بدأت كامل هذه الصحراء في التدبدب لحظة استيقاظ كل هذه الجيوش الجرارة . حيث لم يعد ممكنا التحدث بالأرقام كما هو الحال دائما في هذه الحالة . كانت الأعداد كبيرة جدا ولم يكن هناك أي طريقة لتحديد حدود ما يمكن لهذا القوم فعله .

كان الأمر مخيفا جدا لرؤية مثل هذا التجمع العملاق الذي بالكاد يساوي مجرد قوة الدائرة الثالثة لقوة أربعة نجوم فقط كمعهد الظلام !

على عكس السابق كان كل شيء منظم تنظيما كبيرا جدا ومعقدا الى حد ما !!. هؤلاء القادمين الجدد الذين لا يزالون يصلون الى هذا المكان لم يفهموا أي شيء على الإطلاق !!.

رغم أن الحرب كانت ستبدأ اليوم , فلا يزال هناك العديد من الأساطيل التي لا تزال تلتحق في الوقت الحالي فقط !!. هذه الأساطيل كانت في مهام كبيرة والتي تستغرق مدة كبيرة جدا لإنجازها. حتى هذه الفئة لم تسلم من الحرب , فالجميع سيشارك رغم ذلك . لكن المعروف للجميع هو أن الأشخاص الذين يتمكنون من أخذ مثل هذه المهام القوية , كانوا من نخب المعهد . أي أن كل هؤلاء الواصلين الجدد , كانت قواهم قريبة جدا من الأدميرالات السبعة . هذا إذا لم يكونوا بنفس القوة حتى !!. فمسابقة التصنيف الجديدة لم يتم تنظيمها نظرا للحرب . لذلك بقي كل فرد في المنصب الذي كان يشغله من قبل !!.

كان أحد هؤلاء القادمين الجدد يبحث عن مازينو لغرض ما :

" من يكون قائد الأركان الأول !!. وأين هو الآن فاليوم هو الوقت الذي سننطلق فيه الى ساحة الحرب ؟؟............."

لم يجبه أي شخص على الإطلاق !!. على ما يبدو فقد كانووا جميعا منشغلين بحظور هذه الجماعة الجديدة الى الساحة !!.

ما مجموعه 10 شيوخ من الدائرة الثانية كان من الممكن ملاحظتهم من وسط كل هذا البحر من الكائنات !!.

الهالات التي تحيط هؤلاء الأشخاص كانت هائلة جدا مقارنة بأي شخص آخر هنا . لقد كانوا في النهاية من هؤلاء الذين تمكنوا من الوصول بنجاح الى عالم الفراغ الذي يعتبر من أكبر أهداف الأشخاص كمن في الدائرة الثالثة !!. ومع ذلك لا يزال مثل هذا الحلم صعب المنال .

صعب المنال حتى بالنسبة لهؤلاء الذين وصلوا بالفعل الى نصف خطوة الى عالم الفراغ نفسه !!.

لقد كان هذا العالم هو البداية الحقيقية لمسار غريب في عالم فنون القتال والدفاع عن النفس . حيث تكون ذروة الفائدة التي يكتسبها المتدربين الذين وصلوا الى مستوى اللورد المقدس هو الجسد !!. نعم فقد كان الجسد المقدس مختلفا تماما عن أي جسد آخر طبيعي !!.

يمتلك هذا الجسد العديد من الخصائص التي لا تزال مجرد حلم بعيد المنال أو مستحيل التحقق بالنسبة للكثيرين . لكن الوصول الى عالم اللورد القتالي المقدس بمفرده غير كافي للحصول على الجسد المقدس , وإنما يتطلب الأمر الحصول على قوة الفراغ لإتمام نمو هذا الجسد ذو المستوى العالي ...

تماما مثل هؤلاء الشيوخ العشرة في السماء فوق هذه الساحة . حيث كانوا جميعا ممتلكين لما يسمى بالأجساد المقدسة . التي كانت تملك قامة طويلة , قوام متوازن مع وجوه وسيمة وخصوصا هذه الهالة الخاصة والفريدة من نوعها .

