شعر أحمر مع جرح عميق على كامل نصف وجهه الأيمن !! هذا الوجه المتيبس الذي يبدو من دون أية مشاعر على الإطلاق ؟؟. عين فارغة من أي شيء , لا مشاعر ولا أي استجابة لما يحدث حوله على الإطلاق .

كان هذا الشخص يرتدي معطفا أحمر قصير بعض الشيء , حيث كان كل جسده مغلف بدروع لا تزال عليها بعض الدماء التي لا يزال البعض يتسائل حول أصلها .

وحول أصل الضحية , كان في الحقيقة شخصا طويل القامة , تلك النذبة على وجهه أضافت له نوعا من الشراسة , كان وسيما وجذابا بصورته الخاصة .

لكن من جانب آخر كان غير إجتماعي على الإطلاق .

أحد أقوى المصنفين على كامل الدائرة الثالثة من معهد الظلام . والمعروف بشخصيته الملتوية , ملتوية الى درجة حرق أي شيء قد يعترضه الى رماد . نفس الرماد الذي كان هو المعنى الحرفي لأسمه الخاص ..." آش " ...

هذا الرجل اللامبالي كان بالتأكيد قائد الأركان الثالث . بهيأته المميزة كان يجثو على ركبته بينما يطلب شرف القيام بهذه المسألة . مسألة لم يعرف حولها أي شخص في الوقت الحالي غير مازينو نفسه !!.

هذا الشيء أكد فقط نوع الأشخاص الذي يكون هذا الرجل . رغم كونه بعيدا عن العلاقات الإجتماعية وكل هذا الهراء , لقد كان الرجل ذكيا الى درجة مخيفة !!.

كان ليكون أبخل من أن يتدخل ليقدم هكذا عرض لأي شخص لو لم يكن ولائه لمازينو وصل الى أبعد الحدود . رؤية هذا المشهد أكد لمازينو أن قدرة النظام لا تزال تعمل على أكمل وجه .

" للأسف هذا الصغير متعطش للدماء . بمجرد خروجه الى الساحة سوف يكون من الصعب إعادته هكذا فقط .........."

بينما يجر هذه الهراوة على الأرض , كان مازينو ينطق هذه الكلمات بكل بطء شديد وبطريقة لعوبة جدا . مع كل خطوة يتخذها الى الأمام . كانت قلوب كل الحاضرين تدق بصوت عال للغاية وهم لا يعرفون ماذا يحصل حتى ؟..............

هذا الليتش كان يتصرف وفق إرادة مازينو بالطبع . أما بلاكي الصغير فقد كان هو الآخر ضمن الخطة . حيث كان الغرض من هذا المشهد هو القادم بكل تأكيد ...

الليتش كان يقوم بإلقاء لعابه الملوث على كل شخص يمر من جانبه بدون أي إشتناء . بينما بلاكي الصغير كان يقوم عن عمد بالقفز على أرجل هؤلاء الجنرالات الجالسين واحدا تلو الآخر . كانت هذه الحركات مستفزة الى أبعد الحدود خصوصا بالنسبة الى شخصيات كبيرة كهذه !!...............

لكن مشهد مازينو الذي كان في الجهة الأخرى للغرفة ومشهد ركوع آش له , جعل كل هؤلاء الرجال يبتلعون استيائهم في صمت تام .

لعاب هذا اليتش المختلط بالدماء الملوثة التي قد تتسب في إصابة أي شخص مجروح بالعدوى التي يحملها هذا الليتش . عدوى قد تنتهي بموت نفس الشخص !!. وتحوله الى واحد من اللاموتى الخاصين بمازينو لينظم بدوره الى المجموعة .

كان الأمر خطيرا جدا , خطيرا الى درجة أن بعض الجنرالات في المكان قد قاموا بوضع حاجز من الطاقة على أنفسهم لوقف الإتصال بينهم وبين هذا القيئ الذي انتشر في كل مكان حول القاعة .

.....................

فجأة توقف بلاكي عند أحد الجنرالات في المكان . كان يقف تماما على ركبتي الرجل بينما ينظر مباشرة الى وجهه وهو يقول بصوت غليظ : " ما هذه النظرة ؟؟..................."

وقوف مجرد طفل أمام وجهك بكل هذا الغرور بينما يطرح عليك سؤالا بهذا الشكل !!. لقد تخطى الأمر الإستفزاز ووصل الى درجة الإهانة علنا !!,. بلاكي كان يقف أمام هذا الرجل الذي حاول بالكاد قمع جماح نفسه من القيام بأي شيء متهور .

لكن بلاكي مع الأسف كان متهورا بكل تأكيد . حيث قام بجر سلسلة الليتش خلفه الى الأمام بكل قوة !!. هذا الشيء جعل الليتش يتقيأ كما كبيرا من العصارة الخضراء المقرفة على هذا الرجل مباشرة !...

كانت أقدام بلاكي الصغيرة لاتزال في مكانها فوق الرجل , بينما اختلطت العصارة بحذائه وملابس الرجل !!...........

