منذ اللحظة التي ظهر فيها هذا الكيان المظلم , سواء الخاص بسلالة المفترس أو الكارثة , عرف مازينو أن هذا ناتج عن زيادة نسبة تقدمه في الإندماج مع السلالات .
ولكن الأهم كان الإستفادة من هذا الوضع لفهم قوة السلالة أكثر , فلا شيء أفضل من مشاهدة هذه القوة تتحدث عن نفسها بنفسها .
قام مازينو على الفور بالتركيز بشدة مع كل حركة يقوم بها هذا الظل أمامه , لكن طاقة الماجوس الخاصة به كانت خارجة عن السيطرة بعض الشيء , ولم يعد في وسعه قمع الإختراق الى الماجوس الأرجواني بنجمتين بعد الآن !!!....
كان كل شيء يحدث بسرعة كبيرة جدا منذ أن تم فتح المزيد من أوردته الروحية , حيث أصبح العدد الإجمالي 30 وريدا من أصل 101 .
الطاقة القتالية كانت تجري في كل ذرة من جسده مثل الفيضانات , لكن الطاقة الحقيقية كانت ملك هذا الشيء أمامه.
............
الغيمة الكبرى !!. كان هذا هو إسم البعد المركزي الذي يقطنه معهد الغيوم , بعد خاص فقط ببعض الشخصيات ذات المكانة العالية في المعهد , وهو مكان محمي تحت العديد من الدفاعات الهائلة .
يمكن وصف هذا المكان بأنه أصلب شيء في المعهد من ناحية الدفاع. حيث كان هو الخط الأحمر للمعهد. لأنه بكل بساطة إحتوى على كل أسرار المعهد منذ لحظة تأسيسه .
من المظهر الخارجي احتوى فقط على المكتبة الرئيسية للمعهد مع القصر الخاص بالبطريرق . هذا كل شيء كان في البعد الكبير بالكامل . ثم كان هناك العديد من الشيوخ الذين يعملون ويشكلون الإدارة المركزية التي هي نواة المعهد بالكامل .
من هذا المكان الكبير تم حكم العديد من الأبعاد والكواكب الخاصة بهذه القوة الهائلة عبر كل أنحاء العالم . لقد كانت هذه هي الركيزة الأساسية لشيء يسمى معهد الغيوم !!....
...........
تقدم كيان الكارثة بكل غرور شديد الى الأمام . حتى مازينو من مكانه كان يمكن أن يشعر بمدى افتخار هذا الشيء بنفسه !!.. لقد كان هذا الشعور تقريبا متبادلا بين الإثنين , فمازينو شخص فخور بنفسه هو الآخر .
بكل ثباث وثقة في النفس . وأمام كل هذا الخطر الشديد الذي ظهر من العدم أمام مازينو . شيوخ بأعداد وصلت الى الآلاف ثم آليات الدفاع التي لا تنتهي من مصفوفات وتشكيلات قوية جدا !!.. الى أسلحة الدمار الشامل التي كانت كلها موجهة الى رأس مازينو !!..
أصبحت السماء أمامه أشبه بليلة صافية مليئة بعدد لا يحصى من النجوم . كان هذا نفس المنظر الذي ظهر أمامه فكل شيء كان يصوب عليه بدقة شديدة !!. الخطر كان في كل ناحية من حوله حتى من الفضاء الذي كان يقف فيه كان خطرا !!......
انتشر هذا التموج الغريب في كل أنحاء بعد الغيمة الكبرى بالكامل مما استدعى كل الشيوخ الى هذا المكان من أجل الدفاع . لم ينطق أي شخص بأي كلام حول أي شيء !!...
لم يتحدث أي شخص الى مازينو ولم يهدده أي شيخ . الكلمات في هذا الموقف كانت عديمة الفائدة تماما . لأن الشيء الوحيد الأكيد كان عجز المكان برمته عن فعل أي شيء في ظل هذا الحضور .
بينما جسده يركع الى الأرض بغير إرادته . صر نائب بطريرق معهد الغيوم على اسنانه وهو يحاول إرسال نداء استغاثة الى البطريرق نفسه ؟؟.. لأن ذلك العجوز لم يكن في هذا المكان على الإطلاق .
رغم وجود كل هذه الكائنات عالية المستوى أمام مازينو , شيوخ بقوة من هم في الدائرة الأولى فقط هم المسموح لهم بدخول هذا البعد . مما يعني أن كل الحاضرين في هذا المكان فوق عالم الفراغ !!..
من يعلم حتى مقدار القوة التي يمكلها هؤلاء الشيوخ في الوقت الراهن ؟؟..
لكن مازينو لم يكن خائفا على الإطلاق !!. بل على العكس كان يشعر بدهشة غريبة . مهما وصلت قوة الفرد لم يكن بإمكان أي شخص الوقوف في وجه هذا الشيء حتى !!.
لم يسبق أن التقى مازينو بأي شخص استطاع الوقوف في حضور سلالة عرق الكارثة الى الآن ......................