يكون حظور هذا النوع من الأشخاص ملاحظا في أي مكان . فقد كانوا مميزين بعد كل شيء !!.

" كالفين !!. هذا المازينو حقا معتوه كبير ...

حتى مع حظورنا نحن العشرة الى الساحة لم يظهر الى الأن . ولا يبدو أنه سيظهر أي شخص في أي وقت قريب !!......"

قال أحد هؤلاء العشرة بينما كان يوجه كلامه الى قائد هذا الفريق . لكن ما قاله قد أزعج البقية بالفعل , فقد كانت كل كلماته حقيقة تامة , الجيش العملاق الخاص بالدائرة الثالثة بالكامل أصبح منشغلا الى هذه الدرجة !!!.

الى درجة تجاهل حظور شيوخ من الدائرة الثانية حتى ؟؟؟

كيف وصل الأمر الى هذا الوضع بحق الجحيم ؟؟...........

لقد كانت هذه صفعة قاسية على وجوه هؤلاء الشيوخ الذين طالما اعتادووا الحصول على انتباه الجميع وإطرائهم بمجرد حظورهم الى مثل هذا المكان . لكن ليس بعد , ليس بعد أن أصبح مازينو القائد .

لكن وقبل أن يتصرف أي منهم بأي طريقة غريبة , تدخل الشيخ الأكبر المسؤول عن قلعة الظلام !!. لقد كان ظهور هذا العجوز في هذا المكان غير متوقع بالكامل وخصوصا بالنسبة لهؤلاء العشرة ...

أصبحت وجوههم شاحبة جدا , حيث كان الرعب باديا على ملامحهم . وكانت أنفاسهم ثقيلة جدا كأنهم يحملون جبالا من الضغط على أكتافهم . تغير الجو في المكان بالكامل لحظة ظهور هذا العجوز !!...

وبصوت ثقيل نطق العجوز :

" حسنا أظن أنكم مدينون لي بشكر , لقد أنقذت حياتكم لتو .."

؟؟!!!...

ماذا ؟ كيف .. أنقذ حياتنا ؟ ما الذي يتحدث عنه هذا ال.."

من دون أي كلام أكثر حول هذا الموضوع . تقدم العجوز الى أمام قائد هذا الفريق . حيث وجه كلامه التالي الى كالفين :

" ماذا يريد المعهد ؟؟ ولما أنتم هنا ؟؟......................."

كانت النظرة التي تعتلي وجه هذا المسمى كالفين هادئة بعض الشيء . رغم أنه كان خائفا من الشيخ الأكبر . إلا أنه حافظ على هدوئه وبدأ الحديث بعد فترة قصيرة من التفكير ... :

" المعهد يود تعويض النقص في الأسلحة القتالية . لذلك سيساهم بطريرق الظلام بشيء بديل .

البطريرق أرسل معنا أحد المصفوفات عالية المستوى الخاصة بالإنتقال المكاني طويل المدى . هذه المصفوفة ستكون مثالية للوضع الراهن للدائرة الثالثة ................"

بعد أن سلم هذا الشخص مخطوطة من نوع غريب الى الشيخ الأكبر إنحنى العشرة بكل احترام اتجاه الشيخ .

ثم تراجعوا على الفور وهمّوا بالمغادرة من هذا المكان تحت أنظار الجميع !. فقط بعد أن ابتعدوا بما يكفي من الوقت بدأت هذه المجموعة في التحاور فيما بينها من جديد بعد كل هذا الصمت !!!... :

" هل استعشرت ذلك ؟؟

لقد كان ذلك الداعر المختبئ في الظلام يستهدفنا بكل تأكيد !

لكن قوة ذلك اللعين هي الشيء الذي شد انتباهي أكثر !!.....

فلا يفترض بمثل ذلك الشخص القوي أن يتواجد في الدائرة الثالثة .........................................................."

