في هذا الفراغ الذي هيمن عليه اللهب الأبيض والذي لا يزال في خضم إحراق كل شيء بما في ذلك أجساد شياطين الدلق السماوي الثلاثة أمام زيـــــــغان !!؟
أكثر شخص بارز من بين الثلاثة كان قائد الأسطول الذي تدمر , حيث كان شكل هذا الرجل حاليا مثيرا للإهتمام حتى بالنسبة لزيـــــــغان , لقد كان شيئا أقرب الى المستذئبين من أفلام الخيال العلمي على كوكب الأرض .
أنياب الرجل كانت بارزة بشكل مرعب , والفرو الأرجواني اللامع غطى كامل جسده الذي كان على هيأة رجل بالغ طويل القامة , شعره أصبح طويلا ومتدلي على كامل ظهره , حيث أصبحت عيناه تنضح بوهج متوحش وملتهب !!؟
المخالب التي كانت هي سلاح هذه الشياطين , كانت بكل تأكيد بارزة على يدي قائد الأسطول هذا , وكانت تبعث شعورا خطيرا للغاية . شعر قائد الأسطول كان يحترق بقوة النيران الأرجوانية التي تملكها قبيلة الدلق السماوي , وهالته إرتفعت الى حد كبير لا يقارن مع حالته السابقة ؟؟!.
لقد كانت قدرة الإشتعال شيئا خارقا حقا . فهذا الرجل حاليا كان قويا الى حد الجنون , وقد يملك بمفرده القدرة على سحق كامل فريق قادة الفيالق في عشيرة الأكاغي بدون أي جهد يذكر ؟؟
على الرغم من ذلك . ظهر أخيرا الإختلاف الذي يشكل الهاوية العميقة الفاصلة بين قوة السلالات . هذا الرجل كان فقط في عالم النيرفانا عكس ما يظنه الناس . كان قائد الأسطول في عالم النيرفانا 5 نجوم . بينما الإثنان خلفه كانوا من أقوى الجنرالات المتبقين على الساحة وكان كلاهما في نفس المستوى عالم النيرفانا 4 نجوم !!؟
مجرد جنرالات في عالم النيرفانا أربع نجوم وحتى ثلاث نجوم كانوا في الحقيقة قادرين على قمع قادة الفيالق , بل أكثر من ذلك . الجنرال البارز الذي كان سليما خلف قائد الأسطول كان قادرا على القتال بندية تامة مع بطريرك طائفة أبواب حرق السماء الذي وصل الى عالم العاهل القتالي منذ زمن ؟؟
ليس هذا فحسب , وإنما هذا البطريرك ليس عاهلا عاديا أبدا , وإنما هو أيضا وصل الى القدرة على إستدعاء هالة القانون المتوج الذي يملكه ؟؟
رغم أن البطريرك لم يشكل تاج القانون بعد , وبذلك لا يستطيع استخدام قوة القانون الحقيقية , لكن هذا لا يعني أن هالة القانون شيء ضعيف ؟؟
لقد كانت هالة قانون متوج شيئ مهول القوة الى حد لا يصدق . لذلك فكرة أن مجرد جنرال لم يصل حتى الى ذروة عالم النيرفانا استطاع مجابهة هذا البطريرك كانت شيئا مخيفا حقا !!.
هذا الجنرال كان فقط في عالم النيرفانا أربع نجوم , بينما يأتي فوق هذا المستوى :
* عالم النيرفانا 5 نجوم .
* ذروة عالم النيرافانا ( المرحلة النهائية ).
* نصف خطوة الى عاهل قتالي .
* عالم العاهل القتالي المرحلة التأسيسية .
* عالم العاهل القتالي نجمة واحدة .
بمعنى أبسط , هذا الجنرال كان قادرا على أن يقاتل خمس مستويات أعلى من مستواه بندية تامة كأنها لا شيء ؟؟ هذه ببساطة كانت القوة الهائلة التي تملكها السلالات المصنفة , وهذه ببساطة هي القوة الحقيقية لما تعنيه قوة الصنف الملكي . لقد كانوا ببساطة أشخاص لا يقهرون بكل المقاييس.
في المقابل كانت سلالة بطريرك طائفة أبواب حرق السماء سلالة قوية هي الأخرى , لكنها فقط لم تدخل تصنيف السلالة الملكية .
