كانت المصفوفات التي نقلت جميع الأساطيل التي كانت على هذا الكوكب حاليا قيد الإنغلاق بعد أن تمت المهمة بالكامل . آخر شخص دخل الى آخر بوابة كانت قائدة الأركان الثانية , حيث تأكدت بنفسها أنه لم يتبقى أي شخص على هذا الكوكب . أصبح مجرد منطقة مهجورة بالكامل في الوقت الحالي . مجرد ساحة كانت في الأصل تستعمل للتدريب لا غير . فهو غير صالح للعيش للناس العاديين أو حتى للمقاتلين أسفل عالم السماء .
فموجات الطاقة التي لا تزال تعصف بالمكان قادرة على قتل أي كائن حي لا يملك القوة اللازمة للدفاع ضد هذا المستوى من موجات التشي العدوانية .
هذا ليس الكوكب الوحيد الذي تم إخلائه بالكامل , بل هناك العديد من أمثال هذا الكوكب في كل نطاق هذه المجرة التي لا تنتمي الى أي من المعهدين . هذا المكان كان ساحة الحرب التي ستقام في المستقبل القريب .
بالطبع الحروب دائما ما تكون بعيدة عن الأراضي الأساسية للقوى المتحاربة تفاديا للضرر الداخلي الذي يكون حجمه مقرونا بحجم القوة لدى المتقاتلين .
هذا الأمر شائع جدا لدرجة تواجد أماكن قاحلة تستعمل دائما لحسم أمور الحروب هذه بين الأطراف المتنازعة . وتعتبر حالات التشابك في الأماكن الداخلية نادرة للغاية .
جميع هذه الأساطيل كانت تتوجه الى واحدة من أكبر الأراضي الفارغة التي يملكها معهد الظلام . نفس الصحراء التي كان فيها مازينو في اختبار الدخول الى القسم الداخلي .
لم يعد المكان فارغا على الإطلاق , كما أن طبيعته الصحراوية لم تكن مزعجة على الإطلاق , بل على العكس تماما . المقاتلين لا يحتاجون الى الطبيعة أو أي شيء من هذا الهراء . كل ما هم في حاجة إليه كان مكان غني بالتشي النقية . تماما مثل هذه الصحراء بالضبط .
أعداد السفن الحربية التي كانت تتمركز في هذه الصحراء كانت ببساطة مثل سرب من الحشرات , والأغرب أن هذا العدد كان في تزايد مستمر مع مرور مع كل ثانية من الوقت.
السماء كانت مليئة بمصفوفات النقل طويلة المدى ولا شيء آخر . في حين منع الطيران في الأرجاء بشكل قاطع تماما . سواء على المقاتلين أو على السفن الحربية . كل شيء كان يرسوا على الأرض ويركزون على التدريب والإستعداد للحرب القادمة .
كان هذا البعد هو القاعدة المركزية الجديدة للدائرة الثالثة . حيث حدث هذا التغير في المكان تحت طلب مازينو الأخير من الشيوخ ذوي المكانة العليا .
بالطبع كان هذا الطلب بعد بعض الإنجازات التي قام بها الأسطول الخاص به . حيث ساعد مازينو بشكل كبير في تقديم العديد من الخونة الى المعهد . ومن أبرز الخونة كان الشخص الأول الذي خطر على بال مازينو هو نفس الشيخ الذي التقى به أول مرة في هذه الصحراء .
حيث كان ذلك العجوز هو المسؤول عن إختبار الدخول وهو الذي حاول دفع مازينو الى منصب قائد الأسطول منذ البداية.
بتغير ذلك الشيخ الذي كان مسؤولا عن مكان مهم في المعهد كقلعة الظلام . حصل مازينو على إجابة مرضية للطلب الذي قدمه الى الإدارة . حيث كان الطلب ينص على استخدام هذه القلعة كمركز للدائرة الثالثة بالكامل .!!
