كان هذا المكان عبارة عن خراب بالكامل . مكان لم يتبقى فيه أي شيء على حالته الطبيعية . الفراغ في كل مكان . لكن على ما يبدو حتى الفراغ لم يملك القدرة على التهام ما هو موجود في هذا المكان .

..

ومع ذلك كل شيء مدمر على يد قوة أكثر بكثير من مجرد فراغ . الجثث في كل مكان . بينما رائحة الدم العفنة . والأعضاء سواء أعضاء بشرية أو أعضاء من أجناس أخرى في كل مكان . كانت أطرافهم متناثرة حول هذه البقايا بطرق بشعة للغاية . شكلت الجثث جبالا و الدم أنهارا بصورة غير طبيعية على الإطلاق .

..

كان هذا المكان بالكامل لا يزال يرتعش من شدة ما حصل هنا . والذي يعتبر شيئا خارج عن ما هو مألوف في هذا المكان . وصلت عدة أساطيل غريبة الشكل الى المكان . وكان الضغط الذي ينبعث من كل هؤلاء المخلوقات هنا لا يمكن تصوره بالحس السليم . الجميع منهم كانت هناك صدمة عميقة على وجوههم وهم يشاهدون هذا الرجل الذي يقف أمام كل هذه الأساطيل بشموخ . بينما يولي لهم ظهره.

..

كانت الدماء تقطر من جسده بغزارة شديدة . بينما كان الحقد الكبير الذي يتسرب من عينيه شديد الظلمة .......

رفع الرجل بصره الى كل هذا الأسطول الذي بدأ يركع على الفور . فردا بعد الاخر الى أن ركع الجميع .

بينما تقدم القائد العام للأسطول :

" سيدي لقد وصلتنا أخبار عن وجود أشخاص يحاولون العبث بالختم الموجود هنا . لذلك جمعت الأسطول وأتيت للدفاع عن الختم .

لكن من ما حصل هنا يبدو أنني كنت متأخرا جدا .

ما الذي حدث هنا جلالتك ... ؟؟!!.................... "

..

من طريقة كلام هذا الشخص يبدو أنه على علاقة جيدة من هذا الرجل أمامه . حتى أن نبرته كانت تدل على الإحترام وبعض الصداقة التي تكون فقط بين الأشخاص المقربين

..

نظر إليه الرجل ثم قال شيئا فهمه الإثنان منهم فقط :

" هل تظن أنني كنت مخطئا . هؤلاء الأشخاص المختومون هنا قد استيقظوا جميعا . ولم يتوقف الأمر هنا . بل جاء هنا من حاول تحريرهم . هذه أول مرة يحدث شيء كهذا ......

..

أنا لم أستطع قتل أي واحد من المقتحمين مهما فعلت . لقد كانت مجموعة من غرباء الأطوار . كانوا الجانب الخاسر في المعركة .

لكن ..

... لكن نظرتهم لي كانت مجرد احتقار تام . أنا أعرف تلك النظرة . أعرفها جيدا , نظرة القوي تجاه الضعيف . نظرة فيل الى نملة . اللعنة الفيل لا يرى النملة حتى , استهزاء واحتقار تام؟! . من يظن هؤلاء الأشخاص أنفسهم ليكونوا بهذا الغرور بحق الجحيم ؟!...........

..

هل تسمعني ؟!. لقد كانوا مجموعة ضدي بمفردي . وأنا كنت من سينتصر في المعركة رغم ذلك . لكن لما تعامل معي هؤلاء كما لو أنني حشرة ما .... "

..

كان الوضع مهتاجا قليلا . وقد بدأ الخوف يظهر على كل هذا الأسطول وهم يسمعون هذا الكلام . بينما بدأ شيء غريب يحدث لهذا العالم بالكامل .

..

رفع الشخص من جديد نظره الى ناحية الجميع في هذا المكان ثم قال بصوت مخيف للغاية . صوت كانت به سلطة وقوة لا مثيل . شيء ينتمي فقط الى فئة صغيرة من الناس في هذا العالم . القليل فقط وصل الى مثل ما وصل اليه هذا الرجل . ومع ذلك شك بنفسه حقا في هذه اللحظة :

" هل أنا ضعـــــــــــــــــــــيف ؟!! "

..

..

تجمد الدم البارد في عروق كامل هذه الجيوش من المخلوقات . كانوا يتنفسون بصعوبة شديدة . ولم يمتلك أحدهم أي ذرة من الشجاعة لنطق أي كلمة . وهذه هي اللحظة التي تدخل فيها فريق آخر من العدم ليخففوا الضغط الذي يخنق هذا المكان .

..

فريق غريب يرتدي جميع أعضائه بعض العبائات المنقوشة بنقوش بمجرد أن تأخذ نظرة حتى تجد نفسك فاقدا للوعي ..

كان من المستحيل القاء نظرة على هؤلاء الأشخاص ......

