوا أقوى منهم بكثير

في الحال توقف عن التفكير في أمر المخطوطات الروحية و وضعها في مكعب التخزين، لكن عندما كان يريد الخروج تفعّل ختم البوابة من جديد

لذا كان سببا في تأخره أكثر، أسرع بكل ما يملك في فتحه، ثم فعل سحر التعزيز في كامل طاقته مما فاجأ قادة التشكيل أكثر، فهم قد فوجئوا بالفعل من تصرفات قائدهم بعد انتهاءه من الكلام عبر خاتم التخاطر

عبس باسل بينما طاقته جعلتهم يتعرقون، تكلم بنبرة حادة "أنتم الأربعة لا يمكنكم استخدام إكسير التعزيز، بحر روحكم لا زال مرهقا و غير مستقر، لكن الأمر مختلف مع شي يو، هذه الأخيرة فلتشربه و أنتم الأربعة أحموها و الحقوني، سنحتاج لسحرها في كامل قوته، قد تكون هناك إصابات سيكون علينا الاعتناء بها سريعا"

انطلق باسل كالرياح، و عندما اقترب من العدو فعل سحر النار في كامل قوته أيضا

و الآن، إنه يستخدم لأول مرة السحرين معا في كامل قوتهما مع الإبقاء عليهما، لم تكن هناك أي مناسبة ليفعل بها هذا أو احتاج لذلك، ففي هذه الحرب، كان يحافظ على طاقته قدر المستطاع، فبعد كل شيء، لم يكن بإمكانه تجاهل تلك القطعة المفقودة

في هذه الأثناء، أسرع قادة التشكيل بكل ما أملكوا من قوة لاحقين باسل، و عندما وصلوا صدموا من الوضع الحالي، تقريبا جميع القادة الكبار و السيدة الصغيرة كانوا في حالة مزرية

أسرعت شي يو نحو أنمار و أرادت أن تعالجها، لكن أنمار وقفت كما لو أن ذلك الألم قد ذهب عنها و تشافت، تكلمت "أنا بخير، سارعي و عالجي الرئيس تشارلي و الاثنين الآخرين، فإصابتهما خطيرة جدا"

"هذا...لكن..." تمتمت شي يو و حدقت في باسل، هذا الأخير بقي مركزا فقط على ذلك الأقدم الكبير، لاحظت أنمار هذا الأمر ثم قالت "أسرعي، لا تهتمي بإصابتي الخفيفة، حتى باسل سيقول لك هذا، أسرعي و ابدئي في معالجة القادة الثلاث"

وقفت شي يو و أسرعت بينما يحيط بها قادة التشكيل من جميع الجوانب لحمايتها من أي خطر محتمل

*ووووووش*

حلق الأقدم الكبير فالتشر بسرعة خيالية و وصل في ثوان، وقف في السماء بينما يحتقر بنظراته باسل، تكلم بنبرة تهديد "أيها الفتى، أتستخف بي؟ لماذا لم تستعمل كامل قوتك؟"

ضاقت عيني باسل، هذا الوغد، يبدو أنه يعتقد أن باسل يوفر قوته، عبس باسل و استعمل سحر النار من تحت قدميه فكون عاصفة صغيرة حملته للسماء، فوقف أعلى من الأقدم الكبير بالسماء "حثالة مثلك لا يستحق استخدامي لقوتي الكاملة عليه"

عبس الأقدم الكبير، حملق في باسل ثم ارتفع للسماء أعلى منه "حثالة؟ إن نادى الحثالة شخصا آخر بالـ'حثالة'، فلا تحمل الكلمة المعنى الحقيقي لها"

ارتفع باسل أكثر منه، لقد ارتفعا لأكثر من 500 متر في السماء حتى الآن، تكلم باسل بينما يوجه نظره محتقرا الأقدم الكبير "أتتكلم عن نفسك يا أيها الحثالة؟"

"همم ! " ظهرت العروق على وجه الأقدم الكبير فالتشر، بدأ يشحذ طاقته السحرية ثم تكلم بينما يرتفع في السماء "على الأقل يبدو أنك جيد في الكلام، لكن ماذا عن القتال الفعلي؟ لنرى إن كان يصل لمستواك في الجدال"

"ها" صرخ الأقدم الكبير و أطلق طاقته السحرية، لقد كانت تفوق طاقة المستوى السابع بأضعاف كثيرة، حتى باسل تفاجأ من هذا الشخص الذي ارتفع حتى تساوى معه في المستوى بالسماء

