في مكان ما على جزيرة صغيرة . جزيرة بعيدة عن كل العوالم . بعيدة عن أي شيء قد يطلق عليه حياة . بعيدة عن المكان و الزمان . هناك رجل عجوز معه شاب داخل كوخ وسط هذه الجزيرة الصغيرة .

..

كوخ بسيط للغاية . لم يكن في داخله أي شيء على الإطلاق لم يكن هناك لا سرير , لا كرسي . لا أثاث ولا أي شيء .

فقط مادة تشبه تلك التي تفصل بين القارات في النطاق الداخلي الخاص بمازينو ...

..

على هذه المادة السوداء كان الرجل العجوز و هذا الشاب . الذي يبدو أنه كان منزعجا للغاية ؟!!.........

..

لقد كانت على هذا الكوخ نفس البوابات التي كانت في كوخ الجزيرة الطبية الخاص بأكروس .....

ثلاث بوابات عملاقة باللون الأسود في كل جانب مقابل للباب ... الجزيرة تسبح في مادة سوداء لا نهائية .....

والسماء المظلمة هي كل ما يوجد في المكان ....

..

لا نجوم و لا قمر و لا أي شيء . فقط الظلمة و الظلمة .

عتمة تامة ..؟ لكن الجزيرة كانت مضيئة . هذا الضوء على الجزيرة كان أشبه بمصابيح الإنارة الليلية على الشوارع .

..

تضيئ مجرد بضعة أمتار على الأكثر و بضعف شديد . ومصدر الضوء كان عنصر البرق الذي يتلاعب حول الرجل من مرة لأخرى .......

..

تذمر الفتى بينما كان يتأمل مع نفس العجوز :

" أيها الجد لما يجب علي أن أغادر هذا المكان . أنا لا أريد المغادرة على الإطلاق ....."

..

لم يجبه العجوز الذي بقي صامتا مثل صنم هناك بدون أدنى حركة .

" أيها الجد , أنا لا أريد أن أصبح مجرد خادم لهذا الشخص الذي تتحدث عنه دائما . أنا لا أريد حتى الخروج من هذا المكان . حتى لو كان سجنا أنا أريد البقاء معك .

لما يتوجب علي مرافقة شخص آخر لا أعرفه ؟؟؟ .... "

..

وكما سبق العجوز لم يجبه على الإطلاق . بأي شكل من الأشكال . كان فقط مغمظ العينين و يسبح خياله وروحه في تاملاته الخاصة .

..

قام الشاب من مكانه وبدأ ينظر الى هذا البحر الأسود ثم

صرخ بكل ما لديه :

" تبا أنا أكره هذا الهراء . تبا لهذا العالم .. تبا لكل شيء "

..

..

لكن في هذه اللحظات التي كان يصرخ فيها . نزلت عليه عصى من أعلى رأسه . جعلته يشعر بدوار شديد .....

كاد أن يغمى عليه على الفور . لكنه تماسك نفسه بالكاد .

..

خرج من داخل الكوخ صوت عجوز هرم متقطع . كان الأمر كما لو أن المتحدث لم ينطق أي كلام منذ زمن بعيد ....

نفس الصدمة كانت بادية على وجه الشاب . فهو لم يسمع كلام معلمه منذ زمن بعيد .

..

لقد كان العجوز معلمه و جده و عائلته وكل شيء بالنسبة له

لذلك عندما أخبره أنه سيرسله الى مكان ما لم يرغب في ذلك . ولم يعجبه الأمر على الإطلاق ......

..

" لقد حان الوقت . أنت يجب أن تذهب الى ذلك المكان كما سبق و أخبرتك . لم أتوقع أن يصل هذا اليوم على الإطلاق .

..

الوقت حقا يمر أسرع من ما قد تستطيع التخيل حتى ....."

..

بدأت أصوات طقطقة العظام تخرج من جسد هذا العجوز وهو يحاول التحرك لخارج هذا الكوخ .

عينه كانت فارغة تماما . ولم يتواجد داخلها أي شيء ....

...

نظر الى ناحية حفيده المنزعج مجددا ثم ضربه بالعصى عدة مرات حتى فقد الوعي بشكل كامل هذه المرة .....

وعندما استيقظ الفتى تعرض للضرب مجددا ...........

...

..

عندما يستيقظ سيتعرض للضرب مجددا و مجددا و مجددا ..

لقد كان الامر يتكرر حتى بدأ الشاب يدافع عن نفسه من شدة الألم التي كان يتعرض لها ..

..

كان يتعرض للضرب لمدة عدة أشهر . يفقد الوعي ثم يستيقظ ويعود لفقدان الوعي مجددا إثر الضرب ......

..

لقد كانت تلك العصى مؤلمة كالجحيم . كاد الفتى أن يبكي وهو ينطق :

" جدي لما تفعل هذا ؟؟... ارغغغغغغغغغغغغغغغ....

لما تفعل بي هذا . هل جننت هذه المرة .. ارغغ "

..

كان ينظر بكل حزن الى كتلة العظام المهترئة هذه أمامه .

بينما كان يحاول الدفاع عن نفسه . لم يفهم لما يضربه جده بكل وحشية هذه المرة . لقد كان دائما هذا الجد هو كل شيء لهذا الفتى . لقد كانت الصدمة والحقد يتسلل الى قلبه في هذه الأثناء بينما يشعر بالمرارة و الحموضة في حلقه .

