لقد كان الوقت يمر بكل بطء بالنسبة للأشخاص الذين يحرسون مازينو حاليا على ذلك الكوكب , أو على الأقل يظنون أنهم يحرسونه . لكن التغيرات الحقيقية كانت تحدث في تلك المكتبة الداخلية لمعهد الظلام .
وصل الأمر الى درجة أن العجوز الذي كان في المكان . اظطر الى أن يشيح بنظره بعيدا عن مازينو في الوقت الراهن . فقد ظهر من خلف هذه الشرنقة ذلك الهيكل الأسود. وكان يقف هناك فقط مثل آلة صماء . هذا الشيء لم يلقي حتى بنظرة واحدة على الأشخاص في القاعة . وإنما كان الضغط الصادر منه كفيلا بقول كل شيء !!..
من جانب آخر ظهر عرش الكارثة أسفل هذه الشرنقة . وكان يتدبدب بكل بطء شديد , حيث يرسل مع كل دبدبة كما هائلا من الطاقة الى داخل الشرنقة .
كان ظهور هذا العرش هو السبب الرئيسي لعدم تمكن الشيخ من مراقبة مازينو بعد الآن.
هذا العرش كان شيئا غير قابل للتأمل أو التحليل بأي شكل من الأشكال . مجرد محاولة القيام بشيء كهذا عن قصد , كفيل بإرسال الشخص الى العالم الآخر بدون أي نقاش . حتى مازينو نفسه كان على وشك الموت جراء هذا الشيء في أول لقاء له بهذا العرش .
بدأت العديد من الأشياء الغريبة تظهر بعد أن مرت ثلاثة أسابيع منذ أن بدأ مازينو هذه العملية . حيث كان أول شيء هو ظهور العديد من التشكيلات الغريبة أسفل هذه الشرنقة .
غريبة لدرجة أن حتى شخص بمثل مكانة الأخ الأكبر لمازينو لم يستطع فهم أي شيء من خلف هذه التشكيلات . ولم يعرف فائدتها على الأطلاق .
تشكيلات أشبه ببعض الدوائر السحرية كانت منقوشة بلون أرجواني مظلم أسفل شرنقة الظلام . لكن الإختلاف الوحيد الواضح هو ارتفاع حجم الطاقة التي أصبح مازينو يأخذها من هذا المكان . لقد أصبح عبارة عن شيء أشبه بثقب أسود يلتهم الطاقة في الأرجاء كأنها لا شيء , استغرب الإثنان في المكان وهم يشاهدان هذا الشيء . فمستوى مازينو الحالي لا يسمح له بتخزين هذا الكم الهائل من الطاقة !!.
وحتى لو كان يملك جسدا مميزا بطريقة أو بأخرى , فهو لن يستحمل كل هذه الكمية . في الحقيقة هذا شيء بسيط للغاية . فمازينو هو الوحيد في هذا العالم القادر على التدرب على الكتاب المقدس بؤر أصل الدمار . وقد كان ناجحا تماما في تشكيل أول 10 بؤر في الوقت الحالي .
مما يعني أنه يملك 11 دانتيان في جسده وليس فقط واحد . رغم أن جودة هذه البؤر العشر ليست بكفائة دانتيان طبيعي . لكنها في المستقبل ستصبح أفضل حتى !!,
مازينو فقط لم يعثر على الموارد اللازمة لإتمام التدريب على مثل هذه التقنية الإعجازية . في الحقيقة هو يملك كنوزا محاطة به من كل الجهات . بداية من جسده وصولا الى مجرد حذاء قدميه .
كل شيء كان يملك قيمة وفائذة معينة بطريقة أو بأخرى .....
طاقة القوانين في هذه الغرفة كانت هادئة ومسالمة بشكل مثير للريبة , حيث تمت إحاطة مازينو في جو هادئ جدا عكس المتوقع تماما . من حين الى آخر كانت تظهر بعض شرارات البرق .
لكن شرنقة الظلام كانت تلتهم كل شيء دون أي سابق إنذار.
كان مازينو هادئا جدا داخل هذه الشرنقة , حيث حصل على كمية كبيرة جدا من الطاقة تخوله الى تخطي أكثر من مجرد سيد قتالي في المرحلة المبكرة . لقد كانت كل هذه القوة نتيجة مخزونه العملاق من بؤر أصل الدمار , وكل هذه الفواكه التي كأن يأخذها في الوقت الحالي !!.
نفس الفاكهة التي كانت منسجمة معه منذ وقت طويل , حيث كان تدريبه يرتفع بشدة كلما أخذ هذا الشيء "فاكهة الشينسو" هذا العنصر الذي لم يعرف عنه أكروس أي شيء على الإطلاق . أكروس الذي حصل على اعتراف كونه الخميائي الخاص بقوة كعرق الكارثة في تلك الحقبة لم يعرف ولو حتى معلومة تافهة عن هذه الفاكهة .
