86 – طاقة ملكية

عبس الأقدم الكبير بشدة ثم حدق في باسل بحقد شديد، مثل هذا الغر، يا لها من موهبة لا تصدق يملكها، فكر الأقدم الكبير أنه عليه حقا قتل هذا الوحش الصغير هنا قبل فوات الأوان

فجأة، سعل باسل الكثير من الدماء، ملابسه البيضاء المتمزقة أصحبت حمراء كليا بدمه و دم الأعداء، مما أعطى لباسل شعورا غير مريح قليلا

عند سعله لتلك الدماء، أحس باسل باقتراب حدوده حقا، حدق في الأقدم الكبير و تكلم بعدما ضيق عينيه "من أنتم؟ ما هدفكم؟"

حدق الأقدم الكبير في باسل بعدما سمع كلامه و تحدث "من نحن؟ ما هدفنا؟ حسنا، هذا شيء ستعلمونه عما قريب على أي حال، لذا ليس هناك مانع من إخبارك، نحن الأشخاص الذي وكلت لهم مهمة من قبل الأسياد، نحن الذين سنحكم هذا العالم عما قريب، سنحكم هذا العالم من أجل الأسياد، أي شخص سيعلم باسمنا و وجودنا عما قريب، هذا الاسم الذي سيجعل أي شخص في هذا العالم يرتعب عند سماعه، هذا الاسم الذي سيتربع على عرش هذا العالم من أجل الأسياد، نحن 'حلف ظل الشيطان'، نحن خليفة الأسياد في سيادة هذا العالم، كل شخص عليه طاعتنا، كل شخص عليه خوفنا و رهبنا، فزعنا سيجلب الكارثة التي ستفتح الطريق إلى السيادة العظمى"

في لحظة، عم الهدوء في كامل الساحة، ما الذي يتحدث عنه هذا الشخص؟ سيادة هذا العالم؟ كارثة؟ الطريق إلى السيادة العظمى؟ لم يفهم أي شخص هنا ما الذي يحدث حقا أو ما الذي يقصده ذلك الشخص بكلامه غير باسل و أنمار

حلف ظل الشيطان، تردد هذا الاسم في مسامع باسل مرارا و تكرارا، لم يسعه سوى أن تستغرقه الأفكار، هذا الاسم أكد شيئا واحدا لا غير، الشياطين لديهم يد في هذا الأمر كما كان متوقعا، و انطلاقا من هذه الفكرة، عرف باسل مَن الأسياد الذين تحدث عنهم الأقدم الكبير، لكن ما لم يفهمه هو أيضا، هو 'الكارثة التي ستفتح الطريق للسيادة العظمى'، هل عنى به أنهم سيقومون بحرب من أجل سيادة هذا العالم أم شيء أكثر من ذلك

تحدث باسل بعدما أحكم قبضتيه على سيفيه "حثالة باعت روحها للشيطان، ليس هناك مجال لتبقى على قيد الحياة في حضوري بعدما عادتني، تبيع روحك من أجل العظمة و القوة، هذا أحقر شيء قد يفعله أي شخص في الوجود، يجب أن تقدر روحك التي منحت لك، لكنك لم تفعل ذلك، بل و أيضا بعتها، لمن؟ للروح الشريرة"

"...يجب تصفيتكم من هذا العالم أيتها الآفة، لا يهمني ما الذي تنون فعله بعد الآن، لكن الشيء المؤكد و الواضح تماما هو أنكم عدو لي، أنتم عقبة في طريقي فقط، مجرد حجر يجب علي إزاحته من رحلتي في 'المسار الروحي'، بمجرد ما أن تقوم بإهداء روحك للشيطان، فعندها تلك نهايتك، 'المسار الروحي' يجب أن يخلو من الشوائب، و لن يستطيع السير فيه سوى من يُبقي على روحه سليمة"

"همف" استهجن الأقدم الكبير و شحذ طاقته ثم صرخ "ما الذي يعلمه طفل صغير مثلك ! ؟ نحن نخدم الأسياد الذين سيقومون بأخذنا معهم للسيادة العظمى، بيع روحي؟ و ماذا في ذلك ! ؟ إن كان سيحقق لي رغباتي و أهدافي، فذلك شيء سهل للقيام به"