هذا البطريرك خفض رأسه بكل خجل وهو يقف خلف زيـــــــغان, لأنه بكل بساطة لم يستطع أن يجبر ذلك الجنرال في السابق على إستخدام الإشتعال حتى كما الآن !!؟
لكن الآن بهجوم واحد , المارشال زيـــــــغان مسح كل الأسطول, ولو لم يدخل أقوى ثلاث أشخاص في كامل الأسطول في مرحلة الإشتعال لتم مسحهم من على هذا الوجود كذلك !!. ليس هذا فقط بل كان الثلاثة مصابين بشدة رغم أنهم لم يموتوا , إلا أن الإصابات كانت حرجة وخطيرة للغاية !!.
حتى أحد الجنرالين فقد ذراعه بالكامل !!.
كان هذا البطريرك قادرا على إدراك حجم الفارق الذي يفصل بينه وبين المارشال زيـــــــغان , ليس هذا البطريرك فقط بل كافة قادة الفيالق خفظوا رؤسهم في خجل .
كيف يحق لهم إمتلاك كل هذه السلطة في عشيرة الأكاغي العظيمة وهم غير قادرين حتى على مجابهة أسطول واحد من مجرد حيوانات مسعورة ؟؟
أمكنهم فقط النظر الى المارشال زيـــــــغان بكل خوف وإحترام. لقد كان هذا الرجل حقا كيانا يرقى الى منصب المارشال , رغم أنه مجرد 18 سنة بالكاد , فقد وصلت قوته الى هذا الحد الهائل وهاهو يسحق أسطولا كهذا كأنه لا شيء ؟؟
بالخصوص قائد الفيلق ياماغوني !!. أحكم هذا العجوز قبضته على الرمح في يديه بقوة وهو يحاول تخيل حجم القوة التي سيصل اليها المارشال في المستقبل !؟
تذكر هذا العجوز أنه فقط قبل بعض الوقت كان أقوى من المارشال وحتى أنه كان يخوض عدة قتالات تدريبية معه ؟!. لكن الآن يبدو أن الفجوة التي ظهرت بينهما بدأت تتسع بسرعة لن يستطيع أي شخص في العشيرة مواكبتها .
أدرك كافة القادة والديموس وأي شخص آخر في العشيرة أنهم وصلووا الى حدودهم الطبيعية التي قام قانون الداو السماوي نفسه بتنصيبها , هم لن يستطيعوا مواكبة تقدم المارشال أكثر من ذلك . فهم لا يمتلكون قوة الدم التي تؤهلهم لكي يقفوا بجانب كيان من هذا المستوى ؟؟ أحزنهم هذا الأمر كثيرا لأنهم عرفوا أن مسيرتهم الى جانب هذا الشخص العظيم قد تنتهي عما قريب .
هذا العجوز ياماغوني رفع بصره الى الأعلى في غضب حيث إجتاحته مشاعر قوية للغاية ذكرته بكل الوقت الذي قضاه رفقة العشيرة وهو يلعن السماء الغير عادلة التي أنجبته بسلالة ضعيفة صارخا :
" اللعنة على السماء الحقيرة , اللعنة على هذا العالم الغير عادل !!"
رغم أنه لم ينطق هذه الكلمات , إلا أن تعابير وجهه كانت تقول أكثر من هذا حتى !!. نفس الأمر بالضبط يحدث مع بقية القادة الآخرين خلف زيـــــــغان , فقد كانوا جميعهم في نفس الوضعية.
صوت زيـــــــغان البارد قاطع هذه الأفكار فجأة , حيث قال وهو ينظر الى قادة الفيالق : " سننسحب للوقت الحالي , فقدت أكملت الهدف الذي جئت من أجل تحقيقه في هذا المكان ... "
على الفور كانت جماعة قادة الفيالق على وشك العودة الى النطاق الداخلي , حيث كان آخر شيء رآه هؤلاء القادة هو هرب قائد الأسطول ذاك وهو يجر ذيله بين قدميه مثل طفلة صغيرة رأت وحشا مخيفا !!؟
ذلك الرجل أخرج من ظهره جناحين مظلمين عليهم نفس النقوش الغريبة التي يحملها كل شياطين الدلق السماوي , أجنحة الخفافيش هذه عصفت بالمكان وخلقت أعاصير فوضوية تحت حجمها الهائل وهي ترفرف بجنون , جاعلة بذلك قائد الأسطول يهرب من هذا الفراغ كأنه قذيفة مدفعية !!؟؟؟
أمكن كذلك لقادة الفيالق رؤية الرعب الشديد الذي كان ينبع من عيون قائد الأسطول وهو يأمر الجنرالين خلفه بالتضحية بحياتهم في سبيل هربه من هذا المكان !!؟
حتى الجنرالين كانا مرتعبين بجنون من زيـــــــغان ولم يملكوا حتى الشجاعة للنظر في وجهه . ومع ذلك قرر الأثنان التضحية بأنفسهم في سبيل تأخير هذا الزيـــــــغان ولو لظرف بسيط من الزمن كافي لمنح قائد الأسطول فرصة للهرب !!.
