كما السابق , كانت بوابة عالم الأرواح هذه غريبة للغاية وتحمل هالة أكثر غرابة , هالة فريدة من الغموض الشديد . في نظر زيـــــغان لقد كانت هذه البوابة تحمل ألغازا كثيرة لا يتصورها أي شخص كان !!.
فقط هذا الضباب الأبيض الذي يتشكل على هيأة هذه الوجوه المخيفة والذي يحاول دائما مهاجمة أي شخص يمر عبر البوابة كان يحمل أسرارا كثيرة جدا . و زيـــــغان عرف فقط أن هذا الضباب هو السبب الذي يؤذي أجساد كل فرد يحاول الوصول الى المحكمة السماوية , حيث يمكن إعتبار هذا الضباب خطا دفاعيا تملكه المحكمة السماوية .
فعندما وصل زيـــــغان في المرة السابقة الى المحكمة السماوية , لقد كانت قواه خائرة بالكامل وكان في أضعف حالة يمكن أن يظهر فيها . حيث كان يمكن قتله على الفور لو كان هناك مقاتل قوي كفاية لتجاوز صلابة جسده.
مما يعني أنه لو تم إعتبارك عدوا من قبل المحكمة السماوية , فأنت ستموت فور وصولك الى هناك نظرا للحالة التي ستكون فيها , وكل هذا بسبب هذا الصباب الأبيض الغريب ؟؟
لهذا السبب بالذات زيـــــغان جعل مدمر الموازين على هيأة درع , مدمر الموازين تطور كثيرا منذ آخر مرة . حيث كان يمكن إعتباره الآن سلاحا من الصنف الروحي الرتبة الثانية !!؟
رغم أنه ليس بسلاح متوازن مئة في المئة في هذه الرتبة الثانية . إلا أن هذا السلاح يملك قوة مكافئة للأسلحة من الرتبة الثانية , والى هذا اليوم لم يسبق أن ظهر أي شخص يحمل سلاحا روحيا من الرتبة الثانية , حتى الأشخاص في عالم العاهل القتالي الذين إلتقى بهم زيـــــغان لم يملكوا هكذا أدوات !!.
القوة الحقيقية التي كان يملكها مدمر الموازين حاليا كانت شيئا كبيرا جدا . خصوصا أن هذا السلاح يملك شضية السلف ؟؟ رغم أن زيـــــغان لا يستمد القوة من تلك الشضية , إلا أن هذا لا يعني أنه لن يفعل ذلك لو وقع في موقف خطير للغاية . بعد كل شيء , فبمجرد شضية واحدة إستطاع الإمبراطور التنين كسر قانون الداو السماوي ورغم كونه مجرد حامل لسلالة من الصنف الملكي , تمكن من الوصول الى عالم الإمبراطور القتالي ؟؟
مجرد شضية واحدة من سلاح السلف كانت في الحقيقة قادرة على معارضة وبل حتى التفوق على قانون الداو السماوي نفسه ؟؟ كان هذا الشيء حقا لا يصدق , فدائما ما كان كل شيء مرتبط بشخصية السلف غامضا وغريبا للغاية بالنسبة للجميع .
لكن قبل أن يدخل زيـــــغان الى هذه البوابة , بدأ خاتم ذهبي براق في الظهور والتشكل على أحد أصابع يده اليسرى , حيث كان هذا الخاتم هو الهدية التي قدمها له الشيخ الذهبي من القصر الأعلى في المحكمة السماوية !!.
بمجرد ظهور هذا الخاتم الغريب الذي كان يملك تصميما يحمل هالة قديمة جدا توحي أن هذا الشيء مصنوع منذ العصور الغابرة !!. ورغم هذا التصميم القديم , إلا أن زيغان أمكنه رؤية نقش لثلاث حروف تنضح بهالة بدائية لا تصدق !!؟
[ A » M » P ]
إي – إم – بّي ؟؟
ما الذي يعنيه هذا الشيء بحق الجحيم ؟؟
زيـــــغان الذي كان يتفقد هذا الخاتم تحت القوة البصرية التحليلية الهائلة التي يملكها , لم يستطع إكتشاف أي شيء يذكر حول هذا الخاتم . لكن الذي لاحظه زيـــــغان هو التحول الكبير الذي حدث للضباب بمجرد أن ظهر هذا الخاتم في يده ؟؟
الضباب الأبيض الذي كان يتشكل على هيأة وجوه غاضبة تهاجم أي شيء يقترب من البوابة , الآن تحت هالة الخاتم , أصبحت هذه الوجوه تحمل بعض تعابير الودية واللامبالاة !!؟
رغم أن زيـــــغان لم يعرف ماذا حصل , إلا أنه لم يكترث للأمر كثيرا :
" إذا كنت غير قادر على معرفة ما يحدث , من الأفضل عدم تضييع الوقت على شيء كهذا . ففي المستقبل هذه الأمور كلها ستتضح واحدة تلو الأخرى.