ولحسن حظه فقد كان الطلب مقبولا بالفعل , زيادة عن ذلك , تم تكليف أحد المسنين الكبار بمساعدة مازينو على إدارة هذا المكان , فبعد كل شيء تلاميذ الدائرة الثالثة لا يملكون القدرة على التعامل مع قوى الفراغ بعد , لذلك وجب على المعهد بذل المزيد من الجهد من أجل توفير تغطية شاملة لحل مثل هذا المشكل . وهذه التغطية كانت وظيفة العجوز الجديد !!...
.................
في إحدى القاعات المركزية داخل قلعة الظلام !!. كان كل الجنرالات الجدد الذين يصلون الى مكان الإجتماع المتفق عليه يندهشون بهذا المكان !!.
الجميع كان يتسائل من يكون القائد العام لهذا الإجتماع ؟؟
ومن يكون الشخص المسؤول الذي تمكن من الحصول على هذه القلعة وجعلها مركز القيادة الجديد ؟؟
طبعا نفس السؤال تبادر الى أذهان الجميع , لكن الجواب كان تقريبا واضحا , سيكون هذا الشيء من عمل قائد الأركان الأول أو الثاني كاحتمال ضعيف .
أو حتى قد يكون هذا الشيء مساهمة جيدة من المعهد نفسه !!
كل الإحتمالات كانت ممكنة , لكن لم يخطر على أي شخص كون مازينو هو السبب في حدوث شيء كهذا ؟؟.
فهناك كثير من القادة لا يزالون يجهلون حول مازينو , حتى بشغله منصب قائد الأركان !!. وحتى أن هناك الكثير من ما لا يزالون ينقصون من قيمته وقوته .
هذه القاعة التي كان الإجتماع فيها تملك شكلا يشبه الكنيسة الى حد كبير !!. صفوف طويلة للغاية من الكراسي التي كانت موضوعة بطريقة منتظمة للغاية كانت ممتدة على طول الطريق وصولا الى أعلى عشرة كراسي في القاعة !!.......
تم وضع أحد الكراسي في مقام أعلى من البقية بكل وضوح حتى أن شكله كان مختلفا عن البقية حيث يحمل جوا خاصا به . وعلى جانبي هذا الكرسي تم وضع كرسي على اليمين ثم كرسي آخر على اليسار .
أما السبعة كراسي الباقين فقد كانوا في الأمام وفي منزلة متوسطة .
كان الأمر واضحا للغاية , وكان واضحا الى أي شخص تعود هذه الكراسي . دخلت القاعة في صمت غريب لحظة ظهور هذه الفتاة من جديد داخل القاعة . كان كل هؤلاء الجنرالات يتأملون هذه الفتاة من رأسها الى أخمص قدميها . جميع الحاضرين كان في ذروة اللورد القتالي المقدس بدون أي استثناء . لقد كان هؤلاء التلاميذ هم سقف القوة في الدائرة الثالثة بالكامل !!.
هذه القاعة شهدت حظور 700 جنرال حربي . 700 كائن حي في ذروة اللورد المقدس !!. كانت هذه القوة القتالية شيئا هائلا بكل تأكيد , الجو المحيط بهذه القاعة كان خانقا الى أقصى الحدود , حيث كان الجميع شرسا جدا , وهم يحاولون إثبات أنفسهم عن طريق حظورهم الساحق في المكان !!...
خلف هذه الفتاة . وقف سبعة أشخاص يرتدون ملابس مهيبة للغاية , ملابس ذهبية اللون مع أسلحتهم على ظهورهم . كان الجو الخاص بهؤلاء القادمين الجدد شيئ لا يصدق . أمام كل الجنرالات في القاعة , كان من الممكن تمييز هذه الجماعة الصغيرة بكل وضوح شديد مما يظهر الفرق الهائل بين مستويات القوة بين مكانة الجنرال والأدميرال . ثم كذلك وعلى عكس الجميع .
كان حظور هذه الفتاة خافتا قليلا , ليس لأنها تبدو أضعف من البقية , وإنما لأنها كانت في مستوى أعلى فحسب. جميع قادة الأركان كانوا في مستوى معروف في كل الدائرة الثالثة , حيث وصل جميع القادة الثلاثة سابقا الى مستوى النصف خطوة الى عالم الفراغ !!!.