قال القائد كالفين بنفسه وهو يتفقد تلك الساحة من مسافة بعيدة جدا . سبب قدرته على الرؤية من كل هذا البعد كان لكونه أحد سليلي الأعين . لقد كان يشعر بضغوطات كبيرة جدا منذ اللحظة التي دخل فيها الى هذه الساحة . بكل تأكيد كان هناك شيء مختلف في هذه الدائرة الثالثة هذه المرة , لكنه مع الأسف لم يعرف ماذا يحصل حتى , ناهيك عن تحديد الشيء المختلف بشأن الدائرة الثالثة !!...

أما المفاجأة الكبرى فقد كانت تواجد شخص كالشيخ الأكبر ذاك في هذا المكان !!.

" لقد أصبح الوضع غريبا جدا . حتى شخص بهذه المكانة العالية يتواجد في هذه الدائرة الثالثة !!. ما الذي يحدث هنا بحق الجحيم ؟؟.

وماذا كان ذلك الشيء الذي تحدث حوله ؟!!. بأنه أنقذ حياتنا أو شيئا من هذا القبيل !!. ماذا كان يقصد بذلك الكلام على كل حال ؟؟...................................................."

" أنا لا أعلم من يكون الشخص المختبئ في الظلام . لكنه قوي جدا !!. قد لا نستطيع هزيمته حتى لو تكاثرنا عليه !!"

قال هذا القائد كالفين بكل صراحة بينما يصر على أسنانه . كانت المرارة بادية على وجهه وهو ينطق بكل بغض :

" لكنني سأحصل على انتقامي بكل تأكيد . يمكن لهذا المازينو العاهر أن يختبئ في الوقت الحالي . لكنه لن يختبئ الى الأبد. سأجعله يندم على ذلك أشد الندم !!............................."

.....................

في هذه الصحراء بدأ آش في استخدام هذه المصفوفة التي سبق أن عرف مازينو بأن المعهد أرسل هذا الشيء لأنه كان يراقب كل شيء عبر سجلات ألفا الأصل . مازينو لم يعد في هذه الصحراء بعد الآن , حيث اختفى بالكامل وهكذا أصبحت القيادة على عاتق آش الذي كان يقوم الأن بتشغيل المصفوفة التي ستنقل الجميع الى أرخبيل الإعدام مباشرة !!.............

كانت هذه المسافة كبيرة جدا . مسافة تفصل بين هذا البعد الذي كانت فيه هذه الصحراء القاحلة , وأرخبيل الإعدام . لقد كانت على الأقل بضعة عشرات السنوات لقطعها في الفضاء الفارغ و المظلم . لكن ليس وهذه المصفوفات موجودات . مصفوفات من نوع خاص ونادر للغاية حيث تملك القدرة على إتمام هذه الإنتقالات بعيدة المدى والتي تحاج الى نقل عدد كبير جدا من الجنود دفعة واحدة .

ففي هذه اللحظات التي كان فيها آش يفعل المصفوفة . لم تظهر أي بوابة على الإطلاق . وإنما بدأت العديد من الخطوط في الإنتشار على طول هذه الصحراء القاحلة . وبذلك كانت هناك دائرة عملاقة ستحيط بكل الجيش . حيث سيتم نقل الجميع دفعة واحدة وفي خطوة واحدة الى أرخبيل الإعدام . أما الطاقة الهائلة التي ستشغل مصفوفة إعجازية كهذه كانت مسألة المعهد ولا علاقة للدائرة بهذا الشيء .

سيتم نقلهم بنفس التشكيلة الغريبة التي هم عليها حليا . لذلك كان كل شيء يسير حسب الخطة الى الأن . فمازينو قد أعد هذه التشكيلة لغرض معين , وكان قد درس أرخبيل الإعدام هذا عن طريق كتاب [ محكمة سماء المعارف ] . حيث كانت كل الخطط الخاصة به الى هذه اللحظة معتمدة على المعرفة التي يملكها عن هذا الكوكب .

حتى أنه قد حدد الإحداثيات المفصلة التي ستنقلهم إليها هذه المصفوفة .

فبعد الوصول الى هناك , سيصبحون في سباق ضد الزمن . فالحرب شيء لا يرحم , أبسط خطأ قد يدمر كل شيء !!....

2020/07/17 · 1,601 مشاهدة · 1431 كلمة
El Marchel-Z
نادي الروايات - 2025