في اليوم العاشر منذ أن بدأت جلسة التعذيب هذه . حدث بعض التغيرات التي كان أهمها , ظهور الحجم الحقيقي لأسطول الأعداء والذي كان يسافر في مجموعة كاملة ولا يفترقون على الإطلاق .

حيث تمت إحاطة كامل أرخبيل الإعدام بالسفن الحربية ذات الأجنحة البيضاء . وقد اسغرق ظهور كل هذا الأسطول بضعة أيام من الوقت وتلك البوابات بقيت مفتوحة .أعداد هذا الجيش كانت هائلة جدا . أكثر بكثير من كلا جيشي معهد الظلام والغيوم مجتمعين !!.

وكما جرت العادة . مع كل مجموعة جديدة تصل الى هذه الساحة كان الجميع يتخذ تشكيلة ما . ويقفون بصمت شديد وهم يراقبون وينتظرون أوامر الرجل الأشقر صاحب التاج ......

والذي بدوره كان ينظر بكل غرابة الى جيش الأكاغي الذي انقسم الى قسمين !!.

الأعضاء العاديين من معهد الظلام كانووا خائفين الى درجة لايمكن تصورها . حتى أن الكثير من الحاضرين قد تبولوا في سراويلهم منذ مدة . دون ذكر معهد الغيوم فقد كان الأمر سيان على الجميع في هذا المكان !!.

*فوووووو*

لكن المختلف كان نظرات كل المنتسبين لعشيرة الأكاغي !!. حيث كانت هناك غيمة مظلمة وهائلة من نية القتل الفضيعة تلف هذه الفئة من الجيش . رؤيتهم للحاكم معلق في الفضاء بتلك الحالة غير قادر حتى على إصدار أي صوت !!.

بالتأكيد كان هذا الوضع بائسا الى أقصى أقاصي الحدود !!!..

دموعهم كانت تتساقط في هذا الفضاء المظلم . الأكاغي كانوا يشعرون بالمرارة المرة وهم ينظرون الى الوضع البائس الذي أصبح عليه الحاكم . كل هذا كان من الأسباب التي جعلت هذا الجيش ينظر الى هذه الشقراء اللعينة التي لم تتوقف عن تعذيب مازينو منذ عشرة أيام , بنظرات قاتلة !!! .......................

جسده كان ملقى على صليب ناصع البياض من جهة الخلف . بينما كان أحمر بالكامل من الجهة الأمامية لأن كمية الدماء التي فقدها مازينو جعلت منه هيكلا عظميا !!!..................

...........

على الرغم من كل شيء . على الرغم من قوة السلالة القوية . وعلى الرغم من قدرة وسرعة العلاج الفائقة التي يتمتع بها جسد مازينو !!.

إلا أن قواه قد خارت تماما . وعلى جسده الذي لم يبقى عليه أي جلد إلا جلد وجهه !!. حيث أزالت هذه الشقراء العاهرة كل جلد جسده بكل ببطء شديد خلال الايام السابقة . نزعت كل أضافره سواء اليدين أو القدمين .

ثم تم غرز 101 سيف فراغ داخل جسده !!. هذه السيوف كانت بداخل بعضها قانون الجليد . بينما كان في داخل البعض الأخر قانون النار .

وهكذا ظل جسد مازينو في تشنج وعذاب مستمر بين الحرارة الهائلة . وبين الجليد القارص . ومن بين كل هذه السيوف . أكثر سيف مميز كان سيف عملاق تم غرزه مباشرة في قلب مازينو !!...

كل ما خسرته هذه الفتاة كان جملة واحدة طيلة العشرة أيام :

" 101 سيف متناقظي القوة , هذه الوسيلة جيدة جدا لتعذيبك في الايام القادمة بينما سأبدأ بنزع أي جلد ينمو من جديد . ولعلمك لقد غرزت في جسدك 101 سيف نظرا لعدد افراد عرق الكارثة ال101 ...

أتمنى لو كان في إمكاني فعل المزيد ... حقا أتمنى ذلك !!...."

............

هذه اللحظة قد حطمت آمال كل الأكاغي . وقد شعر كل شخص يحمل معه هذا اللقب بهذا الحزن الغير طبيعي . حتى اولائك الذين كانوا بعيدين جدا عنه حاليا .

لقد كانت هذه لحظة الإنهيار التي لم يتوقعها اي شخص . لحظة تحولت فيها فرحة الفوز بالحرب الى ألم وراء ألم !............

مازينو كان غارقا في آلام هذا التعذيب . حيث كان محاطا بالظلام من كل الجهات . أحيانا تظهر ألسنة اللهب تحترق وتختفي . وأحيانا تظهر قطع من الجليد تجعله يرتعش , ثم فجأة يختفي كل شيء .

أمام مازينو ومن وسط كل هذا الظلام . ظهر خيط أبيض نقي كالحليب !!. الخيط أخذ بالتوسع ليصبح خيطا أبيضا من الضوء . الخيط لم يتوقف عن التوسع بنفسه الى أن اختفى الظلام وحل محله نور يعمي البصر من شدة إشراقه !!.

النور الوحيد في حياة مازينو , كان والدته , لقد كان ذلك النور المنبعث من الأم . حيث ظهرت هالة بيضاء أخذت بعد لحظات تتجمع حتى شكلت أخيرا صورة بديعة . وجه ملائكي نقي . بدون وعي نطق مازينو لأول مرة كلمة أسم والدته الحقيقي على الرغم من القمع الذي كان تحته حاليا !!.

" هــــــــانـــــــــــــــــــا !!"

.......