..

..

لم يفهم أي شيء على الإطلاق . حتى بدأ هذا العجوز الحديث :

" كم مرة يجب أن أخبرك . لقد كنت أحكي لك الكثير من قصص حياتي لكي تستفيد . ومع ذلك يبدو أنك لم تتعلم أي شيء من كل هذه التجارب . حتى أنني دربتك حتى صنعت أساسا جيدا لنفسك . لو أكملت تدريبك ستكون شخصا قويا للغاية في المستقبل .

..

لكن ماذا ستفعل بكل القوة التي ستحصل عليها ؟؟؟... "

..

..

صمت الفتى قليلا . ثم رفع رأسه الى كل هذا الظلام المحيط بهم . ثم صرخ :

" بالطبع سأخرجك من هذا السجن . أيها الجد !! "

..

تلقى على الفور المزيد من الضرب و الضرب .

" أيها الشقي اللعين . كم مرة أخبرتك . لا تنادني الجد لأنني فقط قمت بتربيتك مؤخرا .

أظن أنه كان يجب أن أتركك تموت في ذلك المكان بدل إنقاذك .. ومن أخبرك بحق الجحيم أن هذا سجن .......

وأنني مسجون .؟؟ !!!!...

وهل تظن أيها الفأر الصغير أنه حتى لو تدربت حياتك كاملة ستصبح أقوى من هذا العجوز ؟!!... "

..

لقد كان ما قاله العجوز صحيحا . هو حقا قد ربّى هذا الفتى منذ مدة . حين أنقذه من فك الموت . لكن بسبب طبيعة هذه الجزيرة وهذا المكان . طالما ظن الفتى أن هذا العجوز في سجن ما . ومع ذلك من ناحية القوة هذا !! ×××....

..

العجوز كان شخصا غريبا للغاية . وقد كان يحكي له قصصا عن أشخاص حكموا كل شيء منذ زمن بعيد للغاية وأنه كان في تلك الطائفة العملاقة ..

لقد كان العجوز يفتخر بذلك .

...

وبينما يتذكر كل هذا قاطعه صوت العجوز مجددا :

" كم مرة يجب أن أخبرك , أنت لن تستطيع النجاة على الإطلاق من هنا فصاعدا ..

أتعرف لماذا أيها الشقي اللعين . هذا لأن عرق الكارثة قد استيقظ .

كم مرة أخبرتك عن ال 101 .

كم مرة أخبرتك عن 101 شخص بحق الجحيم !! .

كم مرة أخبرتك عن قوة كل فرد منهم . كل منهم يملك القوة لسحق كل العوالم . كل شيء تعرفه كل شيء تعلمته كل شيء . أتعرف ما يعنيه كل شيء .....

كل شيء أمام حظور أحدهم لا يساوي شيء ...

حتى أضعفهم يعتبر النهاية الحقيقية لكل شيء .

..

سلالة امتلكها فقط 101 كائن من عدد لا نهائي من المخلوقات و العوالم و الأكوان . وبها حكموا كل شيء.

كم مرة أخبرتك أنهم فقط مجرد 101 شخص ؟!!......

فقط 101 ضد مالانهاية من الكائنات وفي النهاية يفوزون بجدارة . رغم كل شيء . رغم السماء . رغم العالم . رغم المنطق . رغم كل شيء .. ..... . ..

.....

..

إذا استيقظت الكارثة . كل شخص يمتلك فقط خيار واحد لا غير . أنت يجب أن تنظم إليهم , غير ذلك أنت ستموت ...

ستموت بطريقة بائسة . ستموت كأنك أدنى من حشرة ....

ستموت وأنت تبكي مثل النساء . وتترجى منهم الحياة ..

ولست الوحيد الذي سيموت . ستموت وستتسبب في مقتل كل شيء داخل عالمك بالكامل . عالمك نفسه لن يبقى له وجود .

..

لذلك بحق الجحيم اصمت وافعل ما أقوله لك . "

..

محاضرة انتهت بالكاد بينما بدأت دموع الشاب في النزول من هذه العيون الحزينة .

وفي النهاية بدأ شكله يتغير الى أن أصبح شابا طويل القامة , شعر أزرق . بعض خصلاته بيضاء ..

نعم إنه نفس السيد الشاب لعائلة بارق ....

" من اليوم إسمك سيصبح السيد الشاب بيتراوس بارق .

وتذكر لا تتجرأ أن تفكر حتى في رفع رأسك أمام أي شخص يحمل لقب الكارثة "..............

...

..

كان الشاب حزينا للغاية ولاتزال دموعه تنزل من عينيه بينما كان يودع الشخص الوحيد الذي عرفه منذ فتح عينيه الى هذه الحياة . لم يرغب في المغادرة على الإطلاق ..

ومع ذلك هو أضعف من أن يتخذ القرار .............

لكنه في الأخير سأل أخر سؤال كان يشغل باله قبل الفراق :

" أيها الجد . فقط من تكون. أنت لم تخبرني اسمك حتى؟! "

..

..

نظر اليه العجوز بينما فتح بوابة غريبة للغاية أمام الشاب وهو يقول :

" أنا فقط مجرد جندي عادي سابق في عرق الكارثة . "

2020/04/28 · 2,298 مشاهدة · 1363 كلمة
El Marchel-Z
نادي الروايات - 2025