في الحقيقة هذا الهيجان الغريب الذي حدث للقلب التاسع في مركز طائفة أبواب حرق السماء كان من فعل سافان . حيث فعل هذا الشيء لسبب واحد وهو مساعدة مازينو في التدريب بطريقة غير مباشرة .

هكذا كان لهب أبواب حرق السماء يستفز الشعلة الأبدية في جسد مازينو . وهكذا كان سيتقدم في فهمه لقوانين اللهب شيئا فشيئا . كان الأمر حاليا مجرد تأمل لا غير . وكل شيء مرهون بموهبة مازينو الخاصة . وكذلك سرعة فهمه الخاصة .

لقد استمر هذا الصدام بين الشعلتين للكثير من الوقت , حتى أن الطائفة اضطرت الى غلق هذا المكان للوقت الحالي . الحماة لم يتمكنوا من معرفة سبب هيجان لهب أبواب حرق السماء حتى !!. لذلك كان الأمر متعلقا بمازينو في نظرهم . ومع الصورة التي شكلها الحماة حول مازينو في الآونة الأخيرة . فقد كان من المستحيل عليهم إزعاجه في هذا الوقت . حتى لو عنى ذلك خسارة تلاميذ الطائفة للوقت الذي يخصصونه للتدريب في نواحي القلب التاسع والمزايا الهائلة التي يكتسبونها من هذا التدريب !!.

وهكذا كان الوقت يمر ببطء وتوتر شديد . حيث عمل كل فرد في عشيرة الأكاغي على إتمام المهام الموكلة إليه بمثالية . قادة الفيالق كانوا يقومون بالتدريب المتواصل . وحين تسنح فرصة مناسبة يقومون بالإغارة على أحد الأماكن المهمة في معهد الغيوم وينهبون كل شيء .

نفس الأمر كان ينطبق على طائفة القمر الثلاثي حيث لم تسلم هي الأخرى من هذه الهجمات السريعة . مع قدرة النطاق الداخلي , كان بإمكان هذه الفيالق الإنسحاب بسرعة خارقة ولا يمكن الإمساك بهم على الإطلاق .

..

..

في هذه الأثناء . فولكان كان بعيدا عن العشيرة , حيث كان يتم استقباله في مكان خاص بقبيلة التنين من طرف ذلك الشاب ريونغ رفقة نفس العجوز الملقب بالكبير الذي سبق وأن التقى به . ذلك الكبير كان سعيدا جدا لكون فولكان شخصا أوفى بكلمته وعاد الى اللقاء من تلقاء نفسه .

حتى أن والده لم يعد بعد الى الطائفة . لذلك كان هذا الكبير يستغرب قليلا . فالشرط الذي أبرموه في السابق كان عودة بطريرك طائفة أبواب حرق السماء الى مكانه العادي في الطائفة , حينها فقط سيعود فولكان الى هذا المكان لإتمام جانبه من الإتفاق .

لكن وعلى عكس المتوقع . فولكان لم يجري أي حوار مع هؤلاء الأشخاص على الإطلاق . حيث سلم مجرد تشكيل صغير الى هذا الكبير وكان على وشك المغادرة !!.

" أووه !! أيها الشقي الصغير , هل تظن حقا أنك قادر على المغادرة هكذا فقط مثل المرة السابقة ؟؟..."

*//فوووووو//*

في مجرد لمحة , إنتشرت ضغط غريب وشديد حول نطاق هذا المكان بالكامل !!. كل شخص من قبيلة التنين في نطاق دائرة نصف قطرها عشرة آلاف ميل , بدأ جسده في إصدار ضغط وقمع سلالة قوي جدا تحت قيادة هذا الكبير !!. حيث تم تقييد المنطقة بالكامل وتحولت الى أرض مقفلة تحت هذا النوع من السلطة !!.

كان يمكن سماع هدير التنانين من شتى الإتجاهات . هدير مليء بالغرور والقوة المهيمنة على كل شيء يقبع أمام مرمى البصر.