"في الأخير هذا هو حدكم" تكلم باسل بنبرة خطيرة "أن تتبعوا و تعبدوا من سلمتم روحكم إليه، أشخاص مثلكم لا يستحقون حتى أن يقفوا في مساري الروحي، إن أردت العظمة و القوة، إن أردت تحقيق رغباتك و أهدافك، فاحفظ روحك من أجل ثباتها بالمسار الروحي، و اتبع طريق الأقوياء، لاحق أحلامك و حققها بيدك، عندها، ستحس بالإنجاز الحقيقي عندما تحققها، أما إن حققت أهدافك و روحك لم تعد تنتمي لك، فما الغاية إذا؟ ما الغاية إن لم تكن لك روح لتتمتع بالإنجاز الذي قمت به؟ هذا إن كنت قادرا على الاستمرار في رحلتك بالمسار الروحي بروح ضعيفة و لا تملك أنت مالكها السيطرة عليها، في النهاية، ليست سوى كلمات روح فقيرة، الشفقة عليك"

صرخ الأقدم الكبير "هاا" و شحذ طاقته السحرية كما تحكم في وحشي الفتخاء و انطلق راكبا العربة، استخدم سحره و سحر الوحشين ثم صنع أعدادا هائلة من الرماح و السيوف من الرياح و التي لف حولها حاجزا بقدرة وحشي الفتخاء ثم أضاف مرة أخرى رياح قاطعة تكهربت من شدة دورانها و تداخلها في بعضها، في الحال كان قد كون آلاف الرماح و السيوف

*ووووووووش*

توجهت الرماح و السيوف كلها مرة واحدة تجاه باسل، هذا الأخير استعد و جمع كل ما يملك من طاقة، شحذ عنصر التعزيز و عنصر النار، دمجهما ببعضهما ثم بالسيفين الأثريين. التفت النار الحارقة حول باسل و أصبح كملك نار يقف في السماء

صرخ باسل "الامتداد الكلي" و لوح عدة مرات بسيفيه اللذين امتدا و قطعا كل ما استهدفه باسل على بعد شاسع

بينما باسل يدافع عن نفسه، ظهر وحشي الفتخاء أمامه و ركلاه مع صراخهما الذي يصم الآذان "إييييييك"

حمل ركلتاهما قوة قدرتهما و أرسلتا باسل محلقا لمئات الأمتار، لاحقه الأقدم الكبير بعربته بسرعة و وجه نحوه الرماح و السيوف صارخا "فلتمت أيها الصعلوك"

*ووش* *ووش*

دافع باسل بكل ما يملك، أصيب بعدة جروح إضافة لجراحه التي تسببها الطاقة الخارجية و مع ذلك استمر في استخدام عنصر التعزيز بجنون، شحذ طاقته إلى أوجها بكل ما يملك و لوح نحو الأقدم الكبير فالتشر مكونا عدة موجات من عنصر التعزيز و عنصر النار

قام الأقدم الكبير بتلويح بسيفه عدة مرات مكونا عدة عواصف، لكنه يعلم أنها لن تعمل، لذا تحكم في قدرة وحشيه و كون عدة حواجز مرة تلو الأخرى حتى استطاع قتل قوة تلك الطاقة التي استهدفته

وصلت المعركة لقمتها و كذلك قوة الطرفين، كلاهما بدأ يبلغ حده، توقف الأقدم الكبير عن استخدام قوة الوحشين، لم يعد بإمكانه استخدامها أكثر، فكل ما كان بإمكانه فعله للآن هو المحافظة على وجودهما

أما باسل فكان جسده محطما، لقد صبر و تحمل كثيرا، لكنه لم يعد يستطيع الاستمرار بنفس المردودية التي كان يعطيها قبلا، أصبح مرهقا كثيرا و غير قادر على استخدام طاقته بشكل صحيح

كذلك الأقدم الكبير، أرهق كثيرا و لم يتوقع أن باسل سيستمر في مواجهته بمساواة هكذا، و كخيار أخير أخرج كنزا و ابتسم ثم قال بداخله "إن لم تمت بالطريقة العادية، فليس هناك خيار آخر سوى تدمير بحر روحك"

كان الكنز الذي أخرجه عبارة كرة صغيرة زرقاء يحيط بها خطوط عريضة أكثر زرقة تشبه الأفاعي، بداخلها توهجت طاقة تشبه الخاصة بأحجار الأصل، طاقة بلون أزرق فاتح، لكن هذه الطاقة لم تكن هادئة كالخاصة بأحجار الأصل، و على العكس كانت تتكهرب و تبدو كما لو أنها ستنفجر في أي لحظة

