أكمل مازينو الخطة قائلا بصوت مدوي في كل الإنحاء :
" ثانيا : الجاذبية الهائلة للكوكب ستجذب جميع الجيش الى الأسفل في اللحظة التي يظهر فيها في الغلاف الجوي للأرخبيل . لذلك ستظاف قوة الجاذبية الى قوة الطرد الخاصة بالنفق المكاني. لا تقاوموا أي شيء وإنما انطلقوا في وجه هذه القوة بكل ما لديكم من قوة !......... .................... "
بينما كان الجميع يمر بصدمة مهولة من الطاقة والتغير في نسيج المحيط . شعروا بالفزع الذي لم يسبق له مثيل في حياتهم , جراء الشكل الجهنمي لهذا الشيء المسمى الأحمر العظيم أسفلهم مباشرة لدرجة أنهم لم يروا شيئا يضاهيه في الماضي !!.
بعد الوقوع تحت الضغط المروع لجاذبية هذا الكوكب , والخوف الذي اعترى الجميع جراء المكان الذي كان يتم سحبهم إليه بالقوة !!. فقد الجميع القدرة على الكلام فجأة .
الإحترام والإعجاب الذي شعروا من قبل اتجاه خطة مازينو قد ولى منذ زمن طويل . وفي مقابله ظهر الخوف من الموت.
اهتزت الموجات أكثر فأكثر من حالتها الأولية , حيث ظهرت بالفعل تشققات في أنسجة الفضاء , وظهرت هالة قوية للغاية كانت ستحطم المساحة نفسها !!.
على يده اليمنى كان العلم القائد لمصفوفة الإنتقال [ مخترقة الفضاء ] يتوهج بشكل غريب , مما يدل على أن آش كان يستعد لتشغيل المصفوفة من جديد !!؟؟.
وعلى يده اليسرى اجتمع كم هائل من القوة القتالية التي كانت تنبع من شخص لا يمكن أن يكون في نصف خطوة لعالم الفراغ !!.
أمام هذه التغيرات بدأت هذه القوة القتالية التي كانت تنبعث من آش في الإنتشار الى كل مكان حول هذا الجيش مثل الأعاصير , في مواجهة شيء بهذه القوة تغير تعبير الجميع دفعة واحدة , حيث انتشرت الشقوق الفراغية التي التهمت كل سفينة حربية كانت خارج التشكيل ولو بقدر ضئيل !!!..
لم يكن هذا الفراغ يحتوي على قوة مرعبة فحسب . ولكن سرعته كانت مرعبة . في غمظة عين , أحيط كامل الجيش بالفراغ البارد . والصمت المميت . حيث كانت أبسط حركة مخلة للتشكيل تعني الموت !!.
وفي تلك اللحظة كانت شفاه آش تتحرك مع التركيز على كل كلمة :
" سنستعمل قوة السواحق وجميع السفن الحربية الأخرى لشحن قرن الكارثة الخاص بالسفينة الأم للأكاغي في المقدمة . بينما نحافظ على التشكيلة بهذا الثبات ......................"
أمام هذه الاوامر وهالة القمع القاتلة هذه , استيقظ كامل هذا الجيش من كل تلك المخاوف حيث بدأ الجميع العمل فجأة . وبدأ مازينو يمسك زمام أمور الهجوم من خارج التشكيل . حيث كان هو الشخص الذي سيتحكم في قرن الكارثة الخاص بالسفينة الأم الخاصة به .
وهذا لسبب واضح . وهو أن مازينو حاليا كان في الفضاء خارج تشكيلة الجيش بالكامل . حيث لم يكن حاليا يعاني من أي آثار جانبية للإنتقال أو ضغط الجاذبية الكبير , لأنه كان محميا بقوة الفراغ بكل تأكيد .
وتحت الرؤية البصرية الفائقة لعين الكارثة . بدأ مازينو يوجه قرن الكارثة بكل دقة الى نقطة ضعف الإعصار . كانت هذه هي أكثر اللحظات المهمة في كل الخطة . فقد بدأ كامل الجيش في الإقتراب من الأحمر العظيم , وفي حالة فشلهم في إختراق الإعصار وتشغيل المصفوفة في الوقت المناسب . سيموت الجيش بالكامل في بضعة أنفاس .....................
.........
*زززززززز .*
" اللعنة !!. ما الذي يحصل هنا بحق الجحيم ؟؟؟........."
صرخ قائد فريق الإستكشاف الذي أرسله قائد العدو هيلميت الى هذه الإحداثيات لتفقد ما يحصل مع الملاذ !!.
امتلأ وجه كافة أسطول الإستكشاف هذا بتعبير شاحب على الفور حتى أصبت وجووهم أشبه بورقة جافة . بينما ينظرون الى هذا الجنون الذي اعتلى الساحة !!.
التشكيلة التي اتخذها جيش معهد الظلام كانت غريبة جدا . حيث كانت عبارة عن نجمة سباعية القمم تتوجه بكل جموع الى مركز الإعصار الأحمر العظيم !!.
على رؤوس النجمة السبعة وقف الأدميرالات بينما يحملون أعلام المصفوفة التي ستنقل الجميع . وفي وسط هذا النجمة تقدمت سفينة عرق الكارثة التي كانت قلب التشكيل موجهة كما هائلا من الطاقة التي كانت تتكتل أمام هذا القرن !!...