بينما تقدم أحدهم وأخرج أداة ما . كان شكل هذه الأداة غريبة للغاية وكانت تضيء ببعض الوهج الخافت ...........

" صاحب الجلالة . أنا أستخدم اللؤلؤة لتتبع مكان المقتحمين وقريبا سنعرف مكانهم بالضبط . وكل الجيوش جاهزة .....

سنقتلهم بأي ثمن لمحاولتهم الوصول الى مكان محرم كهذا "

..

..

كان الرجل يشاهد هذه اللؤلؤة التي من المفترض أنها تراقب مكان الملوك . والذين عادوا في لمحة الى مكان مازينو في عالم آخر .

..

بمجرد أن تواجد الملوك بجانب مازينو حتى تحطمت تلك الؤلؤة في يد الشخص صاحب العباءة الذي كان يتحدث قبل قليل . صرخ من الفزع فجأة وقفز الى الوراء بشكل لا إرادي . أعاد رفع بصره الى ناحية هذه الؤلؤة . لقد كانت تنكمش على نفسها حتى تحولت الى نقطة سوداء ...........

..

نظر الى الرجل بينما تغيرت ملامح الجميع في المكان . وبدأت حوارات التخاطر تدور بشكل سريع في صفوف هذا الجيش ..

" بحق الجحيم كيف تحطمت اللؤلؤة ؟؟...!! "

" أتعرف ما هو تصنيف تلك الأداة حتى ؟؟.. كيف حدث هذا حتى ؟!.. "

..

" اللؤلؤة ؟..."

" اللعنة يبدوا أن عالمنا قد صنع عدوا قويا هذه المرة ....

لكن من يكون الشخص خلف ما حصل . اللعنة فقط ماذا حدث بحق الجحيم في هذا المكان بالضبط ؟ . "

..

" هذه أول مرة أرى فيها صاحب الجلالة مجروح . لا أعرف ما حصل لكنه بالتأكيد ليس شيئا بسيطا ..... "

..

كانت مثل هذه الحوارات تدور في كل مكان . قبل أن يتحدث الرجل من جديد الى الشخص المقرب اليه قائلا :

" أظن أن والدي كان محقا . هل تتذكر ما أخبرنا به قبل أن يموت ."

..

تقدم الشخص الآخر اليه واقترب حتى وقف بجانبه ثم وضع يده على كتف الرجل بينما الجميع مندهش من هذا الأمر . ثم همس في أذنه :

" أذا جاء يوم وجاء أحدهم لتحرير ما هو مختوم في هذه الأراضي . أهرب وحاول إخفاء نفسك قدر المستطاع . لو علموا في المستقبل أنك من هذا العالم أنت ستموت ......

..

..

هذه هي آخر كلمات والدك قبل أن يتوفى . لقد كان الرعب يسيطر على قلبه حتى في تلك اللحظات . استجمع آخر قوته قبل موته لإعطائك ذلك التحذير . لا بد أنه كان يعرف شيئا عن العدو . ومع أنه يعرف أنك وريث سماء قوي للغاية ...

فهو مسبقا عرف أنك لست ندا للعدو .

لذلك أظن أنك يجب أن تأخذ الأمر على محمل الجد حقا هذه المرة .

أنا لا أزال أتذكر ذلك كما لو حدث البارحة فقط .."

..

..

كانت على وجه الرجلين نوع من المرارة وعدم الرغبة . حتى صرخ الرجل الأول من جديد :

" أنا وريث سماء بحق الجحيم , لما يجب أن أهرب من هذا القتال . لقد كان هم من هربوا في النهاية . ألست محقا .... "

..

وقبل أن يكمل جملته تلك انفجرت تلك النقطة السوداء التي تحولت إليها تلك اللؤلؤة قبل قليل بينما انتشر ظلام دامس حول هذا العالم . ومع هذا الإنفجار خرج صوت غريب للغاية . صوت جعل الخوف والهلع الشديد يظهر على وجوه كل من في المكان . لم يعرفوا مصدر الصوت ولا ما يعنيه .

..

لقد كانوا خائفين فقط من هذا الشعور الذي تخلل الى قلوبهم فقط . بينما نظرة الرعب الحقيقة كانت على وجه نفس وريث السماء هذا . لقد كان أقوى و أفضل شخص في هذا الميدان يستطيع فهم ما حصل بالفعل . اللؤلؤة تملك القدرة على تتبع مسار أي شخص ومن السهل أن تحدد مكانه بواسطتها . لكن مكان الملوك اختفى فجأة ومن دون سابق إنذار في اللحظة التي كانوا فيها بجانب مازينوا .

همس الرجل في نفسه بينما ابتلع ريقه بصعوبة شديدة وهو يختفي من المكان :

..

" مـــفــتــرس ! "

2020/05/08 · 1,805 مشاهدة · 1214 كلمة
El Marchel-Z
نادي الروايات - 2025