" سدي لقد وصلت بعض المعلومات الخطيرة . "
قال أحدهم لعجوز ثمل متكئ على غصن شجرة عملاقة . هذه الشجرة كانت ضخمة بكل المقاييس وكانت فروعها تغطي آلاف الكيلومترات من هذه الغابة الواسعة . مكان صاخب للغاية بفعل كل هذه القتالات التي كانت تحصل في هذا المكان . الذي كان أشبه بساحة بالتدريب ........
..
لم يهتم العجوز الثمل لكلام هذا الشخص على الأطلاق ..
لكنه استيقظ فجأة من ثمالته هذه . وكان هناك تعبير خطير على وجهه المتجهم هذا .
" ما الذي حدث بحق الجحيم .؟؟؟!........................"
..
..
" سيدي لقد كان جلالته في خطر . لذلك تدخل ذلك العجوز من جديد . لكنه هذه المرة قام بشيء كبير جدا .
لقد حدث قتال مهول بينه وبين وريث سماء قديم . الأمر خرج عن السيطرة مما جعله يهتاج بشكل ما . لقد أحدث الكثير من الدمار في كامل الأرجاء . وكنت أحاول إخفاء الأمر عن البقية قد الأمكان . لم أستطع مسح كل آثار القتال لذلك لقد أتيت الى هنا بأكبر سرعة ممكنة ."
..
نظر العجوز الى ذراع هذا الرجل . لقد كانت مبتورة بالكامل . ولا يزال دمه يسقط على الأرض . استغرب العجوز على الشجرة من هذا الأمر . لكنه فهم ما يحصل على الفور .
" إذا كان ذلك العجوز عنيفا جدا . هذا يعني أن سلالة صاحب الجلالة على وشك الأستيقاظ . لا يمكننا أن ندع الأخرين يعرفون عنه بأي شكل من الأشكال . لكن المشكلة في ذلك العجوز .....
..
كيف سنشرح له ما يحصل ؟؟!!!.........................."
..
..
كان عقل هذا الرجل العجوز مشتتا بالتفكير في الكثير من الأمور حول مازينو الذي كان سيحصل على سلالة جديدة. المشكل في كون هذا العجوز لا يريد من الأعضاء الكبار معرفة أي شيء عن مازينو . والمشكل الآخر هو ذلك العجوز القذر الذي يقوم بحماية مازينو دائما ؟؟..!!!!!......
..
" سيدي من يكون هذا العجوز ؟؟!!.. ولما يقوم بحماية صاحب الجلالة بهذا الشكل .؟؟!!.."
..
سأل الرجل هذا السؤال الذي كان يحيره منذ زمن . لكن كالعادة لم يتلقى أي جواب على الأطلاق . بل في المقابل تلقى تحذيرا شديد الغرابة ....
" من الأفضل أن تبقي نفسك بعيدا عنه فقط . سبب كونك على قيد الحياة هو لأنك تحمل بعض الأحترام لصاحب الجلالة في قلبك . ذلك العجوز قد يقتلنا جميعا لو حدث شيء ما لصاحب الجلالة . تذكر هذا دائما ربما يكون خسر نفسه . لكنه لم يخسر مسؤوليته التي أوكلت له على الإطلاق .....
هذا النوع من الإصرار مخيف حقا !!....................."
..
..
اختفى العجوز تاركا ورائه هذا الرجل بذراع واحدة . والذي لم تفارق الصدمة وجهه على الأطلاق بعد سماع هذه الكلمات . يقتلنا جميعا ؟؟؟!!...
ماذا يفترض بهذا أن يعني بحق الجحيم ؟؟...
..
..
هذا العجوز كان متوجها الى مكان مازينو . نعم كان متوجها الى ذلك الكوكب المائي الغريب . وفعل هذا لسبب واحد وهو لأنه يريد مقابلة العجوز القذر . عرف أنه سيتدخل لحمياة مازينو في حالة اقترابه منه . وهذا بالضبط هو الشيء الذي حدث .
..
حيث تم نقله إجباريا الى مكان آخر كان فيه الرجل العجوز.
