بينما كان مازينو يتسائل حول الكثير من الأشياء . سمع صوت أكروس في وعيه .
" يبدو أنك قد أصبحت مستعدّا . والأن كل ما عليك فعله هو أن تكسر حلقة الحياة الأبدية ."
..
فكر مازينو قليلا بينما كان يقف فوق الكثير من الجثث .
" لاكن أين هي هذه الحلقة وكيف أحطمها ؟؟؟؟ "
تسائل حول هذا الأمر . ومع ذلك كان لا يزال يفكر حول روحه الغريبة هذه . ولما هو مميز هكذا ؟؟!!...
..
" هل تعرف لما الأوريبوس قليلون للغاية . هذا لأن الشخص الخالد . تكون روحه خالدة وجسده خالد . ولكي تكسر حلقة الحياة الأبدية يجب أن تقتل نفسك بدون أية وسائل خارجية"
..
ماذا ؟ !
ما هذا الهراء . أقتل نفسي . ولما علي قتل نفسي . ؟؟!
" إذا استطعت قتل نفسك . أي بمعنى تدمير روحك الخالدة .
أنت ستتخطى مفهوم الخلود , وستصل الى هذه الفئة المميزية . أنت ستصبح أوريبوس . ولاكنك في حالتك هذه كل شيء سهل . فقط فكر في قتل نفسك . الأمر أشبه بالإنتحار . لاكن يجب أن تقوم بالأمر داخل الفرن هنا "
..
دخل مازينو الى النطاق الداخلي . لقد كان المكان بالكامل مظلما للغاية . و السبب يكمن في هذا الفرن العملاق . لقد كان بحجم أكبر من الجزيرة الطبية نفسها يطفو في المكان.
بينما يقذف حرارة مرتفعة للغاية . كان المكان مظلما وحارّا بشكل لا يمكن تصوره ...
..
" طبعا الأمر يبدو أسهل بالنسبة لك . لاكن صدقني . أصعب شيء هي أن يقتل خالد نفسه بدون أية وسائل. هذا الأمر مستحيل أكثر من المستحيل نفسه . لكن أنت ما سيكون صعبا عليك هو التحكم في الشينسو . لمهاجمة روحك . "
..
فهم مازينو الأمر . هو ببساطة يملك كل الظروف اللازمة لكي يكسر هذه الحلقة بكل سهولة .
يملك الشينسو التي من المفترض أن فقط الخالدين من يملكها
وكذلك يملك حلقة حياة ضعيفة للغاية . ؟؟؟!!!!
كل ما عليه فعله الأن هو قتل نفسه بينما هو داخل هذا الفرن العملاق ...
..
حظرت كامل العشيرة لكي تشهد ولادة مازينو من جديد ..
لقد كان كل شخص هنا متحمس بشكل لا يصدق . لكن لم يفكر أي أحد في عواقب موت مازينو حقا ... ماذا لو لم ينجح ؟؟؟
ماذا لو لم يكن الأمر كما يتوقعون . ؟؟
ماذا لو خرج شيء جديد في الطريق مجددا ؟؟؟
ماذا لو تغير شيئ ما ؟؟؟
..
كانت الكثير من الأسئلة تدور حول مازينو في هذه الأثناء وتكاد تخنقه . أصعب شيء هي أن يقرر أحدهم فجأة قتل نفسه . لاكن مازينو لم يفكر كثيرا حول الأمر ..
الأمور من منظوره كانت فقط أنه سيحصل على قوة أكبر هذا كل شيء . وإن فشل وهو في الطريق فهذا دليل على أنه ضعيف لا غير . وأنه لا يستحق أي شيء . لا يستحق أن يكون الشخص الذي يكمل هدفه هذا . فقط مثل السلف مهما كانت قوته فشل في النهاية ..
" إذن هذا اختباري أنا أيضا . إذا فشلت اقتلوني على الفور"
..
قال ذلك ثم اتجه الى داخل الفرن العملاق. وبمجرد اقترابه من الفرن حتى فقد وعيه ..
دخل جسده بطريقة تلقائية الى داخل هذا الفرن . لقد كان داخله سائلا قام بإذابة كامل جسده مازينو حتى العظام ذابت
واندمج هذا السائل في الفرن مع جسد مازينو الذي ذاب بالكامل ...
..
..
ذهب الجسد وبقي فقط تلك الروح السوداء . و مع السواد داخل الفرن . لم يكن هناك أي شيء يمكن رؤيته على الأطلاق . فجأة توهجت شينسو في داخل هذه الروح و تشكل وعي مازينو ..
...
وعيه هذه المرة كان متشكلا من الشينسو وكان بداخل روحه هذه . لقد عرف ما يجب فعله على الفور .. لاكن ظهرت بعض الأفكار الأخرى في رأسه ...
