الجميع في هذا المكان كان مكبلا بنوغ غريب من الأصفاد والسلاسل , هذه السلاسل كان عليها بعض النقوش التي أدت دورا بكل مثالية !!.
ملابس عفى عننها الدهر لدرجة أنها أصبحت سوداء بالكامل من كثرة الأوساخ عليها, وممزقة بعض الشيء . رائحة العفن كانت منتشرة في المكان . والأكثر من ذلك هذا الجو المختنق وظروف العيش السيئة !!.
كان المكان عبارة عن العديد من الأرصفة المتفرعة و المليئة بالزنزانات التي امتلأت بأعداد هائلة من المجرمين . ويتواجد كذلك أغلبية ساحقة كانت قيد التغذيب المستمر الى هذه اللحظة !!. فقد كان مازينو قادرا على سماع أنينهم منذ أن اقترب من هذه الحفرة ...
معلقين على الحائط مثل الفزاعات , بينما يتم حشر شتى أنواع آلات التعذيب في أجسادهم , وهذه العملية كانت مستمرة منذ اللحظة الأولى التي دخلوا فيها الى هذه القذارة .
للأسف كانت هذه هي الطريقة التي يعامل بها معهد الظلام سجنائه . القسوة المطلقة هي كل ما ستحصل عليه جراء خرق القوانين . ولا يوجد هناك أي استثنائات على الإطلاق . حيث كان هذا المكان الذي اقتحمه مازينو حاليا هو :
" سجن الأرض " الخاص بمعهد الظلام .
السبب الذي جعل مازينو يأتي الى هذا المكان كان واضحا للغاية , حيث أراد بكل بساطة إضافة هؤلاء الجامحين الذين لا ينصاعون الى هراء القوانين الى الأكاغي . بعد كل شيء العشيرة الرئيسية مكونة فقط من أمثال هؤلاء الحاضرين في هذا المكان بالضبط .
للأسف هذا السجن يحتوي فقط على المجرمين من الدائرة الثالثة . ومازينو لا يملك حتى السلطة الكافية للتعامل مع هذه الفئة من المجرمين .لأنه ببساطة يعتبر أمر خرق القوانين مرتبطا بالمعهد ككل . وبمجرد أن يصدر شيوخ إنفاذ القوانين الحكم النهائي على أحدهم حتى يصبح من المستحيل على أي شخص آخر التدخل في شؤون الحكم بعد ذلك .
لكن مازينو ليس أي شخص . هو يريد هؤلاء المجانين في أسطوله الخاص . لذلك هم سيصبحون بطبيعة الحال منظمين الى أسطوله الخاص . حتى أنه اقتحم السجن مستعملا أحد أكثر الأوراق التي يخفيها منذ زمن . هذا الشيء يظهر حجم المخاطرة التي استعد مسبقا لتلقيها نتيجة فعلته هذه .
هذه الورقة هي جيش اللاموتى الذي كان يطوره في الخفاء منذ اللحظة الأولى التي جاء فيها الى هذا المكان البعيد عن العشيرة . اللاموتى يتكاثرون بسرعة كبيرة جدا . لكن للأسف قوة مازينو لا تزال منخفضة في الوقت الراهن . ولا يستطيع إعادة إحياء الأموات بقوتهم الكاملة . لكنه مع ذلك في تطور مستمر .
حيث تخلى بالكامل عن العدد وركز على الجودة . يحقق مازينو هذه العملية عن طريق دمج العديد من اللاموتى في واحد مما يتسبب في زيادة قوة وسرعة التطور لدى هؤلاء اللاموتى . وآخر شيء وصل له مازينو في هذه الخطة كان حصوله على هؤلاء الليتش .
ولحسن حظه فقد حصل على الكثير جدا من هذه النوعية . تقريبا كل الجيش كان عبارة عن الليتش . لأن جميع الجيش كان متقاربا في القوة .
..............
" ما الذي حدث بحق الجحيم ؟؟ ماذا يكون مصدر هذا الضوء هكذا فجأة !!؟؟..................................."
" اللعنة ربما هذا المكان اللعين يتعرض لهجوم ما . فلتستعدوا أيها الرجال !!. اليوم حتى لو لم نستطع الهرب من هذه القذارة نحن بكل تأكيد سنقتل أكبر عدد ممكن منهم !!........"