لهذا السبب بالذات كان مازينو يخفي هذه الفاكهة طوال الوقت تحسبا للأنظار التي تراقبه من الخفاء دائما . لذلك استخدمها فقط في هذه اللحظات الأخيرة من لحظة الإختراق
....................
بدأ دخان خفيف مظلم بالأحاطة بهذه الشرنقة . حيث ابتعد كل من العجوز وأخ مازينو من هذه المكتبة بالكامل . في السماء كانت هناك بعض براغي البرق التي كانت على وشك بدأ تشكيل محنة سماوية !!.
لم يكن هناك أي شيء يستدعي ظهور محنة سماوية في هذه المرحلة , وخصوصا في مستوى الطاقة الذي وصل إليه مازينو . لكن تلك السماء أصبحت مظلمة بالفعل وبدأت القوانين في الدخول الى حالة مظطربة !!..
هذا النوع من المحن السماوية يظهر لقمع الشذوذات الموجودة تحت السماء . حيث تقوم بمقاعبة أي شخص خارق للطبيعة والعادة بأي شكل من الأشكال !!..
لكن مع ظهور هذا الدخان الخفيف , توقفت السماء بالكامل في وضعها الراهن , حيث لم تظهر هذه المحنة السماوية حتى !!. القوانين بقيت على حالتها الشبه مضطربة , لكن الأهم أن مازينو كان بعيدا كل البعد عن هذا الخطر الراهن !.
نزلت قطرة غليظة من العرق البارد من جبين هذا العجوز وهو يشاهد ما حدث قبل قليل !!..
في عقله ترددت فكرة واحدة لا غير !!
هذا الشاب الصغير الذي لم يكمل حتى ألفية واحدة من عمره أوقف قانون السماء عن العمل !!. حتى لو كان الأمر لبرهة , لكن هذا لا ينفي أن مازينو أوقف محنة سماوية من الظهور !!...
كان الرجل يتراجع الى الوراء بدون وعي حتى !. جسده كان يبتعد عن هذا المكان بمفرده فقط . كيف لا وقد اجتمعت كل هذه الصفات الكبيرة في شخصية مازينو !!.
هذه القوة كانت بالتأكيد قوة الأوريبوس التي ظهرت من جديد في هذه الوضعية . فمازينو حاليا كان في وضع متأزم وصعب للغاية , وظهور هذه المحنة كان سزيد الطين بلة فقط !!.
لذلك إيقاف هذه المحنة أفضل من تلقيها بشكل مباشر . ومع ذلك هو لم يتحكم في هذه القوة على الإطلاق , حيث تصرفت قوة الأوريبوس بمفردها تحت تأثير عرش الكارثة . مازينو لا يزال في مستوى ضعيف للغاية لكي يظهر ولو معنى بسيط لما يعنيه الأوريبوس .
...................
مازينو كان يركز على شيء أساسي في هذا الإختراق هذه المرة . والذي يكون تدعيم أساسه بشكل كبير , هذا هو السبب الذي جعله يتأخر في عملية الإختراق هذه من البداية , حيث كان يتحضر لهذه اللحظة بالذات . حيث يعتبر الأساس هو الوعاء الخاص بقوة الفرد . فكلما كان الوعاء أكبر كلما ارتفت القوة القتالية بشكل أكبر , لكن مسألة جعل الوعاء أكبر هي الصفقة الحقيقية في عالم الزراعة بالكامل !.!...!...
في داخل الدانتيان الخاص بمازينو , كانت هناك فوضى عارمة في كل الأرجاء !!.
بينما غطى اللون الأرجواني المظلم كل شيء , وسط هذا الظلام كانت نقوش القوانين تنبظ بألوان زاهية مرة كل بضع ثواني . حيث كانت تبعث ضغطا روحيا هائلا جدا في المكان.
لكن غرض مازينو في الدانتيان كان هو مهاجمة بذرة الكريستال التي شكلها الى الآن . فقد حول كل الطاقة التي يملكها الى كريستالة كروية الشكل حين وصل الى ذروة عالم الكريستال .
هذا الشيء كان هو المخزن الخاص بكل طاقة الشينسو التي يملكها مازينو من هذا الدانتيان . لذلك وجب تعريض هذه الكريستالة الى عملية صهر شاملة عن طريق حرق التشي من العالم الخارجي باستمرار الى أن تنفجر هذه النواة الكريستالية بالكامل .
هذا الإنفجار هو الشيء الوحيد القادر على تطوير قوة الفرد الى المستوى التالي وتوليد ما يطلق عليه بحر الروح .........