على الساحة الموسيقية . بدأت تصعد العديد من الشخصيات التي كانت ترتدي ملابس متأنقة , كانت كلها ملابس سوداء اللون , حتى قبعاتهم كانت سوداء كإشارة على ما هو قادم بالنسبة لكل الكائنات التي تنتضر دورها في التعذيب .
مع إشارة مازينو , بدأ الظلام ينتشر في كل مكان مما جعل أي ضوء يختفي بصورة كاملة !!. تم تسليط الضوء فقط على منصة التعذيب لوحدها . بينما كانت العديد من الأضواء الحمراء تركز من حين لآخر على فرقة الموسيقى التي بدأت تصدر بعض المعزوفات الهادئة !!.
بينما كان اللظلام يغطي كل شيء . انطلقت صرخة مدوية جعلت الفرقة الموسيقية تخفظ صوتها قليلا , حتى أن أحدهم بدأ يلعن بصوت عالي : " اللعنة عليك يا عاهرة . بهذا التدخل اللا أخلاقي أنتي جلبتي على نفسك العذاب لا غير . ألم تعلمك والدتك الأخلاق وبعض الآداب ؟؟؟.........................."
حمل هذا الرجل آلة الغيتار بين يديه وهو ينزل بكل غضب الى مسرح التعذيب . حيث حطم الغيتارة مباشرة على رأس فتاة كانت الدماء متصلبة على وجهها مسبقا !!. رائحة العفن الشديد أكثر حتى من البيض الفاسد كانت تنبعث من هذا الجسد الهزيل الذي لم يعد له أي صلة بالأنوثة بعد الآن .
ورغم كل التعذيب الذي تعرضت له هذه الفتاة . إلا أنها لم تفقد عقلها الى الأن !!. حين تحكمك قبضة الأكاغي , حتى مسألة الجنون من غيره تصبح في يدهم . ورغما عنك ستبقى واعيا ومدركا لكل شيء حولك حتى يأتي حكم مازينو بإنهاء حياتك البائسة . غير ذلك , كل ما ينتظرك هو العذاب المستمر .....
أول شيء تذكرته هذه الفتاة هو السم الذي كانت تتعذب بواسطته على يدي مازينو , حيث كان ذلك الشيء هو أكثر طريقة تعذيب مروعة مرت منها هذه الفتاة . في هذه اللحظات كان بصرها يفحص كل الأرجاء بحثا عن مازينو , لقد كان ذلك الرجل وسمة رعب في ذاكرة هذه الفتاة . ليست هي فقط , وإنما كل الأشخاص الذين سبق أن مرووا من هذا المهرجان وصلت درجة خوفهم من مازينو الى ابعد من الجنون !!.......
بينما كانت أوتار الغيتار تقطر بدماء هذه الفتاة . وبعض القطع الخشبية الحادة كانت مغروزة في وجهها المشوه . لم تكترث للأمر بقدر اكتراثها لمازينو . لكن مع الأسف وسط كل هذا الظلام البائس . لم تكن قادرة على رؤية أي شيء . كانت قادرة على سماع بعض التعاليق الساخرة فقط من هنا وهناك من حين لآخر ...
سأل فجأة أحد الشخصيات الكبيرة في المكان سؤالا غريبا . هذا الرجل كان ينظر الى هذه الشخصيات التي اعتلت مسرح التعذيب وكان يتأمل في حالاتهم لبعض الوقت . لم يكن أي منهم في حال أفضل من الأخر . حيث تشارك الجميع تلك النظرة البائسة وذلك الرعب العميق . قطرات الدموع كانت تتساقط من عيونهم وهي ممزوجة بالقليل من الدماء جراء كثرة الإصابات المتكررة .
" لماذا يتم عقاب هؤلاء الأشخاص هكذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ما الذي فعلوه لينالوا مثل هذا الجحيم ؟؟......................"
الشخص الذي طرح هذا التساؤل كان قائد فيلق المغول كوشمار نفسه . والشخص الذي سأله كان أحد الأدميرالات خاصته في الخلف .
" تلك الفتاة , سبق وأن حاولت قتل الحاكم بهجوم مباغت . لقد كان الحاكم في ذلك الوقت في لحظة ضعف بعد أن تلقى محنة سماوية نظرا لصعوده من عالم مجوف . وبعد أن اختار الذهاب الى طائفة أخرى غير طائفة تلك الفتاة , إختارت تلك الفتاة قتله على تمكن تلك القوة من ظم موهبة مثله إليهم ............"
استغرب كوشمار كثيرا !!. لقد سمع بالطبع عن مهرجان اللهب وحكايات العشيرة حول هذه الفتاة . لكن لم يكن يعرف سبب تعرضها لمثل هذا الموقف .
" هل هذا كل شيء !!. هل أصابه الهجوم المباغت بأي إصابة خطيرة أم ماذا حصل ؟؟......................................."
نظر هذا الأدميرال بغرابة هو الآخر الى قائد فيلقه ثم همس :
" كلا . لم يصبه أي خذش . لكن الحكمة من هذا الحدث واضحة تماما , إنظر ما حدث لها وهي لم تفعل أي شيء . فما بالك بمن فعل أكثر من الحاولة :
[ لا تحاول ]....................................................."
أعاد كوشمار نظرته الى هذا الظلام , وبالضبط الى حيث كان مازينو جالسا !!. لا تحاول هاه !!. حتى المحاولة الفاشلة للقيام بأي شيء ضده نتيجتها مثل هذا الجحيم ؟؟؟..................