حدق الأقدم الكبير في تلك الكرة و تكلم بداخله "قد يكون خسارة إضاعة مثل هذا الكنز على مثل هذا الصعلوك، لكن لا يوجد خيار آخر"

شحذ الأقدم الكبير طاقته و حلق نحو باسل، هذا الأخير استعد له و شحذ طاقته كذلك، لقد وصل لحدود حدوده بالفعل، كل ما يحركه الآن هو إرادته، يجب عليه التحمل لوقت أطول قليلا فقط و إنهاء كل شيء في هذه الهجمة

توغلت الطاقة الخارجية لجسد باسل بسرعة كبيرة مدمرة إياه، مما دل على الكمية التي بدأ باسل يستهلكها من طاقة عنصر التعزيز، إنه عازم على تنفيذ هجمة أخيرة

أصبح اللهبين على شكل سيفين أكثر إشراقا، و الضوء الأزرق المحيط بهما أصبح عريضا و بدأ يصبح أكثر سمكا كلما شحذ باسل طاقته

و في النهاية أصبح اللهبين محاطين بطاقة زرقاء بنفس حجمهما مما جعلهما يبدوان كسيفين ضخمين بطبقتين مختلفتين، وضع باسل كل ما يملك من طاقة بهما

صفق الأقدم الكبير بيديه و صرخ بينما يستجمع آخر قطرات طاقته ثم كون ثلاث أعاصير مرة واحدة، كانوا كبارا كفاية لتحريك الساحة بأكملها معهم، بإشارة منه وجههم نحو باسل

حُوصر باسل من جميع الجهات بالأعاصير، فاستجمع كل ما امتلك من قوة و لوح بسيفه نحو الأقدم الكبير

*بووووووم*

انفجرت الأعاصير مرة واحدة و ثُقِب الهواء نفسه من شدة الضغط حتى وصلت طاقة اللهبين على شكل سيفين بسبب الامتداد الكلي للأقدم الكبير الذي دافع عن نفسه بشدة، و بينما يدافع لوح بسيفه تجاه باسل الذي لم يعد يقوى على الدفاع عن نفسه

مزق الامتداد الكلي الخاص بباسل الأقدم الكبير، ثم انطلقت موجة من الرياح نحو باسل الذي دافع بسيفيه مع أنه لم يكن لديه قدرة تحمل كافية للدفاع بها

قعطت الرياح من خلاله، ثم من حيث لا يدري، ظهر بالرياح تلك الكرة الزرقاء، و عندما شاهدها باسل، شحُب وجهه كثيرا و تكلم بصوت مرتفع من شدة الصدمة "كرة الروح الهائجة؟"

لمست الكرة جسد باسل و تحولت لضوء ثم اخترقت جسده مرورا لبحر روحه

عندها، ضحك الأقدم الكبير بينما يدافع في آخر لحظاته "تأكدت نهايتك أيها الغر الصغي..." و لم يكمل كلامه حتى سالت منه الدماء كالشلال فصرخ بشكل مزري "غااااااه"

تحرك وحشي الفتخاء فاستخدما عنصر الرياح الخاص بهما و دمجاه بقدرتهما مما جعل سرعتهما كبيرة جدا و وصلا في لحظة تحت الأقدم الكبير و حملاه بالعربة

بمجرد ما أن دخلت الكرة التي تحولت لضوء إلى بحر روح باسل حتى صرخ هذا الأخير بشكل مزري "آآآآآه"

لم يصرخ هكذا من قبل، اهتاجت طاقته و لم تعد مستقرة بعد الآن، بحر روحه كان يتزلزل بشدة و أوشك على الانكسار كليا. الأقدم الكبير الذي كان يشاهد هذا الأمر ضحك بينما كانت حالته مثل حالة النصف ميت

توقف الجميع عن أيّ كانوا يفعلونه و ركزوا على مشاهدة باسل، صرخت أنمار بشدة "باااسل" و كذلك فعل الكبير أكاغي و البقية الذين كانت حالتهم مزرية بعد قتالهم للأقدم الكبير، لم يسع تورتش و بقية قادة التشكيل سوى التحسر في مكانهم