" هاههاهاهاهاهاههاهاه. أيها الأوغاد . هل تنوون القتال بأجسادكم فقط . يبدو أن المدة الطويلة التي قضيتموها في هذا المكان قد أنستكم أننا لا نستطيع استعمال ولو ذرة واحدة من الطاقة القتالية بسبب هذه السلاسل القذرة !!................"
الشخص الذي تحدث كان يحاول تحطيم هذه السلاسل عن طريق ظربها مع ساطور معدني بجانبه . لكن كل ذلك بدون أي جدوى تذكر ...
في اللحظة التي يتم تقييدك بهذا الشيء . تصبح مجرد إنسان عادي لا يميزك عن العوام سوى صلابة الجسد الذي طورته طيلة مسيرتك القتالية .
بدأت العديد من الشخصيات المتخفية تحت هذه العبائات المظلمة في المرور عبر كل هذه الزنزانات وهم يحملون مشاعل عملاقة شكلت ممرا مضيئا أمام مازينو .
مازينو الذي جلس في هذه الساحة خارج السجن وبدأ ينظر الى كل هذا المكان المسمى سجن الأرض والى نوع هذا الهراء المتعلق بالقوانين , تذكر أنه لو لم يكن قويا بما يكفي للدفاع عن نفسه ضد الخونة من معهد الغيوم , ربما كان سينتهي به الأمر تماما في هذا المكان !!.
هذا ااسجن كان على شكل عدة طوابق تحت الأرض . وكلما نزلت الى طابق أعمق كلما زادت خطورة المجرمين حيث كان هؤلاء في الأسفل من أبرز الأشخاص الذين ارتكبوا جرائم مثل قتل الشيوخ وغيرها !!.
بدأ جنود مازينو في الإنتشار في كل الطوابق وهم يحملون هذه المشاعل في كل مكان . حيث انتشر الكثير منهم في كل طابق مع تشكيلة غريبة بعض الشيء . ؟؟؟
أمام كل زنزانة يقف جنديان فقط . أحدهم يحمل مشعلا ظخما يضيء المكان بهذه الشعلة الزرقاء الخاصة بمازينو . ثم الثاني يقف فقط بجانب الزنزانة بينما ينتظر شيئا ما !!.......
كانت هذه الخطة تتطبق على كل الزنزانات الواحدة تلو الأخرى . حيث كان يتكرر نفس الشيء أمام كل سجين . يقف هناك إثنان من جنود الليتش . واحد يحمل المشعل والآخر ينتظر !!.
لم يستمر الأمر طويلا , لأنه وعلى الرغم من أن هذا السجن كبير جدا , مع طوابق كثيرة بعض الشيء . لم يمضي وقت طويل حتى توقف كل شيء عن الحركة وعاد الصمت الى المكان من جديد .
هؤلاء السجناء لم يعرفوا ماذا يحصل لأن الزنزانات كانت مصنوعة بطريقة متقنة جدا . بحيث لا يمكن للشخص في الداخل رؤية أي شيء في الخارج على الإطلاق. بالكاد تصله مجرد أصوات جوفاء لا يعرف مصدرها حتى !. بينما كانووا يمضون فترة عقابهم في هذا المكان .
............
" كراااااااااااك !! "
بدأ الزومبي الذين لا يحملون أي مشاعل دفعة واحدة في فتح جميع الزنزانات , كل غرفة مظلمة مظلمة من أي طابق كان في هذا السجن , قد أصبحت فجأة مضيئة بلون الشعلة الزرقاء الخاص بمازينو , والتي لا تزال تحترق على هذه المشاعل !!.
كان هؤلاء السجناء مستعدين للكثير من الأشياء التي منها تحطم الزنزانات أو فرارهم بطريقة ما !!. لكن لم يتوقع أي شخص أن يتم الإفراج عنهم هكذا فقط .
لأنه هؤلاء الليتش لم يتوقفوا فقط عند فتح هذه الغرف والأبواب الموصدة , بل كانوا يقومون بتحرير جميع هؤلاء المجرمين من أي سلاسل أو أصفاد أو حتى آلات التعذيب التي لا يزالون عالقين فيها .
لقد كانت هذه لحظة غريبة جدا , حيث ظهر من العدم هؤلاء الأشياء وقاموا بتحريرهم جميعا دفعة واحدة هكذا فقط وبدون قول أي كلمة تذكر !!.