" [ قه قه قه قه قه قاااه قاااااه قااااااااااااااااااااه ] "
لقد كان كل كائن حي في دائرة هذا البعد بالكامل راكعا على الأرض !!.. بينما انتشرت قهقهة ثقيلة من هذا الظل في كل العالم ؟؟.. هذا الشيء وأمام هذا الموقف كان يضحك ويضحك فقط . كانت تلك ضحكة سخرية شديدة , سخرية اتجاه كل شيء حتى السماء نفسها !!..
انتشر الضغط المروع لحظة وقوف هذا الظل من مكانه !!.. لقد كانت تلك اللحظة هي التي أدرك فيها مازينو أن هذا الشيء كان جالسا على شيء يشبه عرش الكارثة تماما في الشكل !!..
لكنه لم يستطع رؤية أي شكل محدد لهذا الكيان , كان يرى فقط أن كلاهما هو والظل يملكان نفس الأعين فقط ؟؟......
لكن هذا الظل لم ينظر حتى الى مازينو منذ اللحظة التي خرج فيها الى العالم .
بدون أي سابق إنذار ؟؟ سقط كل شخص في هذا البعد على الأرض مغشيا عليه . منهم من كان ميتا تماما , ومنهم من فقد الوعي فقط . لكنهم كانوا مصابين بإصابات داخلية خطيرة جدا . ربما حتى لن يستيقظووا بعد هذا اليوم !!.
ببساطة لقد كانووا غير قادرين على تحمل هذا الوجود بعد الآن .
آخر شخص يسقط كان نائب البطريرق نفسه . وقبل أن يفقد
الرجل وعيه , سمع كلمة من قائده البطريرق :" أهرب ... "
هذا هو الجواب الذي حصل عليه كجواب لتلك الإستغاثة التي بعثها منذ قليل . إجابة أفقدته الأمل تماما ليسقط مغشيا عليه هو الآخر .
لم يسلم أي شيء في ظل هذا الوجود . لكن الكارثة في النهاية لم تنزل على مجرد هذا البعد الضعيف .
" كرااااااااك .."
اهتزت السماء التي تغطي كامل عالم سافاستانو بالكامل بكل غضب حيث شعر كل كيان حي في هذا العالم بأسره بهذا التغير في السماء . انتشر نفس هذا التغيير في الإنتشار الى كل بقاع الوجود في مجرد لحظات !!!!.
ارتفت شرارات الرعد العنيف في كل مكان من هذا العالم وبدأت السماء تستعد لشيء ما !!.. هذا الحدث قد أحدث موجة هلع في كل أنحاء الوجود بنفسه !!؟؟ .. سواء في الأبعاد الصغيرة أو الكبيرة , على الكواكب , المجرات , الأكوان !!.... انتشر قصف البرق وهدير الرعد في كل مجال تحت السماء !!!!!!!!!...
برق أسود اللون كان يحترق ويحرق معه الهواء المحيط به .
خيمت الغيوم المظلمة على كل شيء , كان هذا الظلام بكل تأكيد نذير شؤم لما هو قادم !!..
كان الطريق السماوي والمحكمة السماوية يبعثون إشارات الخطر الى كل الكائنات الحية , حيث كان نفس الشعور متبادلا بين الجميع .
لقد كانت نفس اللحظة التي حلت بالملوك قبل بعض الوقت . نفس اللحظة التي حلت بأخ مازينو مع ذلك العجوز قبل قليل. نفس لحظة توقف العقل عن التفكير وعدم فهم أي شيء على الإطلاق !!!..
فقط ما الذي يحدث في هذا العالم ؟؟.. وماذا يكون هذا الشيء الذي يشعر الوجود نفسه بالتهديد من قبله ؟؟......
في هذه اللحظة أدرك الجميع أن السماء نفسها كانت تشعر بالخوف ؟!!. وإذا كانت السماء خائفة فهذا الشعور سينتقل بعدة أضعاف مضاعفة الى نفوس كل الكائنات التي تعيش أسفل هذه السماء .
كل الكائنات التي تحتل قمة هرم القوة في هذا الوجود قد استشعورا هذا الخطب بكل تأكيد . توقف العالم عن الحركة ودخل كل شيء في السكون التام فجأة .
كل ما يمكن سماعه هو هدير الرعد الذي كان وسيلة السماء الوحيدة للدفاع ضد نفسها من ما هو قادم !!!..
.............
في مكان ما في عالم ما !. كانت هناك جماعة صغيرة من العجزة واقفون تحت قصف الرعد الذي وصل الى هناك أيضا . فتح الأكبر منهم عينه التي كانت مجوفة بالكامل من الداخل , عين لا يوجد فيها أي شيء آخر غير الظلام الدامس.
" إنه نفس الشعور الذي حدث منذ بضعة أشهر مضت . لن أنسى أبدا تلك اللحظة التي أجبر جسدي فيها على الركوع !!.
هناك شيء ما قادم الى هذا العالم , يجب أن نستعد لأي شيء يحدث ... فلتأمر كامل الطائفة بالبدأ بالإستعدادات ..........."
أحكم الرجل قبضته بشدة وهو يتذكر حظور السلف الذي ظهر منذ بعض الوقت , لكنه لم يعرف أن ما هو قادم شيء أكبر بكثير من مجرد حظور .