باسل و أنمار هما الوحيدين غير حلفاء العدو اللذين كانا قادرين على معرفة قوة هذا العدو بالضبط، فأثناء تدريبهما، ركز المعلم على تحسين إحساسهما لأقصى الدرجات، لذا عندما احتاج لفعل هذا، كل ما كان فعله هو جعلهم يجربون مستويات مختلفة، و هذا كان عن طريق استخدامه لقوة تصل للمستوى المنشود و جعل باسل و أنمار يقاتلانه باستمرار حتى حفرت قوة كل مستوى في أذهانهما و أجسادهما و أرواحهما

هذين الاثنين ولدا بأفضل المواهب وجودا، لذا كان لهما إحساس قوي من الأول، و لم يمر وقت طويل حتى استطاعا صقل إحساسهما لأقصى الدرجات الممكنة في مستواهما الحالي

لكن باسل لا يزال يفوق حتى أنمار، فبامتلاكه لعنصر التعزيز الذي يأتي من الطاقة الخارجية، كان قادرا على تقوية إحساسه عبر الشعور بالطاقة التي تدخل لبحر روحه عبر جسمه كلما فرغت قليلا، لذا أصبحت حواسه حادة أكثر و أكثر مع مرور الوقت

ازدادت طاقة الأقدم الكبير مع مرور الوقت حتى أن باسل قد نزل بعض العرق من على وجنته، هذا الوضع غير جيد أبدا، لقد خدع العدو بأنه لم يستخدم طاقته الكاملة ريثما تأتي المساعدة، لكنه لا يعلم لمتى سيتسمر العدو في الانخداع هكذا

بلغت قوة العدو ذروتها ثم قال "على عكسك، أنا سوف أستخدم قوتي الكاملة، لنرى إن كنت ستبقى مشددا على رأيك في عدم استخدامك لقوتك الكاملة عندها"

عبس باسل و ضاقت عينيه أكثر، الآن يجب عليه الحرص على تضييع الوقت، لذا تكلم "كل ما فعلته هو رفع عنصرك الأول لأقصى الدرجات، هكذا لن يكون بإمكانك حتى منافستي"

"هممف !! " استهجن الأقدم الكبير فالتشر، إن كنت تريد الموت بهذه السرعة، فلما لا أحقق لك رغبتك بما أنها ستكون الأخيرة، اعتبرها مني كشفقة على حثالة مثلك"

حدق باسل في الأقدم الكبير و لم يتكلم، فقط ركز على الوضع الحالي، رأى ما خياراته و ما الذي يمكنه فعله

و في نفس الوقت، شحذ الأقدم الكبير فالتشر عنصره الثاني، ثم صرخ "وحشي الفتخاء"

عندها شوهدت ردة فعل على الوحشين اللذين لم يقوما بأي تحرك حتى الآن يرفعان أجنحتهما، خاف الكثير من الجنود، هل سيقوم باستخدام ذانك الوحشين المرعبين؟

حتى القادة الكبار المتبقين قد صدموا، لماذا يحاول باسل استفزاز العدو هكذا؟ لماذا يحاول جعل العدو يستخدم طاقته الكاملة؟ لم يعرف أي أحد المغزى وراء هذا الفعل، غير شخص واحد الذي بدأت الشكوك تراوده بالفعل حول أفعال باسل

هذا الشخص لم يكن شخصا آخر غير أنمار التي تفهم باسل أكثر من أي شخص، فكرت في هذه الأثناء بداخلها "لماذا يحاول كسب الوقت؟ أينتظر مساعدة من شخص ما؟ الوحيد القادر على حل هذا المشكل بشكل مؤكد هو المعلم فقط، لكن المعلم لن يظهر نفسه أبدا، فإن أنقدنا الآن سيعرضنا لخطر أكبر فقط على حسب ما قاله، أنا لا أعلم لماذا بالضبط لا يريد من أي أحد أن يكتشف أنه معلم باسل، لكن يبدو أن هذا الأمر مفروغ منه"

عندها تذكرت أنمار أمر باسل و امتلاكه لعنصرين و بنيته الغريبة خلاف الأشخاص العاديين، لذا بالطبع ربطت هذا مع ذاك

في هذه الأثناء حدق باسل بالأقدم الكبير ثم تكلم "إذا عنصرك الثاني هو الاستدعاء، وحشي الفتخاء من القسم الأولي من المستوى الثامن، و أنت من المستوى التاسع، و بالضبط في القسم المتوسط"

"هوه ! إنك تعرف أمورك جيدا" قالها الأقدم الكبير مع حملها لنبرة سخرية من باسل

هذا بالتأكيد شيء مذهل معرفته لمستوى وحشي الفتخاء بالضبط، فبالنسبة لمستوى الأقدم الكبير، كان عاديا بالنسبة لشخص دخل للقسم الثاني من مستويات الربط أن يعلم مستواه عندما يشحذ الأقدم الكبير طاقته، لكن معرفة حتى مستوى الوحشين اللذين لم يقوما بشحذ طاقتهما بعد كان مذهلا