حتى أن شخصا مثل فولكان كان مندهشا قليلا من مثل هذا العرض . لكنه في النهاية اختفى بكل بساطة فقط مثل المرة السابقة !. آخر شيء رآه هذا الكبير كان مجرد ابتسامة سخرية كانت تعتلي وجه فولكان وهو ينظر إلى أعضاء قبيلة التنين بكل دونية .

هذا الأمر كان شيئا غير اعتيادي بكل المقاييس . وبالطبع كان شيئا يدعوا الى الغضب الشديد . لكن هذا الكبير ليس كأي شخص سيغضب هكذا فحسب .

لم يلقب هذا العجوز بالكبير من العدم هكذا فقط . وإنما كان شخصا حكيما في تصرفاته , رغم أنه كان خائب الأمل لأنهم لم يستطيعوا إلقاء القبض على فولكان . فقد حصل على الأقل على تشكيل كان عليه مجرد شريط فيديو كان قد أنتجه مازينو من قبل !!.

هذا الشيء كان فكرة قام بها مازينو قبل مغادرته لمقبرة الإمبراطور تلك أثناء لقائه الأول مع فولكان . حيث قام بإلقاء تشكيل يسجل المكان بالكامل . لكن الخدعة لم تكن هنا على الإطلاق , فبقوة مازينو في تلك الأثناء , كان يمكن لأولائك الأشخاص أن يكتشفوا تشكيله ذاك وتديمره بكل سهولة . لذلك هو كان قد أنفق بعض المال واشترى تعويذة عالية الجودة قامت بإخفاء التشكيل بشكل تام .

شريط الفيديو هذا كان يوضح كل شيء , فولكان المسجون وأولائك الأشخاص من طائفة القمر الثلاثي الذين كانوا يزورونه من حين لآخر . تم القبض على هؤلاء الأشخاص على حين غرة من طرف مازينو . حيث لا يعلمون حتى أنه سجل كل لعين سبق وأن دخل الى تلك المقبرة .

لكن هذا الدليل كان تنفيذ الجزء الأول من الخطة فحسب. وهو تحريض قبيلة التنين ضد طائفة القمر الثلاثي . وهكذا هم لن يتدخلوا في الحرب القادمة بين طائفة أبواب حرق السماء وطائفة القمر الثلاثي .

لكن تحت القدرة الجديدة التي يملكها مازينو , والتي تخول له اختراق والتحكم في سجلات ألفا الأصل . فقد عدل على هذا الشريط بطريقة ثانية , حيث كانت هذه الطريقة هي ما سيتسبب في تحقيق الجزء الثاني من الخطة .

لقد وضع مازينو العديد من أعضاء قبيلة الوحوش السماوية في داخل الشريط المزيف , بحيث ظهر الأمر وكأن قبيلة الوحش السماوي اقتحمت مقبرة الإمبراطور التنين التي كانت بالفعل مكانا محرما بالنسبة لهذه القبيلة .

ومع أن كلا القبيلتين من مستوى الأوفرلورد . فقد كان كلاهما يملك فخرا شديدا بحب النفس . حيث وضعوا أنفسهم فوق الجميع , وبالطبع لا يمكن التشكيك في صحة هذا الفيديو بكل بساطة . لأن سجلات ألفا الأصل شيء لايمكن التحكم فيه بهذه الطريقة . ولم يسبق أن سمع أي شخص في هذا العالم بشريط فيديو مزور على الإطلاق . لو كان شريط فيديو تم إنتاجه عن طريق التكنولوجيا , قد يكون الأمر في موضع شك . لكن ليس سجلات ألفا الأصل .

لذلك كانت هذه الأخبار ستهز قبيلة التنين بالكامل , ولتأكيد الأمر أكثر , سبق أن اصطحب مازينو بعض أفراد العشيرة الذين يملكون سلالة الوحش السماوي غير بوروس الى تلك المقبرة من أجل ترك هالاتهم في المكان .