مما يعني أن هؤلاء الأشخاص لم يعد هناك أي منافس يستطيع مقارعتهم في مستوى اللورد القتالي , ليس بعد أن تقدموا الى هذا المستوى الهائل في القوة !!.
أو على الأقل هذا الشيء لا ينطبق على مازينو الذي كان مجرد سيد قتالي في الوقت الراهن , لكنه بالطبع ليس شخصا تنطبق عليه هذه القوانين التي تنطبق على سائر الناس !!.....
تقدمت هذه المجموعة الى الأمام وسط كل علامات الإحترام والتقدير الى أن شغل كل شخص كرسيه الخاص !!. في القاعة كان هناك كرسيان فقط لا يزالان فارغين الى هذه اللحظة . حيث كانت تلك الفتاة تجلس على الجانب الأيمن من كرسي القائد الأول مما يظهر على أنها بكل تأكيد كانت في المرتبة الثانية من ناحية القيادة !!.
هذا الشيء جعل الجميع يتسائل حول هوية القائد الحالي لهذه الدائرة !!. وكذلك جعل تأخر القائد الثالث بعض الشخصيات منزعة !؟, فحتى حضرة القائدة الثانية قد وصلت بالفعل !!!
ومع ذلك أين هو هذا الشخص بحق الجحيم ؟؟ من الواضح أنه يحب جعل الناس تنتظره !!..
انفتح الباب بعد بضع دقائق من الإنتظار ليظهر القائد الثالث السابق !! هذا الشخص هو الذي هزم على يد مازينو وتم أخذ مكانه !!. نفس الشخص الذي أعلن ولائه الى عشيرة الأكاغي !!. ما الذي يفعله في هذا المكان ؟؟
فهو لم يأخذ منصب الجنرال من أي شخص حتى ؟؟.....
كان البعض يستغرب من هذا حظور مثل هذا الشخص , حيث كان حاليا مجرد تلميذ عادي في أسطول مازينو الخاص ولم يشغل أي منصب آخر في الوقت الراهن . خلف هذا التلميذ ظهر شق فراغي خفيف فجأة !!.
من هذا الشق ظهر عجوز طاعن في السن يتكئ على عصا مصنوعة من بعض المعادن التي لم يعرف هؤلاء التلاميذ ماذا تكون حتى !!. مقبض العصا كان على شكل رأس تنين بأعين قاتمة تحمل ظلاما تقشعر له الأبدان !!.
حظور العجوز كان منعدما تماما مما أظهر حجم الفرق بينه وبين هؤلاء التلاميذ , حيث كان من المستحيل عليهم إستشعار قوة هذا الشيخ على الأطلاق .
" فلتأخذ مكانك ..............................................."
من فم الشيخ خرجت هذه الكلمات المتقطعة التي كانت موجهة الى التلميذ أمامه , حيث توجه هذا الأخير مباشرة الى الكرسي على الجانب الأيسر لمكان القائد وجلس هناك بكل هدوء !!!!..
كان هذا الفعل صادما بعض الشيء , فهذا مكان مازينو بعد كل شيء ؟؟.. كيف حدث هذا ؟؟ هل استعاد هذا التلميذ مكانته أم ماذا ؟؟
الشيخ بنفسه ذهب مباشرة الى خلف الكرسي الخاص بالقائد الأول وبقي واقفا هناك بدون أي حراك على الإطلاق !!......
بمجرد أن شارفت هذه الصورة على الإكتمال حتى بدأ الجميع يدرك أن هناك خطبا ما بالشخصية التي ستقود هذه الحرب . حتى هذا الشيخ وبقوته الكبيرة تلك اتخذ موقفا خلف كرسي القائد فقط !!!.
هذا الشيء جعل الجميع يركز أكثر من السابق . والجميع كان متيقضا بشدة وهم في انتظار حظور قائد الأركان الأول.