لكن , من أين أتى هذا الخاتم بحق الجحيم ؟؟ ... "
زيـــــغان بالطبع لم يكن يعرف أن الشيخ الذهبي هو الذي قدم له هذا الخاتم . لأنه كان في حالة عدم تركيز شاملة في المرة السابقة التي كان فيها في هذه المحكمة , حتى أنه كان فاقدا للوعي لمدة طويلة من الزمن مما إضطر الشيخ الذهبي من الأساس لكي يرسله عائدا الى العشيرة .
بهذه الإستعدادت , تقدم زيـــــغان الى هذه البوابة بينما غلف جسده بكل أنواع المهارات الدفاعية التي يملكها , كان عليه أن لا يتضرر من هذا الإنتقال مهما كان الثمن , فهو لا يعرف الوضع الراهن في المحكمة السماوية , لذلك كان من الأفضل أن يبقى حذرا قدر الأمكان ويتوقع حدوث الأسوأ .
شوى شوى !! ##--##--##--##
إختفى حظور زيـــــغان بالكامل من النطاق الداخلي , حيث كانت هذه هي العلامة على أنه إنتقل بالكامل من هذا المكان , وكان في طريقه الى ما يسمى بالمحكمة السماوية .
كما جرت العادة , كان هناك الكثير من الأشخاص الذين كانوا يركزون كثيرا على ما يفعله المارشال , خصوصا فريق الملوك . حيث كانوا دائما يحاولون دراسة المارشال وقدراته الغريبة تلك .
أكروس كان خائب الأمل قليلا , لأن زيـــــغان لم يكمل تعلم الخمياء كما كان يريد أكروس . بكل بساطة الخمياء هو القدرة على إستعمال الطاقة الروحية بشكل مثالي عن طريق هذا المستوى المرتفع من الإتقان , يتمكن الفرد من التلاعب بالعناصر الطبيعية والكنوز .
حيث يؤدي دمج , صهر أو فصل هذه المكونات ببعضها البعض الى إنشاء ما يطلق عليه بالحبوب الطبية , الأسلحة القتالية وثم التعويذات القتالية .
الحبوب الطبية كانت هي الوسيلة الوحيدة التي يتمكن بها المقاتلون من رفع مستواهم بشكل كبير في مدة زمنية محددة . كما أن الحبوب الطبية هي الأخرى تملك العديد من الأصناف , ومزايا الحبوب الطبية تختلف من حبة الى أخرى . وهذه المزايا لا تكون دائما مرتبطة بالقتال . وإنما هناك حبوب تملك قدرات غريبة للغاية ...
صنع الأسلحة القتالية يعتبر أصعب بكثير من صنع الحبوب , لأن مهنة الحدادة تملك شروطا صعبة للغاية , فلا يوجد هناك الكثير من الأشخاص الذين يستطيعون التعامل مع المعادن النادرة في هذا الكون , كما أن الحدادة تتطلب أن يكون الخميائي مستعملا لقانون المعادن بشكل رئيسي !!. وهذا الشيء نادر جدا حدوثه . من النادر للغاية ظهور خميائي يستعمل قانون المعادن , لأن الخمياء الخاص بالحبوب الطبية يتطلب قانون اللهب !!؟ وبهذا تكون هذه المعادلة صعبة التحقق بشكل لا يصدق .
في الأخير يمكن للخميائيين كذلك صنع التعويذات القتالية , لكن هذا المستوى لا يزال حوله الكثير من الغموض . لذلك تعتبر المعلومات حوله مبهمة بعض الشيء .
ما جعل أكروس يائسا ليس تخلي زيـــــغان عن مهنة الخميائي , وإنما كان يائسيا لأنه شعر بالعجز أمام القدرة الفطرية التي يملكها جسد زيـــــغان !!
" بالتفكير في أنه يستطيع صهر أي شيء مهما كان مع جسده ؟؟ وليس هذا فقط , بل يستطيع كذلك إعادة تكوين الشيء الذي صهره داخل جسده على هيأة جديدة من إختباره ؟؟
يمكن إعتبار جسد المارشال مصنعا متحركا للحبوب الطبية والأسلحة القتالية , ربما قد يكون قادرا كذلك على صناعة حتى التعاويذ القتالية إذا تعلم حولها .