وبالطبع الهالة شيء لا يمكن تزويره هو الأخر بأي طريقة كانت . لذلك كانت هذه الخطة مدروسة بشكل جيد . ولايمكن التشكيك بأي دليل قدمه فولكان على الإطلاق . وحتما قبيلة التنين لن تصمت حول هذا الشيء على الإطلاق . لذلك كانت هذه هي بداية الصراع القادم الذي سينشب بين هؤلاء الإثنين.

أفراد العشيرة الذين يحملون هذا النوع الرفيع من السلالة كسلالة الوحش السماوي , كانوا بكل تأكيد ينتمون الى جيوش الملوك الذين كانوا دائما في الظلال ولا يستخدمهم مازينو على الإطلاق . بالخصوص كان هؤلاء الأفراد من جيش ملك الوحوش جاها بنفسه .

لذلك كانوا شخصيات قوية للغاية . هذه الجيوش بكل تأكيد أقوى من العشيرة بعدة أضعاف . فقد كانوا بأعداد مهولة بشكل لا يصدق . لدرجة أنهم يقطنون داخل العوالم التي تتواجد داخل أبراج التدريب بطريقة ما !!؟؟

..

..

..

مع عودة فولكان الى النطاق الداخلي . توجه على الفور الى قاعة مظلمة في القصر المركزي في العشيرة . حيث ظهر الشيخ إغتيال فجأة أمام باب القاعة . وقد كانت نظرته باردة للغاية وهو ينظر الى فولكان .

هذه النظرة بمفردها تسببت في انتشار رعشة خفيفة عبر كل أنحاء جسد فولكان , حيث شعر أنه أمام كيان غير مفهوم على الإطلاق . لم يكن في وسعه سوى تقديم إنحناءة احترام قائلا :

" شكرا لك أيها الشيخ الكبير !!..."

..

..

في القاعة كانت هناك شخصية غارقة في الدماء , حيث كان هذا الرجل في صورة مثيرة للشفقة الى أبعد الحدود . كان من الواضح أنه تعرض لضرب مبرح حتى أنه كان لا يزال فاقدا للوعي حتى هذه اللحظة !!.

فور رؤية هذا الرجل ذو الشعر الأحمر الناري , والمظهر العنيف !!. ذلك الجسد قوي البنية والمفعم بالحيوية رغم كبر سن هذا الرجل . تلك الملابس التي كانت فخمة للغاية رغم أنها كانت ملطخة بالدماء وممزقة بالكامل .

ظهرت نظرة من الحنان والعطف المختلط ببرودة غريبة في عيني فولكان . حيث جلس أمام هذا الرجل وبقي ينتظره الى أن يستعيد وعيه !!.

كانت هذه القاعة عبارة عن ظلام يمتد الى كل الإتجاهات . فقط شمعة واحدة كانت تحترق بجانب هذا الرجل في الوقت الحالي , هي ما سمحت لفولكان مع الرجل الآخر برؤية بعضهم البعض !!.

كان المكان صامت لبعض الوقت منذ الوهلة الأولى التي استعاد فيها الرجل وعيه . فقد كان من الواضح أنه يعاني من صدمتين في نفس الوقت !!.

آخر شيء تذكره هو تعرضه للضرب المبرح الى أن أصبح على هذه الحال وأغمي عليه بالكامل . لقد كانت هزيمة ساحقة لم يسبق أن تعرض لها هذا الرجل في كامل حياته !!.

أما الصدمة الثانية فقد كانت رؤية فولكان أمامه فجاة !!. حتى أن الرجل تسائل حول ما إذا كان ميتا أو أنه يهلوس من شدة الضرب المبرح الذي تعرض له !؟؟

لكن رؤية تلك الملامح وتلك النظرة المنبعثة من ذلك الزوج من العيون , جعل الرجل يكسر هذا الصمت ويقول :

" إذا , حتى إبني الذي كان دائما جبلا لا يهتز رغم المصاعب التي إعترضته وبقي محافظا على مبدائه الخاصة , تغير هو أيضا مع تغير العالم الى القسوة , وسيادة مبدأ القوة أكثر ..."