هذه الشقراء العاهرة التي كانت تعذب مازينو . توقفت في اللحظة التي نطق فيها مازينو هذا الإسم !!. لم تكن الوحيدة التي توقفت وإنما وقف الرجل صاحب التاج من مكانه في صدمة وبدأ يقترب من مازينو !!.

مع كل خطوة يتخذها الرجل الى الأمام . كانت الهالة الملكية التي تحيطه تطغي على كل شيء , مما جعل جميع الجيوش في المنطقة تركع على اقدامها بدون أية إرادة .

الإستثناء الوحيد كان مازينو بالطبع . حتى أن جسده بدأ يتخذ وضعية شامخة , ووقفته كانت عما عادته .

" الجروح على جسده تشفى من جديد . هذا اللعين القذر لا يموت أو أي شيء من هذا القبيل ؟؟

لقد غرزت سيفا في قلبه ولم يمت .............................."

قالت الفتاة الشقراء بنبرة إعتذارية الى الرجل الذي وقف بجانبها . هذا الرجل ربت على رأس الفتاة وهو يضع في يدها خنجرا حالك السواد . بدون أن ينطق بكلمة بدأ يعود الى عرشه هناك .

وهو يحدق في مازينو . كانت نظرته له مختلفة تماما عن ذي قبل حيث بدأ بعض الخوف يظهر أخيرا في عيني الرجل !!,..

هذه اللخبطة في المشاعر جعلته يحرر البعض من الأكاغي من تحت سلطته الهائلة . حيث وقف هؤلاء المتحررين وبدأووا مباشرة في مهاجمة الفتاة الشقراء بدون أي تردد !!!..........

حتى مع فارق القوة لم يتردد هؤلاء الرجال في إلقاء أنفسهم الى التهلكة جراء مهاجمة الفتاة الشقراء . عيون هؤلاء الأكاغي كانت خالية تماما من أي مشاعر غير الكراهية العميقة والبغض الشديد .

رمى الرجل سكينة من القوة القتالية باتجاه مازينو !!. فإذا بجميع المتحررين يرتمون أمام هذه السكينة !!. حيث تم تفجير أجسادهم الى رذاذ دموي على الفور . لكن السكينة عادت الى الرجل . فهو لم يلمس مازينو الذي كان يمر بحالة غريبة !!..

اكتفى فقط برؤية هذا الولاء العجيب الذي يكنه هؤلاء الأشخاص لمازينو . فقد أخافه هذا الأمر الى حد بعيد !!......

كل ذلك الضوء المبهر الذي كان منبعثا في كل أرجاء روح مازينو جراء الصورة التي تشكلت لوالدته هانا هناك . اختفى كل شيء في لحظة . وتماما كما لو أنك حطمت وجهك على المرآة , تحطمت هذه الصوة وتساقطت بكل بطء شديد الى أعماق روح مازينو , بينما عاد الظلام ليستحوذ على كل شيء !!.وليفرض السلطة والهيمنة الحقيقية على كل شيء !!.......

ظلام أكثر ظلمة من كل ما سبق , وهالة شر عظمى انبثقت من جسد مازينو في اللحظة التي تحرك فيها جسده عكس سلطة الرجل الأشقر صاحب التاج .

حيث ظهرت على وجه مازينو ابتسامة دافئة . لقد كانت تلك ابتسامة امتنان حيث أظهر مازينو هذا الشعور لأول مرة وهذا الشعور كان اتجاه والدته فقط . حقا لقد كان ممتنا لكل شيء . هذه الأبتسامة كانت الأولى من نوعها . ابتسامة لم ولن يظهر لها أي مثيل .

افاق مازينو من كل أحلام اليقظة هذه في اللحظة التي رسمت هذه الفتاة نفس الإبتسامة على وجهه بتلك السكين القاتمة . حيث قامت بشرخ وجه مازينو من أطراف شفاهه الى أذنيه . تماما نفس الإبتسامة التي ظهرت عليه قبل قليل , أعادتها هذه الفتاة الى وجهه بالقوة !!.

وعلى عكس بقية الجروح , لقد بقي هذا الشرخ على وجهه كما هو ولم يبدي أي علامات على الشفاء على الإطلاق !!.........

في تلك اللحظة عرف مازينو أن هناك خطبا بهذا الخنجر الأسود في يدي الفتاة .

لأنه بدأ يشعر ببرودة تعتري عظامه لحظة توجه هذا الخنجر الى قلبه !!........................................................

.............

" هاه -----"

استغربت الفتاة الشقراء من هذه الأحماض التي بدأت في التساقط وإحراق يديها لحظة اقترابها من طعن مازينو في القلب !!.

حيث كانت هذه الأحماض أشبه باللعاب القذر واللزج . لأنه كان يمتلك هالة شريرة وقاتلة !. بدأ خوف غريب يعتري صدر الفتاة لأنها لم تعرف من أي يمكن أن تظهر هذه المادة في الفضاء الفارغ هكذا فقط !!

لكن في اللحظة التي رفعت رأسها الى الفوق لمعرفة ما يحصل . حقا في تلك اللحظة تمنت لو لم تفعل ذلك . تمنت لو لم تفكر حتى في رفع رأسها الى الأعلى لرؤية ما كان ذلك !؟؟؟؟؟

أنفاس أرجوانية حارقة . صف عملاق من الأنياب المفترسة مع لسان أحرش مليئ بالعديد من الرؤوس العضمية الغريبة ..

فوهة عملاقة كانت تقف مباشرة فوق رأس هذه الفتاة التي كانت على وشك طعن مازينو في القلب .

من هناك كانت ذلك اللعاب الحارق يتاسقط على أطراف الفتاة !!.

2020/07/17 · 1,645 مشاهدة · 1351 كلمة
El Marchel-Z
نادي الروايات - 2025