9 - دب الأعماق

دخل المعلم و تلميذه للكهف و واجهتهما وحوشا كالسابق لكن هذه المرة قتلها العجوز من دون أن يترك باسل يتدخل

سأل باسل معلمه عن هذا "معلمي، لماذا لم تتركني أواجه أيا منها على الإطلاق؟"

أجابه العجوز قائلا "هذا لأنك ستواجه 'دب الأعماق'، يجب أن تحافظ على قدرة تحملك، أنسيت ما حدث لك المرة الماضية"

تذكر باسل ما حدث سابقا فارتعد قليلا، ذلك الدب قام بتلويح يده قليلا و هذا جعل باسل يلقى بعيدا محطم الجسد لكنه قال "لكن يا معلمي لقد تطورت أكثر من السابق بكثير خلال الأسبوع الماضي، لهذا لا أظن أنه سيحدث لي مثل السابق"

أكمل المعلم "لا تكن ساذجا أيها الفتى، ذلك الدب لم يستخدم إلا القليل من قوته، أنت لا زلت لم تراه في كامل جديته، بالإضافة إالى ذلك، إنه يستطيع استخدام 'المستوى الأول' من سحر الأرض، 'القسم المتوسط' منه"

تفاجأ باسل، يبدو أنه استخف بالعدو كثيرا، ففي المرة السابقة لم يستخدم الدب السحر ضده، و هذا يعني أنه لم يكن يستحق العناء من أجل استخدامه

بلع باسل ريقه من الخوف و بدأ يشعر أنه محظوظ لكون معلمه كان معه في تلك اللحظة، و إلا لكان في معدة الدب بحلول هذا الوقت

وصل الاثنان لمكان الدب بسرعة لأن المعلم كان يقتل جميع الوحوش التي تظهر. بمجرد وصولهما ظهرت كرة ضوئية فوق كتف المعلم مرة أخرى لتضيء المكان بأكمله

قال المعلم "حسنا، لا تقلق الآن فهو لا يزال تحت سيطرتي"

كان باسل متوترا و حذره مرتفع لأقصى درجة، لهذا حاول المعلم تهدئته قليلا، ثم أكمل قائلا

"سوف أجعله لا يستخدم السحر مؤقتا، لهذا لا تخف من سحره للآن، لكن يجب أن يكون جسمك لا يزال يتذكر تلك الضربة منه، لهذا أنصحك بالحرص و عدم تنفيذ نفس الحركة مرتين أمامه، لأن الأولى قد تنجح إن كان هذا ممكنا، لكن الثانية ستفشل بلا شك"

"حاضر أيها المعلم" بعد إجابة معلمه، بدأ باسل يمدد جسده قليلا، تقدم نحو وسط المكان بينما يبقي بينه و بين 'دب الأعماق' حوالي مسافة كبيرة، اتخذ باسل وضعية القتال ثم قال "حسنا، فلنبدأ"

بدأ باسل يدور حول الدب لكن هذه المرة كان قطر الدائرة التي مركزها الدب و يدور حولها كبيرا بحيث لا تصل يدي الدب إليه

دار باسل لمدة من الوقت محاولا إيجاد ثغرة في دفاع الدب لكن هذا الأخير لم يكشفها أبدا، اندفع الدب فجأة في اتجاه باسل عندما أصبح أمام مرآه و حاول اختراقه بقرنيه، تفاجأ باسل من الهجوم المفاجئ و قفز بكامل قوته

"أيها المعلم ألم تقم بجعله يدافع فقط و يرد الهجوم كما فعلت مع القرد" سأل باسل المعلم و عرق بارد يمر من على وجهه

أجابه المعلم "و لماذا سأفعل هذا؟ تلك المرة قمت بذلك فقط لأنه لم تكن لديك خبرة في القتال، إن كنت جعلت القرد يهاجمك من الأول لم تكن ستتقدم على الإطلاق لأنك ستبقى في موقف المدافع، لكن الآن الأمر مختلف، أنت لديك خبرة كافية و لهذا لم أكن أحتاج لأمره بذلك"

عبس باسل قليلا ثم بدأ يفكر "إن لم يكن المعلم أمره بعدم المهاجمة و الاكتفاء بالدفاع و رد الهجوم فقط، سيكون من الصعب جدا الاقتراب منه، ماذا أفعل الآن؟"

بينما باسل يفكر في خطة ما اندفع الدب من جديد في اتجاهه و لوح ذراعه اليمنى محاولا ضربه، حاول باسل المراوغة لكن المخالب الكبيرة قد لحقته و سببت له جروحا بجانبه الأيسر مما جعله يصرخ من الألم

لم يتركه الدب يرتاح و لو قليلا و بادر بالهجوم مجددا، حاول باسل الهروب بالدوران حول المكان لكن فجأة جاءته ضربة معترضة طريقه مسقطة إياه في مكانه

تنهد المعلم و قال "ألم أقل لك لا تحاول فعل نفس الشيء مرتين" تقدم في اتجاه باسل فاقد الوعي و أشربه الدواء

بعد ساعات استفاق باسل مع صرخة بسبب كابوس و كان متعرقا و بدأ يلمس الأماكن من جسده التي ضربها الدب لكنه وجدها قد سبق و تعافت بالفعل ثم تنفس الصعداء، بدأ يرى من حوله فوجد الدب مستلقيا بعيدا عنه و نظر للجانب الآخر فوجد معلمه يطهو الطعام فذهب إليه

قال المعلم "حسنا كل و سنبدأ من جديد"