وربما يكون قادرا على صناعة شيء جديد لا نعلم عنه أي شيء كما العادة !!؟ ... " النبرة التي تحدث بها أكروس كانت غريبة للغاية , كأنه يشعر بالظلم لأول مرة في حياته ؟؟
في الحقيقة أكروس شخص كرس كامل حياته للخمياء , حتى أنه نال لقب الخميائي في عرق الكارثة . لذلك هو يعرف مدى الجهد والصعوبات التي عانى منها من أجل أن يصل الى هذه المكانة .
لكن زيـــــغان كان يمكن إعتباره خميائا مطلقا , بدون أن يتدرب على أي خمياء أو غيره ؟؟ لقد كان هذا الشيء إعجازيا الى حد لا يصدق !!. أمكن فقط لأكروس التفكير في نظرية غريبة :
" هل المارشال يملك جسدا إعجازيا ؟؟ بالطبع جسده غريب , لكنه لا يملك هالة الأجساد الإعجازية التي أعرفها !!. والأن بظهور هذه القدرة الجسدية , لابد أن هذه القدرة مرتبطة بقدرات جسده ذاك ؟؟
لكن لم يسبق أن سمعت بجسد يملك قدرة كهذه طوال مسيرتي في ميلينيوم ... "
أكروس كانت أعينه تتوهج ببعض البريق الغريب , لكن دون فائدة فلا أحد يعرف ماذا كان في جعبة جسد المارشال زيـــــغان . أكروس أخرج هذه الشجرة من جديد وبدأ يلقي ببعض النظرات على تلك الفاكهة التي كانت على الشجرة الصغيرة بعد أن وصل الى نهاية مغلقة في ما يخص شؤون المارشال .
" ألن يكون من غير العادل أن يحظى رجل الضمادات بهذا الكنز بينما بقية الديموس لا يحظون بأي شيء ؟؟..." ملكة الحياة إيف, تدخلت من الجانب وهي تراقب هذه الشجرة بإهتمام شديد .
كلام هذه الملكة كان منطقيا بعض الشيء , لأنه حتى هوتاكي لا يعرف أنه سيحضى بشيء كهذا على الإطلاق ...
" هذه شؤون المارشال , هو سبق وأن إختار هوتاكي كقائد للديموس . وواجب القائد هو أن يملك القوة لكي يهتم بزمام الأمور بمثالية مهما كانت الظروف .
القائد يعني القوة . وبما أن هوتاكي هو القائد , فسيم بنائه ليكون الأقوى بينهم ببساطة ... "
شوى شوى !! ## ## ## ##
قاطع كلام الملوك ظهور جثث على الأرض !!, هذه الجثث بطريقة ما كانت تعود لكل من بارق ولوسوفير ؟؟
بارق كان عاري بالكامل , لكن جسده بالكامل كان يسبح في شلال من شرر البرق الأسود الغريب !!. هذا البرق كان يؤذي جسده بشكل طفيف , هذا الجسد كان في حالة يرثى لها الى أبعد الحدود !!.
والغريب أنه نفس الشيء بالنسبة للوسوفير , حيث كان الإثنان على شفى الموت بشكل فضيع للغاية !!. الأوعية الدموية في عيون الإثنين كانت بارزة بشكل مخيف كأنهم تعرضوا للتعذيب المستمر في أعماق الجحيم !!؟
بوووم !! ## ## ##
الملك لاورو كيلر على الفور قذف جثث الإثنين بدون أية رحمة الى بوابة كانت في نفس المكان وهو يقول :
" ما الذي جلب هؤلاء الحمقى الى هنا ؟؟... تشه ... "
بعد أن إختفى كل من بارق رفقة لوسوفير من المكان , كان من الواضح أن الملك لاورو كيلر أرسلهم الى نفس المعبد الذي كان فيه هوتاكي والبقية لأن الديموس العشرة سيجتمعون هناك بالكامل قبل أن يتحركوا في المرة القادمة .
ملكة الحياة بعد أن ألقت بنظرة على كل من بارق و لوسوفير قالت بنبرة ساخرة وهي تغادر هذا المكان :
" رجل الضمادات يجب أن يصبح الأقوى في الديموس ؟!!.
هذا سيكون صعبا عليه كالجحيم , أستيطع القول أنه حتى مع ذلك الشيء في تلك الشجرة سيكون من الصعب عليه التفوق على بعض الأعضاء في الزمرة ؟؟... "