بدأ كل شيء في الإلتحام , السفن الحربية كانت تترابط فيما بينها وهي ترسل الطاقة الى قرن الكارثة . حيث كان مازينو يوجه كل الطاقة الصادرة من هذا الجيش الى قرن الكارثة !!. لكن الخطوة الأصعب كانت توجيه الطاقة التي ستنتج عن الساحقتين !!..
حيث انتشر الحظور المهيب في كل مكان من أجزاء هذا الفضاء لحظة لمس آش لهذه الأسلحة !!..................
تشوه الفضاء وانتشر هدير أحد الكائنات العالية المستوى في كل الإتجاهات
*هدييييرررر *
تم إطلاق قوة قتالية مرعبة للغاية , ومع ارتفاع القوة الشرسة . أطلق الهدير الغاضب الذي كان ينذر باقتراب الدمار !!.....
في النهاية ومن الساحقة المتواجدة على السفينة الأم لمازينو خرج شكل من الطاقة والذي جسد هيأة تنين بالغ الحجم !.
كانت طوله أكثر من الألف متر في الفضاء مع زوج من الأجنحة الحمراء المشتعلة . الضغط المنبعث من هذا الشيء لم يختلف عن الأحمر العظيم كثيرا, السلاسل المليئة بالنقوش الغريبة كانت تكبل هذا الشيء بالكامل كأنها تحتجزه وتمنعه من التحرر والخروج الى العالم الخارجي بأي طريقة .
ومع ذلك فمه المفتوح على مصراعيه , سمح بإنتشار الهجوم الذي يطلق عليه بالساحقة !!.
*بوووووووووم *
ارتعد الغلاف الجوي بالكامل , حيث انتشرت الشقوق في نسيج الفضاء بدون أي سابق إنذار , وانتشر الإنهيار الشامل في مجرد غمضة عين . تحطم كل شيء أمام هذه القوة التي كانت خارجة عن السيطرة بالكامل . وكانت ستتحطم مباشرة على قرن الكارثة وتحطمه الى أشلاء عكس ما رغب فيه الجيش ؟؟؟.
لكن القوة التي انفجرت إثر تحول مازينو الى وضع الكارثة غطت السماء وحجبت ضوء الشمس عن هذا الجانب من العالم !. سواء الجيش الذي كان يندفع الى الأحمر العظيم أو الأسطول الذي تسلل لاستكشاف ما يحدث في الملاذ . فقد الجميع القدرة على التحرك إثر الضغط الهائل والقمع الذي انتشر في كل مكان !!.
لم يملكوا حتى الجرأة على الإلتفات والنظر الى الشخص الذي انبعث منه هذا الشعور .
الشخص الوحيد الذي سمح له بالتحرك كان آش من جديد حيث أعاد نفس الفعل مع الساحقة الثانية وقام بتوجيه الهجوم الى قرن الكارثة كذلك !!.
أظلمت السماء إثر هجومين من هذا المستوى , وأصبح مصير مليارات التلاميذ على عاتق مازينو الذي توجب عليه التصرف بسرعة هائلة لمسايرة ماكان يحصل .
مفردا يديه الى الأعلى . تحكم مازينو في كل شيء . لقد كان بالفعل شخصا يستحق لقب الحاكم . حيث انطلق ضغط قانون الظلام من قرن الكارثة أمام السفينة الأم . وتم إعادة توجيه الطاقة التي تم إصدارها من طرف الساحقات في لحظة . بينما تحول القرن بالكامل الى شيء قاتم اللون بعث شعاعا مظلما اتجاه الأحمر العظيم في بضعة أنفاس فقط .
تحت دقة وهالة عين الكارثة . تم تثبيت المكان الذي تم توجيه الهجوم إليه. لقد كان مصوبا على نقطة ضعف الأحمر العظيم بدقة هائلة . أمام بصر مازينو كان كل شيء عبارة عن تداخلات أمواج الطاقة التي تظهر نوعا آخر من التحليل .
وكان يستطيع رؤية أضعف جزء من نسيج إعصار بحجم ثلاثة كواكب . كان تحديد هذا الشيء أشبه بتحديد مكان إبرة في عمق محيط لا محدود .
لكنه أنجز ذلك بكل ثباث . وكان كل شيء يسر حسب الخطة الى أن تحطمت قذيفة من الطاقة على ظهر مازينو تماما !!!!.
وخرج من جانب أسطول الإستكشاف ذاك أحد القادة الثلاثة لمعهد الغيوم , وخلفه تمركزت العديد من الأساطيل التي وجهت كل أسلحتها الى مازينو مباشرة لأنه الشخص الوحيد الذي كان يتحكم في مجريات الملاذ .
إسقاط مازينو يعني إسقاط الملاذ !!. هذه هي الفكرة التي عمل عليها قائد أركان العدو ذاك . وقد كان معه الحق في فعلته هذه . حيث تسبب هذا الهجوم في فقدان مازينو لتركيزه لوهلة فقط .
وكاد تصويب أن ينحرف عن اتجاهه ويخرج عن مسار نقطة الضعف الذي رسمه مازينو . !!.
لكنك لا تتعامل مع مجرد شخص مخنث . لقد كان هذا الرجل هو حاكم عرق الكارثة أوريبوس أكاغي يورك مازينو ......
تلك اللحظة التي فقد فيها فيها تركيزه كانت ظمن الخطة بالفعل . لأنه عرف أنه سيتم مقاطعته أثناء بنائه للملاذ .