لكن من وسط كل شيء , زيـــــــغان قرر فجأة الإنسحاب بدون قتل أي من هؤلاء الناجين من الأسطول . وبذلك إختفت مجموعة قادة الفيالق في صمت من هذا المكان , بينما بقي الجنرالين هناك بصورة غريبة للغاية غير قادرين على إستيعاب ما يحدث ؟
لماذا إنسحبوا هكذا فقط ؟؟ ما الذي يحدث مع هذا ... ؟؟
لم يعرف هؤلاء الجنرالين هل يفرحون بخبر إنسحاب زيـــــــغان أم لا . لأن المقر قد يقوم بإعدام جميع من بقي حيا من هذا الأسطول لأنهم جلبوا الخزي للقبيلة . لذلك كان الإثنان يعرفان مصيرهم منذ البداية , فقد كان الموت هو جزاء الفشل في قبلية شيطان الدلق السماوي , وهذا ما جعلهم يقررون البقاء هنا على الأقل وليس أوامر قائد الأسطول .
قبل أن يفرح هؤلاء الإثنان بهذه اللحظات , وحتى قبل أن تظهر بعض الإبتسامة الخفيفة على محياهم نظرا لنجاتهم من معركة الموت هذه .
بدأ الإثنان يستشعران حضورا مبجلا الى حد لا يصدق على وشك الوصول الى هذا الفراغ !!. حضور هذا القادم الجديد وصل الى هنا قبل أن يصل الرجل نفسه حتى !!؟
هالة ملكية نبيلة طغت على كل شيء في مئات الملايين من الأميال , حيث كانت التشي نفسها تتحرك وفق إرادة الرجل !!؟
قبل أن يظهر أي شيء في هذا المكان , ظهرت كذلك هالة أخرى مماثلة تماما للهالة الأولى التي ظهرت قبل قليل , لدرجة أنه حدث هناك صدام غريب وإنشق الفراغ الى نصفين !!؟
مع الجنرالين في المنتصف , كان الإثنان متجمدين من شدة الخوف , والهلع الشديد قد إستحوذ على قلوب الإثنين بصورة لا تصدق !!؟
فجأة صدر صوت مرافق لهالة شديدة النبل جعلت الرجلين يرغبان في الركوع على الفور , لكن هذه الهالة لم تعطي للرجلين أدنى إعتبار لذلك لم ينطبق عليهم أي ضغط من أي نوع !!...
" يا لها من مفاجأة غير سارة !!. لماذا يرغب التنين في القدوم الى حديقة منزلي هكذا فجأة ؟؟
هل ربما لم تكتفي بحصولك على مقبرة الإمبراطور , لذلك أنت ترغب في خطف شخص من منزلي الخاص ؟؟......................."
هذا الصوت كان يجعل الفضاء يتدبدب وفق تناسق غريب كأنه الإله في هذا المكان . حتى من الأنقاظ التي كانت تطفوا في هذا الفراغ تبخرت منذ زمن بعيد قبل أن تصل هذه الهالة الى هنا !!؟
السماء والأرض كانت ترحب بهذا الوجود بطريقة خاصة جدا, طريقة لا يستحق مجرد جنرال في عالم النيرفانا إستيعابها على الإطلاق !!.
لكن على غرار هذا الصوت , صدر صوت آخر من مكان ما بكل غرور :
" يبدو أن السبات الطويل أثر عليك بشكل سلبي , أنا التنين لا أحتاج لموافقة شيطان دلق مثلك للقدوم الى هذا المكان.
في الحقيقة يبدو أنك الشخص الذي أصبح شجاعا فجأة حتى ترسل بعض جنودك لكي يقتحموا المقبرة الخاصة بعائلتي ؟؟
هل ترغب في الحرب أم أنني فهمت الأمر بشكل خاطء أيها الدلق ؟؟..."
على الفور صدر صوت الدلق بنبرة فخورة للغاية مع بعض التهديد :
" تشه !!... وغد وقح , هل تظن حقا أنني لو أردت تلك المقبرة المتعفنة سأرسل بعض الجنود فقط ؟؟
لو كنت أريد شيئا ما من تلك المقبرة لقمت بإستعباد نطاق التنين خاصتك منذ زمن , وجعلت كامل شعبك عمال منجم في ذلك القبو الذي تفخر به ..."