لماذا لا ينتهي من كل هذا . لما لا يقتل نفسه فقط .
لما يطمح لتدمير هذا العالم من الأصل . لقد كان يريد تحطيم كل شيء لأنه كره الوجود نفسه .
هذا العالم غير عادل على الإطلاق . لما يجب على أحدهم أن يولد في عائلة غنية وسعيدة بينما أنا أتظور جوعا و في كل مرة أرى هذا العاهر يأتي ليغتصب أمي ...
لما يوجد كل هذا الفارق الكبير في المعاملة بيننا ....
..
و إذا تحدثت حول الأمر سيقولون أنت فقط تغار .
تغار منه لأنك لست مثله . ثم ينعتونك بأنك شخص حسود وسيء الصفات ...
سرقت تفاحة لكي أعالج كل هذا الجوع الذي يكاد يقطع أمعائي الى أشلاء .. ثم يقولون لك أنت مجرم . أنت سارق أنت خطر على المجتمع .
ماذا كنتم تريدون أن أفعل أن أموت بالجوع مثلا ...
لقد ذكرني هذا الأمر في فيروس كنت أطلقته على العالم
في الماضي لاكنه للأسف باء بالفشل ومع ذلك علمني درسا آخر حول الحقيقة ....
..
انتشر الفيروس بسرعة كبيرة للغاية . وفي النهاية اضطرت كل البلدان الى جعل كل المواطنين يبقون داخل بيوتهم ...
لقد كنت أرى المتشردين الذين لا يملكون أي مكان للذهاب اليه يتم تعنيفهم من طرف رجال الشرطة بينما يصرخون :
" الخروج من المنازل ممنوع . ما الذي تفعلونه هنا "
..
ثم ينهالون عليهم بالضرب ... "أيها الشرطي أنا لا أملك منزل لكي أذهب إليه ... أنا أعيش في الشارع "
..
ومن يهتم إذا كنت تعيش في الشارع . لقد استمروا في ضربهم هكذا .. الإنسان دائما يحب أن يستقوى على من هم أضعف منه .. هذه هي الحقيقة ..
لقد كانت فرق الشرطة هذه تقوم بطرد مجرد شخص فقير يبيع بعض الخضار على الرصيف بحجة الفيروس ..
..
" لاكن يا سيدي الشرطي إذا لم أعمل أنا لن أستطيع إعالة عائلتي ... هل تطلب مني أن أموت جوعا ...!!! "
..
ثم كالسابق انهال عليه الشرطي بالضرب :
" ومن أعطاك الحق في الكلام . أنت في حظرة سيادة الضابط ... لقد قلت ممنوع عليكم الخروج ......."
..
ثم إجبار الجميع على الدخول الى منازلهم . لاكن بعد فترة معينة كانت ثورة ما ستقوم . كل شخص فقير لم يملك أي مال ليشتري به حاجياته الأساسية . هو فقط يطلب العيش .
لم يطلب أن يعيش مثل الأخرين . لم يطلب أن يعيش حياة الرفاهية . لم يطلب الحياة . هو فقط طلب العيش ....
نعم العيش على طريقة العبيد . لاكن لم يطلقوا عليهم عبيد .
أطلقوا عليهم الفقراء . شخص كل همه أن يجد عملا ليجني منه مالا كافيا لأشباع جوعه وجوع عائلته ..
..
الكثير من هذه الدول بدأت بصرف مقابل شهري ضعيف للغاية من أجل إسكات هذه الفئة التي كان غضبها سينفجر .
لإبقاء الوضع تحت السيطرة كانوا يتخلون عن القليل من أموالهم ..
..
لو كانت هناك أزمة فقط في بلد واحد . المسؤولون كانوا دائما يرتحلون الى بلاد أجنبية ثم يحصلون هناك على الدواء و الأمن و السلام . الرفاهية و الحياة الزهيدة ....
..
يتركون هذا البلد الأم في حالة كارثية بعدما نهبوا كل هؤلاء الفقراء وتركوهم من دون حول ولا قوة .
أراهن أني لو نشرت الفيروس فقط في بلد واحد . كان هؤلاء المسؤولون سيغادرونه ببساطة و ليحترق في الجحيم.
..
لاكن الفيروس انتشر في العالم بأكمله . لا يوجد مكان أمن .
لهذا السبب هم مضطرون الى التحكم في البلد و محاولة طرد الفيروس ...
..
وفي نفس اللحظات . هناك نوع آخر من الناس . يعيش بمفرده في جزيرة بعيدة عن اللهب الذي يحرق الكوكب .
لديه كل ما يحتاج و كل ما يريد . بواسطة كل هذه الأموال التي يملكها . صنع لنفسه عالما في تلك الجزيرة لن يمسه أي سوء هناك .....
..