مكان مظلم هذه المرة . عبارة عن كوخ صغير يسبح داخل فراغ أسود . هذا الكوخ الهش كان يحتوي على صورة عائلية فقط معلقة على الجدار . صورة جمعت رجلا شهما غريب الشكل و المظهر بصفة عامة .... مع تلك العبائة الذهبية ترفرف خلفه بكل ثقة . وهذه الهالة الطاغية !!.... لقد كان حظوره حتى من تلك الصورة يبعث وجودا خاصا .
..
على يساره تقف امرأة حسناء كأنها دمية مصنوعة من اليشم الراقي . هي الأخرى كانت تبعث نوعا خاصا من الهالة النبيلة . زوجة مميزة بطريقتها الخاصة !!.
لو كان مازينو هنا لعرف أن هذه المرأة هي والدته شخصيا. وبجانب المرأة كان هناك فتى صغير . هذا الفتى كان مستمتعا الى حد ما بهذه الصورة العائلية . وكانت ملامحه توحي على السعادة الكبيرة التي يشعر بها ..................
...
..
عائلة سعيدة من زوجين وطفل . كان هذا الشيء بسيطا للغاية . والسعادة دائما ما تختبئ في طيات الأشياء البسيطة.
لكن القدر يحب التلاعب بكل شيء على طريقته الخاصة .
..
وصل العجوز الثمل الى الكوخ ودخل بدون أن يقوم بأي تحية . لأن هذه التحية كانت على شكل ركوع . ركع اتجاه العجوز القذر الذي كان مستلقي على أرضية هذا الكوخ بينما يأخذ نظرة خاطفة في كل مرة على هذه الصورة العائلية .
..
..
بقي راكعا هناك حتى سأل العجوز القذر سؤالا غريبا لا يفترض أن يسأله على الأطلاق . هذا العجوز قد فشل في اختراق مستوى الأوريبوس . وكان محكوما عليه بالموت . ومع ذلك هو لا يزال حيا يرزق . وفوق كل هذا لا يبدو أنه خسر الكثير من قوته الخاصة . وهاهو الآن يطرح سؤالا
من المفترض أن لا يستطيع التفكير فيه حتى .............
" ما الذي حدث حينها ...........................!!!!...!!!.
وكيف أصبحت هكذا ؟؟....لم يكن من المفترض أن أفشل في الأختراق !!............................................."
..
صمت تام حل على هذا الكوخ الصغير بعد هذه الكلمات . قام الرجل الثمل من وضعية الركوع تلك . وجلس بجانب العجوز الأخر . كان ينظر إليه بنظرة تحمل الكثير من المعاني داخلها .
تنهـــــــــــــــــــــــــــــــــــد
فووووووووووو...
..
تنهد الرجل بكل عجز حيث قام بإخراج قنينة تفوح منها رائحة الخمر ....شرب منها كثيرا قبل أن يبدأ في نطق هذه الكلمات التي كانت على ما يبدو ثقيلة على قلبه بشكل لا يمكن تصوره ...
..
" أنت لم تفشل على الأطلاق ......... جلالتك لا يمكن أن يفشل في مجرد هذا الأختراق . لكنك فقط من أوقف هذا الأختراق . "
نظر العجوز الثمل الى هذه الصورة العائلية بكل حزن شديد وحسرة مرة . ثم أكمل كلامه قائلا :
" ومع ذلك أنا فخور بكوني كنت أعمل تحت إمرة شخص بعظمتك . قررت أن تدمر مستقبلك في سبيل حمايته في تلك اللحظة . لو كنت مكانك لم أكن لأفعل شيئا كهذا على الأطلاق ......................................................."
..
..
" هل تظن أن الأمر كان يستحق ؟!!........................."
قال العجوز القذر بينما كان هناك نوع من الندم في كلماته هذه . الواقع دائما يكون قاسيا أكثر من ما ستتوقع . وقد تندم طيلة حياتك على بعض القرارات المتسرعة التي تكون قد اتخذتها عن قناعة في الماضي .