في هذه اللحظة كانت بعض العروق الدموية واضحة في عيني الرجل من شدة الغضب . لقد كان يتحمل هذه الإهانة بكل ما لديه , ولم يرغب في كشف أي خطأ يذكر حيث كان بالطبع أحد الخونة في هذه القاعة .

لكن فعلة بلاكي التالية كانت القطرة التي أفاضت الكأس !!

هذا الرجل الصغير قام بمسح حذائه المتسخ بهذه القذارة على صدر الرجل . كان يقوم بهذا الشيء بطريقة عادية تماما كأنه يقوم بعمل طبيعي كعادته . ملامح وجهه كانت هي الأخرى عادية الى أبعد الحدود !!.

على عكس الرجل الذي وقف من مكانه فجأة !!. يده التي كونت قبضة قوية لدرجة صدور صوت لطقطقة العظام منه كانت مع الأسف لم تبارح مكانها على الإطلاق . حيث لم يمتلك هذا الشخص الجرأة على القيام بأي شيء على الإطلاق . حتى بعد كل الإهانة التي تعرض لها !!.........

لا يزال يملك في قلبه بعض الإيمان بأنه قادر على مواكبة هذا الشيء .

كان مازينو من الجانب ينظر الى كم هذا الشخص صبور . خصوصا في عالم يهتم بمنظر الفرد وإمكانياته الى حد بعيد , اختار هذا الرجل أن يبقي رأسه منخفظا في ظل كل ما يحدث !!!. لا عجب أنه يتقن فن التخفي عن الأنظار بقدرات مثل هذه .... هاهاهاهاهاهاهها......................................

" رااااااااااااااق "

" رااااااااااااااق " " رااااااااااااااق " " رااااااااااااااق "

...

..

.

.

" رااااااااااااااق "

آخر ضربة من هذه الهراوة حطمت رأس هذا الشخص تماما مع الكرسي الذي كان جالسا عليه قبل قليل !!. لقد نزل رأسه الى وسط بطنه منذ اللحظة الأولى التي تلقى فيها أول ضربة من هذه الهراوة بينما كان لا يزال واقفا في مكانه !!

تلك الضربة قد معصت اللحم , الدماغ , العظام والدماء وكل شيء في رأسه . تلك الجماجم السوداء التي تشكل هذه الهراوة قد امتلأت بالدماء الحمراء وبعض جلد وجه هذا الرجل الذي التصق بهذه العظام الشائكة !!.

أحد مقلة عيون الرجل كانت لا تزال ملتصقة بهراوة مازينو التي لم تتوقف عن الضرب الى أن توقفت آخر خلية من هذا الجسد عن العمل ....

لقد مات هذا الرجل بينما انقسم جسده الى نصفين من الوسط وبدأت كل أمعائه في التساقط على الأرض , على الفور انهال عليه هذا الليتش وبدأ يأكل بعض البقايا التي بالكاد لا تزال صالحة من هذا الجسد . فقد كان في ذروة اللورد المقدس بعد كل شيء , سيعود هذا الجسد بنفع كبير على هذا الليتش في المستقبل .

بعد بضعة أنفاس من توقف مازينو عن ضرب هذا الرجل . قام بإلقاء بصقة كبيرة على هذه البقايا على الأرض وهو يقول :

" من أعطاك الإذن للوقوف بحق الجحيم ؟ ................."

............

هؤلاء الحاضرين في هذه القاعة أشخاص طالما لطخت أياديهم بالدماء طيلة مسيرتهم الى مثل هذا المستوى من القوة والمنصب . ومع ذلك كان منهم من أراد الصراخ من هول بشاعة وقساوة المشهد أمامهم . هذا المازينو بالتأكيد كان يعاني من خلل ما في عقله . لكن لم يكن اي منهم قادرا على الإدلاء بتصريح كهذا على الإطلاق .

لأن غريزة البقاء داخلهم والتي تكمن في الحمض النووي والسلوك البدائي للشخص , تتفاعل تلقائيا لتنبيههم !!!. على الرغم من أن الجميع يدرك أنهم في مجرد قاعة خاصة بهذا الإجتماع الذي لم يبدأ الى الأن .

إلا أن غرائزهم الأولية تتفاعل لإرسال هذا التنبيه الذي لم يكن سوى خطر الموت لا غير ...

وبالخصوص شخصين في هذه القاعة . حيث كان في المجمل ثلاثة خونة من معهد الغيوم حاضرين في هذه اللحظات . صديقهم هناك قد تحول بالفعل الى لحم مفروم من طرف هراوة مازينو الخاصة . ومن أجل ماذا ؟؟؟

هذا لأنه وقف من مكانه فقط !!. أي سبب تافه يكون هذا !!.

بالطبع لقد كان الأمر يبدو تافها في عيون الأغلبية , لكن ليس في عيون ذلك الشيخ الأكبر الذي ظهرت ابتسامة راضية على وجهه وهو يرى هذا الموقف , على ما يبدو أن الرجل قد فهم شيئا ما حول ما كان يحدث في هذا المكان من الاساس !!.

2020/07/17 · 1,676 مشاهدة · 1232 كلمة
El Marchel-Z
نادي الروايات - 2025