ابتسم فقط وهو يفكر في نفسه :" ياله من مختل لعين !!....هه"
على جانب هيوبو كان الإثنان اللذان سبق وقاما بتعذيب مازينو في الكوكب المحترق , وبعض العجزة من نطاق تنين الصقيع . كل هذه المجموعة كانت هناك بينما ظهر مازينو أمام مجموعتهم هذه فجأة !!!!
*آآآآآآرععععع* * لا تقترب آآآآآآه لا اااا لا ااااااااااااااااااا*
على الفور قامت هذه المجموعة من مكانهم كأنهم قابلوا شبحا مرعبا !! بينما يصرخون بكل ذعر وهم يشاهدون هذا الشخص أمامهم !!. الأكثر تأثرا كانت نفس الفتاة هيوبو , حيث وقف مازينو أمامها بعدما قامت هالته بشل حركة الجميع . ومن يده تساقطت حبوب طبية خضراء اللون !!.
عندما رأى الملوك هذه الحبوب استغربوا قليلا , وخصوصا أكروس , لأنه كان يعرف تأثير هذه الأشياء . بالطبع عرف كذلك أن لحظة النهاية قد حانت أخيرا بالنسبة لهؤلاء الأشخاص !!.
بينما تم تقييد جميعهم , إرتفعت الحبوب من مكانها وهي تدخل الى أفواه هؤلاء الأشخاص بدون أي حول ولا قوة . حيث ظهرت هراوة مازينو التي كانت مطرزة بالجماجم والعضام المشوكة !!.
*بششغ بشششغ بااااااااق *
تحطمت هذه الهراوة لمرة واحدة على رأس كل شخص في هذا الصف من المتهمين . حيث كان الأمر يبدو لباقي العشيرة كما لو أن مازينو قد قتل هؤلاء الرفاق القدماء بسرعة كبيرة هكذا فقط !!؟؟
لكن الشخص الذي عرف الحقيقة وحتى أنه نطق بها كان أكروس : " تلك الحبوب تملك القوة على جعل عقل الشخص مهلوسا بشدة . تلك اللحظة بالنسبة لنا كانت مجرد ثواني وقد تهشمت جماجمهم بالفعل . لكن بالنسبة لهم فقد كانت سنينا على بعضها البعض .
[ حبة المئة موج ] لقد انتظر أولائك الأشخاص مئة سنة وهم يشاهدون هذه الهراوة تقترب من رؤوسهم !!. مئة سنة وأنت تعرف أنك ستموت في أية لحظة . مئة سنة وأنت موقن أنك ميت لا محاله , لا استثنائات ولا شيء غير التفكير في الموت . إنه الجانب الآخر من التعذيب . إنه التعذيب النفسي الذي لا يمكن تخيله , لا يمكن وصفه إلا عن طريق تجربته .
وكل من يجرب هذا الشيء ميت . ولا يمكن للأموات إخبارنا بالقصص ...
هذا الشيء يكلف ثروة هائلة جدا . وكون الحاكم يسرف في هذا الجانب ما هو إلا إظهار لمدى جديته !!...................."
استنشق الجميع نفسا باردا وهم من ظنوا لوهلة أن مازينو أنهى هؤلاء القوم بداعي الشفقة . لكنهم انصدموا بحقيقة أن تعابير وجهه كانت فارغة وهو يينظر الى هراوته التي كانت تستأصل عظام جمجة كل شخص من جسده . وتصهرها في الهراوة نفسها . أجسادهم الهزيلة تم تجفيفها حتى آخر قطرة من الدماء وصوت مازينو الأجش انتشر في كل الأركان :
" لطالما رغبت والدتي في أن أكون شخصا حرا !!. الحرية التي تمكنك من العيش بكل هدوء وسلام مع نفسك . أن لا أحد يستطيع التحكم بك بأي شكل من الأشكال. لكن هذا التعريف سطحي للغاية , فالحرية غيرت مفهومها منذ اللحظة التي تركت فيها كوكب الأرض .
حيث تعلمت أن الحرية الحقيقية هي أن تستطيع فعل ما تشاء ولا أحد سيستطيع منعك من القيام بذلك . الشخص الحر إذا أراد قتل شخص ما !!. هو بالتأكيد سيقتل ذلك الشخص . الشخص الحر إذا أراد النوم براحة البال , هو سينام كأنه ميت وغير مكترث لأي شيء . الشخص الحر إذا أراد تدمير العالم فهو حتما سيدمر العالم . ولتنفيذ أي من هذا الهراء ستحتاج الى القوة التي تكون في الحقيقة هي نفس الحرية ............."
رفع مازينو هذه الهراوة مشيرا الى السماء بينما توهج اللون الدموي من عيون هذه الجماجم وانتشر ضغط مروع غطى كل العشيرة فجأة !!. حتى الملوك اندهشوا من هذه اللحظة الغريبة بينما انبعث صوت مدوي وعميق مليء بنية قتل ودمار لا يمكن وصفها بكلمات رديئة مثل الوحشية والبشاعة المطلقة لأنها لن توفي حق هذه النية !!!....
" الحرية بالنسبة لي هي ذلك اليوم .
ذلك اليوم الذي ستتحطم فيه هذه السماوات بسببي . عندما تنهار هذه الأرض وتتغير الشمس والقمر والنجوم بسببي . عندما تختفي قطعة القذارة التي نعيشها كحياة من الوجود . عندما يختفي الوجود نفسه بسببي .
حينها في ذلك اليوم الوحيدون الذين سيبقون على قيد الحياة سيكونون أكاغي .....
حينها فقط سننال شرف قتل أنفسنا بأنفسنا . حينها فقط ستكون النهاية التي لطالما حلمت بها . حينها فقط كل شيء سيرقد في سلام .
حينها فقط ..."