انتشرت أصوات فرقعة العظام والأعناق إثر هذه الحركات التي كان هؤلاء السجماء يقومون بها . فهذه أول مرة يحركون فيها هذه الأجساد المتيبسة منذ أمد طويل . طويل جدا !!.
" فووو... فووو .... فوووو "
بدأ هذه النيران الزرقاء فجأة بالتحول الى بضع كلمات كانت هي الطريقة الوحيدة التي سيتواصل بها هؤلاء الليتش مع قوم سجن الأرض هذا . حيث كانت هذه الكلمات التي ظهرت على هذه المساعل كالتالي : " إتبعني ..."
تحرك جنود الليتش مباشرة بعد أن ظهرت هذه الكلمة على المشعل . حيث بدأت صفوف من الليتش الذين يقودون السجناء الى طريق الخروج في التقاطع ببعضها البعض !!.
كانت هذه الأعداد كبيرة جدا لكي تستوعبها هذه الممرات الضيقة للسجن . دون ذكر بقية الطوابق في الأسفل , حيث كانت حركة السير في ازدحام تام . وبدأت أصوات الصراخ في التعالي شيئا فشيئا !!. الى أن بدأت نية اللوردات القتالين تحوم حول المكان ...
بمجرد أن بدأ الطريق يأخذ هذا المستوى . حتى بدأ الجميع يلاحظ العديد من الشخصيات التي كان البقية يخلي الطريق أمامهم سامحين بمرورهم بكل بساطة . كانت تلك هي علامة الخوف والإنصياع للمجرم الأكبر .
حيث هدأ ظهور هؤلاء الشخصيات المظلمة التي جائت من أعماق السجن مل شيء في غضون لحظات فقط . مما سمح للجميع بالتحرك وصعود السلالم التي تقود الى الساحة التي كان فيها مازينو حاليا .
........
أول مرة يرى فيها هذا القوم الشمس منذ أمد طويل . أول مرة يستنشق فيها هذا القوم الهواء النقي منذ العديد من السنوات . والأهم أول مرة يقابل فيها أحدهم شخصا حيا من الخارج !!. رغم أنهم لا يعلمون هوية هذا الشخص , فمازينو شخص لا يرتدي الملابس الموحدة لمعهد الظلام بعد كل شيء !!.
بالطبع الشخص الذي كان نصب عيني الجميع كان مازينو . بملابسه الغريبة عليهم . وهيأته الغامضة تلك , وقف في الركن هناك وهو يدخن السجائر كعادته .في حين كان كل جندي ليتش يصل الى هذه الساحة يختفي بكل صمت شديد !
كانت الساحة تصبح مكتظة مع مرور كل ثانية . وكانت هذه الشخصيات على الساحة من أعتى المعتوهين على وجه البصيرة . لكن الجميع لاحظ الأمر فورا . فالمجانين يعرفون بعضهم البعض بعد كل شيء !!. هذا الرجل أمامهم قد حررهم من السجن , بل وتخلص فوق ذلك من الأغلال التي تقيد قواهم . والأكثر من ذلك , هذا الرجل كان يرسل أعضاء جيش الليتش بعيدا عن المكان . مما يجعله وحيدا ضد كل هؤلاء السجناء .
مما يعني أنهم حاليا لا يشكلون سوى قوة عملاقة غاضبة قد تقوم بأي شيء لكي تشفي غليل كل هذه السنوات. ومن هذه الأشياء قد يقومون بمحاولة مهاجمة مازينو نفسه !!. فليس أنه حررهم فقط سوف يطيعونه كبعض الكلاب الوفية !!. هؤلاء أشخاص لا يعترفون بالمعروف على الإطلاق .
لكن لم يفعل أي شخص هذا الشيء الى الآن . لأن مازينو ألقى هذه السجارة من فمه , وبدأ بإلقاء بضعة كلمات قبل أن يعود الى الجلوس في مكانه بدون أي اهتمام :
" هل تعلمون المقولة التي تقول : إذا عجز الشيء عن الإنحناء , ينكسر !!.......................................
إنه نفس الأمر بالنسبة لكم جميعا , هنا والآن في هذه اللحظة عجزكم عن الإنحناء يعني أنكم ستخدمونني كأحد اللاموتى .
لكن الشيء الوحيد المؤكد هو أنكم ستصبحون من عشيرتي سواء أحياء أم أموات , هذا لا يشكل أي فارق بالنسبة لي .."