بعد قتل أحد الخونة من معهد الغيوم . توقف مازينو أخيرا لبرهة من الوقت أمام الجميع , حيث كان يتفحصهم واحدا واحدا بنظراته القاتلة تلك . في كل مرة تلتقي عيناه بعيني شخص آخر في هذه القاعة , كانووا يخفظون رؤوسهم الى الأسفل فقط من دون أي حول ولا قوة .
الخائنان على جانب الغرفة كانوا في موقف لا يحسدون عليه. فكرة أنك قد تكون الشخص التالي الذي قد يهشم دماغه على الأرض بتلك الهراوة تكاد تتسبب في فقدانهم لعقولهم من كثرة التفكير في الأمر . لكن وعلى الرغم من كل هذه الظروف الصعبة , كان الإثنان يناظلان من أجل الحياة . من أجل حياتهم على الأقل ...
فكرة القدوم الى هذا الإجتماع كانت خاطئ بكل تأكيد . فهذا المازينو لا يمزح على الإطلاق . حتى أنه مجنون لا يفرق بين الصديق والعدو , أو على الأقل هذا ما كان يفكر فيه الجميع ...
فكرة أن كونهم خونة في وسط أرض العدو . جعلت أدمغتهم تفكر في كل أنواع العذاب الذي قد يتعرضون له في حالة اكتشف هذا المجنون أمرهم هذا !!.
لكنهم لم يتوقعوا بالفعل أن مازينو كان يعرف كل شيء . لأن كل ما حدث قبل قليل , كان مجرد استعراض للقوة والكبرياء لا غير . حتى أن إدراج بلاكي الصغير في هذا الأمر . جعل الأغلبية يستبعدون فكرة الخونة هذه عن نطاق الحدث .
وقف مازينو من مكانه حيث أخذ بلاكي الصغير من هناك ثم غادر الغرفة !!!. لم يفهم أي من الحاضرين المغزى من قدومه الى القاعة من الأساس . حيث لم يفعل أي شيء مرهون بالمسؤولية التي وضعت على عاتقه على الإطلاق .
كل ما فعله هو قتل أحد الجنرالات في المكان ؟؟
كيف حصل شخص كهذا على منصب كبير مثل قائد الأركان الأول؟؟
هذا بالطبع سيكون الشخص الذي سيقودنا الى الهاوية .......
..............
تقدم حظور قائد الأركان الى الأمام حيث غطت هالة قمعية كل شيء في هذه القاعة !!!. بدأ الهواء في إصدار بعض الشرارت الملتهبة هنا وهناك حيث تحولت الغرفة الى مسرح ألعاب نارية فجأة .
بدأت العديد من خطوط قانون اللهب في التقدم انطلاق من أقدام آش ووصولا الى هذه البقايا التي لا تزال ملتصقة بالأرض . تلك الأمعاء وكل لتلك الدماء التي تركها ذلك الليتش من هذه الجثة بدأت في الإحتراق تحت وقع قوة آش .
قدرة هذا اللهب كانت تبدو عادية للغاية من الوهلة الأولى . لكن الشخص الذي لاحظ الكثير من الأشياء في هذه القاعة لم يكن سوى ذلك الشيخ الأكبر من جديد . هذه المرة اختفت الإبتسامة من على وجهه تماما . حيث كلما نظر الى تلك الشعلة وكل هذا التحكم والإتقان الذي وصل له هذا الرجل في قانون اللهب زاد فضول الشيخ أكثر وأكثر !!!.
لم يستغرق الأمر سوى بضعة أنفاس قبل أن يتحول الكرسي وبقايا الجثة الى رماد بدأ يطفو في الهواء عائدا الى جسد آش نفسه !!. كان هذا الأمر غريبا قليلا , لكنه متوقع من شخصية ملتوية كمثل آش .
هذا اللعين كان يجمع رماد الأشخاص الذين يحرقهم !!. على الرغم من أن لا أحد علم ما يفعله آش بهذا الرماد , إلا أنهم عرفوا أن أسطول مازينو لا يحتوي إلا على المجانين . بداية من مازينو نفسه ...
بعد جمع هذا الرماد , تقدم آش الى الأمام وأظهر شاشة عملاقة مربعة الشكل أمام الجميع . هذه الشاشة كانت تشبه خريطة شاملة للمكان الذي ستقام فيه هذه الحرب . على عكس كل المعلومات التي كانت لدى هؤلاء الجنرالات حول ساحة الحرب. أظهرت الشاشة مجرد كوكب واحد لا غير !!.
كان ظهور كوكب واحد بدل مجموعة شمسية كساحة القتال أمرا فاجأ الجميع في هذه القاعة . ليست المفاجأة في تغير ساحة القتال من مجموعة شمسية مكونة من العديد من الكواكب الذي كان عددها ليصل الى المئات فجأة الى مجرد كوكب واحد !!!.
بل كانت المفاجأة أن هذا الشيء الذي كان ظاهرا في الشاشة معروف في كل الأرجاء . لقد كان بكل تأكيد أسوأ مكان يمكن أن يتواجد فيه أي كائن حي !!. فما بالك بخوض حرب على هذا الشيء .!!!