بينما تسيل منه الدماء بغزارة، ضحك الأقدم الكبير بجنون "كياهاهاها" ثم تكلم "كازيمارو، شاهين، فلنتحرك، سيكون هناك انكسار بحر روح كبير"

أسرع شاهين و كازيمارو بالتحرك و انطلقا نحو العربة ثم ركباها، تحدث الأقدم الكبير آمرا الوحشين "تحركا"

أنشأ الوحشين الطريق الغير مرئي و حلقا في السماء مبتعدين، استمرت طاقة باسل في الهيجان، لكن في لحظة

*ووووووش*

هدأت طاقة باسل تماما، كما لو أنه لم يحدث أي شيء، فتح الثلاثة الذين يركبون العربة أفواههم من شدة الصدمة، خرجت كلمة واحدة من فم كازيمارو "مستحي..." لكن هذه الكلمة لم تكتمل حتى طار رأسه من مكانه، طاقة ملكية امتدت من جهة باسل و تشكلت كـيد ضخمة كافية لحمل سبعة أشخاص مرة واحدة ثم قطعت رأس كازيمارو مع صوت *سسسسش* ثم اختفت اليد التي جلبت معها أحكام ملكية و بدا كما لو أنها يد ملكية يمكنها أن تهيمن على كل شيء

لم يعرف أي شخص ما حدث، باسل لا زال بعيدا عنهم، إنه يقف في السماء من دون أن يتحرك سنتمتر واحد، لكن الشيء الذي تغير به، كانت تلك الطاقة الملكية النقية للغاية التي التفت بجسده، و القطعة الأرضية الصغيرة التي ظهرت أسفل قدميه كما لو أنها تحمله، في ذلك الحضور، لم يستطع أي شخص الوقوف على قدمه بشكل صحيح و فشلت أركبهم فجثوا على الأرض

فقد الأقدم الكبير و شاهين ألوانهما، صرخ الأقدم الكبير بعدما شاهد رأس كازيمارو يطير من مكانه "انطلقااا" صرخ بجنون، لا يعرف ما الذي حدث بالضبط، لكن كرة الروح الهائجة لم تنفع، لماذا ! ؟ هذا الفتى استمر في القيام بالعجائب حتى النهاية، تحرك وحشي الفتخاء بسرعة كبيرة هاربين

لكن من دون أن يلاحظ أحد حتى كان باسل أمام وحشي الفتخاء، ظهر كما لو أنه انتقل آنيا، لكن الحقيقة هي أنه تنقل بسرعة ضوئية جعلت من سرعة العربة التي يقودها وحشي الفتخاء اللذان كانا يطيران بسرعة تصل لآلاف الأميال في الساعة تبدو بطيئة، توهجت عيني باسل بضوء أبيض لامع، سيفيه الأثريين قد سقطا منه بالفعل أثناء هيجان طاقته، فرفع ذراعه للسماء

قبل أن ينزل بذراعه، توهجت القطعة الأرضية و صعدت الطاقة مع جسم باسل و توجهت لذراعه اليمنى التي رفعها و عندها نزل بها للأسفل مع صوت *زباااام* ظهرت طاقة ملكية حملت معها عنصري التعزيز و النار معا و دمجتهما ثم عدلتهما ليصبحا طاقة أنقى، امتدت الطاقة الملكية من يد باسل و نزلت على العربة في لحظة، تخطت الطاقة الملكية الوحشين وصولا للأقدم الكبير ثم قطعته لنصفين قبل أن يدري، ثم قطعت بقايا جسده لأجزاء صغيرة جدا حتى أصبحت جثته كالرمال

اختفى الوحشين كما لو أنهما تبخرا بموت سيدهما، فنزلت العربة من السماء بينما يحاول شاهين إيجاد طريقة لإنقاذ نفسه من السقوط من هذا الارتفاع الشاهق و من هذا الوحش المرعب

عندها، خمدت طاقة باسل و اختفت القطعة الأرضية الصغيرة من تحت قدميه ثم سقط من السماء هو الآخر متوجها نحو الأرض

من تأليف Yukio HTM

أتمنى أن يعجبكم الفصل، و أرجو الإشارة لأي أخطاء إملائية أو نحوية

و إلى اللقاء في الفصل القادم

2017/10/15 · 1,140 مشاهدة · 1919 كلمة
yukio
نادي الروايات - 2024