لكن ما لا يعلمه الأقدم الكبير هو أن باسل حتى من دون أن يكون قد دخل للقسم الثاني من مستويات الربط، فقد كان قادرا على الجزم و المعرفة بإحساسه الخارق

*ووووووش-رفرفة*

تحرك جناحي وحشي الفتخاء فجلبوا معهما العواصف، و أثناء محاولتهما الطيران، أطلقا صراخا جعل كل من يتواجد في الساحة يصبح أصما للحظات

*إيييييييييييييييك"

صوت رقيق لكن مرتفع جدا، و مع ارتفاع هالتهما ضغطا على كل الموجودين أثناء محاولتهما الطيران، بمجرد ما أن ارتفعا في السماء حتى صنعا طريقا غير مرئي في كل ضربة من أقدامهم، كانا يرفرفان للارتفاع، و الضرب بقدميهما لصنع الطريق، و بهذا شقا طريقهما نحو السماء

كانا مظهرهما راقيا كثيرا، ذلك المنظر الخلاب الذي يخلفانه وراءهما في كل رفرفة و ضرب بأقدامهما على الطريق الغير مرئي كان جميلا بشكل لا يوصف، في الحقيقة، فقط عند ضربهما بقدميهما يتكون الطريق الغير المرئي، أما قبل ذلك فلا يكون موجودا

كانت العربة مملوءة بالنقوش الغريبة، هذه النقوش كانت تشبه صقورا تركب أسودا، مما أعطى شكلا خلابا لرمز حكم الأرض و السماء معا، و كانت العربة موصولة بالوحشين برباط منقوش بنقوش أثرية

لذا حلقت العربة بعد أن توهجت النقوش التي عليها، بعد أن مرت الطاقة من خلال الرباط و وصلت لنقطة الالتقاء بالنقوش على العربة، هذه الأخيرة تشكل من تحتها طريق كالذي صنعه وحشي الفتخاء و حلقت تبعا لإرادتهما

بعث شكل هذين الوحشين على اتحاد حاكمي السماء و الأرض الطبيعيين، رفرفا و استخدما عنصر الرياح لزيادة سرعتهما

*ووووووش*

انطلقا بسرعة كبيرة و وقفا وراء الأقدم الكبير، هذا الأخير استهجن و قال "أيها الحثالة، سأجعلك تعرف مقامك، و هذا سيكون عن طريق موتك"

عندها فكر باسل في قوتي الوحشين، لقد كان لديهما سحر الرياح كالعنصر الأول الخاص بالأقدم الكبير، لذا كان هذا إضافة كبيرة، فهما سيعززون قوى بعضهم البعض و ينتجون هجمات ذات مدى أوسع و قوة أكبر، بكثير

عندما يكون لأي شخص عنصر الاستدعاء، فهذا الأخير يكون باستطاعته استعداء نوع واحد من الوحوش السحرية بعد أن يقوم بعقد الاستدعاء معها، فمثلا قد يكون بإمكانه استدعاء الوحوش السحرية التي تستخدم النار، أو التي تستخدم سحر التعزيز، لكن المهم هو أن سحر الاستدعاء الخاص به يكون قادرا على استدعاء وحوشا سحرية بعنصر واحد محدد

و الوحوش السحرية عندما تخترق المستوى السابع و تدخل للقسم الثاني من مستويات الربط، لا تمتلك عنصرا ثانيا، لكن في المقابل تمتلك قدرة (ميزة) إضافية تستخدم عن طريق الطاقة الخالصة

باسل لاحظ قدرة وحشي الفتخاء على صنع طريق لهما في السماء، لكن لا يجب أن تكون هذه هي كل قوتهما فقط، لابد من أن هناك امتداد لهذه القدرة

أجاب باسل بالنظر إليه نظرة احتقار "همف، لا زلت لم تصل للمستوى المطلوب يا أيها الحثالة"

و لا زال باسل يحاول كسب الوقت، لكن يبدو أن هذا هو أقصى ما يستطيع كسبه عن طريق الكلام، و الآن حان وقت القبضات لتدخل الحدث

من تأليف Yukio HTM

أتمنى أن يعجبكم الفصل، و أرجو الإشارة لأي أخطاء إملائية أو نحوية

و إلى اللقاء في الفصل القادم

2017/10/01 · 1,174 مشاهدة · 1569 كلمة
yukio
نادي الروايات - 2024