كلام آش كان يخرج من فمه بكل هدوء شديد كأنه يقول شيء عادي للغاية . لم يهتم هذا الرجل الى ردة فعل هؤلاء الرجال في القاعة أو نفسيات الجيش وهذا الهراء . كل ما كان قيد القيام به هو تنفيذ طلب مازينو بالحرف :
" حسنا كما ترون جميعا . لسبب لا أعرفه اتفق كلا المعهدين على تغيير ساحة الحرب الى هذا الشيء . وكما تعلمون جميعا فهذا هو [ أرخبيل الإعدام ] الخاص بالمنطقة التي كان من المفترض أن نخوض فيها الحرب منذ البداية .
على كل حال الخطة ستكون بسيطة بعض الشيء كما أمر القائد ........................................................."
أرخبيل الإعدام هو لقب يطلق على أظخم كوكب متواجد في المجموعة الشمسية التي كانت في البداية ساحة الحرب .
لكن هذا ليس كأي كوكب عادي على الإطلاق . فالكواكب تختلف اختلافات كبيرة جدا من كوكب لآخر . وقليل جدا من هذه الكواكب يكون صالحا للإستعمال العادي لهذه الفئات الضعيفة من الكائنات الحية . حيث أنه حتى أشخاص بعالم اللورد القتالي من المستحيل بالنسبة لهم البقاء في الفراغ الذي يفصل بين الكواكب .
حيث يعتبر نوعا ضعيفا من قوة الفراغ العظمى التي يمتلكها الأشخاص الذين وصلوا الى مستويات عالية جدا من القوة ابتداءا من عالم الفراغ نفسه .
حيث يعتبر الفراغ مكانا خاليا من أي شكل لأشكال المادة نفسها !!. لكن الفراغ بين الكواكب ليس نقيا بما يكفي ليطلق عليه فراغ كامل !.
ببساطة لأنه يحتوي على العديد من الأشياء التي من بينها ذرات الهواء والكويكبات والغبار وغيرها ...
وكذلك يحتوي على العديد من الأشياء التي لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة كمثال موجات كل أنواع الطاقة المختلفة ... ومع ذلك هؤلاء اللوردات القتاليين غير قادرين حتى على تحمل هذا المستوى من الفراغ . مما يعني أن الحرب بين هذه القوى تحتاج بالخصوص الى أرض معركة .
هنا جاء دور هذا الكوكب الذي يطلق عليه أرخبيل الإعدام . هذا الإسم راجع في الأساس الى طبيعة الكوكب القاسية والعدوانية جدا . قد يفقد الكثير من أفراد الجيش حياتهم إثر طبيعة الكوكب وليس إثر الحرب نفسها .
لأنه ببساطة عبارة عن كوكب عملاق الحجم الى درجة مهولة . عملاق الى درجة أنه يشبه كوكبا ناتجا عن دمج مئات الكواكب في واحد !!. مساحته عملاقة بكل المقاييس . لكن الغريب ليس حجمه الكبير فقط . بل هو كوكب لا يملك أي قشرة أرضية على الإطلاق !!.
كوكب مصنوع بالكامل من الغازات والسوائل فقط , مع انعدام تواجد أي شكل لأشكال المادة الصلبة !!.. مما يعني أنه لو حاول شخص ما الهبوط بسفينة حربية على هذا الكوكب سيغرق الى باطنه بكل بساطة !!...................
هذا الباطن كان نواة الكوكب التي تكون في الغالب نواة صخرية منصهرة تحت ضغط وحرارة هائلين .
قد تستغرق المدة اللازمة للوصول الى نواة هذا الكوكب العديد من السنين , هذا في حالة ما إذا كان الشخص يمتلك القوة اللازمة لتحمل الحرارة التي كانت ترتفع مع اقتراب الشخص الى النواة .
هذه ليست مجرد قوانين بسيطة من الحرارة !!. لقد كانت شيئا حتى أعظم الشخصيات في العالم لم يجرؤوا على تفقده بأنفسهم !!. لقد كان هذا الكوكب من أحد معجزات الكون . لرجة أن أسلاح الدمار الشامل مثل السواحق غير قادرة على التسبب بأي ضرر لهذا الكوكب !!!...
حتى سطح الكوكب الذي كان فقط سحابة غازية مختلفة الخصائص يعتبر خطيرا جدا . لأنها مليئة بشتى أنواع الظواهر الطبيعية الخطيرة والمدمرة !!. الإضطرابات والعواصف كانت في كل مكان على مدار الساعة .
كما أن الكوكب يملك العديد من العيوب القاتلة أبرزها انعدام الإتصال !!.
أي أن قوة سجلات ألفا الأصل وأي شيء يعمل بنفس هذه الطريقة لا يعمل تماما على سطح أو حتى في القرب من الكوكب . كان الأمر أشبه بفقدان إشارة الإتصال في الهواتف الذكية , حيث يصبح من المستحيل التواصل عن بعد بأي طريقة من الطرق . هذا بالضبط جعل من هذا الكوكب ساحة إعدام مثالية والتي منها تم إطلاق هذا الإسم عليه ............