"حاضر أيها المعلم" بعد إجابة معلمه أكل باسل الطعام الذي لم يبلع له في هناء بسبب تذكره لجراحه المميتة

عندما انتهى باسل رأى أن الدب قد سبق و استعد و ينتظره، وقف و اتجه لوسط المكان و اتخذ وضعية القتال من جديد

هذه المرة لم يحاول باسل الدوران حول المكان و اتجه نحو الدب مباشرة ببطء و عندما وصل لنطاق هجوم الدب، قام هذا الأخير بالوقوف على قدميه و تلويح يده اليسرى في اتجاه رأس باسل

راوغ باسل الهجمة بالانحناء بسرعة و عندما مرت اليد من فوقه قفز في اتجاه رأس الدب و ركله مستخدما ركبته، لكن تصدى الدب بجبهته لهجومه و لوح ذراعه اليمنى في اتجاه الجانب الأيسر لباسل لكن هذا الأخير استعمل رأس عدوه للقفز متجنبا الضربة

كان باسل يفكر عندما تراجع "يجب أن أهاجمه مباشرة بما أن الخدع لا تنفع معه مرتين و أحاول إخفاء خدعي للنهاية، و لهذا سأحاول خلق ثغرة ما لأستفيد منها إن لم يكشف عنها بنفسه"

اندفع الدب في اتجاه باسل على حين غرة لكن هذا الأخير قفز للجانب قبل أن تقل المسافة بينه و بين العدو و اندفع للأمام حتى صار خلف الدب و من ثم انطلق بسرعة محاولا ركله، لكن الدب التف له و وقف على رجليه ثم رفع يده اليمنى مستعدا لتوجيهها نحو باسل عندما يقترب، لكن هذا الأخير توقف فجأة و غير اتجاهه للجانب مرة أخرى و فعل كما السابق ثم ذهب خلف الدب من جديد لكن هذا الأخير التف هذه المرة أسرع من السابق و لوح بيده في اتجاه باسل

ارتسمت على وجه باسل ابتسامة تدل على كما لو أنه قام بمقلب لشخص ما و عندما اقتربت اليد منه قفز للسماء و التف ثم نزل بقدمه بكامل قوته على رأس الدب

كان المعلم يشاهد القتال و يحلله "هوه، بما أن الدب قد رآه يذهب من ورائه في المرة الأولى و حاول مهاجمته، في المرة الثانية أسرع في الدوران ليضرب الفتى الذي سيكون خلفه، لكن الفتى باسل كان قد توقع هذا و بدل الهجوم انتظر المبادرة من عدوه مما سيجعل دفاعه مكشوفا مؤقتا و عندها استغل الثغرة التي ظهرت، أو يجب أن أقول التي صنعها، إنه حقا عبقري في المعارك، استغل قدرة الدب التي تجعل استخدام نفس الهجوم معه لمرة ثانية عديم النفع تكون السبب في خلق ثغرة في دفاعه"

بالعودة للقتال، عندما ضرب باسل رأسه كان قد غرس رأس الدب في الأرض، لينهض سريعا و الغضب يملؤه ثم حاول ضرب باسل بيده لكن هذا الأخير قفز متراجعا و بمجرد نزوله على الأرض، اندفع الدب في اتجاهه محاولا اختراقه بقرنيه لكن باسل قفز من فوقه

استمر الأمر هكذا لقليل من الوقت إلى أن اندفع باسل هذا المرة في اتجاه الدب، هذا الأخير رأى باسل قادم فوقف على رجليه و رفع يديه مستعدا لسحق عدوه مع الأرض

عندما رآه باسل توقف في مكانه من دون أن يتحرك و بقي ينتظر، عندما شاهده الدب، غضب كثيرا ثم نزل على الأربع و اتجه نحو باسل بأكبر سرعة، ابتسم باسل مرة أخرى ثم قفز في اتجاه العدو الغاضب و التف في السماء كما السابق و نزل هذه المرة بقدميه الاثنين على رأس الدب الذي صرخ عندما تلقى الضربة و طرق رأسه كالمسمار في الأرض

نهض الدب و الدم يسيل من رأسه و يبدو أن كسورا حدثت في جمجمته، كانت عينيه تخرج نية قتل كبيرة، تراجع باسل للوراء قليلا، لكن عندما كان يفعل هذا، خرج فجأة من الأرض شكلا أسطوانيا حجريا مثلث النهاية و حاد الرأس و اتجه نحو باسل

*دووووووو*

أوقف حاجز من الرياح سحر الأرض الخاص ب'دب الأعماق' و ظهر المعلم بين باسل و الدب ثم قال "أمرتك بعدم استخدام السحر لكنك عصيتني، فلتدفع هذا بموتك'

'فسسسسسس'

قامت الرياح بقطع الدب لنصفين، سقط كل نصف على الجانبين. تنفس باسل الصعداء، لو أن الهجوم السابق قد أصابه لكان مات من فوره

شكر باسل معلمه لإنقاذه ثم نظر إلى جثة الدب و تأسف على حاله لأنه عصى أمر معلمه و ليس على موته، و بينما هو ينظر رأى شيئا غريبا يملع ثم قال "هل يمكن أن تكون......."

من تأليف Yukio HTM


أتمنى أن يعجبكم الفصل، و أرجوا الإشارة لأي أخطاء إملائية أو تركيبية

و إلى اللقاء في الفصل القادم


2017/06/09 · 1,612 مشاهدة · 1287 كلمة
yukio
نادي الروايات - 2024