بالطبع من ذلك البرود الغريب الذي كان ينبعث من نظرة فولكان . عرف هذا البطريرك أن ابنه لم يعد نفس الشخص من آخر مرة .

" الأب . العالم لم يتغير على الإطلاق . لطالما كان دائما بنفس القسوة . ولطالما كان المبدأ الوحيد السادي هو مبدأ القوة ..."

اندهش الأب أكثر , حتى أن حدقة عينيه توسعت وسط هذا الظلام . كان هذا الرجل يرغب بشدة في القيام من مكانه وأخذ إبنه في حظن دافئ .

كم رغب هذا الرجل في الإعتذار بشدة لإبنه لأنه لم يكن هناك لإنقاذه من كل تلك القسوة التي مر بها والتي جعلته هكذا !!...

لكن فولكان قاطع كل هذه الأفكار بكل برود وهو يقول بنبرة خطيرة :

" الأب . أنا ايضا أرغب في لم الشمل هذا بشدة . لقد اشتقت لك بشدة , الوحدة شيء فضيع وقاسي حقا . لكنني رغم وحدتي تلك , كنت أعلم أنك لا تزال حيا .

لكن مع وصول عشيرة الأكاغي الى هذا الجزء من العالم . أنا لا أظمن أنك أو أي شخص آخر من هذا العالم سيبقى حيا لوقت أطول .

الأب . كل كائن حي في هذا العالم يملك خيارين فقط . الأول هو الإنظمام الى الأكاغي .

الثاني هو الموت .

..

..

إنهم أقوياء يا أبي . أقوياء جدا ... وكما قلت من قبل, مبدأ هذا العالم منذ الأزل كان هو القوة . عاجلا أم أجلا كل شيء في هذا العالم سيسقط وسينهار أمام المارشال كأنه لا شيء . حتى ذلك الكيان قبيلة التنين الذي لطالما كان بعيد المنال بالنسبة لنا . هو لا شيء أمام الأكاغي .

منذ اللحظة التي أنقذني فيها مارشال هذه العشيرة وظمني الى جانبه . عرفت أنني لم أكن حتى ضفدعا في قاع بئر . والى الأن أنا متيقن أنه لا يزال أمامي الكثير والكثير قبل أن أصل الى مرحلة ضفدع في قاع البئر ..."

عاد الصمت مجددا الى هذا المكان , حيث استمر الأمر على هذا الحال . البطريرك والأب الخاص بفولكان كان مصدوما بشدة . حتى أن ملامح وجهه كانت من دون أي تعبير لأن عضلات وجهه تعرضت للضرب حتى أصبحت مخدرة !!.

ومع ذلك بريق عينه أظهر أنه فهم كلام إبنه بشكل كامل . بالكاد كان هذا الرجل قادرا على تصديق كلمة من ما سمعه . لكن الواقع يفرض عليه هذه الحقيقة . وكونه غارقا في دمائه مرميا على الأرضية القاسية في هذه الغرفة المظلمة , يثبت أكثر أن هذه العشيرة أكثر من قادرة .

مع استمرار هذا الصمت نظرا لانعدام الكلمات التي تستطيع وصف هذا الوضع . إنتهت حياة تلك الشمعة بجانبهم , حيث إنطفأ آخر وهج لها , مما جعل الغرفة تعود الى ظلام دامس . وكذلك أعلن انتهاء هذه الشمعة أن فولكان أنهى الوقت الذي سمح به الشيخ أغتيال لهذه المقابلة .

حيث قام من مكانه وهم بالخروج من الغرفة بكل برود وهو يهمس بصوت خافت :

" الأب , أتمنى أن نحصل على لم شمل جيد في المرة القادة .

..

..

هذا في حالة إخترت الخيار الأول بالطبع . لأنني لا أتمنى رؤيتك أو أي فرد آخر من الطائفة في الجانب المقابل ......."

2020/08/15 · 1,574 مشاهدة · 1931 كلمة
El Marchel-Z
نادي الروايات - 2025